|
ميتاسكولوجيا القصيدة في شعر محمد العربي غجو
ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 8159 - 2024 / 11 / 12 - 22:13
المحور:
الادب والفن
ميتاسيكولوجيا القصيدة في شعر محمد العربي غجو / ناس حدهوم أحمد الخمار ******************************************** الشعر هو الشعر - كما قيل من قبل - ذلك لأن الشعر هو الفن الوحيد الذي لايخضع للأحكام الجاهزة . ومن هنا أهمية هذا الفن الفريد من نوعه . بصفته لون من ألوان التعبير الوجداني العميق الذي يترفع عن اللغة فيتلاعب بها من أجل إيجاد صيغة تحقيق للمعاناة . وبالتالي تبريرها وحتى لا تبقى داخل قمقم النفس مجرد أو حتى عبارة عن عملية تواطؤية تلفيقية لصالح الأنا العلا أو تمويهية لصالح الأنا التافهة أو تنفيس بواسطة الضغط على الهو الراسخ داخل مكونات الجثة البشرية المندهشة إزا عملية الكون الوجودية الغامضة والصعبة . فالشعر بالضرورة يجنح نحو اللاعقل لأن العقل محدود وتتحكم فيه الحواس الخادعة بصورة نمطية ومنظمة . غير أن الشعر الأصيل بصفته عملية للحلم يختمر داخل الذات كشكل من أشكال الإلهام والوحي بعيدا عن العقل ليخرج في شكله المعتاد قصيدة من أرض الذات كما تخرج الوردة أو السسنبلة من أرض الحقل . إذن فالقصيدة لا تؤسس بواسطة العقل وإنما بوساطة الحلم . وهذا الحلم يختلف من شاعر لآخر بحيث تتمظهر إنعكاساته في نمط القصائد عند مختلف الشعرا كل على حدة . ولهذا السبب بالذات فإن الشعر في غنى عن النقد لأن الناقد مهما بلغ من التماسك وامتلاك أدوات النقد لا يستطيع مجاراة نهر الإلهام داخل الذات الشاعرة . أو بالأحرى داخل عالم القصيدة بصفتها إفراز صادر عن حلم كوني صعب المراس . لذا يبدو لي أن الشعر لايقبل أي تفسير ولا يذعن للمرئي والمعيش . لأنه لا علاقة له البتة بين اللامحدود والمحدود . فنقد الشعر بالضرورة يجب أن يخوضه الشاعر نفسه لأنه أدرى من غيره بالحلقة التي يسبح فيها الحلم وتتفاعل فيها الرؤى أو الرؤيا داخل مدار غامض ومنفعل وعبثا أن يقبض عليه ويسلم إلى دائرة محدودة . وهذا ما حذا بالشاعر الناقد " إليوت " ( ولن أسميه الفيلسوف ) . حينما طرف السؤال الأساسي حول " الإنسان الذيلايحتاج لكي يكون صالحا " . أي لا يحتاج لكي يفهم . ونفس الإشكال حصل لشاعر إنجليزي لا أتذكره عندما جلس داخل حانة وشرب زجاجتين من الجهة وحملق في الناس المارة ليعتقد أوليشعر بأنه قادر على أن يسعدهم أو يباركهم . هذا نوع من من الحلم تجلى له في لحظة حدس صوفيصرف . وهذا الإدراك بعيد كل البعد عن العقل . وقد قال " هيدجر " في هذا الصدد / إن الحقيقة تدرك بالعواطف والمشاعر والقلب وليس بالعقل / - مثلما رأى أيضا " بسكال " حينما قال / للقلب أمور لا يعلمها العقل /. أو ليس هذا الشاعر الإنجليزي هونفسه الذي يقول لنا بأن الناس في نظره لا تحتاج إلى الفضيلة ؟. ولا تجديها في شي ؟ . وقبل أن ألج عالم الشاعر المتميز محمد العربي غجو أود أن أبين بعض النقط التي تتعلق بالشعر المغربي الجدد أي ما يسمى بشعر الشباب . لقد ظهرت كوكبة من الشعرا الجدد خلال الثمانينات من القرن الماض الذين على ما يبدو سوف يقدمون للشعر الحديث أجمل خدمة وأروعها. لا لأنهم أكثر شاعرية ممن سبقوهم من الشعرا الذين عتبرون كبارا . وإنما هؤلا الشعرا الأحداث كتب عليهم أنيحملوا المشعل لما تحلون به من خصوصيات العصر المحترق . ومن قدرة على اجتياز خطوط المواجهة التي تحول بينهم وبين بنا القصيدة الفسيحة الأرجا التي يحلم بها العصر العربي الراهن . تلك القصيدة التي لم تعد تولد بالتوقيت المحلي وإنما القصيدة المشرعة على كل الجهات وجميعها عبر المعمور . مرفأ العيون ********* قصيدة مرفأ العيون للشاعر محمد العربي غجو . سوف نجد لديها صورا رائعة ومتميزة لحلم إنساني فسيح ومفتوح وهذا الحلم هونفسه حلم الإنسان في كل مكان . حتى ولو هذا الإنسان كان في إفقا أو في آسيا أ, في غيرهما من القارات الأخرى على وجه الكوكب المقدوف أصلا في الفراغ المطلق والواسع واللانهائي . فالمحور الذي بنيت عليه القصيدة هو الكون بصفته الوطن الكبر للحلم والجمال ونقيضهما . فما أجمل أن يكون الإنسان له حلمختص بهذا النوع من الوعي . ولسما خلال هذا الزمن الملوث حيث الذات الأنانية والمصلحة الذاتية هي الطاغية على روح العصر . ( ماذا يفد الشعر خلال هذا الزمن المريض / لكأنما الشعرا كهان لباخوس العظيم / يتنقلون من البلاد إلى البلاد خلال لل أقدس / " أليوت ". لعينيك لون البحار أنا الزورق المستباح وقلبي الشراع الممزق . حياة البشر جميعا مثلها كمثل بحارة فوق ظهر سفينة أو على ( ظهر تنين ) كما قال "نيتشه " . يصارعون الريح والأمواج إلى أن يسقطوا السقطة الأخرة والقاضية . ه ذي الرؤة المتوجة بالخسران كما رأى " هيدجر " . وبحق . فالشاعر محمد العربي غجو وحده وله زورقه فوق شساعة البحار ولا يشارك الآخرين سفينتهم النوحية التي يختلط فيها الحابل بالنابل . لأنه يعرف مسبقا أنه يعانق الحلم الذي عز عند الآخرين . فشاعرنا من هذه الطينة من الشعرا - لايملك إلا زورقا بسيطا يضع فيهحلمه ويبحر بزورقه المستباح بشراع ممزق . إذن لا أمل في النجاة .ربما الزورق مستباح أ معرض للخطر للغرق ولسيما والشراع ممزق لايصمد للريح الكاسرة والكاسحة . أو ربما لا مرفأ هناك . فلماذا ريد الشاعر الإبحار ؟ وبهذه الأدوات الهشة ؟. الشاعر واقعة وعت نفسها وأدركت ماهيتها فصنعت لنفسها حلما يكون خيط أمل يتشبث به الفنان وهو يبحر نحو المرفأ المجهول . فهل لي بشمس تضيئ هذا النهار لكي لا تضيع الخطوط فأغرق وهل لي بكف لتمسح دمعي ويمتص هذا النزيف المعتق أقول وفي القلب يخبو شرار تعبت فهل لي ببحر عيونك مرفأ . إذا كانت لنا القدرة على التضحية بعواطفنا من أجل الشعر فمعناه أننا سوف ندمر الحقيقة . أما إذا كان العكس فإننا على الأقل سوف ندمر أنفسنا . فالعواطف الجميلة تعطي الشعر الجميل . والعواطف الرديئة تعطي ربطة العنق . والكينونة يسكنها الهيولي .وقد قال أحدهم ذات يوم / ترى ما ذا يعنون بهذه الحقيقة /. ************* من الأوراق القديمة خلال أواخر الثمانينات من القرن الماضي
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مفتاح
-
إقفز
-
السر الكوني المجهول
-
مجرد مراجعة
-
مثل القمامة
-
صوت الأنين
-
القاع والشفوف
-
هيا إقفز
-
محاضرة معزولة
-
فرار الروح من أجسادها
-
خاطرة باطنية
-
نداء إلى الشعب الإسرائلي
-
الرعب
-
مجرد خاطرة
-
الطنين
-
حتى الصحوة ليست بيقين
-
حديث لهذا الصباح
-
غربة أم وهم ؟
-
الشبق
-
خاطرة أدبية
المزيد.....
-
-بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
-
سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي
...
-
لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
-
مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م
...
-
رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
-
وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث
...
-
وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه
...
-
تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل
...
-
تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون
...
-
محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|