أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - -القصاص أم السياسة؟ السعودية تنفذ حكم القتل في خيانة وطنية وعناصر إرهابية-














المزيد.....

-القصاص أم السياسة؟ السعودية تنفذ حكم القتل في خيانة وطنية وعناصر إرهابية-


بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8161 - 2024 / 11 / 14 - 23:06
المحور: كتابات ساخرة
    


في السعودية، حيث لا تفصل السياسة عن القانون، ينكشف اليوم مشهد قضائي يثير التساؤلات حول مفهوم العدالة والأمن الوطني. وزارة الداخلية السعودية أعلنت عن تنفيذ حكم القتل في مواطنين اتهما بالتخابر مع "عناصر إرهابية" وارتكاب "أفعال مجرمة تنطوي على خيانة وطنية". هذا الحكم، الذي يراه البعض تصعيدا ضروريا لمكافحة الإرهاب، يطرح سؤالا كبيرا: هل كان هذا فعلا خطوة قانونية لردع الخيانة أم مجرد أداة سياسية لتأكيد الهيمنة على الداخل؟

في السياقات السياسية المعقدة التي تمر بها المنطقة، يصبح مفهوم "الخيانة الوطنية" أكثر انفتاحا على التأويلات. ففي عالم تشهد فيه المنطقة تحولات جذرية، ويعاني الكثيرون من ضغوطات اقتصادية واجتماعية، قد يتساءل البعض: هل كان هؤلاء المتهمون فعلا خونة، أم أنهم كانوا ضحايا لصراع أكبر، حيث تم استغلال تهم التخابر كأداة لتصفية الحسابات السياسية؟ لا شك أن الأمن القومي في أي دولة يمثل أولوية قصوى، لكن أحيانا، في سياقات كهذه، تصبح التهم أداة يمكن تسييسها لتلبية احتياجات السلطة.

إن تنفيذ الحكم في قضايا كهذه قد يتجاوز مجرد تطبيق القانون. فالتهمة الموجهة إليهم - التخابر مع عناصر إرهابية - تتسم عادة بتحميل المتهمين وزر جريمة قد تكون أكثر تعقيدا من مجرد تحالف مع جماعات إرهابية. ففي عالم تتحكم فيه أجندات سياسية، يمكن أن تكون هذه التهم حجة لشن حملات ضد معارضين سياسيين أو أولئك الذين لا يتماشون مع سياسة الدولة. إذا كان الإرهابيون الذين تروجهم الحكومات هم أنفسهم "صانعو التهديدات"، فمن يضمن أن المواطن العادي الذي يتهم بالعمالة قد لا يكون مجرد ضحية لحرب سياسية تخوضها الدولة؟

وهذا يقودنا إلى تساؤل آخر: هل العدالة في مثل هذه الحالات هي حقا معيار الحكم، أم أن السياسة هي التي تتحكم في النهاية؟ في الأنظمة التي تحتكر السلطة، يصبح المواطن، مهما كانت دوافعه، عرضة لأن يوصم بالخيانة إذا تطلبت الظروف ذلك. قد يكون للمواطن المتهم في هذه القضية أسباب أو ضغوطات دفعته للتصرف كما فعل، لكن في بيئة ذات تحكم دقيق على معايير الولاء، قد لا يكون هناك مجال للبراءة أو للشكوك المشروعة.

هذه الأحكام السريعة التي تثير الجدل على منصات الإعلام المحلية والدولية، تفتح المجال للحديث عن أبعاد أخرى بعيدة عن النصوص القانونية. هل هي رسالة للجماهير عن قوة النظام واستعداده لمكافحة الخيانة مهما كان الثمن؟ أم أن هناك استغلالا غير معلن لحالات معينة بهدف تعزيز سلطة الدولة في الداخل؟ ما نراه في هذه القضايا هو مزيج من السياسة والقانون، حيث تصبح الأدوات القانونية أحيانا وسيلة لترسيخ صورة أمنية ترضي الجمهور، حتى لو كانت العدالة القانونية في هذه الحالات تظل غامضة.

لا شك أن مواجهة الإرهاب تعتبر قضية مشروعة، ولكن يظل السؤال العميق قائما: هل تستخدم هذه القضية لتبرير القضاء على معارضي النظام؟ ما يحدث في السعودية، كما في غيرها من الأنظمة السياسية في المنطقة، هو أن الأمن القومي يستخدم كذريعة لقمع الحريات، وتستخدم الخيانة الوطنية كأداة لمهاجمة كل من يختلف مع النظام. في النهاية، قد يكون الحكم بالإعدام في مثل هذه القضايا أكثر من مجرد تطبيق للعدالة؛ بل هو تكتيك سياسي يمكن أن يساهم في ترسيخ سلطوية الدولة.

وفي الختام، يبقى من الصعب تحديد ما إذا كانت العدالة قد سادت حقا في هذه القضية أو أن السياسة قد غلبت على تطبيق القانون. ما نراه في هذه الحكاية هو أن الأمن قد يتحول إلى أداة تستخدم لإخفاء القضايا الحقيقية، ويصبح المواطن أداة لتمرير رسائل سياسية.



#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم اليوم: قانون الغاب في ثوب جديد
- المهداوي: ضحية النظام أم بطل مسرحية درامية؟
- الدينامية الجديدة في العلاقات المغربية الفرنسية على ضوء قرار ...
- إسرائيل: ضحية نفسها في مسرحية عالمية
- -التغطية الإعلامية للأميرة للا خديجة: بين المظهر والتأثير ال ...
- سيارات الدولة: رموز الفساد الإداري في المغرب وضرورة الإصلاح ...
- -الأعداء: سلاح سياسي أم مجرد وهم درامي؟-
- ماكرون: -خنجر المغاربة- في قلب المقاومة الفلسطينية
- ماكرون في المغرب: طاجين سياسي ومفاوضات على نار هادئة
- إسرائيل وإيران: دراسة في صراع القط والفأر
- عالم بين الدمار والسلام: نحو رؤية مستقبلية جديدة
- -الشيطان يتحدث: تأملات في التشكيلة الحكومية المغربية الجديدة ...
- نهاية إسرائيل على يد نتنياهو: هل هي نبوءة أم مجرد سخرية؟
- عالم الحيوانات: تحليل للتنمر الدولي في إطار غابة حيوانات
- فن الاختلاف: عندما يتحول الكوميدي إلى حاكم فني
- -أفضل من الجميع: كيف يقود الاعتقاد الزائف بالتفوق إلى حروب ل ...
- -دروس من الفوضى: سليم وشامة كرمز للشرق الأوسط-
- استراتيجيات الهجوم والدفاع في السياسة: فهم إشارات الخصم
- مقابلة حصرية مع المحلل السياسي - الأستاذ زهير النيران-: مبار ...
- -العجز الدولي: مجلس الأمن في مقعد المتفرج-


المزيد.....




- انطلاق الدورة الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائي بعرض فيلم -أحل ...
- جنود من كوريا الشمالية في روسيا: يقاتلون على الجبهة ويقبلون ...
- من بينها الري بالطاقة الشمسية.. تحولات في الزراعة بزيمبابوي ...
- كيف تفاعل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مع دعم مهرجان القا ...
- أحمد عز يدافع عن الاستثمار السعودي بالسينما المصرية: -أي حد ...
- حسين فهمي وفنانون مصريون يردون على جدلية انعقاد مهرجان القاه ...
- -بفلوسي هشتري التاريخ-.. كواليس خلاف محمد رمضان مع فنان مصري ...
- وفاة الممثل الكوري الجنوبي سونغ جاي ريم عن 39 عاما
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: أرفض طلب تصريح تصوير من الجه ...
- -معركة كورسك 2.0-.. فيلم وثائقي عن قوات -أحمد- الروسية الخاص ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - -القصاص أم السياسة؟ السعودية تنفذ حكم القتل في خيانة وطنية وعناصر إرهابية-