|
إشكالية التطبيع مع أسرائيل : جذور - خلفيات – حسابات وراء الستار وتحت الطاولة - 2
بوياسمين خولى
كاتب وباحث متفرغ
(Abouyasmine Khawla)
الحوار المتمدن-العدد: 8161 - 2024 / 11 / 14 - 07:04
المحور:
القضية الفلسطينية
التعاون في كافة المجالات
إن أنضج ما جناه المغرب من شجرة التطبيع، حصوله من واشنطن على دعم ومساندة في مسألة الصحراء الغربية، التي تعتبر “قضية وطنية”: الاعتراف بالسيادة المغربية على هذه المنطقة التي يطالب بها انفصاليو جبهة البوليساريو.
ففي غضون عامين فقط، تضخم التقارب بين الرباط وتل أبيب واستزاد. وفي هذا السياق قال حسني عبيدي، مدير مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والمتوسطي:
“لم تتطور العلاقة بين إسرائيل ودولة عربية بهذه السرعة من قبل”. وشدد على “التعاون في كافة المجالات، بما في ذلك المجالات الأكثر حساسية مثل الدفاع والاستخبارات” و”انتظام الزيارات” من قبل المسؤولين.
لقد تقاطر على المغرب العديد من كبار المسؤولين الإسرائيليين - وزير الداخلية، ورئيس أركان القوات المسلحة، ورئيس الشرطة، ووزير الدفاع. . . تقاطر لم يسبق له مثيل من قبل. وبينما تستفيد الجزائر من المكاسب غير المتوقعة من الهيدروكربون لمضاعفة ميزانيتها العسكرية وتحافظ على علاقات جيدة مع حليفها العسكري روسيا، سعى المغرب إلى تعميق تعاونه العسكري والأمني مع إسرائيل. وأكد أحد الخبراء أنه “في ظل جنون اقتناء الأسلحة في المنطقة، يعد التعاون مع إسرائيل بمثابة بوليصة تأمينinsurance policy - للمغرب”.
وعلى المستوى الاقتصادي، فإن التقارب يسير بشكل متون و مثين. التجارة بين المغرب وإسرائيل تتويع وتتنامى إلى أربعة أضعاف لتتجاوز 500 مليون دولار سنويا. ويقول أحد خبراء الاستخبارات الاستراتيجية**- intelligence stratégique ،: "كان في البدء التسلسل السياسي، فتبعه التسلسل الاقتصادي". ---------------------- **- الاستخبارات الاستراتيجية هي الخبرة التي تشمل التحقيق والرصد وجمع المعلومات وأنشطة التحقق المتبادل. إنها تجعل من الممكن جمع بيانات قيمة، غالبًا ما يصعب الوصول إليها، وتحليلها برؤية ثاقبة. -------------------------------------------------------------- لكن في المقابل هناك الصورة المشوهة. . المغربي البسيط ضميره مرتاح فلا يد له في التطبيع و لسان حاله يقول : الحكومة هي التي لها علاقات مع إسرائيل، وليس الشعب. ولو تمت استشارتنا لرفضنا قطعا حتى لا نتنكر لروح الأطفال الذين يستشهدون دون ذنب و ظل التطبيع وهذه من امر المرارات لتي يلوكها المغاربة غضبا عنهم . ويوضح سيون أسيدون، مغربي يهودي- ناشط حقوقي منسق الجبهة المغربية لدعم الشعب الفلسطيني ومكافحة التطبيع، ناهض التقارب مع إسرائيل حتى قبل توقيع اتفاقيات إقامة علاقات دبلوماسية بين الرباط وتل أبيب، وقبل ان تكتسب حركة المعارضة زخما منذ اندلاع الصراع الدموي في الشرق الأوسط.
يقول إنه في السابق، كان من الصعب على الناس النزول إلى الشوارع، خوفًا من القمع و التنكيل. وحاليا، تجتذب التظاهرات ضد التطبيع ، مئات الآلاف من المشاركين.
إن دل هذا على شيء فإته يدل عى أن الشعب يرسل رسالة إلى الحكومة والقائمين على أمور البلاد.
قرار استراتيجي على حين غرة ومن حيث لم يحتسب الشعب
قرب نهاية سنة 2020، وفي خضم جائحة كوفيد-19، حل مستشار دونالد ترامب وصهره، جاريد كوشنر، بالمغرب لإضفاء الطابع الرسمي على الاتفاقية المبرمة بين الرباط وتل أبيب و واشنطن.
وافق المغرب على إقامة علاقات دبلوماسية وتجارية رسمية مع إسرائيل. والولايات المتحدة، من جانبها، التزمت بالاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية. يبدز الأمر كأنه صفقة يمكن نعتها بأقبح الصفات قرار استراتيجي على حين غرة ومن حيث لم يحتسب الشعب المغربي.
في ديسمبر 2020، وفي خضم جائحة كوفيد-19، سافر مستشار دونالد ترامب وصهره، جاريد كوشنر، إلى المغرب لإضفاء الطابع الرسمي على الاتفاقية المبرمة بين الرباط وتل أبيب و واشنطن. وافق المغرب على إقامة علاقات دبلوماسية وتجارية رسمية مع إسرائيل. والولايات المتحدة، من جانبها، ملتزمة بالاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، وهي منطقة متنازع عليها في جنوب البلاد.
وافق المغرب على إقامة علاقات دبلوماسية وتجارية رسمية مع إسرائيل. والولايات المتحدة، من جانبها، التزمت بالاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية. يبدز الأمر كأنه صفقة يمكن نعتها بأقبح وأشنع الصفات وهو وصف ونعت ليس اعتباطي أو معوم وإنما مبرر بالدليل و البرهان. علما أن هذه السياسة، التي قررتها إدارة ترامب، لم يتخلى عنها الرئيس جو بايدن بعد فوزه على ترامب.
ويبدو فإن الضرورات المرتبطة بسياسة واستراتيجة الصحراء هي التي فرضت هذا الاختيار الذي رهن الشعب المعربي من حيث لم يكن يدري لكن التقارب بين الرباط وتل أبيب جذور عميقة في التاريخ وليس وليد إشكالية الصحراء كما قد ي فدعي البعض للتبرير ليس إلا. في حين قد يقول البعض الآخر كل شيء مغربي هو أولوية. والقضية الفلسطينية ليست من الأولويات. أي أن الأولوية بالنسبة لهؤلاء هي داخل المغرب والصحراء وليس في الخارج. لكن هاذان الرأيان هما في الواقع رأس و ذيل أو أمام وخلف لنفس العملة.
وهكذا بالإضافة إلى إعادة واستأناف تبادل مكاتب الاتصال، فقد أدى تطبيع العلاقات بين البلدين إلى اتفاقيات وشراكات في مختلف القطاعات، مثل البحث والدفاع والسياحة، بما في ذلك إنشاء خطوط جوية مباشرة بين تل أبيب ومختلف الوجهات المغربية.
وفي مراكش، الوجهة السياحية المفضلة للسياح الإسرائيليين، يبدو غيابهم محسوسا. وفي عام 2022، زار 70 ألف إسرائيلي المغرب.
ويوجد في المغرب اليوم جالية يهودية يبلغ عددها حوالي 2200 شخص، وهي الأكبر في العالم العربي. والعديد من الإسرائيليين هم من أصول مغربية، ومن هنا عامل الجذب السياحي. وعلى سبيل الاستئناس، في عام 2022، زار 70 ألف إسرائيلي المغرب. إلا أن وأدت المظاهرات التي هزت المغرب بعد نازلة 7 أكتوبر ، ساهمت في إثناء البعض عن السفر إلى المغرب.
وبخصوص الموقف من التطبيع أشارت دراسة استقصائية أجريت سنة 2022 إلى أن 31% فقط من سكان المغرب يؤيدون التطبيع.
وعلى غير المناهضين للتطبيع ومؤيديه لأغراض مصلحية أو لغيرها أن يكونوإ منطقيين مع أنفسهم ويقولوا : اذا أردنا التطبيع مع الدولة اليهودية، فنحن بحاجة إلى السلام في الشرق الأوسط، وإلا فلن يستفيد المغرب منه،. وفي عام 2000، في منتصف الانتفاضة الثانية، عادت الرباط إلى التقارب مع تل أبيب، لكن بتكتم شديد.
فسابقا غالبا ما كان التقارب بين البلدين أما اليوم فلم يعد هذا ممكنا فالاتفاقيات المبرمة تنص على المشاركة في المعارض التجارية واللقاءات الفكرية والثقافية والفنية والاقتصادية التي ستقام في كلا البلدين، وتبادل الخبرات وتنظيم الفعاليات الترويجية والزيارات التجارية. فكيف يمكن التكتم كما كان يحصل سابقا __________ يتبع __________________________
#بوياسمين_خولى (هاشتاغ)
Abouyasmine_Khawla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إشكالية التطبيع مع أسرائيل : جذور - خلفيات – حسابات وراء الس
...
-
إشكالية التطبيع مع أسرائيل : جذور - خلفيات – حسابات وراء الس
...
-
إشكالية التطبيع مع أسرائيل : جذور - خلفيات – حسابات وراء الس
...
-
هل صفقة “كأس العالم 2030“ رابحة أو خاسرة وهل المغرب سيقلب ال
...
-
المجانية، تاكتيك تجاري
-
كتاب رحمة المودن الطريق إلى حريتي
-
ماذا لو فاز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟ - اراء
...
-
حول كتاب عودة القوى العظمى ل - جيم سيوتو - Jim Sciutto
-
الجيش الروسي يمتلك قنبلة مدمرة جديدة
-
القارة القطبية الجنوبية مهددة بالانهيار... مع -عواقب مدمرة-
...
-
بعد قرن على وفاته: هل كان لينين ثوريا أم طاغية؟
-
سخرية أخرى من سخريات القدر تصفع اعلب المغاربة المناهضين للتط
...
-
تقززت لما صرح جنيرال احد ابناء العم سام يشيد بالمغرب
-
سخرية القدر المغرب، الذي يعيش أزمة مياه غير مسبوقة، يقدم إلى
...
-
مدى أهلية الرئيس الامريكي الحالي- جو بايدن- للحكم
-
ما هي الدول التي تبيع معظم الأسلحة لإسرائيل؟
-
معلومة قد تفيد
-
عاينت لحظة نهايتي في صمت-على سبيل الأقصوصة
-
كيف تساعد ابنك المراهق أن يكون شخصًا صالحًا
-
رسالة إلى كل القلقين على البيئة عبر العالم
المزيد.....
-
راماسوامي: سأقوم مع إيلون ماسك بـ-ترحيل جماعي للبيروقراطيين-
...
-
ترامب يكشف عن خطة إدارته بشأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا
-
آبل تطور حزاما لساعاتها الذكية بمواصفات خاصة
-
خبراء يحذرون من خطر منتجات التنظيف على الصحة
-
روسيا تحضّر لإطلاق قمر -Aist-2T-
-
روسيا.. مواصلة العمل على تصميم مروحية جديدة
-
روسيا تدرس إمكانية المساهمة في إطلاق برنامج -غاغانيان- الفضا
...
-
المعارضة الجورجية الموالية للغرب تستعد لشل العاصمة تبليسي
-
مفاجأة جديدة في تعيينات ترامب.. روبرت كينيدي المشكك باللقاحا
...
-
شغب وصيحات استهجان خلال مباراة إسرائيل وفرنسا بأمم أوروبا
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|