|
امريكا ترامب: اشهار واستظهار فاشية امريكا
مزهر جبر الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 8156 - 2024 / 11 / 9 - 08:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(امريكا ترامب: اشهار واستظهار فاشية امريكا) ترامب رئيسا للولايات المتحدة الامريكية. هذا العنوان تصدر تقريبا جميع نشرات الاخبار للقنوات العربية وغيرها من قنوات دول الجوار العربي. لقد هلل البعض من قادة الدول سواء العربية او غيرها بوصول ترامب الى البيت الابيض الامريكي؛ واستبشر خيرا بانتخاب هذا (المارد) الفاشي الامريكي، ولو بشكل خفي ومبطن، بينما توجس اخرون شرا من انتخابه ولو ايضا بصورة، او بغطاء مهلهل من اللامبالاة، على خلاف الحقيقة اي حقيقة توجسهم من ترامب وسياسته ضدهم او ضد دولتهم ومشاريعها او مشروعها. هناك من قال ان ترامب ربما سوف تَغًيرَ على ما كان عليه في رئاسته الاولى، هذا القول الأخير او من قال به؛ اقل ما يمكن ان يقال عنه؛ هو انه لا ينطوي على القراءة الصحيحة ولا على الفطنة؛ ترامب هو ترامب، لهذا انتخبته جماهيره الشعبوية. ترامب هو الأخر صرح بصورة واضحة في بيان فوزه في الانتخابات الامريكية وهو فوز ساحق على منافسته الديمقراطية، هاريس؛ من انه سوف يعمل على انهاء الحروب اي حروب امريكا من اجل نشر (الديمقراطية الامريكية) على طريقة نشرها في العراق من او عن طريق غزوه واحتلاله، او في ليبيا، او في غيرهما من دول العالم الثالث سواء قبل عقدين او قبل عقد او قبل عدة عقود، او حتى من بداية نشأتها وتكونها قبل قرون. كما انه في ذات الخطاب او بيان الفوز، قال؛ من انه، لسوف يجعل امريكا عظيمة مرة اخرى او من جديد، كما انه سوف يعمل على محاربة الهجرة غير شرعية على حد قوله. ان امريكا هي ذاته سواء كان الرئيس ديمقراطيا او جمهوريا او منفتحا او شعبويا؛ كِلا الحزبين وجهان لعملة واحدة؛ فالسياسة الامريكية هي ذاتها، الاختلاف فقط في طريقة او في اسلوب تحقيقها، وليس هناك تغيرا في الاهداف. امريكا دولة امبريالية استعمارية وعدوانية تختفي وراء الاغطية الديمقراطية وحقوق الانسان والعدالة، التي ليس في امكان هذه الأغطية؛ ان تحجب حقيقتها الاستعمارية الامبريالية التي تعبر بها عن طريق العدوان والغزو والتآمر في كل بقاع الارض. امريكا تريد وتسعى بكل ما تمتلك من جهد وقوة وقدرة على مواصلة انفرادها في قيادة العالم وفق رؤيتها ومصالحها بصرف النظر عن مصالح الدول الأخرى حتى حلفائها واصدقائها، بواسطة القواعد التي هي من سنتها وفرضتها على العالم. نعود الى اهم فقرتين، وهما موضوع هذه السطور المتواضعة، اللتان وردتا في خطاب ترامب؛ وهما العمل على انهاء الحروب، وجعل امريكا عظيمة مرة اخرى. ان الفقرتين تتناقضان تناقضا حادا حين يراد تطبيقهما على ارض الواقع. كيف يكون هذا التناقض الحاد؟ يكون على الشكل التالي؛ الولايات المتحدة الامريكية مع الكيان الصهيوني لهما مشرعهما الكوني، سواء في المنطقة العربية او في جوارها او في الركن الثاني من المعمورة، والكيان الصهيوني، ذراع امريكا في المنطقة العربية وفي جوارها، ضمن مشروعهما. ان قول ترامب؛ من انه سوف يعمل على انهاء حروب امريكا، قول؛ ليس في قدرة ترامب تحويله الى واقع على الارض، حتى لو افترضنا افتراضا حسنة نيته في هذا. مع ان هذا الافتراض بعيد كليا عن حقيقة الاهداف الامريكية الاسرائيلية في مشروعهما سابق الاشارة له في هذه السطور المتواضعة، وحقيقته وشخصيته هو اي ترامب، واللتان هما جزءا من الشخصية الامريكية وهنا ما اقصده هو كارتل المال والاعمال وكل الاخطبوط الامريكي الامبريالي العالمي، الذي يتحكم في شعوب الولايات المتحدة الامريكية، والتي تكونت وتجذرت عبر تاريخ طويل من العدوان والقتل والسلب والنهب؛ بمعابر الحرية الفردية في ممارسة كل مناحي الحياة، بما فيها السياسة والرأي والموقف. في نفس الوقت تسلب منه اي من الفرد، تحت ضغط الاعلام، الورقي والاعلام المرئي، وحاليا الاعلام الرقمي الذي كان العامل الحاسم في فوز ترامب، (والذي سيكون من الآن وصاعدا؛ هو الذي سيصنع الرأي العام وتبعا لذلك او بنتيجته؛ مواقف الشعوب من جرائم امريكا والاحتلال الاسرائيلي، حتى في الداخل الامريكي ولو بعد زمن ما)وحاجات الحياة، في عالم امريكي يتحكم فيه؛ المال والاعمال، واقتناص الفرص، اضافة الى اطماع الاحتلال الاسرائيلي في ارض فلسطين وارض العرب، وهي احلام يوتوبية يغذيها الموروث الديني. والاهم هنا والاخطر؛ يتم التغطية على كل ذلك الذي ذكرته؛ بأغطية قانونية هي من صنعتها، امريكا، لنفسها. ترامب هذا؛ الصاعد من عالم العقارات، وليس من عالم السياسة، والذي اعتمد في صعوده هذا، على ما اورثه له والده، الذي بنى ثروته من عالم المواخير وصالات لعب القمار؛ حتى ان اراد انهاء حروب امريكا وهو لجهة حقيقته، لا يريد انهائها، بجدية فاعلة وحاسمة ومنتجة؛ لن تسمح له امريكا العميقة في التنفيذ عمليا، الا في حالة واحدة؛ ان تكون هدن تكتيكية تخدم الاستراتيجية. هذا جانب اما الجانب الثاني وهو الاهم والاخطر؛ ان العمل على انهاء حروب امريكا سواء في المنطقة العربية او في جوارها او في الركن الثاني من الكرة الارضية، والتي جلها او كلها في الوقت الحاضر، عبر وكلاء الانابة؛ يتناقض تناقضا كليا وتاما مع قوله؛ سوف اجعل امريكا عظيمة مرة اخرى او من جديد. الولايات المتحدة الامريكية لا يمكن لها ان تواصل انفرادها بمقدرات العالم، دول وشعوب؛ الا حين تستطيع تحجيم دور او ادوار المنافسين لها في الساحة الدولية، وهي منافسة جدية وفعالة جدا، من قبل خصميها اللدودين، روسيا والصين؛ لانفرادها في قيادة دفة العالم وفق مصالحها. هذا التحجيم والتطويق لا يمكن لها ان تفعله الا بإزاحتهما من سوح المنافسة الدولية. هذا هو الأخر لا يتم لها فعله الا بحربين، اقتصادي وعسكري انابي عبر وكلائها في مناطق الصراع والحروب، سواء في المنطقة العربية وفي جوارها او في الركن الثاني من الكرة الارضية، اضافة الى مشاركة امريكا لجرائم الاحتلال الاسرائيلي في غزة وفلسطين ولبنان، ومشروع الاحتلال الاسرائيلي في ارض فلسطين وارض العرب، المتخادم مع المشروع الكوني الامريكي في استمرار الانفراد الامريكي بمصائر شعوب العالم. امريكا ترامب؛ لسوف تستظهر فاشيتها من خلال السياسة التي سوف يتبعها ترامب، الذي لا يقيم وزنا للياقه السياسية في التصريح وطرح اهداف ما تريد امريكا بصورة واضحة كل الوضوح، من دون اغطية براقة ومخادعة وكاذبة كما عمل عليها من سبقوه من رؤساء امريكا.
#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكيان الاسرائيلي: دولة دور او لها دور استعماري
-
خيرا السلام مع دولة الاحتلال الاسرائيلي، ليس خيارا للسلام، ب
...
-
عبد الله اوجلان..هل يدبن الارهاب، ويطالب الشعب الكردي التركي
...
-
امريكا- اسرائيل: يقتلان ولا يقاتلان
-
حرب الاجرام الصهيوني في فلسطين ولبنان.. ربما لاتنتهي قريبا
-
المشروع الامريكي الاسرائيلي الغربي.. يستوجب حشد الطاقات لموا
...
-
ايران- اسرائيل- امريكا: تبادل اللكمات، وليس الذهاب الى حرب ش
...
-
الصراع في المنطقة العربية.. لن يتحول الى حرب شاملة
-
الصراع بين دولة الاحتلال الاسرائيلي والمقاومة اللبنانية
-
الحرب بين امريكا ورسيا على الارض الاوكرانية وبالشعب الاوكران
...
-
ايران: دولة براغماتية
-
(قراءة في كتاب قطر واسرائل، ملف العلاقات السرية) الجزء الثان
...
-
قراءة في كتاب قطر واسرائيل، ملف العلاقات السرية
-
الانسحاب الامريكي من العراق.. يحتاج الى إرادة عراقية واحدة و
...
-
العراق بين الاحتلالين البريطاني والامريكي..في زمنين وظرفين م
...
-
العراق بين الاحتلالين البريطاني والامريكي..في زمنين وظرفين م
...
-
فلسطين: المقاومة لسوف تستمر
-
لا ولم ولن يكون هناك استقرار وسلام وتعاون وتفاعل بين دول الم
...
-
المقاومة الفلسطينية.. سوف تنتصر وان طال عليها الزمن وتآمر عل
...
-
الانتظار المفتوح زمنا في الرد على جرائم اسرائيل.. يخدم اسرائ
...
المزيد.....
-
عمرو دياب سيواجه المحكمة في واقعة صفعه لمُعجَب
-
استئناف مرفوض.. تأكيد حكم ابتدائي يقضي بسجن مواطنة روسية أمر
...
-
ماذا يحدث في مرتفعات الجولان؟ تفجيرات لم تقع منذ حرب 1973
-
إسرائيل تفتح معبر مساعدات إلى غزة امتثالا لمهلة أمريكية
-
توقيف فتى بألمانيا بتهمة التخطيط لتنفيذ هجوم بدوافع إسلاموية
...
-
هل تستولي إسرائيل على الضفة الغربية؟
-
الجيش الأوكراني في محنة.. وسائل إعلام غربية تكشف حقيقة الوضع
...
-
حزب الله: قرار الجيش الإسرائيلي الانتقال للمرحلة الثانية من
...
-
السنغال: رئيس الوزراء عثمان سونكو يدعو للانتقام لأنصاره بعد
...
-
42 مليون دولار تعويضا لثلاثة عراقيين عُذّبوا في أبو غريب
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|