أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد الصادق - الفيتوهات تحصيل حاصل .. هذه حروب سماسرة !!














المزيد.....

الفيتوهات تحصيل حاصل .. هذه حروب سماسرة !!


محمد الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 8169 - 2024 / 11 / 22 - 08:05
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الفضائيات والسوشل ميديا نقلت إلينا تباكي المعارضة علي الفيتو الروسي، كونه يعني استمرار الحرب، لكنها ليست إلا دموع التماسيح، فنحن ندرك أن السياسيين والقادة العسكريين لا يتضررون من استمرار الحرب قيد أنملة، بل علي العكس ربما استفادوا من الميزانيات الضخمة للتنقل والسكن والإعاشة، أنظر كيف يتنقلون بين نيويورك ونيروبي والرياض واديس أببا والقاهرة والدوحة، فهل كانوا سيستمتعون بكل ذلك لو توقفت الحرب؟؟!!
المواطن يعاني في التنقل أيما معاناة، يدفع مبلغا كبيرا مقابل السفر مسافة ستين كيلومتر- مثلا؛ لكنه يقضي يومين في الطريق، حيث يتم توقيف المركبات وتفتيش الركاب نحوا من ثلاثين مرة، يتم تفتيش الشنط والأمتعة وتفتيش شخصي، وفتح الرسائل الشخصية في الواتس والفيس واسترجاع الصور المحذوفة؛ وطبعا يكون المبيت علي نفقته؛ بينما ضابط صغير بوحدة إدارية يركب عربة حكومية يقطع هذه المسافة في لمح البصر أو أقرب !!
روسيا بالطبع مستفيدة من بيع الأسلحة، سواء كان بطريقة مباشرة أو بواسطة وكلائها في المنطقة؛ ونفس الأمر ينطبق علي أمريكا؛ ولذلك فإن سعي هذه الدول لإيقاف الحروب هو مجرد نفاق سياسي أصبح مكشوفا الآن، بعد مجازر غزة البشعة التي ظلت تنقل علي الهواء مباشرة لأكثر من عام، والتي تجرّب فيها إسرائيل أسلحة وتقنيات جديدة.
فى الصحافة العربية كاريكاتير للرئيس الأمريكي المنتخب وهو يحلب بقرة بينما اصحابها يمسكون له بقرونها، وهذا بالطبع يشير إلي استنزاف المال العربي الذي يتم عن طريق صفقات السلاح. الدول العربية ذات الإقتصاديات الجيدة تشتري منظومات السلاح الكبيرة، ولذلك قد تأمن شر الحروب ولو إلي حين؛ لكن من يشتري المدافع والمدرعات لا بد أن يستهلكها، فهنا لا بد من الحرب؛ فإمريكا حتي لكي ترفع عقوباتها الإقتصادية غرّمتنا ملايين الدولارات مما سبّب لنا أزمات في الخبز والدواء.
قبل الحرب بأشهر؛ كنت استعجب من الكميات المهولة من عبوات الغاز المسيل للدموع التي كانت تطلقها سلطات الخرطوم لفض التظاهرات، لدرجة أن الامكنة كانت تحتفظ بالرائحة لعدة أيام، حتي انني كنت أظن أنه منتج محليّ، لكن تبين لي أنه مستورد، وعالي التكلفة. الآن عندما تنظر إلي مباني الخرطوم التي صارت أطلالا، بل حتي عندما تنظر الي الأرض تحت قدميك، تدرك حجم وكمية الذخائر والقنابل التي استخدمت. لقد قُدرت أعداد قتلي الحرب من سكان الخرطوم وحدها بأكثر من ستين ألفا، لكن يعتقد أن الأعداد أكثر من ذلك، لأن إحصائيات طبية ذكرت أنه تم إجراء أكثر من ٢٢ ألف عملية استخراج أعيرة نارية في الخرطوم وحدها. من النادر جدا في الخرطوم أن تري حائطا يخلو من ثقوب المدافع الرشاشة، هذا إن صمد أصلا ولم ينهار. كأن المعارك دائرة منذ مائة عام وليس عامين فقط. هذه كلها أسلحة وذخائر مستوردة بمليارات الدولارات، وهي تستنزف معظم واردات البلاد إن لم يكن جلها تقريبا؛ لتترك المواطنين حفاة عراة، مرضي وجوعي.
لقد ظلت البلاد تنفق أموالا طائلة في التسلّح إبان حرب الجنوب لأكثر من عقدين من الزمان؛ وما كادت تنتهي حرب الجنوب حتي بدأت حرب دارفور، في نفس العام تقريبا. عندما تلقيت اخبار اندلاع الحرب الحالية في الأيام الأولي قابلتها بالتكذيب، فلم أكن لأصدق أن تدور حرب ثالثة في غضون نصف قرن من الزمان، لكني تذكرت أن السودان صار زبونا دائما لموردي السلاح، وقد بات واضحا منذ قرابة العام أنه ليس فقط الجيش من يرفض إيقاف الحرب ولكن كذلك الدعم عندما رفض قائده لقاء نظيره لأسباب "فنية". القائدان لا يملكان وقف الحرب، ولو كانا يملكان ايقافها لما أشعلاها اصلا، والقول بأن المشكلة بين جنرالين نعتقد بأنه تبسيط ساذج للأمر. فهذه حروب لها سماسرة وعملاء، وكما حدث في دول اخري فهي ستأخذ وقتها ثم تقل وتيرتها عندما يظهر سماسرة وعملاء آخرون في أماكن أخري. اليوم يُستخدم الفيتو ضد وقف الحرب في غزة وبالأمس في السودان، انظر كيف يتبادلون الأدوار في الحرص علي إستمرار الحروب، والسبب هو الرغبة في تجريب وترويج أسلحة نوعية، فإن لم يكن هنالك حروب فأين تُجرب هذه الأسلحة وكيف تُروج؟؟!! لقد اضطروا لإشعال حرب في أوربا نفسها من أجل ترويج المنظومات الهجومية والدفاعية المتطورة، وها هي أمريكا تأذن لأوكرانيا باستخدام صواريخها داخل روسيا، ولكن - للعجب- تحدد لهم مقاطعة روسية معينة !!

أذكر اننا كنا ندرس في الإبتدائي ثورات التحرر الوطني ضد الإستعمار، ولذلك لم نفهم شيئا عندما قدم لنا مدير المدرسة تهنئة بمناسبة "تحرير الكرمك"، فهذا النوع من "التحرير" لم يعطوه لنا في المنهج الدراسي! وحتي عندما كبرنا وهرمنا، كنا بالكاد نستوعب الأناشيد الحماسية بالتلفزيون -زمن القناة الواحدة:
جندينا جسور ... يثور
حرّر فشلا ويرول
وحرّر بيبور !!

□■□■□■□■
>>> تذكرة متكررة<<<

نذكّر بالدعاء علي الظالمين
في كل الأوقات ..وفي الصلاة
وخاصة في القنوت
-قبل الركوع الثاني
في الصبح
علي الذين سفكوا الدماء
واستحيوا النساء
واخرجوا الناس من ديارهم
بغير حق
واسترهبوا الناس
النساء والاطفال وكبار السن
وساموهم سوء العذاب
وعلي كل من أعان علي ذلك
بأدني فعل أو قول
(اللهم اجعل ثأرنا
علي من ظلمنا)
فالله .. لا يهمل
ادعوا عليهم ما حييتم
ولا تيأسوا..
فدعاء المظلوم مستجاب
ما في ذلك شك:
{قُلۡ مَا یَعۡبَؤُا۟ بِكُمۡ رَبِّی
لَوۡلَا دُعَاۤؤُكُم}.



#محمد_الصادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمهيد لعودة البشير
- بعرة المجاعة تهرس السودان، ومِسِز هاريس ال-فيها اتعرفت !!
- تصحيف وتحريف في تشكيل المصحف الشريف (٢)
- تفسيرات شيطانية: زلزلة الساعة
- تفسيرات شيطانية: تحدّث الأرض وشهادة الجوارح
- تفسيرات شيطانية: الحكم بما أنزل ألله
- الحرب السودانية: الدين والسياسة وتغيير الواقع
- تفسيرات شيطانية(١): الشفاعة والمقام المحمود
- صرخات قوز هندي
- ردود علي القراء.. في موضوع (الإحصان هو البلوغ)
- [عرض السنّة علي الكتاب] يجعل (الإحصان) بمعني -البلوغ-
- تنزيه النبي الخليفة عن تشويه المرويات الضعيفة
- قصة آدم محرّفة .. وبالقرآن حكاية جديدة !!
- تصحيف وتحريف في تشكيل المصحف الشريف (١)
- واخيرا (يتقَلِب الحال): طرفا الحرب تحت اقدام المارينز: (يو ك ...
- دقلو (يُفَضفِض) .. أمسكوا الخشب !!
- منشار ماشاكوس !!
- سياسة واشنطن مع الكيزان.. هل تختلف عنها مع طالبان ؟؟!!
- إنزال منبر جنيف: من الجودية إلي فرض الحلول
- سيمفونية المجاعة .. شمال السودان !!


المزيد.....




- -أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
- لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو ...
- كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع ...
- -دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية ...
- قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون ...
- حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
- بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
- ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا ...
- مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
- أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد الصادق - الفيتوهات تحصيل حاصل .. هذه حروب سماسرة !!