أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إسراء عبوشي - الحب والألم في المجموعة القصصية ( أرصفة التعب) للكاتبة هند يوسف خضر














المزيد.....

الحب والألم في المجموعة القصصية ( أرصفة التعب) للكاتبة هند يوسف خضر


إسراء عبوشي

الحوار المتمدن-العدد: 8156 - 2024 / 11 / 9 - 07:20
المحور: الادب والفن
    


الأديبة: إسراء عبوشي
صدر عن دار بعل للطباعة والنشر والتوزيع هذا العام المجموعة القصصية (أرصفة التعب) للكاتبة هند يوسف خضر، التي تقع في 134 صفحة من الحجم المتوسط، متضمنة 40 قصة قصيرة اجتماعية واقعية.
نحن أمام كاتبة مفعمة بالحب منذ الإهداء إلى محطتها الأخيرة يَشعر القارئ بهذا الحب مع الكاتبة ، وإن لم تكتب نفسها هي تمطر رذاذ روحها على أغلب أبطال قصصها، لا أعرف الكاتبة لكنني أحببتها، فمن يملك هذه الروح الجميلة التي تحيل المأساة إلى حياة، بأسلوب سردي بسيط يتنقل بين المفردات، ويحسن اختيار المعاني ، ويحاكي فكر القارئ ومشاعرة يستحق هذا الحب.
وليس هذا الحب إلا عدوى أصابتني من الحب الجميل الصادق والعفوية الرقيقة وفي قصص المجموعة ( أرصفة التعب )
حاورت الكاتبة هند يوسف خضر مشاعر القارئ، من خلال طرحها لمشاعر متباينة يسوقها القدر، ما بين خذلان وحب واستمرارية حياة، فتحت الأبواب المؤصدة على الألم.
يبتعد وسيم في قصة (غيبوبة) لكيلا يؤلم حبيبته بمرضه، فيؤلمها بغيابه، ويعود وقد تزوجت رغم أن حب وسيم ما زال بقلبها، ببساطة وعفوية تتوالى الأحداث، لا تجلد الكاتبة أبطالها فقط هي تفسح المجال للواقع والقدر ليتحكما بسير القصة.
والقدر يكون بطل قصة (موسيقى) كذلك حيث تصاب زوجة الأب بالعمى، فتأتي ابنة زوجها دينا لخدمتها، بعد أن أذاقتها مختلف أصناف العذاب، قصة اجتماعية واقعية ومؤثرة.
وفي قصة (غيبوبة) حب ماجدة الجارف يعرضها لألم غير مبرر لسنوات، ويجبرها أن تختار حياة لا تريدها، تنعدم خياراتها ليعود الحبيب ويشرح نفسه بعد فوات الأوان، هي رسالة فحواها: أبقى معي ولنواجه الحياة معا، خير أن نواجه العالم كلٌّ على حِدَة، ولنتألم -سويا- خير من أن يكون كل منا سبب ألم الآخر
ومن القصص التي استوقفتني وأظهرت مهارات الكاتبة، وقدرتها على السرد قصة (بلا أصابع) هذه القصة ملخص للمشاعر الإنسانية بكل معانيها، تبدأ من الألم الذي يطغى على قصص المجموعة ثم الرحمة وما تعنيها من سمات، وتنتهي بالوفاء، بأسلوب سردي يأخذ القلب، ويتماهى مع ركن في الوجدان النقي، حيث نتمنى أن يضفي على كل ما نراه، ويمر علينا في حياتنا.
دماء الطفلة مقطوعة الأصابع تصبح لوحة فنية وكذلك المنقذ يوسف.
وتعالج القصة ظاهرة التنمر لا تطرحها فقد بل تجد حلا لها، حيث إن النجاح وحده الرد على كل المتنمرين.
وكان للقضية الفلسطينية ومخيمات اللجوء والمقاومة نصيب من قلم الكاتبة، حيث استطاعت أن تختصر القضية بأحلام مؤجلة، فكمْ من شاب وفتاة بقيت أحلامهم مؤجلة في وطن شهد أطول احتلالا على وجه الأرض، ولتقول إن لكل فلسطيني نصيب من مأساة وطنه.
أما حلم العودة للوطن فهو مرادف للاستشهاد، سيان عند أبي خالد المنفي في مخيمات اللجوء أن يعيش على أرض وطنه أو يدفن في جوفها، كلاهها وطن.
بدأت العديد من القصص في المجموعة من الشوارع والطرقات، وكأن الكاتبة تطالع وجوه المارة وتستقي من بريق عيونهم مآسيهم، وتشعر بألآمهم من خلال زفراتهم، تعبر عما لا يستطيعون التعبير عنه، تعارك معهم الألم وتبحث عن انصاف لأرواحهم وتربت على أكتافهم وتحاول أن تحوله إلى أمل، وتقول في النهاية إن الدنيا بخير، وتناقش كذلك عادات المجتمع وتقاليده وقيوده...
استخدمت الكاتبة عبارات بلاغية ولغة شعرية :
لعلها تعيد جنون البحر بحفنة ملح
عسانا نجد ما أضعناه من أيدينا عند مفترق قلب ونبضة
دخل في إناء قلبه يرتشف الأمل
لا أجيد فن أنصاف المطر، وفن الجلوس على طاولة الشاطئ
التوقيت الرمادي
الذي يسقط حلمه مضطر للسقوط في قعر الحياة
وغير ذلك الكثير من العبارات التي أثرت السرد، وأعطت عمقا للمجموعة، يؤولها القارئ حسب هواه
وهذا دليل على أن الكاتبة تملك لغة جزيلة وعميقة، وإمكانات شعرية خلاقة، وظفتها بأسلوب سردي متمكن، لا يمكن أن يقف القارئ متفرجا بل تلك اللغة تحثه على المشاركة وتثير وجدانه وتؤثر في فكره وتأخذه بعيدا ليعود محملاَ بالكثير من المعاني...
وقد كررت الكاتبة أسماء شخصيات أبطالها مثل: ماجدة، هند، شغف، جمال، وسام، في أكثر من قصة ضمن قصص المجموعة، وهذا حدث معي عندما كتبت مجموعتي القصصية ( ياسمين) وكأن الشخصيات عاشت معها مراراً وتقمصت حيوات عديدة وبحثت مع الكاتبة عن انعتاق روحها الغير قابلة للرحيل.



#إسراء_عبوشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في يوميات - أوراق من الذاكرة - للأديب عبد السلام العاب ...
- هذا أوان الحبّ.. إصدار جديد للأديبة الفلسطينية إسراء عبوشي
- وداعاً وليد الدقة
- السلحوت يحاور أرواحنا في رواية -اليتيمة-
- قصة الأطفال زغرودة ودماء واستهتار الأهل
- رواية المطلقة لجميل السلحوت تنصف المرأة
- كتاب-خلف العبيدي- وأدب السيرة
- رواية-كنان يتعرّف على مدينته- ونبض القلوب
- على ضفاف الأيام واللغة الشعرية
- رحلة القمر توثق حياة الشباب
- رواية الخاصرة الرخوة تحارب التطرف
- جنون
- ضحكة طفل
- رواية-لنّوش- وبناء الانسان من بداياته


المزيد.....




- مصر.. إحالة الفنان عمرو دياب إلى المحاكمة العاجلة
- الروائي الفائز بكتارا يوسف حسين: الكتابة تصف ما لا تكشفه الص ...
- الموسيقى تواجه أصوات الحرب في غزة
- بسبب المرسوم 54.. عمران: رقابة السلطة تكبل الكاريكاتير في تو ...
- أشبه بالأفلام.. هروب 43 قردًا من منشأة أبحاث والشرطة تحاول ا ...
- 50 دولة تشارك في المهرجان السينمائي الطلابي الدولي الـ44 في ...
- فرح قاسم: فيلم -نحن في الداخل- وثائقي شخصي عن الحب والوداع ب ...
- العثور على جثة نجم كوري شهير وسط شبهات حول انتحاره (صور)
- “يلا نغني مع لولو” تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات… ...
- عودة المسرح في ليبيا: أمل في مستقبل أكثر دعما وإبداعا


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إسراء عبوشي - الحب والألم في المجموعة القصصية ( أرصفة التعب) للكاتبة هند يوسف خضر