أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حمدي سيد محمد محمود - القيادة السامة وأثرها: كيف يمكن للقيادة الإيجابية أن تعيد الحياة للمنظمات؟















المزيد.....


القيادة السامة وأثرها: كيف يمكن للقيادة الإيجابية أن تعيد الحياة للمنظمات؟


حمدي سيد محمد محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8169 - 2024 / 11 / 22 - 11:22
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


في عالم الأعمال اليوم، تعد القيادة هي القوة المحركة التي تحدد مسار أي منظمة أو مجتمع. وتعتبر القيادة السامة أحد أكبر التحديات التي تواجه بيئات العمل الحديثة، حيث تؤدي إلى تدمير الروح المعنوية للفريق، وتراجع الأداء، وتهديد استقرار المؤسسات. فالقائد السام لا يقتصر تأثيره السلبي على الأفراد فقط، بل يمتد ليشمل كافة مستويات المنظمة، مما يخلق بيئة سلبية تعج بالتوتر والإحباط، حيث تصبح العلاقة بين القائد والموظفين ملوثة بالكراهية وعدم الثقة، ما ينعكس على الإنتاجية والإبداع. السلوكيات السامة كالتسلط، والتلاعب، والإذلال، والمحاباة، قد تدمر العقول والقلوب وتزرع الخوف بدلاً من الثقة.

إلا أن ما يعوض ذلك هو مفهوم القيادة الإيجابية، الذي يبرز كبديل قوي ومؤثر للقائد السام. القيادة الإيجابية لا تهدف فقط إلى تحقيق الأهداف التنظيمية، بل تركز على بناء بيئة صحية قائمة على التعاون، والاحترام المتبادل، والدعم المستمر. القائد الإيجابي لا يعامل موظفيه كأدوات تنفيذية، بل يُقدّرهم كأفراد ذوي قيمة، ويعمل على تمكينهم، مما يؤدي إلى تعزيز الولاء والإنتاجية، وخلق بيئة عمل تحفز على النمو والتطور.

القيادة الإيجابية تساهم في تشكيل ثقافة تنظيمية قائمة على التفاعل الإنساني الإيجابي، حيث يصبح كل فرد جزءًا من رؤية جماعية تسعى للنجاح المشترك. ومن خلال توجيه الموظفين، وتقديم التقدير المناسب، وحل الصراعات بشكل بنّاء، يمكن للقيادة الإيجابية أن تعيد بناء الثقة وتعيد تفعيل الإمكانات البشرية في سبيل تحقيق أهداف عالية.

إن أهمية التحول من القيادة السامة إلى القيادة الإيجابية تتجسد في قدرتها على استعادة الحيوية والتفاؤل في العمل، وإعادة خلق بيئات عمل ملهمة تتيح للموظفين الإبداع والابتكار. ومن خلال هذه القيادة، يمكن تقليل معدلات الاستقالات، وتحفيز الأداء، وبناء منظمات مستدامة، تنعم بالنجاح على المدى الطويل.

إذا كانت القيادة السامة بمثابة جرح عميق يصيب قلب المؤسسة، فإن القيادة الإيجابية هي العلاج الفعّال، الذي يعيد الصحة والنشاط لتلك المنظمة. القيادة الإيجابية ليست مجرد أسلوب أو طريقة عمل، بل هي فلسفة حياة يمكن أن تُحدث ثورة في بيئات العمل وتعيد لها التوازن والازدهار.

ما المقصود بالقيادة السامة؟

القيادة السامة هي نمط من أنماط القيادة يتسم بسلوكيات تؤثر سلباً على الأفراد والمنظمات. يتمثل القائد السام في شخص يتصرف بطريقة تضر بمصلحة الفريق أو المنظمة من خلال استخدام سلطته بطريقة تعسفية أو مدمرة، مما يؤدي إلى بيئة عمل سلبية أو متوترة.

السمات الرئيسية للقيادة السامة:

- التحكم المفرط والتسلط: حيث يسعى القائد السام للسيطرة على كل التفاصيل وإلغاء حرية الفريق في اتخاذ القرارات.
- الإذلال والتنمر: استخدام القوة أو السلطة لإهانة الآخرين أو تقويض ثقتهم بأنفسهم.
- التلاعب والخداع: قد يميل القائد السام إلى إخفاء الحقائق أو التلاعب بالمعلومات لتحقيق مصلحته الشخصية.
- الانحياز والمحاباة: إظهار تفضيل لأفراد معينين على حساب الآخرين، مما يؤدي إلى ظلم وعدم عدالة في بيئة العمل.
- غياب التوجيه والدعم: القائد السام يفتقر إلى القدرة على توفير الدعم أو التوجيه لأفراد فريقه، بل يميل إلى لومهم بدلاً من مساعدتهم على التطور.

التأثيرات السلبية:

- على الأفراد: قد يعاني الأفراد تحت قيادة سامة من انخفاض في المعنويات، والإجهاد النفسي، وفقدان الثقة بالنفس.
- على الفريق أو المنظمة: تؤدي القيادة السامة إلى تدهور الإنتاجية، وزيادة معدلات الاستقالات، وتدهور العلاقات بين الأفراد، وفقدان الإبداع والابتكار.
- القيادة السامة تؤدي إلى بيئة سامة: يمكن أن تدمر الروح المعنوية للفريق وتؤثر على نجاح المنظمة على المدى الطويل.


سمات القيادة السامة وكيف يمكن تمييزها في بيئة العمل أو المجتمع


سمات القيادة السامة تتمثل في مجموعة من السلوكيات والصفات التي تؤثر سلباً على بيئة العمل أو المجتمع. إليك أبرز هذه السمات وكيفية تمييزها:

- التحكم والتسلط: القائد السام يميل إلى فرض سلطته بشكل مفرط على الآخرين ويقلل من حرية الأفراد في اتخاذ القرارات. يسعى للتحكم بكل تفاصيل العمل ويركز على ممارسة النفوذ على الأفراد.

- التنمر والإذلال: أحد أبرز سمات القيادة السامة هو استخدام القوة أو السلطة لتهديد أو إذلال الموظفين أو الأفراد. قد يتم توجيه الانتقادات اللاذعة أو المهينة علنياً لتقويض الثقة بالنفس.

- غياب الدعم والتوجيه: القائد السام لا يوفر الدعم الكافي لفريقه أو الأفراد تحت قيادته. يفضل إلقاء اللوم على الآخرين بدلاً من تقديم حلول أو توجيه إيجابي لتطويرهم.

- التلاعب والمراوغة: القادة السامون قد يمارسون التلاعب العاطفي أو يغيرون مواقفهم بشكل مفاجئ وغير منطقي. يقومون بإخفاء الحقائق أو يضللون المعلومات لتحقيق مصالحهم الشخصية.

- المحاباة والانحياز: يظهر القائد السام تفضيلاً لبعض الأفراد على حساب الآخرين، مما يؤدي إلى تفرقة وعدم عدالة في المعاملة. هذا السلوك يعزز بيئة سلبية ويؤدي إلى تفكك الفريق.

- عدم الاستماع والاحترام: القائد السام يرفض الاستماع لآراء الآخرين ولا يظهر احتراماً للأفكار المختلفة. يتجاهل ملاحظات الفريق أو يستفزهم بشكل متعمد.

- الافتقار للشفافية: يتجنب القائد السام الشفافية ويعتمد على الغموض والمراوغة في اتخاذ القرارات. لا يكشف عن المعلومات الضرورية لفريقه أو المجتمع، مما يعزز عدم الثقة.

- سوء إدارة الصراعات: القائد السام لا يقدر على إدارة الصراعات بشكل بنّاء. بدلاً من معالجة الخلافات بشكل عادل، قد يقوم بتصعيدها أو تجاهلها، مما يؤدي إلى بيئة عمل ملبدة بالتوتر.

- التركيز على المصالح الشخصية: القادة السامون غالباً ما يضعون مصالحهم الشخصية أو المهنية في المقام الأول، ويتجاهلون مصالح الفريق أو المنظمة. قد يسعون لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الآخرين.


كيف يمكن تمييز القيادة السامة في بيئة العمل أو المجتمع؟


- معدلات دوران الموظفين: زيادة معدل الاستقالات أو انتقال الموظفين بشكل متكرر قد تكون إشارة إلى وجود قائد سام، خاصة إذا كانت بيئة العمل تتسم بالإحباط.

- التوتر والقلق المستمر: بيئة العمل تحت قيادة سامة غالباً ما تكون مليئة بالتوتر والقلق. الموظفون قد يعانون من مستويات عالية من الضغط النفسي بسبب سلوكيات القائد.

- انخفاض الإنتاجية والإبداع: في بيئة قيادية سامة، قد تلاحظ انخفاضًا في أداء الأفراد، مع قلة الابتكار والرغبة في المبادرة بسبب الشعور بعدم التقدير أو الخوف من الفشل.

- الموظفون غير ملتزمين أو غير مخلصين: في ظل القيادة السامة، قد يشعر الموظفون بالاستياء وعدم الولاء، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى المشاركة أو الحماسة للعمل.

- تزايد الشكاوى والقلق: قد يُظهر الموظفون تزايدًا في الشكاوى والتذمر عن القيادة، سواء كان ذلك من خلال محادثات غير رسمية أو تقارير رسمية.

كيف يمكن للموظفين التعرف على السلوك القيادي السام واتخاذ خطوات للتعامل معه؟

يمكن للموظفين التعرف على السلوك القيادي السام من خلال مراقبة بعض الأنماط والسلوكيات التي قد تظهر في تصرفات القائد. إليك بعض الإشارات التي قد تدل على سلوك قيادي سام، بالإضافة إلى خطوات يمكن اتخاذها للتعامل معه:

كيفية التعرف على السلوك القيادي السام:

التنمر والإذلال العام:

- إذا كان القائد يحرج الأفراد أمام الآخرين أو يوجه إليهم انتقادات جارحة علنًا، فهذه من أبرز علامات القيادة السامة.
- إهانة الآخرين أو التقليل من شأنهم بشكل مستمر قد يكون مؤشرًا قويًا.

التحكم المفرط:

- القائد السام يميل إلى التدخل في كل تفصيل صغير ويمنع الأفراد من اتخاذ قراراتهم الخاصة.
- لا يعترف بقدرات الفريق أو يمنحهم الفرصة لإظهار مهاراتهم القيادية.

التلاعب أو الخداع:

- القائد الذي يختبئ وراء المعلومات أو يغير الحقيقة لتحقيق مصلحته الشخصية أو تغطية أخطاءه يعد قائدًا سامًا.
- يقوم بإخفاء الحقائق أو تزويد الموظفين بمعلومات مضللة.

عدم تقديم الدعم أو التوجيه:

- إذا كان القائد يركز فقط على تصحيح الأخطاء بدلاً من تقديم حلول أو توجيه للمستقبل، فهذا يعني أن القائد يفتقر إلى مهارات القيادة الإيجابية.
- في بعض الأحيان، قد يعرض القائد السام مشاعر سلبية تجاه الموظفين بدلًا من تشجيعهم على التحسن والنمو.

المحاباة أو التفضيل:

- تفضيل بعض الموظفين على آخرين بناءً على اعتبارات شخصية، وليس المهنية، يعتبر من مظاهر القيادة السامة.
- قد يتجاهل القائد مصلحة الفريق أو المنظمة في سبيل مصلحة شخصية.

كيفية التعامل مع القيادة السامة:

التوثيق:

- من المهم توثيق كل حادثة تلاحظها من سلوك القيادة السامة. يمكن أن يتضمن ذلك الرسائل الإلكترونية، المحادثات، أو المواقف التي حدثت في الاجتماعات.
- يمكن استخدام هذه الوثائق لتقديم تقرير رسمي إذا لزم الأمر.

التواصل المباشر (إذا كان ممكنًا):

- في بعض الحالات، يمكن محاولة إجراء محادثة صادقة مع القائد حول سلوكه. في حال كان القائد مستعدًا لتلقي ملاحظات، قد تكون هذه فرصة لتحسين الوضع.
- من المهم أن يكون الحوار محترمًا ومبنيًا على الحقائق والمشاعر الشخصية.

البحث عن دعم من الزملاء:

يمكن أن يساعد التحدث مع الزملاء في فهم ما إذا كان سلوك القائد يؤثر عليهم بنفس الطريقة. يمكن تكوين شبكة دعم من أجل تعزيز القوة الجماعية.

طلب التوجيه من إدارة الموارد البشرية أو الإدارة العليا:

- إذا كان السلوك القيادي السام يؤثر على الأداء العام أو بيئة العمل بشكل خطير، يمكن أن يتوجه الموظفون إلى قسم الموارد البشرية أو الإدارة العليا لتقديم شكوى رسمية.
- من المهم تقديم معلومات دقيقة ودعمه بالحقائق المتاحة.

البحث عن طرق لتقليل التأثير:

- في بعض الحالات، قد يكون من الأفضل العمل على تقليل تأثير القائد السام على أدائك الشخصي. التركيز على عملك وتحقيق أهدافك الشخصية قد يساعدك على تخفيف التوتر الناتج عن السلوك السام.
- الحفاظ على مسافة عاطفية ومهنية قد يساهم أيضًا في تقليل التوتر الناتج عن التعامل مع القائد السام.

التفكير في الخيارات طويلة المدى:

في حال استمرار السلوك السام وتأثيره على الصحة النفسية أو المهنية، قد يكون من الأفضل البحث عن فرص عمل أخرى في بيئة أكثر دعمًا وصحة.


هل يمكن اصلاح القيادة السامة؟


نعم، يمكن إصلاح القيادة السامة، ولكن هذا يتطلب التزاماً كبيراً من المنظمة أو المؤسسة، بالإضافة إلى استعداد من القائد نفسه لتغيير سلوكه. هنا بعض الاستراتيجيات الفعّالة التي يمكن أن تساهم في إصلاح القيادة السامة:

- التوعية والتدريب: من المهم توفير برامج تدريبية وتوعوية للقيادات حول آثار السلوكيات السامة وأهمية تطوير مهارات القيادة الإيجابية. هذه البرامج تساعد القائد على التعرف على تأثير تصرفاته على الفريق.

- التقييم والمراجعة الذاتية: يجب تشجيع القائد السام على إجراء تقييم ذاتي منتظم من خلال استبيانات ملاحظات الفريق أو تقييمات 360 درجة، التي تتيح له فهماً أفضل حول نقاط ضعفه وتقديم فرصة للتطوير.

- توفير دعم من الموجهين أو المستشارين: العمل مع مستشارين أو موجهين يمكن أن يساعد القائد على فهم سلوكياته السامة والعمل على تصحيحها. هؤلاء المهنيين يمكنهم تقديم نصائح استراتيجية حول كيفية تحسين أسلوب القيادة.

- الشفافية والتواصل المفتوح: تعزيز ثقافة التواصل المفتوح والصريح بين القيادة والموظفين يمكن أن يساهم في معالجة السلوكيات السامة. من خلال التغذية الراجعة المنتظمة، يمكن للقائد أن يتعرف على مشكلات تزعج الفريق ويسعى لمعالجتها.

- تغيير البيئة التنظيمية: قد يكون من الضروري تغيير بعض العناصر الثقافية أو الهيكلية في المنظمة لتقليل تأثير القيادة السامة. بناء بيئة عمل تعتمد على الثقة والمشاركة يمكن أن يساعد في الحد من هذه السلوكيات.

- مراجعة النظام التأديبي: يجب أن يكون هناك نظام فعّال لمحاسبة القادة الذين يظهرون سلوكيات سامة. هذه السياسات يجب أن تكون واضحة وعادلة لضمان تحمل القادة المسؤولية عن تصرفاتهم.

- تشجيع القيادة بالمثال: من خلال تعزيز قادة آخرين يُظهرون السلوك الإيجابي، يمكن تغيير ثقافة القيادة في المؤسسة تدريجياً. القادة الذين يتبنون سلوكيات سليمة يمكن أن يؤثروا إيجابياً على القيادة السامة.

- الاستماع والاحتواء: من خلال بناء مساحة آمنة للموظفين للتعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم، يمكن للقادة تعلم كيفية تكييف أسلوبهم القيادي بشكل يتماشى مع احتياجات فريقهم ويقلل من التأثيرات السامة.

- التحدي في إصلاح القيادة السامة: يكمن في استعداد القائد للاعتراف بمشكلته والالتزام بتغيير سلوكه. إذا لم يكن هناك استعداد من القيادة نفسها للتحسين، فقد يكون الإصلاح صعباً.

كيف يمكن للقيادة الإيجابية أن تكون بديلا فعالا للقيادة السامة؟

القيادة الإيجابية يمكن أن تكون بديلاً فعالاً للقيادة السامة من خلال تعزيز بيئة عمل صحية ومثمرة، تركز على دعم الموظفين وتحفيزهم، وتقوية التعاون والتفاعل الإيجابي. فيما يلي بعض الطرق التي يمكن أن تقدم من خلالها القيادة الإيجابية بديلاً فعّالًا للقيادة السامة:

1. التوجيه والدعم المستمر:

- القيادة الإيجابية تركز على تقديم التوجيه المناسب للموظفين وتقديم الدعم اللازم لهم في تطوير مهاراتهم وزيادة قدرتهم على الإنجاز.
- القائد الإيجابي يستمع إلى الموظفين، يوفر لهم ملاحظات بناءة، ويشجعهم على النمو المهني والشخصي.

2. الاعتراف بالإنجازات:

- القيادة الإيجابية تعترف بجهود الموظفين وإنجازاتهم، سواء كانت كبيرة أو صغيرة. هذا النوع من التقدير يعزز الثقة بالنفس، ويحسن الدافعية والولاء لدى الموظفين.
- بدلاً من التركيز على الأخطاء، تركز القيادة الإيجابية على النجاحات وتدعم الموظفين لتحقيق المزيد.

3. التواصل المفتوح والشفاف:

- القائد الإيجابي يضمن تواصلاً مفتوحًا وواضحًا مع الفريق. يتم تبادل الأفكار والمعلومات بصدق وشفافية، مما يعزز الثقة ويقلل من الغموض الذي قد يسبب التوتر.
- يعمل القائد على خلق بيئة من الأمان حيث يمكن للموظفين التعبير عن آرائهم وأفكارهم بحرية.

4. التقدير والاحترام المتبادل:

- القيادة الإيجابية تقوم على التقدير والاحترام المتبادل بين القائد والموظفين. يسعى القائد إلى بناء علاقات صحية ومستدامة تقوم على الثقة المتبادلة.
- القائد الإيجابي يعامل الجميع بإنصاف واحترام، ولا يحابي أحدًا على حساب الآخر.

5. التحفيز والإلهام:

- القائد الإيجابي يلهم الفريق لتحقيق أهداف مشتركة، ويحفزهم للعمل بكفاءة وابتكار. بدلاً من استخدام أساليب الترهيب أو الضغط، يسعى القائد لتحفيز الموظفين من خلال رؤية مشتركة ورسالة واضحة.
- يعمل القائد الإيجابي على توجيه الفريق نحو الأهداف بطرق تشجع التعاون والتفاعل البناء.

6. إدارة الصراعات بشكل إيجابي:

- في حال حدوث خلافات أو صراعات داخل الفريق، فإن القيادة الإيجابية تتعامل مع هذه المواقف بحكمة وموضوعية. القائد الإيجابي يوجه الفريق نحو - حل المشكلات بطريقة بناءة، ويعزز التواصل بين الأطراف المعنية.
- بدلاً من تصعيد الصراعات أو تجاهلها كما في القيادة السامة، يسعى القائد الإيجابي لتحقيق التوازن والعدالة.

7. التطوير المستمر للفريق:

- القائد الإيجابي يدعم التطوير المستمر للموظفين من خلال توفير فرص التدريب والنمو. يعزز من ثقافة التعلم المستمر ويساعد الموظفين على اكتساب - المهارات اللازمة لمواكبة التغيرات في بيئة العمل.
- هذه البيئة تشجع الموظفين على تحسين أدائهم والإبداع، مما يساهم في تحسين نتائج المنظمة.

8. تقديم نموذج يحتذى به:

- القائد الإيجابي يتصرف كما يريد أن يرى موظفيه يتصرفون. هو نموذج يُحتذى به في الأخلاق، المسؤولية، والاحترافية.
- من خلال تصرفاته، يُظهر القائد الإيجابي كيف يمكن للموظفين أن يتعاملوا مع التحديات، ويتخذوا القرارات، ويحافظوا على بيئة العمل الصحية.

9. تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل:

- القائد الإيجابي يهتم بتوازن الحياة الشخصية للعمل لدى الموظفين، مما يساهم في تقليل الضغط والإرهاق الذي قد يؤدي إلى بيئة عمل سامة.
- يوفر القائد الدعم للموظفين لتحقيق هذا التوازن، مما يزيد من شعورهم بالراحة والرضا.

10. التعاطف والذكاء العاطفي:

- القيادة الإيجابية تعتمد على التعاطف وفهم احتياجات ومشاعر الموظفين. القائد الإيجابي يُظهر اهتمامًا حقيقيًا برفاهية فريقه.
- يتفاعل القائد الإيجابي بشكل عاطفي مع الموظفين، ويعزز بيئة داعمة تشجع على التفوق والإبداع.

النتائج المترتبة على القيادة الإيجابية:

- تحسين الأداء العام: القيادة الإيجابية تساهم في تعزيز الإنتاجية والجودة في العمل، حيث يشعر الموظفون بالدعم والتحفيز لتحقيق أهدافهم.
- زيادة الولاء والارتباط بالعمل: القادة الإيجابيون يبنون علاقات صحية ومستدامة مع موظفيهم، مما يعزز الولاء والانتماء للمنظمة.
- تقليل التوتر والإجهاد: القيادة الإيجابية تساعد في تقليل الضغط النفسي والإجهاد الذي قد ينشأ في بيئة العمل السامة.

وبالتالي، فإن القيادة الإيجابية تخلق بيئة عمل مزدهرة قائمة على التعاون والاحترام المتبادل، ما يجعلها بديلاً فعالًا للقيادة السامة التي تدمّر العلاقات داخل الفريق وتؤثر سلبًا على أداء المنظمة.

في نهاية المطاف، إن القيادة السامة تُمثل أحد أكبر التهديدات التي تواجه أي مؤسسة أو مجتمع، لأنها لا تقتصر على تدمير العلاقات المهنية فحسب، بل تدمر كذلك الروح المعنوية للأفراد، وتضعف القدرة على الابتكار والتقدم. وعندما يترسخ السلوك السام في الثقافة التنظيمية، يصبح من الصعب جدًا تصحيح الأضرار التي تُحدثها هذه القيادة، مما يهدد استقرار المؤسسة وسمعتها على المدى الطويل. ومع ذلك، ليس هناك حل مستحيل، فالتغيير ممكن من خلال تحول جذري في أسلوب القيادة نحو القيادة الإيجابية التي تعتمد على بناء الثقة، ودعم الأفراد، وتعزيز التواصل المفتوح.

القيادة الإيجابية تمثل الأمل في استعادة الصحة النفسية والعاطفية للفريق، وخلق بيئة عمل مليئة بالإبداع والتحفيز. هي القوة التي تحول التحديات إلى فرص، والصراعات إلى دروس، والخلافات إلى تعاون. القائد الإيجابي يزرع في فريقه الثقة بالنفس، ويحفزه على التفوق، ويكسب ولاءه من خلال الاحترام المتبادل. وعندما يتبنى القائد هذا الأسلوب، تصبح المنظمة أكثر استقرارًا، وأكثر قدرة على مواجهة التحديات وتحقيق أهدافها بأعلى مستويات الكفاءة.

إن الانتقال من القيادة السامة إلى القيادة الإيجابية ليس مجرد خيار بل هو ضرورة حتمية في عالمنا المعاصر، حيث التحديات تتزايد والفرص تقتصر على أولئك الذين يتقنون فن القيادة الإنسانية. إن هذا التحول يتطلب رؤية عميقة، وقرارًا شجاعًا، والتزامًا مستمرًا من جميع مستويات القيادة. ولكن عندما تتم هذه النقلة، فإن النتائج تكون مذهلة. بيئة عمل مليئة بالحماس، فريق قوي وموحد، ومنظمة تزدهر على المستويات كافة.

في النهاية، القيادة الإيجابية ليست مجرد وسيلة للتغلب على القيادة السامة، بل هي الطريق نحو بناء مستقبل أفضل، حيث تصبح المؤسسات أكثر قدرة على الابتكار، وأكثر تفاعلًا مع احتياجات الأفراد، وأقوى في مواجهة التحديات العالمية. التغيير يبدأ من القمة، فإذا كان القائد مستعدًا للتحلي بالقيم الإنسانية والالتزام بها، فسيُفتح أمامه عالم من الإمكانيات اللامحدودة، وسينعكس ذلك على المنظمة ككل، لتصبح بيئة عمل مزدهرة ومثالية لجميع العاملين.



#حمدي_سيد_محمد_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب الرقائق الإلكترونية هل تستعد الدول العربية لدخول ميدان ا ...
- الصوفية السياسية: مسارات التكيف والتحدي بين تركيا والعالم ال ...
- الصهيونية العلمانية: جدلية الحداثة والهوية في المجتمع الإسرا ...
- شراء الصمت في العالم العربي: أداة لطمس الحقيقة وتعزيز الهيمن ...
- العلمانية والديمقراطية في العالم العربي: جدلية الحداثة والخص ...
- العلمانية: بين أفق التنوير وصراع الهوية الدينية
- الله خالق كل شيء: مقاربة فكرية لأحد أهم الإشكاليات الكلامية ...
- السينما النسوية المتطرفة: كسر الصمت وإعادة صياغة السرديات
- الخلود في الفضاء الرقمي: إعادة صياغة مفهوم الموت والذاكرة
- معضلة الشر: قراءة فلسفية في عدل الله وحريّة الإنسان
- أزمة ما بعد الحداثة: بين سطوة الواقع الفائق وشبكات السلطة ال ...
- أزمة ما بعد الحداثة: بين سطوة الواقع الفائق وشبكات السلطة ال ...
- الدولة بين النظرية والواقع: تحليل فلسفي للرؤية الماركسية
- الأمن القومي العربي: تحديات العصر وفرص التحول الاستراتيجي
- اليسار في العالم العربي: قراءة نقدية لتراجع المشروع الاشتراك ...
- دور الفلسفة في تفسير التاريخ: من بن خلدون إلى هيجل وماركس
- موت الإله: جدلية الفراغ والمعنى في الفكر الأوروبي والإسلامي
- إشكالية الصلب والفداء: مقاربة فلسفية للعلاقة بين المسؤولية ا ...
- فلسفة التاريخ: أسئلة حول الزمن ومعنى الوجود الإنساني
- الإنسان بين الجبر والاختيار: قراءة مقارنة في رؤى المعتزلة وا ...


المزيد.....




- وكالة موديز ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع ...
- موديز ترفع تصنيف السعودية وتحذر من -خطر-
- ارتفاع جديد.. بتكوين تقترب من 100 ألف دولار
- -سيتي بنك- يحصل على رخصة لتأسيس مكتب إقليمي له في السعودية
- بوتين يأمر بإنتاج كميات كبيرة من السلاح -الذي لا يقهر-
- الإمارات: البنك المركزي يعلق نشاط تحويل الأموال لشركة الرازو ...
- كم سعره اليوم؟.. أسعار عيارات الذهب اليوم في العراق السبت 23 ...
- موراليس: الولايات المتحدة فقدت قوتها الاقتصادية
- اليابان تعتمد 250 مليار دولار لمواجهة التحديات الاقتصادية
- منظمات مناصرة للفلسطينيين تسعى لوقف صادرات الأسلحة الهولندية ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حمدي سيد محمد محمود - القيادة السامة وأثرها: كيف يمكن للقيادة الإيجابية أن تعيد الحياة للمنظمات؟