أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - -محمد وأمنية ما بين السخرية والفلسفة: حين يتلاقى حسن الخاتمة مع حسن اللقاء!-














المزيد.....

-محمد وأمنية ما بين السخرية والفلسفة: حين يتلاقى حسن الخاتمة مع حسن اللقاء!-


بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8171 - 2024 / 11 / 24 - 23:33
المحور: كتابات ساخرة
    


في أحد البرامج التي تجمع بين أحلام الشرق الأوسط وطموحات الإعلاميين في الظهور بمظهر النجم الذي لا يقهر، وقعت حادثة قد تكون من عجائب القرن: حيث استضيف المواطن محمد في حلقة من برنامج "أحلام الشرق الأوسط"، وكان السؤال البسيط، الذي لا يثير أي شبهة: "ما هي أمنيتك في الحياة؟". كانت المذيعة، بطبيعة الحال، تتوقع إجابة تقليدية تشبه تلك التي يرددها الجميع في مثل هذه المواقف: "أرغب في سيارة فارهة، منزل واسع، أو ربما وظيفة مرموقة". لكن محمد، الذي يبدو أنه لا يتبع نفس القواعد المملة، فاجأ الجميع بأمنية خارجة عن المألوف: "أنت وحسن الخاتمة!"

الرد الذي أطلقه محمد قد يبدو للوهلة الأولى مجرد مزحة عابرة، لكنه في الواقع يفتح أمامنا بابا واسعا من التأمل والتساؤلات. هل كان يظن أن المذيعة هي المفتاح السحري لحسن الخاتمة؟ أم أنه كان يطرح علينا سؤالا وجوديا جادا بلمسة فكاهية؟! في كلتا الحالتين، لا يمكن إنكار أن محمد قد ألقى قنبلة فكرية أوقعت المذيعة في فخ الدهشة، وأساءت إليها في نفس الوقت. هل تضحك؟ هل ترتبك؟ هل تتهرب وتطلب من المخرج قطع البث؟ ذلك هو سؤال الساعة!

لنغص في عمق هذه الأمنية العميقة (أو على الأقل التي يبدو أن محمد كان يقصد بها شيئا أعمق). أولا، نلاحظ أنه لم يجمل طلبه بكلمات تقليدية عن الثروات المادية أو الطموحات الدنيوية. بل اختار أن يضع المذيعة في موقف محرج، وكأنها جزء من أمنية كونية تتعلق بحسن الخاتمة. ربما كان يريد أن يلفت الانتباه إلى حقيقة أننا جميعا نتعامل مع مفاهيم الحياة والموت بشكل غير تقليدي. ففي عالم حيث تسير الأمور بسرعة جنونية، نادرا ما نجد من يطلب "حسن الخاتمة" كأمنية.

في هذا السياق، يمكننا أن نرى في أمنية محمد دعوة فلسفية مضحكة، بل قد تكون رسالة عن حقيقة الحياة التي لا يدركها الجميع: النهاية هي ما يهم. فهل كان يظن أن الحياة ليست سوى رحلة نحو النهاية السعيدة؟ أم أن قضاء وقت في هذا العالم ليس سوى تحضير للقاء أبدي؟ في كل الأحوال، تظل الفكرة الأساسية هي أن محمد قد استدعى فلسفة الموت والحياة في تلك اللحظة، في موقف غير تقليدي، وسط ضحكات المشاهدين، ودهشة المذيعة.
دعونا لا ننسى أن محمد لم يظهر فقط روحا فكاهية عميقة في اختياره للكلمات، بل طرح أيضا فكرة فلسفية تؤرق الجميع في وقتنا الحالي: حسن الخاتمة. في عالم يعج بالتوترات والصراعات اليومية، يتمنى المرء أن تصل النهاية إلى اللحظة المثالية، حيث تكون الخاتمة سعيدة، صافية، وكاملة. وقد تكون أمنية محمد هنا دعوة فلسفية لنتقبل فكرة النهاية بإيجابية، بعيدا عن تعقيدات الحياة اليومية.

أما بالنسبة لمقولة "حسن اللقاء"، فهنا نجد إضافة فنية رائعة من محمد، وكأنما يحاول أن يضع المذيعة في قلب كل ذلك، ليوحي بأنها هي التي ستسهم في هذا اللقاء الميمون، الذي قد يكون اللقاء الأخير! قد يكون في ذلك تلميحا ساخرا، أو دعابة تحتمل أكثر من تفسير: هل كان يقصد أن اللقاء مع المذيعة هو بمثابة تلك اللحظة التي تقود إلى الخاتمة السعيدة؟ أم أنه كان يتلاعب بالكلمات على طريقتنا الشرقية الفريدة؟

في الختام، لا يسعنا إلا أن نقر بأن محمد قد لفت الأنظار بطريقة غير متوقعة، ليعيد تعريف ما يمكن أن تكون عليه "أمنية". بين الفكاهة العميقة والفلسفة الساخرة، تبدو هذه الأمنية دعوة لنا جميعا للعيش بتفاؤل، وأن نسعى نحو لحظات خفيفة من السعادة، حتى في أحلك الظروف. إذا، لنرفع أيدينا جميعا، ونتمنى حسن الخاتمة، ولكن مع قليل من الضحك، ولحظات من اللقاءات غير التقليدية، مثل تلك التي قدمها لنا محمد، الذي لا يزال يذكرنا أن الحياة أكبر من مجرد برامج تلفزيونية وأمنيات مملة.



#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عريضة شعبية تطالب الملك بمحاسبة وزير العدل وهبي وإقالته من م ...
- الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن: أداة سياسية أم عقبة أمام السل ...
- عيد الاستقلال المغربي: بين الفرح والاختلافات الاجتماعية
- -القصاص أم السياسة؟ السعودية تنفذ حكم القتل في خيانة وطنية و ...
- العالم اليوم: قانون الغاب في ثوب جديد
- المهداوي: ضحية النظام أم بطل مسرحية درامية؟
- الدينامية الجديدة في العلاقات المغربية الفرنسية على ضوء قرار ...
- إسرائيل: ضحية نفسها في مسرحية عالمية
- -التغطية الإعلامية للأميرة للا خديجة: بين المظهر والتأثير ال ...
- سيارات الدولة: رموز الفساد الإداري في المغرب وضرورة الإصلاح ...
- -الأعداء: سلاح سياسي أم مجرد وهم درامي؟-
- ماكرون: -خنجر المغاربة- في قلب المقاومة الفلسطينية
- ماكرون في المغرب: طاجين سياسي ومفاوضات على نار هادئة
- إسرائيل وإيران: دراسة في صراع القط والفأر
- عالم بين الدمار والسلام: نحو رؤية مستقبلية جديدة
- -الشيطان يتحدث: تأملات في التشكيلة الحكومية المغربية الجديدة ...
- نهاية إسرائيل على يد نتنياهو: هل هي نبوءة أم مجرد سخرية؟
- عالم الحيوانات: تحليل للتنمر الدولي في إطار غابة حيوانات
- فن الاختلاف: عندما يتحول الكوميدي إلى حاكم فني
- -أفضل من الجميع: كيف يقود الاعتقاد الزائف بالتفوق إلى حروب ل ...


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - -محمد وأمنية ما بين السخرية والفلسفة: حين يتلاقى حسن الخاتمة مع حسن اللقاء!-