أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد عبد الرحمن النجاب - مصائد الرياح،،، وتعاقب أجيال المواجهة وأزمانها














المزيد.....

مصائد الرياح،،، وتعاقب أجيال المواجهة وأزمانها


رشيد عبد الرحمن النجاب
كاتب وباحث

(Rasheed Alnajjab)


الحوار المتمدن-العدد: 8155 - 2024 / 11 / 8 - 22:16
المحور: الادب والفن
    


فرس والجمع أفراس، والمذكر منها هو الحصان، وهو ما ظهر على غلاف رواية "مصائد الرياح" حاملا كثيرا من النصوص الموازية، فإلى صورة الفرس ثمة سياج، وسرج ورسوم تشير إلى التطريز ، بأبعاده الفولكلورية، وألوان العلم الفلسطيني، وزرقة البحر أم هي زرقة السماء؟، وسياج، نعم لم أكررها خطأ، ففي جسم الحصان أكثر من سياج، وفي أعلى الكتاب يمتد سياج، ثم عبارة "الملهاة الفلسطينية" في إشارة الى انتماء هذه الرواية إلى سلسة الملهاة الفلسطينة وهي أحدث أعمال الروائي والشاعر الفلسطيني إبراهيم نصر الله الصادرة في آب 2024. عن الدار العربية للعلوم ناشرون.
قبل أن تبدأ فصول الرواية يطل على القراء شخص يدعى "الراوي العليم" معرفا بنفسه وبقدراته وبأنه سيتولى دفة الحديث ، فيقول إنه يعرِّف القراء بأحداث الرواية، و بتفاصيل أخرى يزعم أن المؤلف نفسه لا يعلمها لو لم يخبره بها صاحبنا "الراوي العليم". والحقيقة التي سيلمسها القارىء عبر فصول الرواية أن الكاتب قد منح نفسه عبر هذا المنحى حيزا متعدد الأبعاد للسرد، ف "الراوي العليم" يحاور بطل الرواية حينا ، وحينا يحاور هذه أو تلك من شخوص الرواية الآخرين ، ويقف في مشاهد أخرى كثيرة مصورا المشاهد مثل مصور سينمائي – والحقيقة ان المصور السينمائي هو من يحاول أن يتماهى مع المؤلف في نقل الصورة – وقد يلجأ الراوي العليم إلى الصمت أو التعبير عنه بصخب كما حدث في زيارة بطل الرواية إلى البحر برفقة أحلام، وإلى حديقة "تافستوك" برفقة إميلي حيث كان الصمت سيد الموقف.
ما بين كاف الضمير المتصل المنصوبة والمجرورة تنقل الرواي العليم عبر السرد، محاولا ضبط إيقاع الحوار لافتا نظر القارىء إلى أن المخاطَب هو أم هي، ولا يلبث القارىء طويلا قبل أن يتكيف مع هذا الأسلوب.
ولكن لماذا هي "ثلاثية الراوي العليم" كما جاء في مستهل الكتاب؟ وثمة من أشار إلى أنها ثلاث روايات في رواية، هل هي روايات "ليديا" و"إميلي" و"أحلام" دع جانبا اسم أحلام الآخر الذي أراده لها والدها تيمنا بأحد الرؤساء العرب؟.
هل هي قصة الروايات الثلاث التي أنجزها بطل الرواية وفقا لما صرح به "الراوي العليم"؟
أم هي روايات "الخيل" و"الليل" و"البحر" وامتدادتها ، أكاد أجزم كقارىء إنها كل ذلك.
إن الرواية وقد حملت وسم "الملهاة الفلسطينية" لم تخرج عن هذا الإطار بالرغم من التساؤل الذي قد يخطر في ذهن القارىء في الصفحات الأولى؛ "ما علاقة هذا بالملهاة الفلسطينية ؟" ولا يكون الجواب بعيدا حيث يبدأ المشهد يتبلور تدريجيا وفي أكثر من اتجاه، من خلال تفاصيل علاقة "الحب" الناشئة مع أحلام، ثم مناورات الكر والفر مع إميلي كما سيتضح لاحقا.
ولئن رحلت ليديا مبكرة بفعل المرض فإن ثلاثية العلاقة ما بين البطل من جهة، وكل من إميلي وأحلام عبر فصول الرواية اللاحقة فإنها بقيت مثار تساؤل للقارىء إلى أين تتجه بوصلة العالِم والكاتب "بطل الرواية" في علاقته بكل من إميلي وأحلام؟ وإن لم تصل إلى مشاهد حاسمة في أي من فصول السرد. كان ثمة تنافس غير معلن بين السيدتين في علاقتهما بالبطل وإن اختلفت أسس هذه العلاقة ومقوماتها في كل من الحالتين.
رمزية العلاقة بين إميلي وبطل الرواية والتي ابتدأت من الصرخة الغاضبة المحتجة التي أطلقتها إميلي في مكتبه احتجاجا على روايته الأولى ومضامينها التي تشير إلى إدانة لجدها وتشويه لصورته.ويمتد هذا الموقف في جذوره لعلاقة بريطانيا بفلسطين ومسؤوليتها الأخلاقية عن ما حدث هناك في عهد الانتداب وبعده وما آلت إليه الأمور من مصائب ونكبات.
هذه العلاقة المبنية في الرواية على سلب مهر من أحد قادة الثورة الفلسطينية بعد قتْل أمه أمامه والاكتفاء بتوجيه عبارات الشكر لصاحب المهر، وبهذا تكون الرواية قد كرست العلاقة الجدلية حول هذه المسؤولية والتي باتت علاقة عابرة للزمن تنتقل من جيل إلى جيل، وعابرة للمكان فكل ما دار من جدل في الأوساط الأكاديمية والصحفية حول الرواية التي كتبها واحد من جيل الأحفاد المنتمي لفلسطين كان في قارة أخرى بعيدة عن فلسطين، وبات الأحفاد في خندق المواجهة بعد أن مضى عهد المواجهة بين الأجداد وإن اختلفت أساليب وأدوات المواجهة، ولم تتوقف هذه العلاقة على البشر بل امتدت للخيل بما أعدته إميلي من رسالة اعتذار للمهر مطر !!!
وشكلت علاقة "أحلام" بالخيل تصويرا لجدلية العلاقة بين الإنسان والخيل وأبعادها وأسرارها، وكانت مبنية على السمو والتقدير والتعاطف، بل والتماهي، هي ذي أحلام تتواصل مع الحصان "حِسْ" بالنظر وبحركة الشعر إلى الأمام والخلف، وقد رأيت أن أقتبس هذا النص من أحد الحوارات التي خاضتها أحلام حول الحصان: " في ظني أن في روح كل إنسان حصانا"، ويتابع بعد حين:" وفي ظني أن في كل حصان إنسانا ما، فيه ما في الخيل من صفات، أما أسوأ ما يحدث للبشرفهو أن تفصلهم مسافة كبيرة عن الخيل التي فيهم".
كانت أحلام أيضا تجسيدا لجيل فلسطيني جديد، بفارق زمني بعيد حتى عن أحفاد جيل النكبة، إلا إن فلسطين لم تزل حية في داخلها بغض النظر عن الصور والتجليات التي بدت من خلالها.
يعقب كل رواية ممهمورة ب"الملهاة الفلسطينية" صفحة عنوانها "في الملهاة وجذورها" ويقول في جزء من هذا النص الذي كان مرجعه "لسان العرب":
"لها، لهيانا عن:إذا سلوت عنه وتركت ذكره وإذا غفلت عنه."
ولم يترك ابراهيم نصر الله الهم الفلسطيني، ولم يغفل عنه ولا ترك ذكره، بل جاء هذا العمل امتدادا ومتابعة للأعمال السابقة ، وتبرز مرجعية رواية "زمن الخيول البيضاء" مؤشرا على هذا الترابط إضافة إلى ما تقدمت الإشارة إليه من تعاقب أجيال المواجهة وزمانها وإن اختلفت مواقعها الجغرافية.
تضمنت الرواية كثيرا من الأشعار والأغاني التي عززت ما طبع السرد من لغة شاعرية برغم جدية المواضيع وجدليتها.



#رشيد_عبد_الرحمن_النجاب (هاشتاغ)       Rasheed_Alnajjab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مــنــزل الـــذكــــريـــات
- حانة فوق التراب
- أنا يوسف يا أبي.....قراءة مشهدية للواقع ...بحثا عن جيل ضاعت ...
- الساعة الخامسة والعشرون - قراءة حديثة في رواية قديمة
- شغف
- الدم لا يتكلم
- الــمــولـــودة
- سوداد (هاوية الغزالة)
- قناع بِلَون السماء
- مذكرات القائد الشيوعي محمود الأطرش المغربي
- غالب هلسا: روح ناقدة بدأت بنقد الذات
- حمزة شحاتة: مِن أخلاق البيت إلى المدرسة إلى الزقاق.
- بندلي جــــوزي:رائد الاتجاه القومي الماركسي
- د.سيد القمني: من التقليد إلى التجديد في الفهم الديني
- صادق جلال العظم: المادية والتاريخ
- هادي العلوي: جدلية الفكر الديني
- طنطورية رضوى عاشور وهذا النداء للتوثيق
- أنا و الكتابة ، من ألف باء اللغة إلى بحر الكلمات
- فرح أنطون أحد رواد الفكر العلماني والديمقراطي
- شبــلي الشمــيل، رائـــد من أعــلام الفكـــر الــــعـــلمي ا ...


المزيد.....




- حرب الروايات.. هل خسرت إسرائيل رهانها ضد الصحفي الفلسطيني؟
- النسور تنتظر ساعة الصفر: دعوة للثوار السنوسيين في معركة الجب ...
- المسرح في موريتانيا.. إرهاصات بنكهة سياسية وبحث متواصل عن ال ...
- هكذا تعامل الفنان المصري حكيم مع -شائعة- القبض عليه في الإما ...
- -لا أشكل تهديدًا-.. شاهد الحوار بين مذيعة CNN والروبوت الفنا ...
- مسلسل حب بلا حدود الحلقة 40 مترجمة بجودة عالية HDقصة عشق
- “دلعي أطفالك طوال اليوم” اضبط الآن تردد قناة تنه ورنه 2024 ع ...
- -لوحة ترسم فرحة-.. فنانون أردنيون وعرب يقفون مع غزة برسوماته ...
- ويكيبيديا تحسم موقفها وتصف حرب إسرائيل على غزة بأنها -إبادة ...
- في المؤتمر الثالث للملكية الفكرية بالمغرب.. قلق بين شركات ال ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد عبد الرحمن النجاب - مصائد الرياح،،، وتعاقب أجيال المواجهة وأزمانها