أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريمة مكي - كنت سأكون...*و انتظرتُ يوم يعزله الرئيس*!!














المزيد.....

كنت سأكون...*و انتظرتُ يوم يعزله الرئيس*!!


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 8168 - 2024 / 11 / 21 - 15:22
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


صار منذ أن انخرط في السياسة و أخذت لُبَّهُ يُبالغ في تذكيري بواجبات زوجة المسؤول الكبير و بأنّ أي خطأ مني قد يُدمر مستقبله و يقضي على طموحاته.
عيّشني في خوف بالغ فنذرت حياتي للمنصب الذي لا يعنيني في الأصل بما أني كنت أراه، لا كما هو و الناس الغافلة تراه، بل بعين الفن البصيرة كنت أراه وحش مفترس للصحة و الأعصاب و وهم ماكر خبيث يفتك بالبهجة و بالأعمار.
كان حين يخيب في سعي ما...يظل متحسرا و مهموما يقول: هذه السياسة أحبّها و لكنها لا تبادلني الحب...
لم أكن أجده من أولئك السياسيين الحكماء الذين يكون همهم حقا إصلاح أحوال البلاد و العباد بل كان من المهووسين بالسلطة للتحكم في الناس و الانتقام من كل من يقول له لا...
كان يكره هذه الكلمة و يجن جنونه منها لذلك نزعتها من قاموسي و انخرطت في لعبة الحكم المدمرة في البيت فجعلته الغالب و جعلني المغلوبة!!
و أراه يخرج للعمل فيعود مغلوبا راضيا بغلبته إن في ذلك الحزب الكئيب الذي فارق حريته الغالية يوم دخله، أو أمام الرئيس و زوجة الرئيس و أصهار الرئيس.
لماذا خِفته و لم أتركه هو و المنصب الملعون...فبدونه كنت سأحيا أفضل: بعملي و بالفن الذي أعشق فوق كل عشق و إن كنت أهملته طويلا و تعمّدت هجره لفائدة زوج أناني و ابنة أكثر أنانية.
منذ بداية الزواج و هو يفتعل حركات غيرة جنونية بغير سبب واضح...و إذا طلبت طلبا بسيطا كالذهاب لبيتنا ليومين أو ثلاثة يقيم قيامتي.
غضبه كان يفزعني...
كانت روحا شيطانية دكتاتورية متلبسة به تجعله يتصور أنه وحده على صواب و كل من يعارضه يستحق السّحق...
و انسحقت خوفا من أن أفقده أو أفقد ابنتي و هما قد صارا كل حياتي.
انسجمت مع الرسالة التي تصوّرت أن القدر كتبها عليّ و لكن كما تقول أمي: ʺمكتوب و عاونتو بإيديʺ!!
لقد ساعدت القدر بيدي لينكتب عليّ هذا المكتوب الأسود...
أقنعت قلبي بحجج واهية فلم يعاندني كثيرا... و ظننتُ طويلا أنني أقنعته!
رسمتُ دورا انتحاريا لزوجة مثالية لا تخطىء و لا تتعب و لا تغضب و لا تثور...
أردت أن أبدو زوجة السياسي الملتزمة التي تعتني بكل شيء في البيت و تُصلح تقصيره مع ابنته و عائلتي و عائلته.
أعطيته عمري ليعيش به حلمه على أمل أن يكون لي نِعم السند يوم أحتاجه و يوم رحلت أمي و انهرتُ تماما... لم أجده معي، كعادته في تبرير هروبه مني: العمل و لا شيء غيره دائما في الوزارة أو في الحزب في أيام العمل و أيضا في أيام السبت و الأحد و إن بقي في البيت فهو على الهاتف مع صاحبه جلال يخططان،،، يحلّلان،،، يسبّان فلان و فلان.
كم كنت أرضى بتبريراته و إن لم يعتذر أعتذر لنفسي مكانه.
كيف صرتُ مدمنة عليه مع الأيام رغم أنه خالف معي كل مبادئ اليسار الذي كان أحد أبرز قادته في الجامعة و كنت أذهب خصيصا لجامعته لأسمع خطاباته الرنانة و أنتشي بها لأكتشف أني تزوجت يساريا منافقا أشدّ تزمتا من أبي.
كم كنت و أنا صغيرة أتمنى الزواج من رسام بوهيمي يموت و يحيا بين الألوان و يأخذني معه بعيدا لأقصى الأحلام.
و التقيت في الجامعة برجل من اليسار يُحسن فنّ الإغواء فغرّني معسول الكلام.
كم كان بخيلا معي ماديا و مشاعريا... و كم كنت راضية بلا هدف واضح و لكن كلّما ذكرتُ رسالته اليتيمة لي قبل الزواج غفرت له كل خطاياه في حقي و وعدت نفسي بقادم أفضل يوم يعزله الرئيس فيعود لعائلته و للتدريس.
يتبع



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنت سأكون...*لعنة المطبخ أم لعنة المنصب الجديد*!!
- كنت سأكون... *عندما قال: لسن إلاّ ʺكمشة عاهراتʺ*(ح ...
- كنتُ سأكون...*محمود لا يخون*(ح3)
- كنت سأكون زوجة للدكتاتور(ح2)
- كنتُ سأكون زوجةً للدّكتاتور(ح1)
- عن الحكيم الذي رفض رئاسة دولتهم!!
- إلى أبهى الثوّار... إلى يحي السنوار:
- لماذا يحبّون الحرب و يحاربون دين الحبّ؟؟؟
- قبل أن تولد القسوة...في البدء كان، في القلب، الحنان!
- ذَهَبَ ʺنزارʺ يَا بيروت... فَمَنْ غَيْرُ ʺنزا ...
- إلى ʺالحداثيينʺ المحتارين في تونس:هذا كلامي بعد ال ...
- و مازال الشّق المحتار يبحث في ʺالحداثيينʺ عن زعيم! ...
- تونس مُهندسة العالم و مُداوية جراحه...
- لهذا الرّجل، الذي سمع وعدُ قلمي في عام الدّم، أُعْطِي صوتي.
- كيف حال الشِّعر بعدي؟
- ليبيا الحائرة بنفطها ما بين شرقها و غربها!
- و ما بعد حرب الشك إلاّ راحة اليقين!
- إلى شعبي المُحْتَارْ: هذا كلامي بعد الانتخابات!
- إنّه عمرك حين يغدر و لا يعتذر و لا يرجع!!!
- مَالُكَ يَا وَلَدِي: أَفِي الحَلَالِ أَنْفَقْتَهُ أَمْ فِي غ ...


المزيد.....




- الكويت.. مراسيم جديدة بسحب الجنسية من 1145 امرأة و13 رجلا
- نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها ...
- انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من ...
- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريمة مكي - كنت سأكون...*و انتظرتُ يوم يعزله الرئيس*!!