أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد عبدالحسين جبر - حينما يُكتب التاريخ من قبل القضاء















المزيد.....

حينما يُكتب التاريخ من قبل القضاء


وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من

(Waleed)


الحوار المتمدن-العدد: 8162 - 2024 / 11 / 15 - 10:07
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


جاء في قرار المحكمة الاتحادية العليا في الدعوى ( ١٠٥ مع موحدتها ١٩٤ / ٢٠٢٣ ) في تسبيب الحكم الدستوري المهم سرد تاريخي متكامل عن مشكلة الحدود بين العراق والكويت حيث ورد في النقطة ثانيا من القرار اشارات تاريخية مهمة لجذور المشكلة وبداياتها وحتى الوقت الحاضر لها حيث ذكرت المحكمة :

( ثانياً: تشير المصادر التاريخية إلى أن علاقة الدولة العثمانية بالكويت تعود لعام ١٥٤٦م عندما خضعت البصرة في تلك السنة للاحتلال العثماني، وقد كانت للبصرة صلات وروابط تجارية وجغرافية قوية مع الكويت وإن الحكومة العثمانية لم تفكر بشكل جدي في بسط نفوذها على شرقي الجزيرة العربية حتى سنة ١٨٦٩م وفي ذلك الوقت كانت بريطانيا تعد الساحل الجنوبي للخليج بمنزلة منطقة نفوذ لها، وبعد تولي مدحت باشا ولاية بغداد في سنة ١٨٦٩م أصدر فرماناً سلطانياً في سنة ۱۸۷۱م تم بموجبه إعلان الكويت سنجقاً تابعاً المتصرفية الإحساء، وكذلك حصول شيخ الكويت من آل صباح على لقب قائمقام، كما تعهدت الكويت برفع العلم العثماني على السفن التابعة لها، وفي السنة ذاتها أي سنة ۱۸۷۱م رفعت الحكومة العثمانية مدينة البصرة من متصرفية إلى ولاية مستقلة عن بغداد وأصبحت تضم الكويت والإحساء، وفي سنة ۱۸۹۸م حصلت ظروفاً أرغمت الحكومة البريطانية على اتخاذ إجراءات استبعاد النفوذ الأجنبي عن الكويت، وذلك بعد قيام روسيا بمحاولة إقامة مشروع للفحم في الكويت والسعي للحصول على حق امتياز من الباب العالي لمد خط حديدي بين البحر المتوسط والخليج ينتهي بالكويت مما دفع الحكومة البريطانية في ٢٣ / كانون الثاني ۱۸۹۹م إلى توقيع اتفاقية مع الكويت تعهد فيها الشيخ مبارك (شيخ الكويت هو وأبنائه وخلفاؤه من بعده بعدم السماح لممثل أية دولة أو حكومة أجنبية بالإقامة في الكويت أو سواها من الأراضي التابعة فها من دون موافقة مسبقة من الحكومة البريطانية، وألا يبيع أو يؤجر أو يعطي أو يتنازل بغرض الاحتلال أو أي غرض سواه عن أي جزء من أرضه لدولة أجنبية أو رعايا دولة أجنبية دون موافقة مسبقة من الحكومة البريطانية وبعد توقيع الاتفاقية بين بريطانيا وشيخ الكويت سنة ۱۸۹۹ م قامت السلطات العثمانية في البصرة ببذل الجهود المتواصلة لتأكيد سيادتها على الكويت، وبعد فشل العثمانيون في السيطرة على الكويت أقاموا في عام ۱۹۰۲ م قواعد عسكرية لهم في صفوان وأم قصر وجزيرة بوبيان وكان هدفهم السيطرة على خور عبد الله وعلى أثر ذلك قدم الشيخ مبارك احتجاجاً إلى الدولة العثمانية، ولكن الدولة العثمانية لم تهتم بذلك، وظلت تلك المناطق تحت السيطرة العثمانية إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى وفي عام ۱۹۱۳م تم توقيع اتفاقية بين بريطانيا والدولة العثمانية تم الاعتراف فيها بالكويت ولاية عثمانية ذات سيادة داخلية وتضمنت الاتفاقية المذكورة آنفاً أول ترسيم للحدود بين العراق والكويت إلا أن هذه الاتفاقية لم توضع موضع التنفيذ القيام الحرب العالمية الأولى وأصبحت الكويت في عام ١٩١٤م خاضعة للسيطرة البريطانية وقاعدة عسكرية أساسية في حرب احتلال بريطانيا للعراق واستمرت الكويت قائمقامية تابعة للبصرة حتى سنة ١٩١٤ ولقد ظل وضع الكويت غير مستقر إلى أن عقدت معاهدة لوزان بين بريطانيا وتركيا الحديثة سنة ١٩٢٣ والتي بمقتضاها تنازلت تركيا عن جميع ممتلكات الدولة العثمانية السابقة في الشرق العربي واستمر الوضع إلى عام ١٩٣٢ عندما قررت بريطانيا منح الاستقلال للعراق والتهيئة لقبوله في عضوية عصبة الأمم المتحدة وطلبت بريطانيا من العراق تحديد حدوده مع الكويت فوافق العراق في رسالة بعثها رئيس وزرائه نوري السعيد في ٢١ تموز ۱۹۳۲م، لكن العراق تراجع عن تلك الموافقة عند إعلان الملك غازي عام ۱۹۳۳ رفضه ترسيم الحدود وطالب بضم الكويت إلى العراق وفي منتصف عام ۱۹۳۸ دعا الملك غازي إلى ضم الكويت إلى العراق باعتبار أن العراق وريث الحكومة العثمانية وإن الإنكليز سلبوا الكويت بالقوة، وقد لاقت دعوة الملك غازي لضم الكويت تأييداً من المجلس التشريعي الكويتي عندما قرر في احد اجتماعاته في سنة ١٩٣٨ تقليص السيطرة البريطانية وطالب بالوحدة مع العراق إلا أن الشيخ احمد الجابر الصباح رفض ذلك وأمر بحل المجلس التشريعي مما أدى إلى حدوث احتجاجات في الكويت وأعمال عنف وفي تموز عام ١٩٣٩ م أجريت مباحثات

العراق وريث الحكومة العثمانية وإن الإنكليز سلبوا الكويت بالقوة، وقد لاقت دعوة الملك غازي لضم الكويت تأييداً من المجلس التشريعي الكويتي عندما قرر في احد اجتماعاته في سنة ١٩٣٨ تقليص السيطرة البريطانية وطالب بالوحدة مع العراق إلا أن الشيخ احمد الجابر الصباح رفض ذلك وأمر بحل المجلس التشريعي مما أدى إلى حدوث احتجاجات في الكويت وأعمال عنف وفي تموز عام ١٩٣٩ م أجريت مباحثات بين الحكومتين العراقية والبريطانية بهدف إعادة ترسيم الحدود بين العراق والكويت وبقي الحال إلى عام ١٩٥١ عندما وجهت السفارة البريطانية في بغداد نيابة عن الكويت مذكرة إلى الخارجية العراقية تدعوها إلى إجراء الترتيبات اللازمة لترسيم الحدود بين الكويت والعراق وفقاً لما تم الاتفاق عليه في مباحثات عام ١٩٣٩ إلا ان العراق ربط موافقته على ذلك بشرط تأجير جزيرة (وربة) للعراق وعادت مسألة تأجير الجزيرة المذكورة إلى صدر المباحثات العراقية - الكويتية عندما ربط العراق تجهيزه للكويت بالماء العذب بتأجير جزيرة (وربة)ولم يتم التوصل إلى اتفاق وعند تشكيل الاتحاد الهاشمي عام ۱۹۵۸ طرح موضوع انضمام الكويت للاتحاد الذي شكل بين العراق والأردن إلا أن ذلك توقف على أثر إعلان ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ في العراق. وفي عام ۱۹٦١ شهد أول أزمة حقيقية بين العراق والكويت إذ عادت المطالب بالكويت كلها بعدما كانت قد تحولت إلى خلاف حول مناطق محددة ففي ۱۹ حزيران ۱۹۶۱ وقعت بريطانيا اتفاقية جديدة مع الكويت أنهت بموجبها الحماية البريطانية القائمة على أساس اتفاقية ۱۸۹۹ فأعلنت الكويت استقلالها في 19 حزيران سنة ١٩٦١ م وفي ٢٥ حزيران ١٩٦١ اعلن عبد الكريم قاسم في بيان إذاعي أن الكويت جزء لا يتجزأ من العراق وإن الكويت كانت منطقة تابعة لولاية البصرة الخاضعة للحكم العثماني واعلن عبد الكريم قاسم حاكم الكويت قائمقام لها خاضعاً لسلطة متصرف البصرة عندئذ قامت بريطانيا في 1 تموز ١٩٦١ وبطلب من الكويت بإنزال قوات عسكرية على وجه السرعة في الكويت للدفاع عنها اتجاه التهديدات العراقية، كما قام العراق من جانبه بحشد قواته بمنطقة البصرة فوقعت بعض المناوشات بطريق الخطأ مع الدوريات البريطانية على الحدود وأسرت القوات العراقية مدرعة وجنودها البريطانيين وقدم العراق شكوى إلى مجلس الأمن بسبب انزال البريطانيين قواتهم في الكويت وتهديدهم لسلامة أراضيه، وفي ذات الوقت الذي كان النزاع معروض على مجلس الأمن قدمت الكويت طلباً للانضمام إلى جامعة الدول العربية فقبلت عضويتها في ٢٠ تموز ١٩٦١ فقام العراق بإيقاف أوجه التعاون كافة مع الجامعة العربية، وقررت الجامعة العربية تشكيل قوات عربية لتحل محل القوات البريطانية في الكويت وبقيت القوات العربية في الكويت حتى عام ١٩٦٣ وبالنتيجة فشلت محاولة عبد الكريم قاسم بضم الكويت إلى العراق، وبعد قيام انقلاب 8 شباط ١٩٦٣ في العراق والإطاحة بالزعيم عبد الكريم قاسم تغير الموقف العراقي الرسمي اتجاه الكويت إذ أعلن العراق في بيان مشترك مع وفد كويتي زار بغداد في 3 تشرين الأول ١٩٦٣ عن اعترافه باستقلال الكويت وسيادتها بحدودها المفصلة في الرسائل المتبادلة في سنة ۱۹٣٢ بين رئيس الوزراء العراقي وشيخ الكويت آنذاك واقترح الرئيس العراقي آنذاك على أمير الكويت أن يؤجر جزيرة (وربة) لمدة (۹۹) عاماً، وبعد وفاة الرئيس عبد السلام عارف وتولي شقيقه عبد الرحمن عارف إدارة الدولة أثيرت أزمتان مع الكويت الأولى عام ١٩٦٦ عندما اجتاحت قوات عراقية جزيرة (بوبيان) احتجاجاً على المفاوضات الجارية آنذاك بين ايران والكويت والثانية في ١٨ نيسان ١٩٦٧ عندما بادرت الحكومة العراقية إلى توجيه إنذار رسمي إلى الحكومة الكويتية تطلب فيه إنزال العلم الكويتي عن جزيرتي (وربة وبوبيان) وبعد الإطاحة بحكومة عبد الرحمن عارف في ۱۷ تموز ١٩٦٨ وتولي حزب البعث المنحل السلطة في العراق كان التوجه العام للحكومة هو تهدئة الوضع مع الكويت وفي عام ١٩٧٣ عادت الأمور إلى التصعيد بين العراق والكويت عند احتلال العراق لمخفر (الصامتة) الحدودي وهي منطقة غنية بالنفط وقامت الكويت بإعلان حالة الطوارئ وأبلغ العراق جامعة الدول العربية أنه سحب اعترافه باتفاق سنة ١٩٦٣ ودعا إلى إجراء محادثات عراقية كويتية حول الحدود واستمرت جهود الجامعة العربية بالوساطة بين العراق والكويت ونجحت بإقناع العراق بسحب قواته من مخفر الصامتة) في عام ١٩٧٥. ولم يثر العراق أي مشكلة حول الحدود خلال الحرب العراقية الإيرانية، وفي عام ۱۹۹۰ زاد التوتر بين العراق والكويت عندما اتهمت الحكومة العراقية رسمياً الكويت بالتجاوز على الأراضي العراقية والاستيلاء على آبار حقل الرميلة العراقي المحاذي للحدود واستمر الخلاف حتى قام النظام السابق بغزو الكويت عام ١٩٩٠) وهكذا قدّمت المحكمة بيان تاريخي مهم له قيمته العلمية والاكاديمية كونه نتاج قراءات قضائية لمشكلة قانونية وتاريخية.



#وليد_عبدالحسين_جبر (هاشتاغ)       Waleed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصر الله من وجهة نظر ماركسية
- ٥٦ : ليست نصب واحتيال
- اهمية لائحة دفاع المحامي
- المحامي مكلف بخدمة عامة وليس معقب!
- فن قراءة المبادئ القضائية
- المطلع كاست وثقافة امير القبيلة
- التعويض عن التقاضي الكيدي
- يجب ان يكون المحامي مع شعبه لا مع الاحتلال حادثة دنشواي نموذ ...
- مهنة المحاماة للمحامين فقط
- عضو برلمان ويسولف خطأ جا احنا شنكول ؟؟
- هل الشهر في القانون ثلاثون يوما ؟
- يجب أن يُستمَع إلى المحامين
- هل الامثلة من عمل المشرع
- العقل الاداري العراقي استنساخي!
- هل السكوت علامة رضا في القانون ايضا ؟
- لماذا قانون( ٥٩ ) هو الحل؟
- قراءة دقيقة لأحكام القضاء
- الوزير القائد
- خصومة الجامعة لا تعني خصومة الكلية
- نحن والمعتاشون دينيا


المزيد.....




- فيديو مروع يظهر لحظة طعن عدد من الأمريكيين في شارع بواشنطن
- مشروع أمريكي لهدنة بين حزب الله وإسرائيل.. ما فرص النجاح؟
- نظرا لعلاقاته مع محمد بن سلمان وقادة المنطقة.. مصادر توضح لـ ...
- مصادر توضح لـCNN موقف حزب الله من اقتراح أمريكي-إسرائيلي لوق ...
- الخارجية الروسية تعرب عن قلقها إزاء الأحداث في أبخازيا وتأمل ...
- -كتائب القسام- تستهدف القوات الإسرائيلية المتمركزة في محور ن ...
- بأرقام عربية.. رئيس -روس كوسموس- يظهر بساعة يد شبيهة بساعة ب ...
- صحيفة أميركية تكشف عن -تعهد إيراني سري- مكتوب لواشنطن بشأن ت ...
- هيئة دولية للإشراف على تطبيق القرار 1701.. ماذا نعرف عن مسود ...
- فرنسا: إفراج مشروط عن اللبناني جورج عبدالله المسجون منذ عقود ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد عبدالحسين جبر - حينما يُكتب التاريخ من قبل القضاء