|
و ... متى سيحاكم ويعدم الصدام الآخر ... ؟
حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 1783 - 2007 / 1 / 2 - 07:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
و ... سأصدق وابتهج واهنيء الآخرين فقط لأني قي حاجـة ماسة الى الفرح ... وأأمل كأي عراقي’ بأن صدام قد اعدم فعلاً ... لحماً ودماً... ولا يهمني على الأطلاق’ ان الأمر كان حلقـة من تلك المسرحية السمجـة التي جعلت من صدام الفضيحة بطلاً عروبياً اسلامياً .. او تعبر عن خلفيـة لا تماهي ما في قلوب الناس ... المهم ان نفرح ونتقيء شيئاً من مخزون الحزن الذي اصبح ثقيلاً على افئدتنا . لا يهم ايضاً ان الذي اعدم هي مجموعة حروف يتكون منها اسماً بشعاً لصدام ... اما صدام الجريمة والتاريخ الدامي ودماء الشهداء وعذابات الضحايا ودمارالحروب ومجازر حلبجة والأنفال والأنتفاضـة الشعبانيـة والكرد الفيليين والدجيل وعرب الأهــوار والمقابر الجماعية وتبعات الدسائس والمؤامرات وكذلك الفساد والأختلاس ونهب وتهريب ثروات الوطن والحاق الأذى الكارثي في البيئـة ’ فهكذا صـدام لا زال طليقاً مسعوراً فاعلاً مؤثراً في سلطـة الورثـة’ مع ذلك نحاول افتعال الفرح ونمارسه ونتناسى ’ ان الكارثة اخترقتنا والحزن ينضح اوجاعاً داخلنا ’ فقط لأننا عاطفيين حـد البلادة وجاهزين للتخلي عن ذاكرتنا . لا يهم على الأطلاق ’ ان كان صدام حسين قد اعدم فعلاً ام اختفى ــ لأنه ميت في كل الحالات ــ تكراراً لواحدة من الألاعيب الجارحـة التي اعتدنا عليها وآلفناها وتجرعنا مرارتها خلال الثلاثة سنوات والنصف الأخيرة من عمر اللعبـة القذرة ’ سواءً من قبل الأحتلال ام من حكومتنا التي فصلت لنا طائفياً وعنصرياً ’ المهم ان نفرح ونبتهج في زمن جفت فيـه عراقياً منابع الفرح والبهجـة . لا يهم ان كان الذي حصل واقعاً ام انـه مجرد جرعـة تخدير اضافيـة لشعب انهكـه التخدير والأغفاء اصلاً’ وتركه مغيباً على سرير المحاصصة للعملية السياسية بلا انعاش ..لكن مع ذلك نحاول ان نمسح بخرق الفرح رشـح الأنهاك والأحباط وخيبـة الأمـل . لا يهم ان كان الذي حدث هو مجرد هبــة اضافيـة لحكومتنا المنتخبـة كـي تستعيـد بها شيئاً من هيبتها وماء وجههــا ورصيدها من اغطيـة التضليل والأستغفال لأخفاء فضائح العجز والفوضى والتمزق والفرهود المحاصصاتي .. المهم اننا وبأي ذريعـة كانت ’ نريد ان نلتف على واقعنا البائس ونفرح ونبتهج ونتجنب رؤيــة الوجـه الآخر لغيبوبتنا . لماذا اطلق سراح المجرم ابن السبعاوي .. لماذا نفذ حكم الأعدام بصدام متآخراً بعد مسرحية مهينـة استمرت لأكثر من عامين مسحت عنـه الشخصية الرثـة الذميمة التافهـة البائسـة المخجلـة وجعلت منـه بطلاً ورائـداً عروبياً اسلاميـــاً ’ ولماذا اجل اعدام المسخين برزان والبندر .. ولماذا .. زالماذا .. ؟ . اسألـة نتركها مؤجلـة الأجوبـة ’ لأننا لا نريد ان نفسد بها سراب اوهامنا وجرعة فرحتنا ورغبـة الضمأ في ان نغرق بأحلام يقضتنا . هناك صـدام يشبــه صـدام ’ ورجال تشبـه الرجال’ وكيانات تشبـه الكيانات’ وعملية سياسية تشـه حالها وديموقراطية مستنسخة بطريقة مغريـة وعفونـة روث العقائد والممارسات البعثية تنضحها عقائـد ومذاهب الورثـة ’ وهناك ايضاً عراق يشبـه العراق ’ فعلى العراقيين اذن ان يشبهوا العراقيين ويمارسوا فرحاً يشبـه الفرح ’ شرط ان لا يؤجلــــوا ــ لا ــ الرفض دهراً اضافياً ويستمروا مشروعاً لتجارب السياسيين العجزة المصابيين بداء فقـر الوطنيـة’ وارضيـة خصبة لزراعـة بـذور التجهيل والخداع والأستغفال والتضليل الشامل . قد يكون الحبل التف فعلاً على عنق صـدام التفاهة والوضاعـة والسفالة والجبن والعمالة والشذوذ ’ لكن صدام الجريمة والقتل والأبادة ومليشيات الفوضى والتهجير والتدمير وفرق الموت ورموز الفساد والأختلاس والرذيلــــة والجنرالات والجيوش والأجهزة الخفيـة لحريق الأحقاد والعداوات والفتنـة البغيضـة ’ وكذلك صدام الأحزاب المغلقــة والتطرف الطائفي العنصري ورعب مذاهب التكفير والأبادة على الهويـة ’ هكذا صـدام ببشاعـة افعالـه لا زال بريئاً طليقاً محموداً مكافئاً متسلطاً مشاركاً في اثـم العملية السياسية بمحاصصاتها ومصالحاتها وعنفها ودسائسها . اقتنع بدون تردد واعترف على ان صدام ابن ابيـه وصبحـة بلحمـه العفن ودمـه الفاسد وطلعتـه المقيتة شاهدته والحبل في عنقـه ’ لكن من يقنعني ان صدام العقيدة المشينة والثقافـة الوسخـة والتربية الرديئة والساديـة المتوحشة والعطب النفسي والطاعون الأجتماعي والعادات والممارسات الذميمـة للورثـة الأراذل ... هكذا صـدام لم يكن الآن طليقـــاً متبراءً من تاريخ المجزرة العراقيـة وليس سبباً للكارثـة الأجتماعية وليس مسؤولاً الآن ولا متهماً بجريمة مواصلة قتل العراق ومحاولـة انهاءه ثم تقسيمـه وبيع اشلاءه في اسواق الأختراقات الطائفية والعنصرية والعمالـة والتبعيـة لدول الجوار العروبي الأسلامي والأطماع الدوليـة . سنبقى نفتعل الوهم .. ونغرق في السراب عطشاً .. ونستحلـب النملــة المنتخبـة .. ونضخ دماءً وارواحاً في بؤس واقعنا .. لكن وبالتأكيد ستبقى احزان وعذابات وانتكاسات العراقيين ارضيـة خصبـة لزراعـة ونموا بذور عراقهم الجــديد .. انـه قادم وعلى كتفـه حقيقـة الفرح والبهجـة والأمن والأستقرار والأزدهار .. انه يتدفق من لوعــة الأمهات وصرخة اليتاما وحسرة الأرامل وحرقـة وعتب الضحايا والشهداء وهمة المخلصات والمخلصين ... وان خليت قلبت .. والعراق لا زال واقفاً وسينتصر وينفذ حكم الأعدام حقاً بصدام البعث والرذيلـة والخسـة والعمالـة والتبعيـة والفساد ويولـد ويكبــر ذلك الفرح العراقي الأصيل في عيون اهل العراق . 31 / 12 / 2006 [email protected]
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المحاصصة الوطنية !!! .
-
لا تقتلوا الأنسان فينا
-
كان يوماً للتضامن مع الكرد الفيلية
-
يا وطن : لا تعثر اسم اللّه عليك
-
اشكالية المأزق العراقي ..
-
بغداد ... يا عشق يعذبنا
-
والمليشيات ... منتخبة ايضاً !!! ..
-
مبادرة للتضامن مع الكرد الفيلية
-
مدينة الثورة : شعاع على جبين تموز ..
-
سوريا وايران : خرجتا من دائرة الشك الى الفضيحة .
-
لا تخطفوها ... انها منتخبة
-
لكم عروبتكم ... ولنا عراقنا
-
يا اهل العراق : لا تحرقوا بيتكم
-
شنقاً للبعث حتى الموت
-
وداعاً ابو ماجد
-
الأحتلال .. الطائفية .. والعنصرية : ركائز الكارثة العراقية
-
انه العراق .. يا ايها الأنتم
-
يا عيد مر بينه ...
-
اهمية الأستقلالية لمنظمات المجتمع المدني ...
-
محاكمة الطاغية بين القاضي والقاضي ...
المزيد.....
-
السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته
...
-
نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف
...
-
-الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر
...
-
السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
-
نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران
...
-
نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب
...
-
كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
-
تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
-
-مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت
...
-
مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|