أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المكان في قصيدة -وردة على باب الحبيبة- علي البتيري














المزيد.....

المكان في قصيدة -وردة على باب الحبيبة- علي البتيري


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8163 - 2024 / 11 / 16 - 21:03
المحور: الادب والفن
    


وردة على باب الحبيبة
صباح الخير يا بتّير
صباح الحب والاشواق والشعر الذي
مازال يرسمُ وجهَكِ الأخضر
ويحلم أنه يلقاك في الدفتر
صباح النور يا أملي
ويا من في فمي تشتاقُها قُبَلي
ويا من في منافي الهجر
عاتبةٌ على قلبي
ومن هجري لها ينتابني خجلي
صباح العشق والجمر الذي في موقد الحرمان مشتعلٌ بلوعةِ مَن يهدهدُهُ
على كفيه في وجعٍ ويخفيه عن الأنظار
صباح الورد يا بتير والأزهار
صباح الوجد والأشعار
ولهفةِ عودتي للدار
صباحٌ من شغاف القلب أرسلُهُ
مع الزوّار والأنسام والأطيار
أقول لهم على باب الحبيبة من فؤادي
علقوا وردة ..
تظلُّ الرمزَ للعودة
قلنا في موضع غير هذا إن الفلسطيني يتعامل مع المكان كجزء منه، من تكوينه، من كيانه، حتى أنه يتماهى معه ويحل فيه، فبحضوره يتجلى ويزول الألم ويكون في هناء، حتى لو كان هذا الحضور متخيلا أدبيا، فيكفيه أن يذكر الاسم ليحلق في فضاءه، متجاهلا/متناسيا واقعه في الغربة وما فيها من ألم ووجع وقهر.
الشاعر "علي البتيري" يعطينا نموذجا لهذا الأمر، فنلاحظ أن فاتحة القصيدة بيضاء وحتى ناصعة البياض، وهذا ما نجده في المعنى وفي الألفاظ المستخدمة: "صباح (مكررة ثلاث مرات) الخير، بتير، الحب، الأشواق، الشعر، الأخضر، يرسم، وجهك، ويحلم، بلقاك، الدفتر، النور، أملي، تشتاقها" فما كان لهذه الألفاظ أن تكون دون ذكر "بتير" فهي من أوجدت في الشاعر هذا البياض.
إذا ما توقفنا عند نهاية المقطع سنجد فيها ما يشير إلى واقع الشاعر، كشاعر من خلال "الدفتر" وكفلسطيني مشرد من وطنه من خلال: "تشتاقها" وهذا ما فتح أوجاع الواقع عليه، وجعله يتحدث عنها بمضمون وألفاظ قاسية: "منافي، الهجر/هجري، عاتبة، ينتابني، خجلي" واللافت في المقطع الثاني تكرار صيغة النداء ثلاث مرات: "يا أملي، ويا من (مكررة)" وهذا يحمل معنى استمرار وجع هجرة الوطن.
وإذا ما توقفنا عند هذه الصيغة سنجد الشاعر يتماهي مع المكان، مع بتير (البعيدة)، من هنا جاءت يا المتكلم حاضرة وبقوة: "فمي، قبلي، قلبي، هجري، ينتابني، خجلي" ونلاحظ هذا التماهي مع بتير (ظاهرا وبوضوح) من خلال تكرار: "يا من في" وكأنه يقول إن "بتير" جزءا منه وباقيه فيه.
في المقطع الثالث نجد استمرار حالة الألم الممزوج بالأمل: "العشق/الجمر، الحرمان مشتعل /يهدهده" وهذا يقودنا إلى حالة الشاعر النفسية، وإلى حالة (الصراع) الذي يمر به كشاعر وكفلسطيني، فهو كشاعر يريد تقديم بلده "بتير" بأفضل وأجمل صورة، لكن واقعه المؤلم في المهجر(لا يعطيه) ذلك ويمنعه من ذلك التقديم الجميل، من هنا نجد غلبة الألفاظ القاسية على الألفاظ الناعمة: "الجمر، موقد، الحرمان، مشتعل، بلوعة، وجع، يخفيه"
وهنا يستكرك الشاعر الأمر ـ أن واقعه القاسي يؤثر (سلبا) على تناول "بتير" بصورة جميلة ـ فيستعين بها من جديد مناديا: "صباح الورد يا بتير والأزهار" ليستمر البياض حاضرا في المعنى وفي الألفاظ، فكانت خاتمة القصيدة مطلقة البياض كحال فاتحتها: "صباح (مكررة ثلاث مرات) الورد، بتير، الأزهار، الوجد، الأشعار، عودتي/للعودة، للدار، شفاف، القلب، الزوار، والأنسام، والأطيار، الحبيبة، فؤادي، وردة، تظل، الرمز" وبهذا يكون الشاعر قد استعاد عافيته الشعرية وقدم ما يليق ب"بتير" الجميلة والهانئة، فكانت فاتحة القصيدة، وفاتحة "بتير" وخاتمتها بيضاء ناعمة، بمعنى أن القديم/الفاتحة والمستقبل/الخاتمة ستكون كحال القصيدة ناصعة البياض، على مستوى المضمون/المعنى والشكل/الألفاظ، وما القسوة العابرة التي جاءت في منتصف القصيدة، إلا كحال دولة الاحتلال العابرة، فهي زائلة لا محال.
وبها يكون الشاعر قد أوصل لنا جمال "بيتر" متناولا حالة الصراع الذي سينتهى حتما بالنصر.
القصدة منشورة على صفحة الشاعر



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعل والخصب في ديوان -في ظل آب- سلطان الزغلول
- الحرب والأحداث في رواية أخبار نصف جيدة المتوكل طه
- السرد وشكل التقديم في رواية أخبار نصف جيدة المتوكل طه
- طوفان الأقصى في رواية -أخبار نصف جيدة- للمتوكل طه
- كتاب الصهيونية في أمريكيا محمد حافظ
- تألق الطفل في رواية حمروش جميل السلحوت
- الرمزية في رواية أحلام وغيلان محمد السماعنة
- القسوة والجمال في قصيدة -غرفة الكولونيل- علاء حمد
- الأصالة في مجموعة -حمالة التعب- سرمد فوزي التايه
- التميز في رواية -آخر نزيل- هاني الريس
- تعدد القراءات في -عبق الريحان قصائد هايكو- ميسر أبو غزة
- التراث والمعاصرة في كتاب -ثمرة الأصحاب- مأمون دويكات
- التماهي في قصيدة -يحيا يحيى- لعصام الأشقر
- الشكل والمضمون في -آه يا وطني الكتاب الثاني- محمد حافظ
- الثلاثة العظام
- حداثة الطرح الديني في كتاب -تأويل المُأول- سعادة أبو عراق
- المعركة في ومضة -وتوضأوا- سامح أبو هنود
- اللغة وسخونة الحدث في قصيدة -محللون- مأمون حسن
- أهمية الأدب في كتاب وعليكم السلام سمير صنبر
- الخريفية في قصيدة صفراء سامي البتجالي -صفراء


المزيد.....




- ترامب يحضر نزالا في الفنون القتالية بنيويورك والفائز يحتفل م ...
- سجادة حمراء لأبطال مسلسل موعد مع الماضي قبل عرض أول حلقتين ب ...
- سلفستر ستالون يصف ترامب بـ -جورج واشنطن الثاني- ويشيد بإنجاز ...
- من خزائن القصور إلى مزادات جنيف.. قلادة ماري أنطوانيت التي أ ...
- بعد تحقيق الإيرادات الضخمة “قصة فيلم الهوى سلطان 2025” .. بط ...
- مش هتقدر تغمض عينيك خالص “تردد قناة روتانا سينما على نايل سا ...
- بعلبك تحت النار: قصف إسرائيلي يدمر معالم أثرية وتاريخية
- -الهوى سلطان- فيلم يحتفي بتجربة أبناء جيل الألفية
- استحقاق أدبي أم حسابات سياسية؟.. جدل فوز كمال داوود بجائزة غ ...
- ترامب -القائد المقاتل- يحضر مواجهة في الفنون القتالية المختل ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المكان في قصيدة -وردة على باب الحبيبة- علي البتيري