أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد السلام انويكًة - حول جدل الماء وتراث تازة المائي ..














المزيد.....

حول جدل الماء وتراث تازة المائي ..


عبد السلام انويكًة
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 8165 - 2024 / 11 / 18 - 07:24
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


غير خاف عن دارس مهتم بموضوع الماء عموما، ما كان له من دور معبر في بلورة الحضارة المغربية وعمارة وثقافة .. مدن المغرب وبواديه منذ القدم، فقد كان هذا العنصر الحيوي موجها لأحداث عدة تاريخية على مر أزمنة البلاد وعلى عدة مستويات. وعليه، فالحديث عن الماء بها ومن خلاله عن تراثها المائي هنا وهناك من الأمكنة، ليس ترفا فكريا، نظر لِما كان له من علاقة بما حصل من وقائع وما طبع المجتمع المغربي منذ العصر الوسيط، من أنماط عيش وأنشطة اقتصاد وعلاقات واختلافات ونزاعات وعقليات وذهنيات ..
ويسجل أن من الدارسين الباحثين المهتمين، من اعتبر أن الماء بالمغرب في علاقته بالبوادي والمدن منذ هذه الفترة من الماضي، كان عنصرا فاعلا مؤثرا متحكما في إنتاج الرخاء والأزمات معا. من خلال ما كانت عليه أمور العيش والاستقرار من تأثر بندرته وتقلب أحواله لعوامل مناخية وبشرية وترابية وثقافية وغيرها. وهي السياقات التاريخية التي جعلت سبل تدبيره من الأولويات هنا وهناك خلال هذه الفترة وتلك، دون نسيان ما كان للماء من أثر فيما حصل من نزاعات وصراعات وضرر في فترات حرجة، من قبيل ما كان بين بعض المدن والبوادي/ القبائل كما الحال بالنسبة لتازة، وهو ما يحضر من خلال ما أحيط به من إشارات في مصادر تاريخية مغربية منذ العصر الوسيط. ولعلها احداث ووقائع بقدر ما أفرزته من ضوابط عرفية وأنظمة استغلال محلي وتقاسم وتشارك فضلا عن طبيعة حلول ومخرجات، بقدر ما حصل من قراءات وفتاوى وتدخلات على اثرها، وقد ظهرت جلية في نوازل المياه وما أثير من إشكالات مائية لأسباب عدة.
هكذا اذن ما طبع المغرب من وعي محلي جماعي بقيمة الماء وأهميته في حياة المغاربة منذ العصر الوسيط، ومن ثمة غنى التراث المائي المغربي على مستوى المدن والبوادي، ومعه غنى سبل تنظيم وتدبير المجال وتدخل الانسان، من خلال تجليات توفير الماء ونقله وسبل حفظه وتوزيعه وتقاسمه.. عبر ما تم إحداثه من آليات وبنيات (سواقي وآبار وخزانات وخطارات وغيرها من أليات التوفير والتموين) حسب طبيعة تضاريس الجهات والمناطق ومناخها بين سهل وصحراء وجبل، وفق ما تم بلوغه من ضوابط مؤسساتية مرتبطة بالجماعة" وما كان يؤطرها من أعراف. وهكذا ايضا بعض من الماء والتراث المائي في المغرب، وما هو عليه من حمولة طبيعية واقتصادية وثقافية واجتماعية وروحانية وكذا غرائبية اسطورية وغيرها. الماء الذي كان بدور في مستقر وعيش وفعل وتفاعل وحرف وحرفيين وانتاج وحركة وتنقل وهجرة، فضلا عن نزاع وأحوال سلم وعمران وعمارة وحضارة، بل أيضا بدور وأثر في نشأة دول وقيام وانهيار تجارب سياسية بالمغرب وكذا تأسيس مدن واختيار مواقع ومواضع.
سياق من المفيد الإشارة فيه يسجل فيه لما هو بحث ودراسة، ومن ثمة ما هناك من نصوص بحثية ذات صلة، بقدر ما أغنت الخزانة المغربية موفرة مادة معرفية تاريخية وثقافية، بقدر ما توجهت بأسئلتها ونهجها ومقاربتها للماء، لِما هو مجالي فزيائي وزمني وانساني وثقافي وبيئي وتنظيمي وقانوني..، ولعلها نصوص على درجة من الأهمية والقيمة المضافة، لِما بلغته من خلاصات واستنتاجات وتراكمات، ولما سلطته من اضواء في محاولة لفهم اشكالات وتجليات وتفاعلات وعلائق وصور حياة وأنماط عيش ووقائع وعقليات وذهنيات، ارتبطت بهذا العنصر الحيوي هنا وهناك بالمغرب على مستوى المدن والبوادي، إن في حالة الوفرة أو الندرة مع ما رافق ذلك من صعاب طبيعية وغير طبيعية، لعل من صورها ما طبع تازة بجوارها حول عنصر الماء على امتداد فترات تاريخها حتى مطلع القرن الماضي. وعليه، ما هناك من تراث مائي محلي بمشاهد وتجليات مادية ولا مادية فضلا عن سلطة جبل ذات صلة وطبيعة أثر جوار وأحواز، من المفيد اثارته والحديث عنه وإبراز جدله في أزمنة المدينة وأمكنتها تنويرا للمهتمين وعموم الناشئة.
وانفتاحا على تيمة الماء والتراث المائي بتازة باعتبارها واحدة من مدن المغرب العتيقة الضاربة في القدم، وعيا بما عليه هذه الحاضرة من معالم وزخم تراث مادي ولا مادي واسع ومتنوع، وتعريفا وابرازا لزمن المدينة المائي وما هناك من بصمات، وتقريبا للمادة التاريخية التراثية التي تخص عنصر الماء بتازة للمهتمين والناشئة المغربية. انفتاحا ووعيا بكل هذا وذاك، ارتأت إذاعة مكناس الجهوية تسليط بعض الضوء حول الموضوع "الماء والتراث المائي"، من خلال ما تحتويه وتحضنه وتزخر به تازة في هذا الاطار. ولعل ما تقدمه هذه المحطة الاذاعية الجهوية من مادة إعلامية خدمة منها للجهة ولِما هو رافع لترابها، يجعلها بحضور وتميز وجهد واجتهاد معبر تنويرا لمستمعيها، عبر ما يتقاسم أثيرها من برامج على درجة من القيمة الأدبية، منها المنفتحة والمهتمة بما هو تراثي حضاري هوياتي جهوي، نذكر منها برنامج "أسماء ودلالات" وما يقوم عليه من بحث وتنقيب وتنويع وتنوير وتثقيف، أكثر انصاتا والتفاتا لِما هو تراث مادي ولامادي جهوي، تنويرا للناشئة بما هناك من ذخائر في هذا المجال على صعيد مدن وبوادي الجهة عموما. وهكذا وانفتاحا على تاريخ وتراث مدينة تازة عبر برنامج "اسماء ودلالات"، من خلال عدة حلقات هي الآن جزء من أرشيف هذه المحطة. حلقة جديدة منه مساء 20 نونبر الجاري من تأطيرنا مع أخرى ثانية بعد فاصل أسبوعين، ارتأت توجيه عنايتها لموضوع الماء والتراث المائي بهذه الحاضرة التاريخية، لأثارة وإبراز ما كان لهذا العنصر الحيوي من أثر وتجليات في زمن تازة وعمارتها ووقائعها وجدلها المحلي .. منذ زمن العصر الوسيط، علما أن ما يطبع المدينة من غنى حضاري هو نتاج عوامل عدة ومتداخلة منها عنصر الماء.



#عبد_السلام_انويكًة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأغنية المغربية التي في ركن المتغيب .. ؟
- الجبل بتازة .. أية قراءة لأي أفق ترابي ..
- بمناسبة ذكرى مسيرة المغرب الخضراء ..
- منتدى زرياب للموسيقى في احتفاء خاص بذاكرة تازة لطرب الملحون ...
- حول -المهرجان الوطني البريجة للمونودراما- في دورته الثانية ب ...
- ماذا بعد تصنيف تازة تراثا ثقافيا وطنيا..؟
- حول العلاقات المغربية الصينية ..
- حول الشهيد عباس المساعدي ..
- أبواب تازة وسؤال التراب ..؟
- من ذاكرة قبيلة كًزناية ..
- قبيلة كزناية زمن استقلال المغرب ..
- في رحاب مركز الأمل للأشخاص في وضعية إعاقة بتازة ..
- حول الأصول العرفية للقانون المغربي ..
- اسطرلاب تازة بمعرض الرباط الدولي للكتاب ..
- تازة : ذات ربيع كروي تكريمي ..
- المخطوط المغربي بعيون الباحث ..
- عن كائن الصحافة في مغرب أمس ..
- حول سد تمورغوت/ جماعة مغراوة..
- من ذاكرة فعل تازة الاعلامي المحلي/ الجهوي ..
- تازة : من الأصيل المقدس المؤثث منذ زمان لليالي رمضان ..


المزيد.....




- إطلالة الملكة رانيا والأميرة رجوة الحسين تخطف الأنظار خلال خ ...
- نتنياهو: ضربات إسرائيل أصابت عنصرًا من البرنامج النووي الإير ...
- مراسلة RT: دوي انفجار ضخم يهز تل أبيب (فيديو)
- طائرة محملة بمساعدات إماراتية تهبط في مطار دمشق
- انطلاق قمة العشرين.. الفقر والحروب وعودة ترامب تهيمن على أعم ...
- الحزب الحاكم في السنغال بصدد الحصول على أغلبية برلمانية
- إفلاس شركة الخطوط الجوية الأميركية سبيريت إيرلاينز: هل تنقذه ...
- رغم أزمة الميزانية.. ألمانيا تتعهد بالملايين في قمة المناخ
- قمة العشرين: رئيس البرازيل يطلق التحالف العالمي ضد الجوع
- رغم خلافاتهم.. معارضون روس يتحدون بوتين من برلين


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد السلام انويكًة - حول جدل الماء وتراث تازة المائي ..