أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - الدينامية الجديدة في العلاقات المغربية الفرنسية على ضوء قرار اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء: -هل أصبحنا أصدقاء حقا؟-














المزيد.....

الدينامية الجديدة في العلاقات المغربية الفرنسية على ضوء قرار اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء: -هل أصبحنا أصدقاء حقا؟-


بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8157 - 2024 / 11 / 10 - 04:48
المحور: كتابات ساخرة
    


لطالما كانت العلاقات المغربية الفرنسية تمثل مزيجا من التعاون المتحفظ والتوترات الدبلوماسية، حيث اتسمت بالعديد من التحولات منذ مرحلة الاستعمار وحتى يومنا هذا. كان المغرب دائما في علاقة شبه غريبة مع فرنسا، تكاد تكون بين الشريك الاستراتيجي والعدو غير المباشر. ولكن، ومن المفاجئ للجميع، جاء قرار فرنسا في عام 2021 بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية ليغير من هذه الديناميكية بشكل غير متوقع، ويطرح السؤال: هل تحولت فرنسا من "العدو المزمن" إلى "الصديق الحميم" للمغرب؟

عندما أعلنت فرنسا رسميا دعمها لمغربية الصحراء، كانت تلك بمثابة مفاجأة للجميع، لأن فرنسا لم تكن في أي وقت من الأوقات تميل إلى اتخاذ موقف واضح بهذا الشأن، خاصة في ظل حساسيات الملف الصحراوي والمواقف المتضاربة مع الجزائر. القرار الفرنسي جاء بعد عقود من الحياد المدروس، وكأن باريس أخيرا قررت أن تنهي لعبة "التوازن" الدبلوماسي لصالح الرباط. وهنا تكمن المفارقة: كيف يمكن لدولة كانت تعتبر استعمارية في الماضي أن تصبح اليوم "أقرب صديق" لدولة كانت تعتبر ضحية لهذا الاستعمار؟

إذا كانت العلاقات بين المغرب وفرنسا قد خضعت لعدة تجارب صعبة، فإن هذه اللحظة تعتبر نقطة تحول حقيقية. من ناحية، يمكن اعتبار الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء انتصارا دبلوماسيا للمغرب، لا سيما وأنه جاء في وقت كان فيه الضغط الدولي يتزايد على فرنسا لتغيير موقفها. ومن ناحية أخرى، يمكن اعتبار هذا الموقف بمثابة "هدية" دبلوماسية من فرنسا، التي سعت لتحسين صورتها في المنطقة وتعزيز مصالحها الاقتصادية والأمنية في شمال إفريقيا.

إلا أن السؤال يبقى: هل هذا التحول في العلاقة بين المغرب وفرنسا يعني حقا "تحولا استراتيجيا" أم أنه مجرد تكتيك سياسي من باريس لضمان مصالحها؟ ببساطة، العلاقات الدولية لا تبنى على الثقة المطلقة، بل على الحسابات المتقلبة التي قد تعيد الأمور إلى نقطة الصفر في أي لحظة. لهذا، وعلى الرغم من التفاؤل المغربي، قد تكون هذه الديناميكية الجديدة ما هي إلا حلقة جديدة في سلسلة من التفاعلات السياسية التي قد لا تدوم طويلا.

المغرب، الذي كان قد بذل جهدا كبيرا طوال عقود من الزمن للحصول على دعم دولي لقضيته في الصحراء، يعتبر هذا القرار نقطة فاصلة في سياسته الخارجية. لكن، كما هي عادة الأمور السياسية، يبقى الأمل في استمرار هذا الموقف الفرنسي مشوبا ببعض الشكوك، إذ لا يمكن ضمان أن يبقى هذا التحالف راسخا على المدى البعيد في ظل التقلبات الجيوسياسية في المنطقة.

أما بالنسبة لفرنسا، فقرار الاعتراف بمغربية الصحراء يفتح الباب أمام علاقات جديدة مع المغرب، لكنه يحمل أيضا في طياته مسؤوليات إضافية. ففرنسا لا تستطيع أن تظل محايدة في قضايا تتعلق بالمنطقة المغاربية، خاصة وأن مصالحها الاقتصادية والأمنية تتداخل مع الأوضاع في شمال إفريقيا. ولكن هل سيظل هذا الموقف الفرنسي ثابتا في مواجهة الضغوط الدولية أو الإقليمية؟ هذا سؤال معلق على تقلبات السياسة الفرنسية، ولا يبدو أن فرنسا ستظل بمنأى عن تحديات جديدة قد تطرأ في المستقبل القريب.

في الختام، يمكن القول إن قرار فرنسا بالاعتراف بمغربية الصحراء قد يمثل بداية جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين، لكنه أيضا يثير العديد من الأسئلة حول استمرارية هذه الديناميكية. هل سيظل المغرب وفرنسا في "التحالف القوي" الذي بدأ يتشكل، أم أن هذه العلاقات ستخضع للعديد من المتغيرات والمفاجآت السياسية التي قد تغير مجراها في أي وقت؟ الحقيقة أن السياسة الدولية لا تسير وفقا للتوقعات، ولكنها تدور حول حسابات دقيقة قد تتغير بين عشية وضحاها.



#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل: ضحية نفسها في مسرحية عالمية
- -التغطية الإعلامية للأميرة للا خديجة: بين المظهر والتأثير ال ...
- سيارات الدولة: رموز الفساد الإداري في المغرب وضرورة الإصلاح ...
- -الأعداء: سلاح سياسي أم مجرد وهم درامي؟-
- ماكرون: -خنجر المغاربة- في قلب المقاومة الفلسطينية
- ماكرون في المغرب: طاجين سياسي ومفاوضات على نار هادئة
- إسرائيل وإيران: دراسة في صراع القط والفأر
- عالم بين الدمار والسلام: نحو رؤية مستقبلية جديدة
- -الشيطان يتحدث: تأملات في التشكيلة الحكومية المغربية الجديدة ...
- نهاية إسرائيل على يد نتنياهو: هل هي نبوءة أم مجرد سخرية؟
- عالم الحيوانات: تحليل للتنمر الدولي في إطار غابة حيوانات
- فن الاختلاف: عندما يتحول الكوميدي إلى حاكم فني
- -أفضل من الجميع: كيف يقود الاعتقاد الزائف بالتفوق إلى حروب ل ...
- -دروس من الفوضى: سليم وشامة كرمز للشرق الأوسط-
- استراتيجيات الهجوم والدفاع في السياسة: فهم إشارات الخصم
- مقابلة حصرية مع المحلل السياسي - الأستاذ زهير النيران-: مبار ...
- -العجز الدولي: مجلس الأمن في مقعد المتفرج-
- محمد الغلوسي: قائد حملة تصحيح المسار في مملكة الفساد!
- -عندما يضرب الإعصار: هل هي رسالة من السماء؟-
- نتنياهو: حكايات بائع السعادة في حلبة السياسة القاتمة


المزيد.....




- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...
- 3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV ...
- -مين يصدق-.. أشرف عبدالباقي أمام عدسة ابنته زينة السينمائية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - الدينامية الجديدة في العلاقات المغربية الفرنسية على ضوء قرار اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء: -هل أصبحنا أصدقاء حقا؟-