معتصم الصالح
الحوار المتمدن-العدد: 8164 - 2024 / 11 / 17 - 00:34
المحور:
الادب والفن
أبحرت سفينتي بالأمس،
تشق أمواج الندم،
تترك خلفها ثقل الكلمات غير المنطوقة—
إن استطعت، فاغفر لي.
حتى في أعمق كهوف حزني،
مددت يدي نحوك،
حاولت أن أُخرجك من أعماقك،
رغم أن صمْتَك الحاد نزف راحتي.
لك وحدك، دون سواك، منحت إيماني،
ألقيت الحب قربانًا عند قدميك.
والآن أصبحت انت كل خساراتي،
وأحيانًا لا تكون أكثر من أثر متشظٍ،
ذكرى عالقة بين لوحي كتفي.
أحاول أن أتعافى، أو هكذا أبدو،
أؤدي دور من يبدو مكتملًا،
لكن العيب—الشرخ في كياني—
ما زال يسكنني،
كصدى لا يمكنني الهروب منه.
الليل، ساعتي المفضلة،
ينثر ظلاله الحانية المغفِرة.
يملأ الضوء الخافت الغرفة كأنشودة قديمة،
وهمس فكري المُغبَّش بالنوم يهمس حقائق لا أنكرها:
كم كنت أحمق.
حتى في أعمق الأحزان،
حتى في جدالنا،
الحاد كزجاج مكسور،
كنت سأبقى.
لكن سفينتي أبحرت بالأمس،
بعد صراع بطول الحياة نفسها.
لم أرحل انتصارًا،
بل ضرورة.
#معتصم_الصالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟