أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد الصادق - تمهيد لعودة البشير














المزيد.....

تمهيد لعودة البشير


محمد الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 8165 - 2024 / 11 / 18 - 16:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الصراع داخل المؤتمر الوطني حول زعامة الحزب كأنما يمهّد لعودة البشير ولو مؤقتا.
ولكن البشير إن عاد فسيعود قائدا للجيش وليس رئيسا للمؤتمر الوطني.
من قبل حاول البشير بمساعدة صلاح قوش التملص من الكيزان بعدما احترقوا سياسيا، لا سيما وأنه في الأصل كان بعثيا ناصريا وما كان من الإسلاميين. ومع أنه أفشل انقلابا للبعثيين لكن عندما حدث انقلاب ٣٠ يونيو ٨٩ زج بالإسلاميين في السجون مثل غيرهم، ويذكر الناس مقالات بعض الكتاب الصحافيين أمثال الطيب صالح: (هل هؤلاء الرجال جبهة؟!)، ثم أنه في محاكمة مدبري انقلاب يونيو تبرأ كل الإسلاميين من تدبير الانقلاب في حين اعترف البشير بكل شجاعة بمسؤوليته في القيام بالإنقلاب.
عودة البشير - لو تمت- تعني العودة لما قبل ثورة ديسمبر، بما يعني فشل الثورة، بل وتحميلها المسؤولية عن كل ما حدث من كوارث، ويعني كذلك أن التغيير الذي أحدثته اللجنة الأمنية برئاسة ابن عوف بإقتلاع النظام والتحفظ علي رأسه كان باطلا من الأساس.
البشير اختلف مع الترابي واستبعده من الحكم بل وسجنه؛ وحتي أن الترابي ذكر أن مجلس قيادة ثورة الإنقاذ تم حله بعد لأي ومراوغة، مما يدل علي أن البشير لم يكن لعبة في يد الحركة الإسلامية كما كان يظن البعض؛ بل إن بعض قيادات الحركة ظلت تردد في سنين الأنقاذ الأخيرة أن الإسلاميين لم يحكموا بعد.
نعم.. لقد كان لخطابات البشير طابع ديني وقد كان يستدل بالقرآن، ويردد آياته مثل آية: {الَّذِینَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُوا۟ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِیمَـٰنࣰا وَقَالُوا۟ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِیلُ} لكن المعروف ان الرجل كان أقرب إلى التساهل منه إلي التشدد، وكان يحب الرقص والطرب، ولا اقصد الرقص الذي كان يعقب كلماته في اللقاءات الجماهيرية، ولكنه شوهد في بعض الفيديوهات يرقص مع افراد من اسرته في حفل عرس لبعض أقاربه؛ والمعروف أيضا أن الرجل يعشق برنامج "أغاني وأغاني"، ورفض طلبا لوقف البرنامج من بعض كبار الشيوخ.
البشير إذن كان يمثل كابحا لجنوح الإسلاميين نحو التشدد، لكنه كان يتركهم يرعون بقيدهم لأنهم كانوا شركاءه في السلطة؛ وربما كان حميدتي يمثل حماية للبشير من الكيزان أنفسهم، حيث فشلوا في ترشيح بديل عنه قبل وبعد ٢٠١٥.

بعد ثورة ديسمبر كان هناك عدم ثقة كبير بين العسكر والمدنيين، ثم ما لبث أن انشق المدنيون إلي "كتلة" و"مركزي"، ثم انشق العسكر إلي جيش ودعم، مما أدي إلي تداعي الدولة وانهيارها، واندلعت واحدة من أسوأ الحروب في التاريخ الحديث، بسبب ترامي أطراف الدولة السودانية التي هي أقرب إلي القارة بالنسبة إلي ضخامة المساحة، مما أدي إلي زعزعة عشرات الملايين من الناس.
الحراك السياسي داخل المؤتمر الوطني ربما كان سببه أنهم اقتنعوا أخيرا بأن التمسك بالحسم العسكري كخيار وحيد سيؤدي حتما إلى تفتت الدولة في نهاية المطاف.
المؤتمر الوطني يعلم أنه لن يعود كحزب حاكم وإن عاد البشير فسيعود لفترة وجيزة جدا، من أجل إعادة السيطرة على جميع المليشيات، ولكونه شخص توافقي -بعد أن عقمت حواء السودان- وأنه جاء لتحقيق السلام وإجراء انتخابات نزيهة تخرج الناس من ويلات الحرب ومن التفتت الوشيك .
البشير مطلوب للعدالة الدولية، وقد تقدم في العمر، فقد دخل في العقد التاسع، ووضعه الصحي ليس جيدا، ولكن رأينا من قبل رؤساء عرب يتنقلون علي كرسي متحرك -وكل هذا من أجل الأستقرار- وقد رأينا حتي الثورة التونسية رأئدة الربيع العربى تختار رجلا عمره ٨٧ عاما وهو الباجي قائد السبسي رئيسا للجمهورية، وقد قضي أثناء فترة رئاسته؛ بل وحتي أمريكا رفضت الشباب واختارت العجائز، وهذا يعني أن الديمقراطيين فرطوا في بايدن الرجل الخبرة، مما مكن من "أعظم عودة سياسية في التاريخ" كما سماها فانس نائب ترامب؛ لكن الظاهر أن هناك ستكون عودة اكبر، وهي عودة البشير.

□■□■□■□■
>>> تذكرة متكررة<<<

نذكّر بالدعاء علي الظالمين
في كل الأوقات ..وفي الصلاة
وخاصة في القنوت
-قبل الركوع الثاني
في الصبح
علي الذين سفكوا الدماء
واستحيوا النساء
واخرجوا الناس من ديارهم
بغير حق
واسترهبوا الناس
النساء والاطفال وكبار السن
وساموهم سوء العذاب
وعلي كل من أعان علي ذلك
بأدني فعل أو قول
(اللهم اجعل ثأرنا
علي من ظلمنا)
فالله .. لا يهمل
ادعوا عليهم ما حييتم
ولا تيأسوا..
فدعاء المظلوم مستجاب
ما في ذلك شك:
{قُلۡ مَا یَعۡبَؤُا۟ بِكُمۡ رَبِّی
لَوۡلَا دُعَاۤؤُكُم}.



#محمد_الصادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعرة المجاعة تهرس السودان، ومِسِز هاريس ال-فيها اتعرفت !!
- تصحيف وتحريف في تشكيل المصحف الشريف (٢)
- تفسيرات شيطانية: زلزلة الساعة
- تفسيرات شيطانية: تحدّث الأرض وشهادة الجوارح
- تفسيرات شيطانية: الحكم بما أنزل ألله
- الحرب السودانية: الدين والسياسة وتغيير الواقع
- تفسيرات شيطانية(١): الشفاعة والمقام المحمود
- صرخات قوز هندي
- ردود علي القراء.. في موضوع (الإحصان هو البلوغ)
- [عرض السنّة علي الكتاب] يجعل (الإحصان) بمعني -البلوغ-
- تنزيه النبي الخليفة عن تشويه المرويات الضعيفة
- قصة آدم محرّفة .. وبالقرآن حكاية جديدة !!
- تصحيف وتحريف في تشكيل المصحف الشريف (١)
- واخيرا (يتقَلِب الحال): طرفا الحرب تحت اقدام المارينز: (يو ك ...
- دقلو (يُفَضفِض) .. أمسكوا الخشب !!
- منشار ماشاكوس !!
- سياسة واشنطن مع الكيزان.. هل تختلف عنها مع طالبان ؟؟!!
- إنزال منبر جنيف: من الجودية إلي فرض الحلول
- سيمفونية المجاعة .. شمال السودان !!
- كيف نسدّ ذريعة الإبادة؟؟


المزيد.....




- إطلالة الملكة رانيا والأميرة رجوة الحسين تخطف الأنظار خلال خ ...
- نتنياهو: ضربات إسرائيل أصابت عنصرًا من البرنامج النووي الإير ...
- مراسلة RT: دوي انفجار ضخم يهز تل أبيب (فيديو)
- طائرة محملة بمساعدات إماراتية تهبط في مطار دمشق
- انطلاق قمة العشرين.. الفقر والحروب وعودة ترامب تهيمن على أعم ...
- الحزب الحاكم في السنغال بصدد الحصول على أغلبية برلمانية
- إفلاس شركة الخطوط الجوية الأميركية سبيريت إيرلاينز: هل تنقذه ...
- رغم أزمة الميزانية.. ألمانيا تتعهد بالملايين في قمة المناخ
- قمة العشرين: رئيس البرازيل يطلق التحالف العالمي ضد الجوع
- رغم خلافاتهم.. معارضون روس يتحدون بوتين من برلين


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد الصادق - تمهيد لعودة البشير