أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - بين الخوف والاشتياق: رحلة العشق في فضاء الغياب قراءة تحليلية في قصيدة : بريق– للشاعرة: هناء مرشد – سوريا . بقلم : كريم عبدالله – العراق . شرح العنوان:















المزيد.....

بين الخوف والاشتياق: رحلة العشق في فضاء الغياب قراءة تحليلية في قصيدة : بريق– للشاعرة: هناء مرشد – سوريا . بقلم : كريم عبدالله – العراق . شرح العنوان:


كريم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 8155 - 2024 / 11 / 8 - 00:04
المحور: الادب والفن
    


بين الخوف والاشتياق: رحلة العشق في فضاء الغياب
قراءة تحليلية في قصيدة : بريق– للشاعرة: هناء مرشد – سوريا .
بقلم : كريم عبدالله – العراق .
شرح العنوان:

بين الخوف والاشتياق: يعكس هذا الجزء التوتر العاطفي في القصيدة ، حيث تعبر الشاعرة عن مشاعر القلق والخوف من عدم العودة أو فقدان الحبيب، وفي نفس الوقت تُظهِر الاشتياق العميق والرغبة في العودة إلى الأحضان.

رحلة العشق في فضاء الغياب: يشير إلى التجربة العاطفية التي تعيشها الشاعرة في النص، حيث تبدأ الرحلة في فضاء الخيال والاشتياق، وتتنقل عبر صور الحنين والهجر، مما يخلق إحساسًا بالبعد رغم وجود العشق.

القصيدة تتنقل بين مشاعر الحب والفقد والاشتياق، مما يجعل العنوان يعكس مضمون النص بطريقة شعورية وعاطفية.

مقدمة:
قصيدة "بريق" للشاعرة هناء مرشد تتسم بالعمق العاطفي، وتحمل بين طياتها مشاعر متناقضة من الاشتياق والحب والوجد. تتنقل الشاعرة بين الرغبة في العودة إلى الحبيب والقلق من الفقدان، في صورة مركّبة للغربة الروحية والجسدية. العنوان "بريق" يوحي بتوهج الأمل أو الضوء الذي يوجه العين نحو هدف بعيد أو مستحيل. هذه الرحلة العاطفية تدور في فضاءٍ بين الماضي والحاضر، بين الحضور والغياب، وتطرح تساؤلات فلسفية وعاطفية عن الحب والوجود.

التيمة المركزية:
تدور التيمة المركزية في القصيدة حول الاشتياق والتساؤل عن اللقاء والغياب. الشاعرة تستخدم صورًا مكثفة تعبيرية لتمثيل مشاعر الحب، الحنين، والمخاوف التي تصاحب تجربة العشق والفقد. تتقاطع هذه المشاعر مع الرغبة في العودة إلى الحبيب والقلق من تكرار الهجر.

الأسلوب اللغوي:
القصيدة تتميز بالأسلوب الشعري الرمزي، حيث تختلط الصور الشعرية مع الرموز التي تمثل مشاعر الشاعرة بطريقة غير مباشرة. في البيت الأول "تتزيّن بهندام الخوابيْ الغافية"، تظهر صورة "الخابية" أو "الصمت المطمئن"، كما يُفهم من سياق البيت، وكأنها تمثل حالة السكون في غياب الحبيب. كما أن "الغافية" تمثل الراحة الظاهرة التي يخفيها غياب الحبيب، وهو ما يعكس صورة متناقضة بين السكون والفراغ الداخلي.

تُظهر الشاعرة من خلال التشبيه في قوله: "كما غجريةً ترْقَبُها عيني بتَعَجّبْ"، الحيرة والدهشة التي يشعر بها المحب إزاء الحبيب، وهو في رحلة للبحث عن شيء مستحيل أو بعيد المنال. هذا يشير إلى أن المحب يعايش حالة شوق غير ممكن تحقيقه في الواقع، أو أن الحبيبة أصبحت أشبه بخيالٍ أو حلم بعيد.

الرمزية والخيال:
تستخدم الشاعرة الرمزية لتصوير الحركة بين "التيه" و"العودة". في قوله: "فأراني أذهبُ نحوَها في تيهٍ / لا أخشى إلّا ألّا أعودَ مِنهُ"، هناك إشارة إلى أن المحب في حالة تيهٍ معنوي، يحاول الوصول إلى الحبيب بينما لا يملك ضمانات العودة أو النجاح. تعكس هذه الفكرة الخوف من الفقدان الذي يحيط بالعلاقة، وكأن المحب في رحلة لا يعلم إن كانت ستنتهي بلقاء أم بهجر جديد.

التوتر بين الحضور والغياب:
واحدة من أبرز السمات في القصيدة هي التوتر بين الحضور والغياب. في السطر الذي يقول: "تملأُ قلبي بالدِفءِ الذي افتقدتُهُ في غِيابِكِ عني"، تكمن الدلالة على أن الحبيبة هي مصدر الراحة والسكينة للمحب. ولكن، غيابها يعمّق الحزن، كما يظهر في الأبيات التالية: "فتشْهَقَ روحي وتذْرِفَ دمعةً / ويَكسوَ روحي هجرَكِ مِنْ جديدْ"، حيث يبرز الألم الناتج عن الفقد والعودة إلى حالة العذاب الروحي.

الأسئلة الوجودية:
الشاعرة تطرح تساؤلات كثيرة في القصيدة التي تبرز فلسفة وجودية عن الحب والعلاقة:

"فَهلْ منْ مَكانٍ بعيدٍ يجمَعُنا أو قريبْ؟؟؟"
"وهلْ لِهدرِ نبضيَ مِن هُدوءِ بِحُضورِكِ أشتهيه؟؟؟"
هذه الأسئلة تعكس حالة الانتظار والأمل الضائع، حيث يسأل الشاعر عن المكان الذي قد يجمعه بالحبيب، ويتساءل عن الهدوء الذي قد يحلّ في قلبه بحضور الحبيبة. هذه الأسئلة تفتح نافذة على فكرة أن الوجود لا يكتمل إلا في حضور الحبيب، وأن الحياة بلا حب تصبح مجرد هدر للطاقة العاطفية.

الموسيقى الداخلية والإيقاع:
الموسيقى الداخلية في القصيدة محورية في التعبير عن التوتر النفسي والتغيير العاطفي. تبرز الاهتزازات العاطفية في التكرار الذي يُستخدم في النص بشكل متقن، مثل تكرار كلمات "أشتاقُكِ"، "أحنو"، "هلْ"، حيث يعكس التكرار حالة القلق والانتظار المستمر. التنقل بين الأسئلة والعبارات القصيرة يعزز من توتر الحالة النفسية التي يعيشها المحب.

التصعيد العاطفي:
القصيدة تشهد تصعيدًا عاطفيًا من خلال الأبيات التي تتوالى على شكل تدفق متسارع للعواطف والمشاعر. يبدأ النص بوصف حالته الهادئة، لكنه يتصاعد تدريجيًا مع التساؤلات والاشتياق المستمر، ليصل إلى قمة الوجع النفسي مع الأسئلة التي تحمل معاناة وجودية عميقة، كما في السطر الأخير: "وهلْ لِهدرِ نبضيَ مِن هُدوءِ بِحُضورِكِ أشتهيه؟؟؟".

الخاتمة:
هذه القصيدة هي رحلة شعرية تمزج بين الوجدان العميق والحيرة الروحية في البحث عن الحب واللقاء. الشاعرة هناء مرشد استطاعت أن تعبر عن تجربة إنسانية مشتركة، هي تجربة الاشتياق والحب المفقود، وجعلت من النص بؤرة للتأمل في الوجود العاطفي والوجودي بشكل عام. من خلال الأسلوب الرمزي والإيقاع العاطفي، تقدم القصيدة نصًا مليئًا بالأسئلة الوجودية والمشاعر المتناقضة التي تؤكد أن الحب، رغم آلامه، هو نبض الحياة والوجود.
القصيدة :
بريق
تتزيّن بهندام الخوابيْ الغافية
يرومُ قلبيَ لرؤياها
كما غجريةً ترْقَبُها عيني بتَعَجّبْ
فأراني أذهبُ نحوَها في تيهٍ
لا أخشى إلّا ألّا أعودَ مِنهُ
فتداني خطواتي مِن مسافاتِ رحيلِكْ
لأقتنِصَ مِنكِ نَظرةً مِلؤُها الحُبَ والحُنوْ
تملأُ قلبي بالدِفءِ الذي افتقدتُهُ في غِيابِكِ عني
أُسرِعُ الخُطى لألحَقَ رُكْبَكِ المُسافِرْ
فإذْ بي أرانيْ أضُمُّ مِنكِ
كُلَ مكانٍ كُنتِ قدْ مررتِ بهِ
فأصحوْ على قلبٍ أضناهُ التعبَ والحِرمانْ
فتشْهَقَ روحي وتذْرِفَ دمعةً
ويَكسوَ روحي هجرَكِ مِنْ جديدْ
أيّتُها المَليئَةُ بيْ...
أشتاقُكِ كُلّما صَحوْتْ
وأحنو إلى لُقياكِ كُلَّما ابتسمت
فَهلْ منْ مَكانٍ بعيدٍ يجمَعُنا أو قريبْ؟؟؟
وهلْ لِهدرِ نبضيَ مِن هُدوءِ بِحُضورِكِ أشتهيه؟؟؟

بقلم : هناء مرشد – سوريا .



#كريم_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ماذا لو: غواية الأسئلة وأسطورة الأمل في قصيدة ريما حمزة- قر ...
- -صوتٌ غارقٌ في صمت: تجليات الألم والوحدة في صهيل الرباب- قرا ...
- سيّدةُ وسادةُ الأحلام
- -أبواب جهنم: صراع القلب بين الحب والفراق- قراءة نقدية في قصي ...
- -وجوه العشق: تأملات في ضوء الشوق والحنين- قراءة نقدية تحليلي ...
- في العيون الزرقاء: عذابات الكائنات في زمن بلا ضمير قراءة نقد ...
- جرس الرعب: صرخات الصمت في ساحة المدرسة قراءة في نصّ : مشهد ا ...
- -تجليات الفقد: رحلة في غياهب الوجود- قراءة في قصيدة : أصداء ...
- رحلة إلى أعماق الروح: استكشاف مدن النجاة قراءة في قصيدة : مد ...
- تجليات البحر والأنثى: قصيدة الحب والاضطراب قراءة في قصيدة : ...
- قبلة الكمامات: بين الشغف والاحتراز قراءة في: قبلة الكمامات – ...
- عناق الألم: مشهد من ذاكرة الجرح قراءة في نصّ : بدايةُ حُلُم ...
- حلمٌ يُعانقُ الهشيم: قراءة في ملحمة الغياب والحنين قراءة في ...
- -نورسة الحياة: أنشودة الحزن في صباح بلا ألوان- قراءة في قصيد ...
- الذكريات المكسورة: قراءة في قصيدة ميدوسا وتجليات الحزن والأم ...
- قراءة تحليلية في قصيدة الشاعرة - منيرة الحاج يوسف : ملاذي من ...
- سيّدةُ النرجس البريّ
- قراءة تحليلية في جماليات القصة القصيرة : اللعنة..- للكاتبة : ...
- قراءة وجودية في : مشاعر الوجود والغياب وتأملات عميقة في معنى ...
- الرمزية، اللغة، و الموضوعات الرئيسية في قصيدة : من أغاني الش ...


المزيد.....




- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...
- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - بين الخوف والاشتياق: رحلة العشق في فضاء الغياب قراءة تحليلية في قصيدة : بريق– للشاعرة: هناء مرشد – سوريا . بقلم : كريم عبدالله – العراق . شرح العنوان: