القليمية

محمد طالبي
(Mohamed Talbi)

الحوار المتمدن-العدد: 8167 - 2024 / 11 / 20 - 18:54
المحور: الادب والفن
    

بالقليمية،و تحديدا بحي بوعشوش،حي غالبية سكانه من بسطاء و عظماء القوم ، عمال، فلاحون مياومون. صغار الموظفين و الطلبة ايضا يأخدون من الحي ملجأ لهم..على مقربة من مقام "سيدي محمد بنقاسم"و بين ثنايا الأزقة الضيقة و العتيقة،ينتصب منزل "السي لفقيه".. السي لفقيه الرجل الخمسيني دو اللحية البيضاء،رجل قصير القامة قوي البنية يحضى باحترام ساكنة الحي، رجل بشوش على الدوام،قليل الكلام تظهر عليه علامات الحشمة و الوقار.
منزله عبارة عن دار مغربية عصرية،ابدع في بناءها و زخرفتها،تتكون الدار من طابقين.طابق ارضي يخصصه السي لفقيه للكراء، بينما الطابق العلوي يتخده مسكنا له و لأسرته.هذ العام الطابق الارضي،اكتراه ستة طلبة شباب،الطلبة الستة ينحدرون من القرى و المداشر المحيطة بالقليمية.ثلاثة ينحدرون من قصيبة موحى و سعيد اثنان من دمنات،و واحد من أفورار.الطلبة تجمعهم روابط الدراسة و الانتماء لتيارات اليسار المغربي المتناحرة فيما بينها، متناحرة بعيدا عن التناقضات الرئيسية و الاساسية. وبعيدا عن القضايا المصيرية للشعب.صراع كبير في فنجان صغير.ثلاثة من الطلبة ينعثون تيار رفاقهم بالانتهازية،فيما الثلاثة الاخرون ينعثون رفاقهم باليسراوية و الفوضوية..ثلاثة من الطلبة كانوا ملاحدة فيما الطلبة الثلاثة الاخرون كانوا مؤمنين بالاسلام دينا و بمحمد خاتما للانبياء و المرسلين.
عند بداية نهاية كل اسبوع ،و تحت شقة السي لفقيه و بشقة الطلبة الستة،يجمع شتات اليسار و يلتقي الكفرة بالمؤمنين..يلتقي الجميع على مائدة ""النشاط ها هو شاطئ".
تمتلئ مائدة الطلبة باصناف متنوعة من المأكولات، والفواكه الجافة .المائدة تتوسطها قنينة ماء الحياه
ماء الحياة هذا المشروب العجيب،يتعبره الطلبة الستة بمختلف انتماءتهم الأيدلوجية ز العقائدية مشروبات وطنيا وجب دعمه لمحاربة الاحتكار الراسمالي الاجنبي المنتوجات الوطنية ..مشروب ماء الحياة صنع خصيصا للطلبة الستة،قادم من منطقة أفلانفران.مشروب يزعم صانعوه انه مشروب مسكر و طارد لأمراض عدة و متعددة.. طارد للروماتيزم،ولبرودة الاطراف و الحكة و الضيقة والنكد و النحس،كما انه طارد الوعي بشتى انواعه: الشقي منه كما التأملي،الحدسي و المعياري.

#محمد_طالبي (هاشتاغ)       Mohamed_Talbi#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات