حرب الصحراء الغربية بين النظامين المخزني المزاجي والنظام الجزائري

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)

الحوار المتمدن-العدد: 8158 - 2024 / 11 / 11 - 18:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

البوليس يقطع الانترنيت عن منزلي .. عمل مجرد جبان ورديء ، سأخرج الى Cyber
وزير خارجية النظام المزاجي ناصر بوريطة ، في مداخلته بالبرلمان بلجنة الخارجية ، حول موقف النظام الجزائري من النظام المخزني ، وموقف النظامين من قضية الصحراء الغربية ، لمح الى دنو يوم انفجار حرب بين النظامين المخزني البوليسي ونظام الجيش الجزائري ، ملمحا الى قدرة قوة النظام المزاجي في اشعال فتيل حرب بالمنطقة إذا قرر ذلك ، لكنه لمح الى مخطط او خطة النظام الجزائري في التحضير للحرب ، وفرضها على النظام المغربي بعد استدراجه لها ، من دون معرفة نوايا النظام الجزائري ، الذي يتعدى النزاع بخلخلة نزاع الصحراء الغربية ، بتنزيل قرارات المشروعية الدولية ، وفي قرارات المشروعية الدولية ، يكمن الخطر الكبير على عنوان مغربية الصحراء ، طبعا باستدراج مواقف الأمم المتحدة ومجلس الامن للتدخل لإنهاء هذا النزاع الذي وصل الى تقريبا الى الخمسين سنة ، وهي سنوات ذهبت عجافا .. أي لم يستفد منها لا النظام المغربي ، فقط عند دخوله وادي الذهب سنة 1979 ، من دون الگویرة التي احتفظت بها موريتانية ، رغم ان الکويرة كانت جزءا من أراضي وادي الذهب ، بمقتضى اتفاقية مدريد الثلاثية بين اسبانيا والنظام المغربي والنظام الموريتاني .. . لان موريتانية عند انسحابها من وادي الذهب ، اعتبرت تواجد اي قوة غير جيش التحرير الصحراوي ، بانه تواجد مخالف للقانون الدولي ، وغير مفهوم ، حين تم اقتسام الصحراء قسمة لصوص الصحراء " الصعاليك " ..
ورغم شدة الحرب الذي دامت ستة عشر سنة ، فوضع الصحراء ظل معلقا على مشجب تتلاطم التفسيرات معناه بشكل غير قار ، خاصة بالمنسبة للنظام المغربي الذي كانت له مواقف كثيرة بخصوص نزاع الصحراء الغربية ، ورغم ان الگويرة بيد موريتانية ، فلا يزال يردد ولوحده اسطوانته " المغرب من طنجة الى الگويرة " ..
الى جانب الحرب النظامية ، كانت اطراف النزاع تخوض الحرب الدبلوماسية ، بالنسبة للأمم المتحدة ، في اتخاد دولها مواقف خاصة خارجة عن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، فكثرة مواقف الدول مرة تؤيد ومرة تعترف بالوضع ، من دون ان تنجح المعركة الدبلوماسية ، في إيجاد حل للنزاع المطروح ، لان الدول الكبرى تعاملت مع الموضوع كقلعة استنزاف للنظامين المغربي والجزائري ، وهو وضع ممتاز ومريح ، طالما ان الاستنزاف متواصل ، وطالما ان لا احد من اطراف النزاع قد حسم المعركة لصالحه ..
والى جانب المواجهة الدبلوماسية في مقر الأمم المتحدة ، وسياسة كل طرف في استجلاب مؤيدين لأطروحته ، ستشعل معركة أخرى ، وهي معركة دولية ، عرفت بالمعكرة القضائية داخل محاكم القضاء الأوربي ، وخاصة داخل محكمة العدل الاوربية .. ورغم انتصار طرف على الطرف الاخر فيها .. فحتى محكمة العدل الاوربية ، عجزت في حل مشكلة الصحراء الغربية ، لان قرارات محكمة العدل الاوربية ، رغم حيازتها على قوة الشيء المقضي به ، اعتبرها النظام المغربي بالقرارات التي لا تتعدى الاستئناس ، الى قوة الفعل والجبر والضبط .. لأنها قرارات استشارية غير ملزمة عندما يكون احد اطراف الدعوى غير اوربي الجنسية .. لان القرارات تصبح جاهزة للتنفيذ ، وتنفذ فقط في الحالات التي يكون جميع أطرافها اوربيين او مجنسين بالجنسية الاوربية.. لذا فالقرارات عندما يكون احد اطراف الدعوى والنزاع غير اوربيا ، تصبح القرارات استشارية غير وازنة ، وتعتبر داخلة في الثقافة الاوربية ، في جانبها القضائي والسياسي بالنسبة للقرارات التي يتخذها مجلس الامن تحت البند السادس وليس السابع من ميثاق الأمم المتحدة .. فتدهور آليات الاشتغال للوصول بالقرارات الى التنزيل تبقى معدمة ، والطرف الغير الأوربي ، او غير المجنس بإحدى الجنسيات الاوربية ، يبقى متحللا من الخضوع لقرارات محكمة العدل الاوربية ، او القرارات التي تصدرها الجمعية العامة للأمم المتحدة ، ضمن اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار .. فكم القرارات التي اتخذتها الجمعية العامة ، وكم القرارات التي اتخذتها محكمة العدل الاوربية ، وكم من قرارات اتخذها مجلس الامن منذ سنة 1975 ، والوضع لا يزال نفسه لم يتغير ، بل ان جميع القرارات التي خرجت بها هذه المؤسسات الدولية ، ظلت مهملة من قبل الهيئات التي اتخذتها ، لأنها كدول لها علاقاتها الخاصة ، تكون قد تحللت من قراراتها ضمن الإطارات ، ومع مرور الوقت ، وتسجيل بعض مواقف الاحتجاجات ، حتى تصبح الدول تتصرف ضد احكام قضائها ، او عندما لا تولي قرارات الجمعية العامة ضمن اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ، ما تستحقها من عنايات .. فلا المعركة القضائية ، ولا المعركة الدبلوماسية ، ولا قرارات الجمعية العامة ، ولا حتى قرارات مجلس الامن التي يصدرها عند مباشرته نزاع الصحراء الغربية .. قد نجحت في حل نزاع الصحراء الغربية ، التي فشل الحل العسكري من حلها كذلك ..
الآن وكما فيما سبق ، الجميع يتحدث عن حرب قد تندلع في كل ثانية ودقيقة ، بين الجيشين الجزائري والمغربي ، وكم من سنة مرت وهم يتحدثون عن هذه الحرب التي لم تقع شكرا لله .. فهل الظروف مواتية لإشعال فتيل حرب بين النظام المخزني البوليسي ، ونظام العسكر الجزائري ..
وهل ما ردده ناصر بوريطة وزير خارجية النظام المخزني اثناء اشغال لجنة الخارجية والحدود بالبرلمان ، له من المصداقية التي سيعجز هذه المرة فرقاء الصراع ، النظام البوليسي والنظام العسكري عن حصرها ومنعها ، أي انتظار اندلاع الحرب ، سيما وان بوريطة رمى بثقل المسؤولية عن ما سيقع ، الى الجزائر التي تتأهب وتحضر لحرب مع المغرب او ضد المغرب . وملمحا ان جيش المخزن هذه المرة ، سيتجاوز أخطاء حرب الرمال في سنة 1963 ، ليكمل المسير الى العاصمة الجزائرية .. وهو نفس التصور طرحه وايده مؤيدو النظام الجزائري حين اكدوا على قدرة النظام الجزائري الوصول الى العاصمة الرباط في ظرف لا يتعدى ستة ساعات .. فوصول جيش العسكر الجزائري الى مدينة الرباط في ظرف ستة ساعات ، لهو شيء مذهل ، خاصة اذا علمنا كم كلومتر بين الرباط العاصمة ، وبين الحدود الجزائرية .. و الجيش الجزائري سيصلها في ستة ساعات .. اذا لم يكن Superman .. فحتى سيارة فارهة من نوع Porsche لن تفعلها ، وستفعلها المزنجرات والدبابات المحملة فوق الشاحنات ...
المهم ان يصل الجيش الجزائري الى الرباط في ستة ساعات ، او انّ قدر المواجهة انْ حصلت ستعرف وصول الجيش المغربي الى كل الجزائر ، هي مضاربات كلامية غير مسؤولة، وتبقى شاردة عن الثقافة الدبلوماسية والسياسية التي تعرف بها العلاقات بين الدول الراقية بالأمم المتحدة . لان انْ اندلعت الحرب ، ستكون كارثية على الجميع ، ولن يصل جيش النظام الجزائري الى العاصمة الرباط ، ولا جيش النظام المخزني سيصل الى احتلال الجزائر ..
بعد تصريح بوريطة ، وهو تصريح غير مسؤول ، بالنسبة للمواجهة بين الجزائر العاصمة وبين الرباط ، حتى هاجت جميع القنوات ، وبما فيها الرسمية كفرنسا 24 France ، الى استدعاء ( خبراء ) للإفتاء فيما قاله بوريطة ، بل أصبحت جميع المواقع الالكترونية ترشح نشوب الحرب ، التي ستكون مثل الحرب الإيرانية العراقية ، أي التدمير من دون نتيجة على الأرض .. فهل حقا العالم ينتظر نشوب هذه الحرب ؟
في دراسة سابقة لي حول زيارة الرئيس الفرنسي مؤخرا للمغرب ، قلت اني اشم رائحة الدعوى والتحريض على الحرب ، ليس بين جبهة البوليساريو والنظام المخزني ، بل بين النظام الجزائري والنظام المغربي . فهل صدرت تلميحات مشجعة من قبل الرئيس Emanuel Macron لإشعال الحرب المنتظرة ، وسيكون فخا منصوبا بإتقان للنظامين معا لتوريطهم في حرب تتمناها فرنسا ، وإسرائيل ... لتدمير بلاد المغربي العربي ، لان النتيجة التي يجهلها النظام الذي يفكر في الحرب ، هي تفتيت دول المنطقة ، لتكرار ما حصل بالشرق الأوسط ، من تحويل الدول الواحدية ، الى دويلات / كانتونات ، تصبح تحت السيادة الغربية الاستعمارية . فتجزئ الدول الى دويلات ، هو هدف اسمى تشتغل عليه إسرائيل ، وفرنسا ، ودول غربية أخرى ، لإضعاف الجميع ، وفي ضعف الدول ، تقوى إسرائيل التي تعتبر الد اعداءها العرب ، وليس البرابرة بمختلف قلاعهم .. فالمخططات التي اشتغل عليها " الموساد " ، والساسة الإسرائيليين قبل اندلاع حرب لبنان المدنية ، والتي انتهت بإخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان الى المنافي والى الاغتراب ، كان التفكير في تقسيم وتفتيت لبنان ، وسورية والعراق ومصر ، لان في تفتيت هذه الدول يكمن المشروع الإسرائيلي الذي هو المزيد من البحث عن ارض الميعاد ، خاصة اعتبار المفكرون الإسرائيليون والقادة ،التمايز الاثني ، الذي سيسهل تفتيت الدول الى دويلات بجنسيات وحدود مختلفة ، لكنها تخضع للدولة الإسرائيلية ، كما تخضع لواشنطن ، وباريس .. فما نظّر له وزير خارجية إسرائيل " شاريت " ، ووزير الدفاع " ديان " و " بيگن " ، " شامير " ...واكمله " شيمون بيريز " ... كان يدور حول تفتيت لبنان الحلقة الأضعف بالمنطقة ، وتفتيت سورية وبعدها العراق ومصر .. الخ ..
لذا ومن منظار الفهم العلمي لإشكالية مشاكل الشرق الأوسط ، ومشاكل منطقة المغرب العربي ، اعتبرنا في حينه عندما قلنا " هل تشم رائحة دعوى الى الحرب بالمنطقة من زيارة الرئيس الفرنسي Emanuel Macron الى الرباط ".. وقد يكون الرئيس الفرنسي قد وعد الجانب المخزني بفتح توريد كل أسلحة الضمار الشامل ، لان النظام الجزائري حلقة خطيرة في المسلسل ، لأنه يستهدف النظام ويستهدف وحدة المغرب بتشجيع استقلال الصحراء ..
حذاري من هذه الفخاخ التي تريد جر المنطقة الى الدمار ، وحين ستسكت البنادق ، ستدخل الشركات العملاقة الفرنسية والإسرائيلية والأمريكية ، من اجل إعادة البناء والاعمار ، لكن ان إعادة الاعمار ستكون في الدويلات / الكانتونات التي ستأتي على حساب الدولة الواحدية القوية ... فلا فرنسا ولا إسرائيل ولا أمريكا .. تحب دول المنطقة ، بل تسهر على تصغيرها الى احجام ، تعيد الى الوضع الذي كان قبل الحرب العالمية الأولى ..
إشارة بوريطة الى شروع النظام الجزائري بالتحضير لإشعال الحرب ، وكثرة المؤيدين لهذا الجانب او ذاك ، كاحتلال الجيش المغربي للجزائر بسهولة ، ولن يتكرر خطأ حرب الرمال 1963 ، او دخول الجيش الجزائري الى الرباط في ستة ساعات ... لهو بالأمر المخجل والصبياني ، وينم عن غياب المسؤولية ..
فهل النظام الجزائري ، سيشعل الحرب دفاعا عن مبادئ وخدمة لإيديولوجية " الخيار الاشتراكي" الذي يهدده النظام المغربي ، او سيدخل في حرب مع المغرب بسبب نزاع الصحراء الغربية الذي عجزت الأمم المتحدة في حله منذ سنة 1975 ، وبالضبط منذ سنة 1960 ، حيث أصدرت الأمم المتحدة قرارها الشهير 1514 الذي ينص على الاستفتاء وتقرير المصير ... اذن من له مصلحة في اشعال الحرب ؟ .. هل النظام الجزائري ام النظام المغربي ؟ . وهنا حين طرحنا سؤال المصلحة ، فهذه لن تكون الاّ اذا وجد نظام من الأنظمة نفسه مهددا بالسقوط ، فيتسبب في اشعال الحرب ، للتخلص من سبب السقوط ..
وحتى نكون واقعيين ، ونحلل موضوعيا ، النظام الجزائري لن يدخل حربا من جل الأرض الجزائرية مع النظام المغربي .. لان الحدود بين الطرفين المتقابلين ، سليمة منذ التوقيع على اتفاقية الحدود بنواكشوط الموريتانية بين الحسن الثاني ، والهواري بومدين .. فالصحراء الشرقية وباعتراف الدولة العلوية أصبحت جزائرية . اذن لقد تم طي صراع الحدود ..
والجزائر لن تدخل في حرب مع النظام المغربي من اجل الصحراء الغربية، لأنها تعتبر مشكل الصحراء الغربية لا يعنيها ، ولا يهمها الاّ في جانب الحق في الاستفتاء . فمشكل نزاع الصحراء الغربية ، هو بيد الأمم المتحدة ، لأنها وحدها صاحبة الاختصاص ، وحل النزاع أفتت فيه قرارات كثيرة لمجلس الامن ، وقرارات للجمعية العامة للأمم المتحدة ، التي تدرسها ضمن اللجنة الرباعية لتصفية الاستعمار، والنظام المغربي يحضر دورات هذه اللجنة ، لكن ما يؤخذ عليها الإهمال وعدم التتبع للقضية الصحراوية المتنازع عليها . وزاد من عدم اعتبار قراراتها ، ان لها صفة استشارية وليست صفة ضبطية او جبرية .. ومن ثم فقرارات الجمعية العامة السنوي ، مثل قرارات مجلس الامن التي أصدرها بالعشرات، لكن تفتقر الى القيمة المادية للتنزيل ، التي هي الضبط ، فمجلس الامن يتعامل مع الإشكالية بنوع من برودة الدم ، دون ان يكون لمواقفه أي اثر على اطراف النزاع ، لان قراراته تصدر ضمن المادة السادسة وليس السابعة من ميثاق الأمم المتحدة ..
اذن الجزائر لن تتحارب مع النظام المغربي ، من اجل الحدود ، وهي اتفاقيات مسطرة بالتوقيع على اتفاقية الحدود بين الحسن الثاني والهواري بومدين .. ومسجلة بمكاتب الأمانة العامة للأمم المتحدة . كما ان الجزائر لن تدخل في حرب مع النظام المخزني من اجل الصحراء ، لأنها تعتبرها لا تعنيها ، وانها تخص النظام المغربي ، وجبهة البوليساريو ، وهي بيد الأمم المتحدة صاحبة الاختصاص ..
والنظام المخزني بدوره لن يدخل في حرب مع النظام الجزائري ، لأنه يعرف ان الحرب اذا بدأت لن تنتهي ، وهذا على لسان الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون .. فالنظام المخزني اذا سقط في الفخ الفرنسي والإسرائيلي ، بإشعال الحرب مع الجزائر ، يكون قد وقع بيده إعدامه .. نعم ستؤيد فرنسا وإسرائيل جيش النظام المخزني ، ليس مجانا ، بل مقابل الإغراق في بيع الأسلحة ، والمعدات الحربية .. لكن قيمتها وجدواها ، لن يصل خبراء الجيش السلطاني من معرفة صغار امورها .. وستكون الحرب اذا سقط في فخها النظام المخزني ، رصاصة الرحمة التي صوبها على رأسه .. وسقوط النظام المخزني ، سيسهل على باريس وتل ابيب ، وبون ، وبيرن Berne ... عملية التفتيت التي تنتظر دول المنطقة .. فكم باع حسني مبارك الفلسطينيين الى الجيش الإسرائيلي ، وكم الخدمات الضرورية قدمها للإسرائيليين مثل قضية الجندي ( شاليط ) .. وعندما نفق، هنئ Netanyahou الشعب المصري بالتخلص من دكتاتور اتعب الامة واتعب مصر .. فالثقة في تل ابيب و في فرنسا، هو من الغباء ، ويجب الاحتياط من السقوط في الفخاخ ، وليس في فخ واحد . واكررها للمرة الثانية . اكاد اشم تحريضا ودعوة من Emanuel Macron لإشعال حرب بالمنطقة عند زيارته الرباط ..
تدخل ناصر بوريطة بالبرلمان امام لجنة الشؤون الخارجية ، اخرج الجميع يجزم بقرب نشوب الحرب .. وطبلوا لها ، بعضهم يناصر النظام المخزني ، وبعضم يناصر نظام الجيش الجزائري .. لكن ما لفت الانتباه كثيرا ، والادلاء كان عاما وقويا من جانب الاعلام للترويج الى السياسة ، ان الجميع كان خارج الفهم لتركيبة النظام المخزني الطقوسي .. ففي الدولة السلطانية ، هناك فقط السلطان / الملك ، وهناك الحاشية وهم بمثابة الخدم ، وهناك الرعايا الذين يكونون القاعدة .
فتصريح بوريطة او تعبيره ، لم يحدث جديدا في البروتوكول السلطاني . لان الوزراء منذ الحسن الثاني ، يعتبرون موظفون سامون بإدارة الملك ، شأنهم شأن البرلمانيين ، جاهزون لانزال برنامج الملك ، والعمل لخدمة مشروعه .. فما يسمى بالوزير الأول ، هو مجرد وزيرا أولا ، ولا يعتبر رئيسا للحكومة ، التي يرأسها فقط الملك ، كما اننا في العهد السلطاني .. واعتقد ان حديث بوريطة ، كان شخصيا ولم يكون باسم الحكومة .. لهذا لن تترتب عنه اية مسؤولية سياسية ، كمسؤولية الدولة التي يحكمها شخص واحد هو السلطان / الملك .. وبالرجوع الى الدستور لا نجد ما يسمى بالتفويض الملكي للوزراء ، الاّ في حدود جد ضيقة وجد محدودة ، مع تحديد مدة التفويض .. وبوريطة لم يأت بجديد، بل بتصريحه او مداخلته بلجنة الخارجية بالبرلمان ، اذا لم يعطيه المتحكم في الدبلوماسية والشؤون الخارجية ، مثل الشؤون الداخلية ، فؤاد الهمة الاذن والموافقة ، فتدخله يكون متناقضا مع الأعراف ومع الاختصاصات .. فالكلام عن الحرب ، ليس بالأمر السهل .. لذا فهو محصور في الملك ، مع المتعاونين السياسيين الجد مقربين ( فؤاد الهمة ) والمستشارين العسكريين .. وبوريطة الذي يجهل كل الجهل ، اسرار مؤسسة الجيش ، ومخططاته في الظلام .. يكون ما قاله بلجنة الخارجية بالبرلمان ، ومن دون ضبط وخيط ناظم ، خارج الأعراف ومعتد على الاختصاصات ، ولن ينتج سياسة جديدة ، لان أمور الجيش هي موكلة دستوريا للملك ، رئيس الجيش ، ورئيس اركان الحرب ..
هذا ما تجاهله الجميع وهم يعتبرون ان بوريطة ، ارسل إشارات عن الحرب التي ستدور بين النظام الطقوسي المخزني وبين نظام الجيش الجزائري ...
ومرة أخرى اكاد اشم رائحة دعوة وتحريض من قبل الرئيس Emanuel Macron عند زيارته الأخيرة للمغرب .. لكن حذاري السقوط في الفخ الفرنسي الإسرائيلي .... الخ الذي يشتغل على تفتيت المنطقة ، وتغيير الجغرافية ، واسقاط الدولة الواحدية ، لفائدة الدويلات والكانتونات .. لن يشارك فرنسي واحد ، ولا إسرائيلي واحد ، ولا امريكي واحد ... مع جيش النظام الطقوسي المخزني ، اذا دخل في حرب مع الجزائر .. ونفس الشيء ، لن يدخل روسي واحد ، ولا صيني واحد الى جانب جيش النظام الجزائري ، في حربه مع النظام المخزني الطقوسي ... لكن الجميع سيتنافسون في مد القروض المختلفة ، وفي صفقات الأسلحة المتنوعة ... لكن هذه الأسلحة لن تغير من الواقع شيئا ، لكنها ستجرف الجميع الى الخراب والتدمير من اجل التدمير ... وبعد نهاية التدمير سيأتي الاستعمار الحقيقي من خلال الشركات المختلفة باسم إعادة البناء والاعمار ...

#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات