أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد داود - ترامب العائد وإيران















المزيد.....

ترامب العائد وإيران


قاسم محمد داود
كاتب

(Qasim Mohamed Dawod)


الحوار المتمدن-العدد: 8158 - 2024 / 11 / 11 - 16:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد إعلان فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، تتساءل الأوساط الإيرانية والدولية عن مدى تأثير ذلك على مستقبل العلاقات الأميركية الإيرانية، والاحتمالات المتجددة للصراع أو العودة إلى طاولة المفاوضات. هناك العديد من التوقعات المتعلقة بملفات متنوعة عمل عليها ترامب في ولايته الأولى، منها الملف النووي الإيراني، وتكثيف الضغوطات على طهران من أجل الاستجابة للمطالب الدولية. وكانت فترة رئاسة ترامب قد شهدت تصعيدا غير مسبوق مع إيران، بدءا من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، وفرضها عقوبات اقتصادية شديدة سميت بـ "الضغوط القصوى"، وصولا إلى التوتر العسكري الذي بلغ ذروته باغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني. فمن المرجح أن يكون العامل المهم في هذه القضية هو طبيعة السلوك الذي سيتخذه الرئيس الأميركي المنتخب بعد توليه الرئاسة رسميا في يناير / كانون الثاني القادم، ويمكن التذكير هنا بخصوص التقارير الاستخباراتية الأخيرة التي تشير إلى أن طهران حاولت اغتياله وبعد أن تقدمت وزارة العدل الأميركية باتهامات جنائية في ما وُصفَت بأنها "خطة قتل مقابل أجر"، وادعت أن مسؤولاً في الحرس الثوري الإيراني أصدر تعليمات لجهة اتصال في سبتمبر/أيلول الماضي، لوضع خطة لمراقبة ترامب وقتله قبل الانتخابات، يضاف إلى ذلك أيضا عامل آخر، كان ترامب قد عبّر عنه بنفسه في أكتوبر/ تشرين الأول 2024، عندما أكد أنه "على إسرائيل ضرب المنشآت النووية في إيران"، ردا على هجوم أطلقته الأخيرة تجاه إسرائيل في ذات الشهر.
يتوقع الكثير من الباحثين والمتابعين للعلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران أن تكون سياسة ترامب تجاه إيران حازمة وربما أكثر تشددًا من سياسته خلال فترته الرئاسية الأولى. في فترة رئاسته السابقة، انسحب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018 وفرض عقوبات اقتصادية صارمة على إيران، مما أدى إلى زيادة التوترات بين البلدين. فمن المتوقع أن يستمر ترامب في سياسة "الضغط الأقصى" التي تهدف إلى عزل إيران اقتصاديًا ودبلوماسيًا، في محاولة لفرض شروط جديدة على إيران بشأن برنامجها النووي وأنشطتها الإقليمية. فقد يتبنى سياسات ضغط قصوى متعددة تجاه إيران، وقد تكون هذه السياسات أكثر قوة وفاعلية بسبب الدعم التشريعي الكبير خصوصاً بعد سيطرة الجمهوريين على مجلسي الشيوخ والنواب. وقد يعمد ترامب هذه المرة إلى وضع نوع من السياسة التي لا يمكن تغييرها أو التراجع عنها مستقبلاً في حال تغيّرت الإدارة الأميركية. فيما يلي بعض طرق الضغط الأقصى التي يمكن أن ينفذها ترامب بدعم من الكونغرس:

1. تشديد العقوبات الاقتصادية:
قد يسعى ترامب إلى فرض عقوبات جديدة على المؤسسات المالية الإيرانية والبنك المركزي الإيراني، وإيقاف أي تدفقات مالية لإيران عبر النظام المصرفي الدولي.
زيادة العقوبات على صادرات النفط الإيراني قد تؤدي إلى مزيد من الضغط على الاقتصاد الإيراني. ولا ننسى أن النفط الإيراني يباع للصين وهي من البلدان غير المنتجة للنفط وتعتمد على النفط الروسي والإيراني لسد معظم احتياجها منه وبذلك يكون ترامب يحاول الحد من النمو الاقتصادي الصيني المنافس. كما قد تُفرض عقوبات على قطاعي البتروكيماويات والمعادن، وهما من المصادر الاقتصادية الهامة لإيران. وقد يتم استهداف الدول والشركات الأجنبية التي تتعامل مع إيران أو تساعدها في الالتفاف على العقوبات، مع فرض عقوبات ثانوية عليها، مما سيزيد من عزلة إيران الاقتصادية.
2. تكثيف الضغط الدبلوماسي والعزلة الدولية:
سيعمل ترامب والجمهوريون على تقوية التحالفات الإقليمية، خاصة مع دول الخليج وإسرائيل، للضغط على إيران واحتواء نفوذها. ومن المتوقع أن تتخذ الإدارة الجديدة مواقف صارمة في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى لمحاولة إعادة فرض العقوبات الدولية الشاملة على إيران.
3. دعم المعارضة الإيرانية:
قد يقوم ترامب بزيادة الدعم المعنوي والسياسي للمعارضة الإيرانية، بما في ذلك الحركات الديمقراطية أو الجماعات المعارضة في الداخل والخارج، في محاولة لزعزعة استقرار النظام. ومن الممكن أن تدعم الإدارة بعض الأقليات العرقية والمذهبية داخل إيران لتعزيز الضغوط الداخلية.
4. تعزيز العقوبات على البرنامج الصاروخي والأنشطة العسكرية:
ويعتقد بعض المراقبين أن يقوم ترامب بفرض عقوبات على كل من يقدم دعماً أو تكنولوجيا تساعد إيران في تطوير صواريخها الباليستية. في السياق نفسه، يتوقع الباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، حميد رضا عزيزي، أن يمنح ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "الحرية" في مواجهة إيران، حيث يتمتع الاثنان بعلاقات وثيقة. وقد يتم استهداف الحرس الثوري وقياداته بشكل أكثر تشدداً، مع توسيع العقوبات لتشمل كل من يتعامل معه أو يساعده.
5. العمليات الاستخباراتية والعمليات السرية:
يمكن أن تعود الولايات المتحدة إلى تكثيف الهجمات السيبرانية ضد البنية التحتية النووية والعسكرية لإيران. ومن الممكن أن تكون هناك عمليات سرية تستهدف منع إيران من تطوير قدراتها النووية أو تقييد تحركاتها في المنطقة.
6. تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة:
من المرجح أن تزيد الإدارة الأميركية من التواجد البحري والجوي الأمريكي في المنطقة لردع أي تحركات إيرانية محتملة. وأجراء تدريبات عسكرية مشتركة مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة كاستعراض للقوة وجاهزية لأي مواجهة.
في الختام بوجود دعم جمهوري كبير في الكونغرس، ستكون هذه السياسات أكثر تأثيرًا، خاصة إذا كان لدى ترامب دعم تشريعي واسع النطاق لتطبيقها بأقصى درجات الحزم، مما يزيد من عزلة إيران الاقتصادية والسياسية ويقيد قدرتها على المناورة إقليميًا ودوليًا. ومن المحتمل أن يسعى ترامب إلى تفاوض جديد مع إيران، ولكن بشروط أكثر صرامة تشمل ليس فقط البرنامج النووي، بل أيضًا الأنشطة الإقليمية الإيرانية وبرنامج الصواريخ الباليستية. وهناك من يرجح أن يعتمد ترامب على التنسيق مع حلفائه التقليديين في المنطقة، مثل إسرائيل ودول الخليج، للضغط على إيران، ومنعها من تعزيز نفوذها الإقليمي. مع أنه كان يميل إلى تجنب الدخول في صراعات عسكرية كبيرة، قد يبقي ترامب على "الخيارات العسكرية" ضمن استراتيجيته، كورقة ضغط إضافية. من المتوقع أن يعزز دعم الجماعات المعارضة للنظام الإيراني ويستمر في الضغط السياسي على القيادة الإيرانية، لدعم فكرة أن العقوبات وعدم الاستقرار الداخلي قد يؤديان إلى تغيير في النظام أو في سياساته. عمومًا، قد تكون سياسة ترامب تجاه إيران مزيجًا من التهديد بالتصعيد مع الإبقاء على باب التفاوض بشروط قاسية. يتضح أن السياسة الأميركية حيال إيران والمنطقة، في ظل إدارة ترامب، ستظل تتبع مبدأ "أميركا أولاً"، بغض النظر عن استقرار المنطقة. فعلى الرغم من شعارات إنهاء الحروب، يظل الهدف الرئيسي هو توسيع النفوذ الأميركي والحفاظ على الهيمنة الاستراتيجية. ترامب هو الرئيس الوحيد الذي أقدم على اغتيال مسؤول إيراني رفيع مثل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، في عملية أثارت مخاوف إسرائيل من رد إيراني شامل، ما دفع نتنياهو إلى التردد في المشاركة. في المحصلة، يبدو أن الحديث عن تهدئة في المرحلة المقبلة هو طموح بعيد عن الواقع، وأن الحرب الشاملة هي سيناريو أكثر ترجيحاً، إلا إذا اختارت إيران الاستمرار في استراتيجية امتصاص الصدمات وتجنب التصعيد المباشر.



#قاسم_محمد_داود (هاشتاغ)       Qasim_Mohamed_Dawod#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسباب التي تدفع الغرب لدعم إسرائيل والانحياز إليها
- إيران وزعامة العالم الإسلامي
- ديمقراطية الجوهر وديمقراطية المظهر
- عن السياسة والسياسيين
- العرب السنة وأزمة الزعامة
- الإقليم العربي السني بين الممنوع والمسموح
- فشل مشروع الديمقراطية الليبرالية الأميركي في العراق
- القبلية الحكومية في العراق
- تفكك الهوية الوطنية وتعدد الولاءات في العراق بعد الغزو الأمي ...
- فشل الديمقراطية في العراق والوطن العربي
- استدعاء التاريخ ووهم البطولة
- هل أن العالم لم يعد بحاجة إلى الاشتراكية؟


المزيد.....




- السعودية.. تعيين أيمن المديفر رئيسًا تنفيذيًا مكلفا لـ-نيوم- ...
- أمريكا تعلق رحلات الطيران إلى هايتي بعد تعرض طائرات لإطلاق ن ...
- متسابق يصبح مشهوراً بعد حل لغز بإجابة خاطئة ومضحكة للغاية.. ...
- هل يدعم إمكانية ضم الضفة الغربية؟ سفير ترامب لدى إسرائيل يُج ...
- السعودية.. الأمن يُعلن إلقاء القبض على مقيم بسبب -تحرشه بطفل ...
- أردوغان للأسد: ما زلت متفائلا بلقائنا
- المصريون في السودان: -لا يعرف أبنائي أن والدهم محبوس لدى الد ...
- فرحة الزفاف تتحول إلى كارثة.. مصرع 18 شخصاً بسقوط حافلة في ن ...
- -بلومبرغ- تشير إلى انخفاض كبير في تبرعات الأوكرانيين لجيش زي ...
- مصادر طبية: مقتل 18 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على مناطق في ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم محمد داود - ترامب العائد وإيران