أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد عباس - عرض لكتاب -رسائل في الوجع والمسرة- للفنانة روناك شوقي















المزيد.....

عرض لكتاب -رسائل في الوجع والمسرة- للفنانة روناك شوقي


عماد عباس
كاتب من العراق

(Imad Karim)


الحوار المتمدن-العدد: 8167 - 2024 / 11 / 20 - 20:52
المحور: الادب والفن
    


قدمت عرضاً لكتاب الفنانة روناك شوقي "رسائل في الوجع والمسرة"
خلال الامسية التي أقيمت لها يوم 16 تشرين الثاني في دنهاخ - هولندا

ضيفة دنهاخ الفنانة روناك شوقي التي نحتفي بها اليوم وبكتابها رسائل في الوجع والمسرة هي من الأسماء البارزة في المسرح العراقي ومن الأسماء النسائية القليلة في عالم الإخراج المسرحي. وفي كتاب من 470 صفحة تستعرض حياة وهبتها للمسرح تمتد ما يقارب 46 عاماً إذا حسبناها منذ عملها في القسم الثقافي في إذاعة بغداد عام 1972 كمعدة تمثيليات وبرامج وهي صبية تدرس في معهد الفنون الجميلة حتى آخر عمل مسرحي أخرجته في لندن عام 2018. وإذا أضفنا نشاطها وهي طالبة في المتوسطة تعد المسرحيات وتوزع الأدوار على الطالبات فستكون الحصيلة مسيرة نصف قرن مع المسرح ومن أجل المسرح.
تقول روناك في أول الصفحات انها ليست كاتبة، وإذا كان لي كقارئ أن أحكم فسأقول انني كنت سعيداً بالتعرف اليها من خلال هذا النص المكتوب بلغة جميلة وحديث مع النفس يأخذ شكل رسائل متتابعة الى صديق متخيل تفضي اليه بما تبقى في الذاكرة من اللحظات الحلوة والمرة. من النجاحات وخيبات الأمل. لم نجد في الكتاب رداً من الصديق فهو قد أدى مهمته كحائط مبكى لبث لواعج الروح أو مرآة تتيح حواراً صادقاً مع الذات. تبدأ الرسائل بمجريات حياة يومية عادية في بيتها في لندن أو في مقهى في الجوار بعد أن تقاعدت وامتلكت الوقت للتأمل في حياتها وفي العالم ومن هناك تأخذها فكرة أو مقطوعة موسيقية فتنقلها وتنتقل بنا معها كل مرة الى محطة مختلفة في الزمان والمكان. فتسترجع أيام الطفولة والصبا والمحلات والشوارع الوادعة والبيوت التي تنقلت العائلة بينها والناس الذين تركوا في ذاكرتها أثراً لا يمحى، رسمتهم لنا شخصيات نابضة بالحياة من زعوري المجنون في أزقة الشالجية الى معلمات المدرسة المتوسطة وصورة طفل هو مساعد السائق في السيارة التي تنقلها يومياً الى عملها تجمعها به علاقة انسانية جميلة ثم زملاء العمل مثل الشاعر فوزي كريم الذي عملت معه في الإذاعة في بغداد واساتذة المسرح في بغداد حيث عملت وتعلمت عن قرب على قاسم محمد واساتذتها الكبار في معهد غيتس في موسكو، ورفاق رحلة المسرح الطويلة حيث أعدت وشاركت بتمثيليات للإذاعة وساهمت بالتمثيل في فرقة المسرح الفني الحديث في بغداد الى التمارين والنتاجات المسرحية في موسكو حيث أخرجت مسرحية بوريس غودونوف لبوشكين ونالت شهادة الماجستير عام 1984 حتى مسرح القباني في دمشق حيث واجهت التحدي لأول مرة أمام جمهور عربي كبير كممثلة وكمخرجة حيث تألقت على خشبته وهي تؤدي رقصة الحصان الجريح في مسرحية "وحشة" وحيث أسست مع آخرين فرقة بابل المسرحية وأخرجت أعمالاً لتشيخوف وجان انوي ومحمد خضير وبدر شاكر السياب وسواهم ومسرحيات من تأليفها وإعدادها وكانت تدرس فن التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق. لكنها عانت هناك أيضا من الغربة وقلة الحيلة وحتى الجوع نعم الجوع والافتقار الى مسكن يؤويها. ومن ثم نرحل معها الى خشبات المسارح الصغيرة في لندن حيث أسست ستوديو الممثل وقدمت أعمالاً لستراندبرغ وسوفوكليس ولوركا وجان جينيه ومسرحية شهرزاد من إعدادها عن قصص ألف ليلة وليلة ومسرحية على أبواب الجنة من تأليفها وإخراجها وحفلة التيس لبارغاس يوسا وكثير غيرها من الأسماء. وكان كل هذا المنجز الابداعي يتم في ظروف صعبة دون دعم من مؤسسة وفي الغالب يكون بيتها هو مشغل التدريب وإعداد الممثلين وتنفق على متطلبات العمل من مرتب عملها في إحدى القنوات التلفزيونية العربية في لندن.

نتعرف في الكتاب على الدور الذي لعبته في تكوينها كإنسانة وفنانة العائلة الجميلة التي كان الفن زادها اليومي. فالأب الذي يحاول أن ينزع عن نفسه تعب العمل يجمعهم ويشجعهم ليقدموا عرضاً للفرح كل حسبما يريده ويسجل ذلك أحياناً على مسجل أبو البكرة، وعندما يصلها الدور تنسى البنت الصغيرة خجلها وتتقمص دور راقصة الباليه فتقدم رقصة دون موسيقى وتتخيل نفسها على خشبة مسرح كبير وتشعر ببقعة الضوء المسلطة عليها ولا تستيقظ الا على تصفيق إخوتها وأبيها. هذا الأب الفنان والأب الإنسان الملتزم، معلمها الأول في الحياة وفي المسرح تخصص له صفحات كثيرة من كتابها هو جدير بها دون شك.
النص ليس توثيقياً بمعنى أن يقدم جرداً دقيقاً بأعمالها المسرحية كممثلة وكمخرجة بتتابعها الزمني بل هو يأخذ شكل قفزات في الذاكرة وقد يتكرر ذكر نفس العمل أكثر من مرة في سياقات مختلفة. والمهم هو أن تتكون لدى القارئ صورة عن اسلوبها المميز في بناء المشهد المسرحي، من ذلك مثلاً الأهمية الاستثنائية التي تعطيها للموسيقى في تطوير سينوغرافيا العرض مع العناصر الاخرى وفي تصعيد الحالة الحسية للشخصيات خلال صراعاتها على الخشبة. وبالمناسبة فان للموسيقى وبالذات الكلاسيكية وجوداً طاغياً في الكتاب فكل حالة شعورية تريد إيصالها الى القارئ من سعادة او حزن أو كآبة ترتبط بمقطوعة معينة وحتى الأسئلة الفلسفية عن مصائر الوطن والناس وما جرى لها في حياتها تحضر في خلفيتها مقطوعات رائعة وأنا كقارئ تساءلت ما هي هذه الموسيقى التي تملكت هذه الفنانة المرهفة فبحثت عما لم أكن أعرفه منها وسمعتها وأنا أتخيل نفسي في الحالة النفسية التي كانت تصفها. فشكراً لها!

في مونولوجها الطويل نتعرف على معاناتها كمخرجة مع كل عمل لكي يخرج على أكمل وجه ممكن رغم شحة الامكانيات المادية وغياب المؤسسات الداعمة والعمل في كثير من الأحيان مع ممثلين مبتدئين أو يصعدون خشبة المسرح للمرة الاولى فتبذل جهداً في تدريبهم وإعدادهم ومع ذلك لا يخلص بعضهم لها ولا لرسالة المسرح. ولا تقتصر المواقف المخيبة للأمل على الفنانين المبتدئين للأسف فهناك أمثلة سلبية عن فنانين معروفين لا تذكرهم بالاسم يتعمدون أحياناً تجاهل عملها المميز أو التقليل من شأنه وربما تعود مثل هذه السلوكيات جزئياً الى طبيعة مجتمع تهيمن عليه الذكورية. ومن المواقف الطريفة والمحزنة في نفس الوقت حكاية إقدامها ورفاقها في ستوديو الممثل على العودة الى الوطن عام 2010 وكلهم لهفة وقلق لتقديم عمل مسرحي للجمهور في بغداد فيفاجأون بالحالة المزرية للمسرح الذي سيقدمون عليه العمل ولا يمد لهم أحد من زملاءهم الفنانين العراقيين يد العون في تنظيفه وإعداده وال

أنكى من ذلك ألا يحضر هؤلاء الزملاء حتى لمشاهدة العرض. ثم يتناهى الى أسماع الفرقة أن هناك لغطاً يدور بين الفنانين بأن أعضاء الفرقة جاءوا ليبقوا ويحصلوا على مراكز إدارية وقد يحتلوا أماكنهم في العمل!
مع كل هذه الخيبات فهي تتحدث عن المسرح بحب وتقول انه قدري الذي رافقني ولم اتخل عنه رغم الغربة والعوز والتعب.

يصعب علي أن أقدم خلال دقائق قليلة عرضاً لكتاب يستعرض حياة كاملة مليئة بالإنجازات وبالهموم والتجارب الصعبة وقصص الحزن والفقدان في العائلة ومشاعر الخسران تجاه الآمال العظيمة التي كانت، وما انتهى اليه الحال سواء في العراق أو في موسكو. وأيضاً قصص السعادات الصغيرة والكبيرة في الفن وفي الحياة ومنها علاقة الكاتبة بابنتها أوس. لكنني لن آخذ أكثر من وقتكم ومن وقت البرنامج فقط أدعوكم بحرارة الى قراءة الكتاب.



#عماد_عباس (هاشتاغ)       Imad_Karim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدعم الامريكي السري لإنقلاب 8 شباط 1963 الدموي في العراق، و ...
- عن انتفاضة تشرين المجيدة: ماذا بعد؟
- أسئلة الماضي والحاضر في -حصار العنكبوت-
- نقد رفاقي لسكرتير الحزب الشيوعي العراقي- ان لم تستطع قول الح ...
- في موْتمرهم الثالث: تحية لزملائي أنصار الوطن


المزيد.....




- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...
- 3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV ...
- -مين يصدق-.. أشرف عبدالباقي أمام عدسة ابنته زينة السينمائية ...
- NOOR PLAY .. المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقه 171 مترجمة HD ...
- بجودة HD مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بالعربي علي قص ...
- بجودة HD مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بالعربي علي قص ...
- حالا استقبل تردد قناة روتانا سينما Rotana Cinema الجديد 2024 ...
- ممثل أميركي يرفض كوب -ستاربكس- على المسرح ويدعو إلى المقاطعة ...
- بالصور.. ألوان رمادية تحول خيام غزة إلى لوحات فنية
- -بيغ باد وولف 2024- يعود إلى دبي بأكثر من مليوني كتاب مع انط ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد عباس - عرض لكتاب -رسائل في الوجع والمسرة- للفنانة روناك شوقي