خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 8157 - 2024 / 11 / 10 - 16:51
المحور:
الادب والفن
إعتاد على القيام باكرا حتى في أيام العطل. فانشغاله بالآلات الكهربائية أفسد عليه متعة الحياة، إذ ما أن يعود مساء حتى ينزع عنه مأزر العمل و يستبدله بآخر. و رغم التنبيهات إلا أنه كان يصر على إستبدال الأسلاك الكهربائية و وضع بطاريات قديمة بدلها و كثيرا ما خالف قواعد الهندسة و أدخل الأسلاك ببعضها دون ترقيم مما يرفع من شحنة الضغوط الكهربائية. لم يكن أحد يعلم بما يحدث لديه إذ بعد إن إستعان ببعض العمال أفرغ الشقة من الأثاث و تركها شبه عارية و استلقى على الأرض وهو يشعر بأن ما قام به مدعاة للإفتخار وهو إنجاز كان قد فكر فيه مليا. فالسكن في البنايات لم يعد آمنا و الشقق المليئة ترتفع فيها الحرائق لا بل الإحتفاظ بالأزبال و بفضلات الطعام يسرع من وثيرة الإحتقان. . ولأنه غالبا ما كان يخرج للعمل في الظلام طرأت بباله فكرة و وجد أنه لا بأس أن يفرغ الأزبال في حقيبته صباحا ويلقي ببقايا الطعام وزجاجات الخمر في قمامات الآخرين خوفا من التبليغ بعد أن كثرت الشكوك حوله، و كثيرا ما كان يختلط الخمر و بقايا الطعام في قاع الحقيبة فيضطر للتخلص منها كذلك.
و أحيانا كان يملأ حوض الحمام بالماء و يضع الأسلاك الكهربائية مشتعلة ليرى تأثيرها على الطابق الذي يسكن فيه إذ جرت العادة أن يحدث طارئ فتنطفئ البناية كلها و يهرول السكان في هلع مما يدعو للبلبلة و الضجيج.
قبل سنوات تقرر فصل الكهرباء عن البيت نهائيا بعد أن أحرق الكهربائي البناية مرتين.
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟