أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إسلام حافظ - شوارع المحروسة














المزيد.....

شوارع المحروسة


إسلام حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 8158 - 2024 / 11 / 11 - 22:53
المحور: كتابات ساخرة
    


في شوارع المحروسة، تجد الناس يسيرون ويتحدثون في السياسة والاقتصاد وكأنهم خبراء. هو شيء ممتع أن يجتمع بائع الطعمية، والنجار، والمحامي، والجزار، وغيرهم، ليحللوا اقتصاد بلد قديم مثل مصر. هنا يتحول كل فرد إلى "خبير اقتصادي" أو "محلل سياسي"، فتبدأ في الاستماع إلى نظريات وأفكار قد لا تجدها في كتب الأكاديميين، لكنها في النهاية تعبر عن ألم بسيط وتحمل معاني عميقة.

في البداية، دعونا نتكلم عن الجنيه المصري، أو "أبو جناح"، هذا الذي كان يوماً ما يفتخر بنفسه أمام العملات العالمية. اليوم، حين يتحدث الناس عن الجنيه، يتحدثون كأنهم يتحدثون عن قريب عزيز أصيب بمرض مزمن؛ فنجد من يقول "يا عيني على الجنيه" وآخر يتأمل ويقول "هو ماشي على عكاز". أصبح الجنيه الآن أشبه بطلقة الطلعة الأخيرة، لا يقاوم التضخم إلا بمعجزة.

أما عن الأسعار، فلا مجال لشراء كل شيء دفعة واحدة. إن كنت تحب الشاي، فعليك التضحية بالبسكويت، وإن كنت تفكر في العشاء، فالطعام اليومي المتواضع أصبح ترفاً. الأكل أصبح عملية حسابية تحتاج لتخطيط مالي، وتحتاج إلى نفس طويل لأن المتاجر تتنافس في رفع الأسعار وكأنها تتحدى المستهلك.

وفيما يخص الجانب السياسي، فقد أضحى الحديث عن "الحوكمة" و"التنمية المستدامة" أشبه بحديث الجدات عن "الحواديت". الشعارات تملأ كل مكان، ولكن التطبيق على الأرض لا يزال قيد الانتظار. تصبح السياسات مثل برامج الطهي التي يشاهدها الناس بشغف ولكنهم لا يستطيعون تطبيقها؛ فالنتائج دائماً على الورق، أما على أرض الواقع، فيبدو أن الأمور تسير وفق منهج "تسيير الحال".

أما مشروعات البنية التحتية الضخمة، فبالتأكيد هناك من يراها خطوة عظيمة نحو المستقبل، ولكن الناس يتساءلون: "يا ترى، متى يأتي هذا المستقبل؟". المشكلة هنا ليست في الشكوى من حجم المشروعات، بل في أن الناس لا يشعرون بآثارها على حياتهم اليومية، التي تُسيرها المعاناة اليومية لغلاء الأسعار وارتفاع الفواتير.

في النهاية، يجد المصري نفسه محتاراً بين التفاؤل الواقعي وبين السخرية المريرة، لكنه يواصل السير، يقف أمام التحديات بصلابة. في مصر، ورغم كل شيء، تجد الناس يبتسمون ويضحكون على همومهم، لأن السخرية أصبحت سلاحهم الأخير في مواجهة واقعهم الصعب.



#إسلام_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر السجن الكبير
- مصر .. السجن الكبير
- السيسي بين الحقيقة والخيال
- معاناة اللاجئين السودانين في مصر
- إنتهاكات حقوق اللاجئين في مصر


المزيد.....




- الرئيس بارزاني يستقبل رئيس مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والف ...
- -أنا دمي فلسطيني- حاضرة في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي
- “أحداث نارية” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 170 مترجمة ...
- ميرال الطحاوي في بلا قيود: ابن الثقافة العربية ليس طيّعاً لق ...
- السينما والإعلام في مؤتمر دولي بموسكو
- الملكية الفكرية والحقوق المجاورة: أي استقلالية للصحافة المكت ...
- في الدنمارك.. أمسية ثقافية للكاتبة النصيرة ناهدة جابر جاسم ...
- موعد عرض مسلسل المدينة البعيدة الحلقة الثانية مترجمة بدون فو ...
- بالوردي والأخضر.. نجمتا فيلم -Wicked- تستحضران شخصيتيهما بسل ...
- افتتاح معرض للفن التشكيلي في المركز الثقافي الروسي بدمشق


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إسلام حافظ - شوارع المحروسة