أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - شخص يجتهد و لكنه ساخط















المزيد.....

شخص يجتهد و لكنه ساخط


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 8158 - 2024 / 11 / 11 - 08:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أذكر أنني كان لي طول حياتي قدوة Role model شخص أقتفي خطاه و أسيرعلي منهجه..و أعتبره مثالا .. قد يطل البعض لفترات قليلة .. مثل المفكر سلامة موسي ..أو المعمارى حسن فتحي .. أوالسياسي جواهر لال نهرو ..أو الكاتب كازانزاكيس .. فاتمني أن أكون مثلهم .. و لكن بعد فترة أجدني أشق طريقي بعيدا.
لم يبهرني أى شخص من الذين عشت بينهم..حتي أتصور أنه قدوة ..بما في ذلك أبي و أعمامي و أخوالي و المدرسين والشخصيات العامة أو الجيران ..
كنت أتصور لنفسي دورا ..و إسلوب حياة .. يبعد كثيرا عنهم كموظفين حكومة يحفظون القوانين و يتحركون علي قضبان رسمها من سبقوهم .. يذهبون للعمل في الثامنة و يعودون في الثالثة تضبط ساعتك علي مغادرتهم و رجوعهم .لا ينحرفون قيد أنمله لسنين عن الناموس الذى سجنوا أنفسهم داخله .
و لم تكن تستهويني تلك الحياة الصاخبة .. التي ينام صاحبها في النهار و يسهر طول الليل .. يسكر و يرقص و يغازل النساء أو يتحرش بهن .. يغيب عن الوعي ..و عن التواجد الإيجابي
و كنت أرى أن النساك العباد الذين يطلقون اللحي و يتكلمون بصوت منخفض .. يتخلل أحاديثهم ..مواعظ و أجزاء من الكتب المقدسة .. نماذج كرتونية مصنوعة غير حفيفية .. لا تمثل الإنسان في فجوره و تقواه
أكرة التنميط ..و التكرار .. و عدم إستغلال العقل في مقابل تنفيذ تعليمات جامدة مهما كانت متقنة فهي في حالات كثيرة غير منطقية ..
في نفس الوقت لم أر نفسي في أى مرحلة من مراحل العمر قدوة للأخرين .. فأنا كثير الاخطاء .. أغير موقفي بسهولة .. فاشل كتلميذ أو طالب أو مهندس أو كاتب أو مفكر أو مرؤس أو رئيس .. أو سياسي .. أو حتي كإبن و زوج و أب . .. هناك دائما من هو أفضل ..و أكثر رسوخا ..و فهما وتخصصا و ذكاء .
بصراحة أتجنب التعامل مع الناس .. ارى أنهم كائنات شريرة .. نمطية فاسدة .. خصوصا هؤلاء الذين تم تعيينهم بالواسطة و المحسوبية و موافقة الجهات الأمنية و الرقابية....
سبعة مليون شخص أو أكثر ..يعملون كموظفين في الحكومة بدأ برئيس الوزراء حتي أصغر غفير مراحيض .. ريبوتات متشابهه ينحطون بالأداء في كل المجالات .. يعميهم الجشع و ضيق الأفق و الذاتية .. عن أن يكونوا قدوة .. أو نموذجا يحتذى به بين بشر أصحاء
نماذج كابوسية تجدهم في كل مكان البعض يؤدى عمله في صمت ..وضجر ..دون أن يبدو علي ملامحه أى إنطباعات إنسانية ..و البعض الأخر يضع العراقيل واحدة خلف الأخرى حتي تبز بالمعلوم..
تجدهم ملتحين أو متلفعات بالحجاب .. في الضرائب ، التأمينات ، وزارة التربية و التعليم ، الصحة ـ السجل المدني ،المرور ، المحاكم ، اقسام البوليس ،دار الكتب ، المتاحف ..الحكم المحلي ، الأوقاف .. يحاصرونك طول عمرك يطلبون أوراق عديدة .. و أختام زرقاء .. و رسوم ..و يطلعوا عين أهلك قبل أن تحصل علي الرخصة أو البطاقة أو الباسبورت .
أين تذهب هذه الأموال التي يحلبها منك رجال الحكومة ..
عندما يشاهد المواطن المطحون بتلال الضرائب و الرسوم و الاتاوات .. كيف ينفق المسئولون أموال الجباية ..و قدر التبذير في الصرف علي الإحتفالات ..ومعدات مواكب التشريفة و المؤتمرات ..ويتأمل الرفاهية التي يتمتع بها أبناء الطبقة العليوى من موظفي الحكومة في مكاتبهم مكيفة الهواء و وسائل نقلهم الفاخرة .. و حجم السكرتارية التي تخدمهم ..و الأموال التي يحصلون عليها بشتي الأساليب و الطرق
أو يشهد في تلفزيون أفلام الإنجازات.. مقدار رفاهية المباني الجديدة التي تعد ليستخدمها الحكام في العاصمة الصيفية أو الشتوية الجديدة .
ثم يطلب منه شد الحزام لان بلده فقير و يتحمل أثار السياسة الإقتصادية.. بتناول وجبه واحدة بدلا من إثنين ..و توفير طعامه.. لبناء بلدة ..فإن الأمر يتحول إلي نكته وسخرية ممجوجة من يصدقها .. يصبح أهطل عديم النظر و الفكر
لا تتخيلوا أن الشعب منوم .. إنه يرقب و يرصد .. و يتعجب ثم يقلد ..فنعيش في غابة .. كل من فيها غير حقيقي ناس تعتنق البطش والتكسب و الهروب .
الشخص الذى ينتمي إلي قبيلة (عك ..عك ) من كبار الموظفين لا يضر بنفسه فقط بل ينشر القدوة السيئة بين الأخرين في كل سلوك ..و تصبح المؤسسة التي يرأسها .. غير قادرة علي أداء الدور المنوط بها .
الشخص الذى يريد أن يتجاوز القانون و الأعراف و يأبي أن يقف في طابور تفتيش العربات و يتخطي دوره لأنه مهم يظهر الكارنية من علي بعد.. أو تتقدمه كام موتسيكل لتوسع الطريق.. تأثيرة السلبي .. يزيد كثيرا عن الوقت الذى سينفقه أن يلتزم بالعرف و القانون .
وذلك الذى يقوم بالتساهل في القياسات و المواصفات عند إستلام المشتريات الحكومية لامر بنفس يعقوب .. و الذى يعفي نفسه من تسديد إلتزماته الضريبية و يفرضها علي الغير كما يفعل أعضاء الحكومة و البرلمان نماذج أقل ما يقال عنها أنها غير صالحة لان تكون قدوة ..
و هكذا رغم أن الحقيقة واضحة للشخص العادى يراها يوميا في كل خطوة يخطوها علي أرض الوطن .. إلا أن هذا السلوك المنتقد يتحول تدريجيا إلي عادة لدى الناس لا تلفت النظر أو تثير الغضب .. أو تستحق النقد .
لقد اصبح الشطط و الغموض و عدم التعلم من الأخطاء وضيق الأفق السائد بين حضرات الرسميين .. من أكبر المناصب حتي أقلها شأنا.. أمور طبيعية .. نعجب لها .. ثم نتجاوزها .. دون نقد أو حساب . و تضيع مصالح الوطن في المجاملات .. و الصمت .. و شيلني و أشيلك
وهكذا يزيد من فساد و طغيان أصحاب الأمر و النهي كونهم يتعاملون مع من فقدوا قدرتهم علي السخط بعد أن إنتهي أمرنا إلي حالة من الترويض و التدجين ..لا تشهدها إلا في الدولة التي تعاني من مركزية الحكم .. و تركيز القرار في يد واحدة تسمي لديهم ( السلطة المختصة ) .
المجتمع المبني علي تحول الاستثناء لقاعدة و قوانين الأحكام العرفية إلي قوانين دائمة .... مجتمع فاشل و علينا إن ننقده بالسخط الايجابي ...وإلا إنتشر فسادة وعم... و أصبح سمة عامة في الوطن .
عندما زين الاستاذ الجهبذ الدكتوراستاذ العلوم الدستورية بالجامعات المصرية لشباب الضباط المنقلبون علي حكومة صاحب الجلالة الملك تجاهل الدستور اخترع ( لإبعاد الوفد وحكومته ) تعبيرا لازلنا نعاني من فــُجره حتي اليوم (( الشرعية الثورية تحل محل الشرعية الدستورية)) ..لم يكن يدرى أنه يدمر وطن و يسلمه لمجموعة من الهواة ذوى السلوك الأهوج .. بل أوجد المبرر لكل دول المنطقة في كسر الشرعية .
هذا التعبير الغريب المضاد للديموقراطية جعل شخص مثل معمر القذافي يحتفظ بلقب قائد الثورة حتي آخر رمق في حياته ليعيث فسادا تحت مسمي الشرعية الثورية ..
وجعل عبد الناصر يفتح المعتقلات ويعذب المعارضين باسم الشرعية الثورية .. وجعل السادات يطبق ديموقراطية الأظافر والانياب الهتلرية باسم الشرعية الثورية .. وجعل المبارك يحتفظ بقانون طواريء دام لثلاثين سنة باسم الشرعية الثورية ..وجعل كسر الدستور و تمزيقه و تعديله .. و إغتصابة .. عمل عادى يستفتي علية و يتم رشوة المصوتين بزجاجة زيت و كيلوا سكر و كيسين مكرونة .
لست متمسكا بأن ما أراه هو الحق وما عداه باطلا أو خرافه ..لانني أعتمد دوما علي العلم وأبحاثه ودراساته وهو لا يؤدى أبدا الي طمأنينة اليقين فكل ما نتعلمه إنما هو أطروحات غير ثابته وليست أزلية إذ يتم تعديلها كل يوم طبقا لظهور أدلة ،براهين أو منطق يؤثر علي النتائج و الاستنتاجات يؤيدها ويقويها أو يقلبها رأسا علي عقب .
و هكذا .. أنا شخص يجتهد و لكنه ساخط
أريدك أن تشك في كل كلمة أكتبها ..أنا لا أدعي أنني من ملاك الحقيقة المطلقة ..
وأن تحاول قدر جهدك أن تجد البراهين والمنطق الذي يعدل منها أو يثبت خطأي أو حتى يدلل علي أن ما أكتبه نتيجة للسخط هو مجرد تهاويم أحلام...و أوهام عدم التوائم مع المجتمع بسبب تجارب مؤلمة مرت في شبابي أو كبر السن ...
لا تتردد أن تواجه الحجه بالحجة و القرينه بالقرينه ..لأني أحتاج لك فعلا أحتاج لمن يناقشني ، يحررني و يعطي للعقل المتمرد طاقة من خلال المساجله و الصراع الذى سيحمي كلينا من سكون الاموات .
و لكن أذا كنت ستقبل الخوض معي في حوار علي هذه الصفحة
فأرجوك أن تعلم أنني ليس لدى من أعتبره قدوة Role model ..و لا أصدق كل ما يقوله الناس .. خصوصا الموظفين فلا تردد ما يقومون بببثه في أجهزة إعلامهم ..لأنني في وسط هذا الضباب المقصود ..لا أملك المعلومات التي تجعلني أرد عليها أو أقيم صدقها. أو أخاطر بقول ما أعتقده .. لذلك فساتجاهلها ..و اقطع الحوار .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم تتغيرأهداف الإستعمار ..تغيرت أساليبه
- corruption.. الفساد
- ما بعد الموت عند القدماء
- الابراج العالية لا تصنع حضارة
- إنهم يدمرون الأثار ..و سيدمرونها .
- تدمير الاثار ليس خبرا جديدا
- نصف قرن من الغربة
- شهادتكم تهم الأجيال القادمة
- إقتصاد حرب .. بدون حرب
- هل مر القطار فلم نلحق به
- عايز أعيش في زمن أخر
- لماذا لم تطورنا الحرب
- جد حضرتك كان شيخ منسر
- الرؤيا
- الأن تنتهي مرحلة الستينيات في مصر
- فلنقرأ التاريخ الحقيقي
- الحواس تتغير و تتطور أيضا بالتدريب
- تفضلوا حضراتكم ..منتظر الحوار
- إختار اليوتوبيا التي تناسبك
- الجبل الاصفر .. رحلة حياة


المزيد.....




- السعودية.. تعيين أيمن المديفر رئيسًا تنفيذيًا مكلفا لـ-نيوم- ...
- أمريكا تعلق رحلات الطيران إلى هايتي بعد تعرض طائرات لإطلاق ن ...
- متسابق يصبح مشهوراً بعد حل لغز بإجابة خاطئة ومضحكة للغاية.. ...
- هل يدعم إمكانية ضم الضفة الغربية؟ سفير ترامب لدى إسرائيل يُج ...
- السعودية.. الأمن يُعلن إلقاء القبض على مقيم بسبب -تحرشه بطفل ...
- أردوغان للأسد: ما زلت متفائلا بلقائنا
- المصريون في السودان: -لا يعرف أبنائي أن والدهم محبوس لدى الد ...
- فرحة الزفاف تتحول إلى كارثة.. مصرع 18 شخصاً بسقوط حافلة في ن ...
- -بلومبرغ- تشير إلى انخفاض كبير في تبرعات الأوكرانيين لجيش زي ...
- مصادر طبية: مقتل 18 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على مناطق في ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - شخص يجتهد و لكنه ساخط