أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - غالب المسعودي - الانسان الروبوت ومأسسة الجهل















المزيد.....

الانسان الروبوت ومأسسة الجهل


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 8158 - 2024 / 11 / 11 - 20:47
المحور: قضايا ثقافية
    


الروبوت هو مفهوم يشير إلى الكائنات صناعية تجمع بين صفات الإنسان والروبوت، مثل الذكاء الاصطناعي وأجهزة التعلم الآلي قد يؤدي استخدام الروبوتات في مختلف المجالات إلى تحسين الإنتاجية، لكنه قد يثير أيضًا مخاوف بشأن فقدان الوظائف، ان استخدامها بشكل خاطئ قد يعمق الفجوة المعرفية. استخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي يحتاج إلى وعي ومعرفة لكيفية التعامل مع هذه التقنيات بشكل آمن وفعال لذا يكون التعليم والتوعية ضروريان لمواجهة تحديات الجهل وتبني تكنولوجيا جديدة بطريقة مسؤولة بشكل يتماشى مع الأهداف الإنسانية، لأنها تساهم في تقليل الجهل وتعزيز المعرفة. ويجب أن نكون حذرين من الاعتماد المفرط على الآلات دون تطوير المهارات البشرية.
الجهل كبنية مؤسسية في المجتمعات المتخلفة
يشير الجهل المؤسسي إلى الأنظمة والهياكل الاجتماعية والسياسية التي تعزز نقص المعرفة والمعلومات. التعليم في هذه المجتمعات غالبًا ما يكون ضعيفًا أو غير متاح، مما يساهم في انتشار الجهل. الفقر والفساد يؤثران على فرص التعليم ورفع مستوى الوعي، ان بعض الأنماط المؤسسية تعزز من تاثيرالجهل، مثل التقاليد التي تعارض التعليم المتقدم ورصانته. الجهل بالترابط العلمي العالمي يعوق الابتكار والتنمية الاقتصادية، حيث يصعب على الأفراد في المجتمعات التكيف مع التغيرات الموضوعية في الحياة الحضرية. المجتمعات التي تعاني من الجهل غالبًا ما تكون تحت وصاية أنظمة استبدادية، حيث يسهل السيطرة على الأفراد عندما يكون لديهم نقص في المعرفة وهناك استخدام شكلاني للتكنولوجيا حيث يتم توجيه التكنولوجيا الى خدمة مصالح الفئة الحاكمة.
الجهل والتخلف الحضاري
التخلف هو حالة من عدم القدرة على مواكبة التطورات الثقافية والاجتماعية والتكنولوجية التي تؤدي إلى ضعف القيم الإنسانية، وفقدان الهوية الثقافية، والاعتماد على الآخرين. الجهل يعزز التخلف الحضاري، والتخلف الحضاري بدوره يزيد من الجهل أي ان هناك علاقة تبادلية مما يخلق حلقة مفرغة يصعب كسرها. يشكل التعليم مفتاح كسر هذه الحلقة، اذ يساعد في بناء مجتمع واعٍ وقادر على التكيف مع التحديات في مجتمعات تعتبر الجهل بنية مؤسسية لنظامها الاجتماعي. من خلال التركيز على التعليم وتعزيز الوعي، يمكن تحقيق تقدم حضاري وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية.
الإنسان الروبوت
يشير إلى الأفراد الذين ينفذون الأوامر دون فهم أو وعي، كما لو كانوا آلات. يتبعون التعليمات بشكل آلي دون التفكير في العواقب أو المعاني يتميز الانسان الروبوت بعدم القدرة على تحليل المعلومات أو تقييم المواقف بشكل مستقل. كاتباع العادات والتقاليد دون التساؤل عنها أو التفكير في جدواها الجهل يؤدي ايضا إلى ثقافة الطاعة، حيث يصبح الأفراد أكثر ميلاً الى تنفيذ الأوامر دون مناقشة أو اعتراض يؤدي هذا إلى فقدان الهوية الفردية، حيث يصبح الأفراد جزءًا من نظام يطلب منهم الامتثال فقط، هذا يؤدي بالتالي الى عدم القدرة على تطوير التفكير النقدي ويؤثر سلبًا على التنمية ويصبح المجتمع حاضنة للأنظمة الاستبدادية حيث تسعى الى السيطرة على الأفراد الذين لا يمتلكون القدرة على التفكير النقدي المستقل. نتيجة تعزيز الجهل من خلال المؤسسات ستؤدي إلى خلق إنسان "روبوت" ينفذ الأوامر بلا وعي، مما يعيق التقدم الحضاري.
العلاقة التطورية بين الإنسان الروبوت والجهل
الانسان الروبوت يشير إلى الأفراد الذين ينفذون الأوامر دون وعي أو تفكير نقدي، وكأنهم آلات واعتبار عدم المعرفة قيمة (تقديس الجهل)، مما يعزز ثقافة الانصياع، عندما يعاني المجتمع من تقديس الجهل، يتراجع مستوى التعليم، ويؤدي إلى ظهور أفراد يشبهون "الروبوتات" يتبعون الأوامر دون فهم، تحت هذه الظروف. تقديس الجهل يؤدي الى عدم القدرة على التفكير العقلاني، وبالتالي إلى خضوع الأفراد للسلطات أو للعادات دون مناقشة تقديس الجهل يجعل الأفراد يميلون إلى تقليد السلوكيات والأفكار السائدة دون تحليل أو نقد وهذه الحالة تعزز الانصياع لسيطرة الأنظمة الاستبدادية، حيث يسهل على الحكومات أو المؤسسات فرض آرائها على الأفراد والمجتمعات التي تعاني من تقديس الجهل وتميل إلى اضعاف الديمقراطية كي لا يكون للأفراد قدرة على المشاركة الفعالة في الحياة السياسية. يؤدي الافتقار إلى التفكير العقلاني إلى تعزيز الفساد واستغلال السلطة، حيث سيكون من السهل على القادة السيطرة على جماهير جاهلة.
دور الميتافيزيقيا في تحويل الإنسان إلى مجرد روبوت
عندما يتبنى الأفراد نظامًا ميتافيزيقيًا صارمًا، يمكن أن يُقيد تفكيرهم ويجعلهم يميلون إلى قبول الأمور كما هي دون تساؤلات ان بعض المعتقدات الميتافيزيقية تحتفظ بتقاليد قديمة تُعتبر مقدسة، تعزز من التقاليد والأفعال والسلوكيات دون التفكير في جدواها وفي سياقات ميتافيزيقية معينة يُنظر إليها كحقائق مطلقة، مما يمنع الأفراد من التفكير النقدي أو ابداء أي اعتراض وتعزز فكرة أن كل شيء لا يمكن تغييره، مما يؤدي إلى شعور بالعجز ويثبط أي مبادرة فردية للتغيير.
نتائج التحول الروبوت
يتحول الأفراد إلى "روبوتات "في حال تتبعهم التعليمات وتكرار الأفعال دون وعي أو تفكير، مما يعيق النمو الشخصي والتطور الفكري يؤدي هذا الانصياع إلى فقدان الهوية الفردية، حيث يصبح الأفراد جزءًا من نظام أكبر يتجاهل احتياجاتهم وآرائهم بينما يمكن أن تلعب الميتافيزيقيا دورًا في تشكيل الفكر والسلوك، فإنها أيضًا تؤدي إلى تحويل الأفراد إلى "روبوتات" تتبع الأوامر والأفكار دون وعي. من خلال تعزيز التفكير العقلاني والتنوع الفكري، يمكن مواجهة هذه الظاهرة وبناء مجتمع أكثر وعيًا واستقلالية. هناك العديد من الأمثلة التاريخية التي توضح كيف يمكن أن تؤدي المعتقدات الميتافيزيقية إلى تحويل الأفراد إلى "روبوتات" تتبع التعليمات والأفكار دون وعي.
الأيديولوجيات السياسية
تم تقديم الأيديولوجيات كحقائق مطلقة، مما جعل الأفراد ينصاعون لأوامر النظام دون التفكير في العواقب أو الأخلاق.
الممارسات الدينية التقليدية
في بعض المجتمعات التقليدية، تُعتبر بعض الممارسات الدينية والتقاليد مقدسة هذا أدى إلى تقيد الأفراد بتلك الممارسات، حتى وإن كانت تتعارض مع حقوقهم أو مصالحهم، مما يعوق التفكير النقدي والتغيير.
العبودية والاسترقاق
في بعض الثقافات، تم تبرير العبودية من خلال أفكار دينية معينة، الأفراد الذين عاشوا في ظل هذه الأنظمة تم تعليمهم أن وضعهم هو قدر لا يمكن تغييره، مما حولهم إلى "روبوتات" يتقبلون واقعهم دون مقاومة.
تقديس السلطة
في العديد من المجتمعات، يتم تقديس السلطة السياسية أو الدينية هذا يؤدي إلى ثقافة ترفض النقد أو التساؤل، حيث يُعتبر أي اعتراض على السلطة نوعًا من التمرد، مما يعزز من الانصياع والتقليد الأعمى تظهر. من المهم دراسة هذه الظواهر لفهم كيفية تعزيز التفكير النقدي والاستقلالية في المجتمعات الحديثة.
الدوغما السياسية
حركات سياسية تستند إلى أفكار محددة تُعتبر "صحيحة" دون نقاش، مثل بعض الحركات الشعبوية. الأفراد الذين يتبعون هذه الحركات قد يصبحون أقل قدرة على التفكير النقدي، بل يكررون الأفكار والشعارات الحزبية دون تحليل، الأفراد قد يتقبلون هذه المعلومات دون تمحيص، مما يحولهم إلى "روبوتات" تتبع الاتجاهات السائدة أو المعلومات التي تتوافق مع معتقداتهم السابقة في بعض المجتمعات، يتم تبجيل شخصيات عامة أو قادة سياسيين كرموز لا يمكن انتقادهم هذا يؤدي إلى انصياع الأفراد للسلطة، حيث يُعتبر النقد نوعًا من الخيانة، مما يعزز من ثقافة عدم التساؤل. في بعض المجتمعات يُعتبر الالتزام بالتقاليد الثقافية أو الدينية مقدسًا الأفراد قد يتبعون هذه التقاليد دون تفكير، حتى عندما تتعارض مع حقوقهم أو مصالحهم، مما يعيق التقدم الشخصي والاجتماعي، تظهر هذه الأمثلة كيف أن الأفكار والمعتقدات، سواء كانت ميتافيزيقية أو اجتماعية، يمكن أن تؤدي إلى سلوكيات غير صحيحة وتحويل الأفراد إلى "روبوتات" تتبع الأوامر والأفكار السائدة. من المهم تعزيز التفكير النقدي والوعي بالحقوق الاجتماعية للإنسان لان كل انسان يستحق الاحترام ومواجهة تحويل الانسان الى روبوت وان تغذيته بمعلومات قابلة للنقاش والشك تساعد من تقليل أخطار تحويل الانسان الى الة تكنولوجية تفتقر الى الوعي بحاضرها ومستقبلها.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقد الوجودي للميتافيزيقيا
- العقل البدائي والاحلام
- الدهشة والتفاهة
- ضرورة الدولة فلسفيا
- أساطير و بدايات
- تاريخ الكذب لدى الانسان
- ذهنية التغافل
- السماح بالتعليق والتصويت في الحوار
- روايات بلا احداث نقد وتحليل
- كرسي كرونوس وثقافة الزمن
- بناءالشخصية النمطية في المجتمعات المتخلفة
- النزعات البدائية في الثقافات المعاصرة
- السعادة الوهمية والتلاعب بالعقول
- الذكاء الصناعي بين الوعي والوجود
- البراغماتية والفلسفات التقليدية
- اللغة والتحديات الفيلولوجية
- سماء مقلوبة وبحيرة من سكر (قصة سريالية)
- -زَبَد- أمير على حجر( قصة سريالية)
- -ألوانيا- مدينة تتلاشى فيها الألوان ببطء (قصة سريالية)
- ساعة توقفت في منتصف العقل(قصة سريالية)


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - غالب المسعودي - الانسان الروبوت ومأسسة الجهل