أثر الواقع السياسي على التعليم الديني الرسمي في تركيا 1923-1960) ................في كتاب

ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 8157 - 2024 / 11 / 10 - 02:38
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
والكتاب صدر عن (دار ماشكي للطباعة والنشر والتوزيع) في الموصل 2024 ، ويقع في (274) صفحة من القطع الوزيري ، وبإخراج متميز وانا فرح جدا بصدوره فهو من الكتب القيمة مؤلفه الاخ الاستاذ يونس محمود الخابوري وقدوضع بين يدي نسخة منه كهدية وانا اشكره وهو بالاصل رسالة ماجستير بإشراف الاخت الدكتورة إيمان غانم شريف ، وهي وطالبها الاخ الاستاذ يونس محمود الخابوري قد طلبا مني ان اكتب تقديما للكتاب وكتبتُ وتشرفت ُبذلك .
ومما قلته في التقديم " كم أنا سعيد، وفرح والاخت الأستاذة المساعدة الدكتورة ايمان غانم الشريف، تطلب مني أن اكتب تقديما لكتاب تلميذها السيد يونس محمود رماوي الخابوري الموسوم ( أثر الواقع السياسي على التعليم الديني الرسمي في تركيا 1923-1960) . وسبب فرحي، انها من تلميذاتي النجيبات اللواتي اعتز بهن وادعو لهن دوما بالتوفيق والتقدم ، وقد عملتْ معي اثناء كتابتها لأطروحتها للدكتوراه وكنت المشرف على اطروحتها.
وثانيا، ان موضوع هذا الكتاب مهم، وهو بالأصل رسالة ماجستير قدمها الى قسم التاريخ بكلية الآداب - جامعة الموصل ، بإشراف الاستاذة المساعدة الدكتورة ايمان غانم الشريف ، وكانت لجنة المناقشة برئاسة الاستاذة الدكتورة نسيبة عبد العزيز علاوي وعضوية كل من الاستاذ الدكتور سعد عبد العزيز مسلط الجبوري ، والاستاذة المساعدة الدكتورة أميرة اسماعيل محمد العبيدي فضلا عن المشرفة وقد اجيزت بتقدير امتياز .
والتعليم الديني في تركيا، موضوع قديم ، ومتجذر في واقع وتاريخ تركيا ومستقبلها ، ومنذ أيام الدولة العثمانية .. والسبب هو الطبيعة الدينية للدولة العثمانية منذ نشأتها سنة 1299 م وارتباطها بالفكرة الإسلامية القائمة على انها امارة ومن ثم دولة غازية على الحدود مع الإمبراطورية البيزنطية ومازلت أتذكر انني ومنذ اكثر من أربعة عقود ، وفي كتابي (تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني 1516-1916 ) وطبع في جامعة الموصل سنة 1983 اشرت الى ذلك من خلال عرضي للنظريات السائدة حول (قيام الدولة العثمانية ) ، وكيف ان وقوع امارة آل عثمان جعل المجاهدين ، وهم الغزاة من المسلمين العثمانيين يحمون الثغور الإسلامية ، وقد ازدادت قوتهم ، وسهل لهم موقعهم الاستراتيجي مجيء العلماء والتجار والصناع من داخل العالم الإسلامي اليهم وقد نشّط العلماء المدارس الإسلامية ،وطبقوا تعاليم الدين في نظم الامارة ، ومن ثم الدولة وبعدها الإمبراطورية ، وسادت بينهم مجموعة من التقاليد في الاخلاق والسلوك مبنية على التقوى والايمان الذي امتزج بالتصوف وكان كل انتصار يجلب اليهم مزيدا من الغزاة والمجاهدين ، وهذا مما مكنهم من بناء الدولة ومن ثم الإمبراطورية العثمانية التي امتدت على أراضيها على ثلاث قارات هي اسيا وافريقيا واوربا .
كما هو معروف ؛ فإن الجمهورية التركية ورثت عن العثمانيين أمورا كثيرة منها اهتمامهم بالدين ، والشؤون الدينية ؛ فالشعب التركي أغلبيته الساحقة هم من المسلمين ، ومن هنا اسسوا ( دائرة الشؤون الدينية) ، وكانت تتبع مجلس الوزراء . ويقينا ان ارتباط علماء الدين برجالات السلطة ووجود الطرق الصوفية كان واحدا من معالم المجتمع التركي الحديث، وبالرغم من الغاء الكماليين للطرق الصوفية الا انها استمرت تؤثر في المجتمع لكن الكماليين ومنذ الخمسينات من القرن الماضي اخذوا يغضون الطرف عن الطرق الصوفية لا بل واعترفوا بالوضع القانوني لهم فيما بعد.
ولابد من الإشارة ان الكتاب هذا وهو يتناول التعليم الديني واثره في الواقع السياسي كان لابد ان يتناول أثر الواقع السياسي على التعليم الديني الرسمي خاصة وان الحزب الديموقراطي الذي وصل الى السلطة سنة 1950 كان يتبع سياسة المرونة تجاه الدين ، وكثيرا ما رحبت السلطة واركانها بدور علماء الدين في تربية الجيل الجديد وتسليحهم بروح الإخلاص للوطن والشريعة وقد خطت حكومة عدنان مندريس خطوات مهمة في هذا التوجه فألغت القرار الصادر سنة 1932 القاضي بمنع الاذان ، وقراءة القرآن باللغة العربية كما قررت فتح ( كلية الالهيات) وهي كلية للعلوم الدينية سنة 1951 بجامعة انقرة ، وسمحت بتدريس الدين في المدارس الابتدائية ، وهكذا تزايد الاهتمام بالتعليم الديني وفتحت مدارس لإعداد الائمة والخطباء ، وتم افتتاح المعهد الإسلامي العالي في استانبول سنة 1959 وبلغ عدد هذه المدارس حتى منتصف السبعينات قرابة (70) مدرسة . فضلا عن اربع معاهد إسلامية وكلية الالهيات في جامعة أنقرة وفتحت دورات كثيرة لتعليم القران الكريم كما زادت الحكومة من تخصيصات الأموال للشؤون الدينة وبدأت حركة لترميم المساجد والجوامع المشهورة على نفقة الدولة واسست جوامع حديثة.
وسرعان ما اتسع التعليم الديني وانعكس ذلك على الواقع السياسي، فتنامت الأحزاب الدينية السياسية، ووصل الامر الى ان حزب العدالة والتنمية المؤسس منذ سنة 2001 وهو حزب ذو طبيعة دينية سياسية هو الذي يقود الدولة منذ عقود.
الكتاب تضمن ايضا ملاحق وخرائط ووثائق وصور تتعلق بموضوعه وقد بلغت (14 ) ملحقا مهما .
الكتاب مهم، ومفيد، وذو قيمة علمية، والاطلاع عليه يساعدنا في كثير من المحركات الأساسية في التاريخ التركي المعاصر.. أتمنى لمؤلفه النجاح والتقدم.

#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات