حكاية عبد المتعال محجوب.. ادانة صريحة لكل الانظمة

عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 8153 - 2024 / 11 / 6 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

انتهيت قبل ايام من متابعة حلقات المسلسل التلفزيوني( لا)، الذي يعيد التلفزيون المصري( ماسبيرو) عرضه بعد ربع قرن من عرضه للجمهور لأول مرة.
قصة المسلسل الذي كتبها الكاتب الصحافي الراحل مصطفى أمين ، هي واحدة من القصص الجذابة المليئة بالتفاصيل التراجيدية لبطل الحكاية عبد المُتعال محجوب، حيث بدأت المأساة من الحلقات
الأولى مباشرة في إدانة صريحة وواضحة لكل الانظمة ولكل السلطات المسيطرة على المواطن البسيط منذ ولادته وحتى مماته.
الأحداث المريرة والمواقف المؤلمة التي يمر بها البطل عبد المُتعال محجوب جراء نزاهته ومثاليته وشجاعته في رفع شعار كلمة "لا" ضد أي انحراف أو فساد من رجال السُلطة ، الأمر الذي أدى
إلى فصله من وظيفته المرموقة بإحدى الشركات الاستثمارية الكبرى والتنكيل به، وليس هذا فحسب، بل وصل التعسف والإجرام بكبار رجال الدولة ومعاونيهم إلى شطبه من سجل الأحياء نهائياً واعتباره ميتاً.
تدور أحداث المسلسل في إطار درامي، حيث يجد (يحيى الفخراني) نفسه في السجن دون إثبات تهمة عليه، واسمه مسجل ضمن الوفيات، تتحطم حياته فجأة؛ حيث يفقد زوجته، وماله الذي قام
بجمعه طوال حياته، ويصبح أسير ذكرياته في السجن.
المسلسل من إخراج يحيى العلمي،الذي قدم أكثر من عمل عن روايات كتبها صحفيين، من بينها "دموع صاحبة الجلالة" لموسى صبري، و"زينب والعرش" لفتحي غانم،والمسلسل الذي نستعرضه
الان وهو( لا) وهو من بطولة الفنان يحيى الفخراني، والفنانة دلال، عبدالعزيز، وفادية عبدالغني، وأبوبكر عزت، ونجوى فؤاد، ويوسف داوود، بالتعاون مع المؤلف عاطف بشاي.
و رواية "لا" صدرت عام 1991،صدرت عن دار الجيل اللبنانية للنشر والتوزيع، تروي حكاية عبدالمتعال محجوب، الرجل الي يمكث في السجن عام ونصف دون تهمة أو تحقيق أو محاكمة، ويكتشف المأمور الجديد الأمر بعد استلامه العمل بعد وفاة المأمور السابق له، وبدلا من أن يقرر الكشف عن الفساد الذي أدى لوضع بريء في السجن، يقرر تصحيح الأوضاع بإجبار المتهم على اختيار تهمة عقوبتها السجن لاستكمال الأوراق الرسمية.
يخرج عبدالمتعال، يبحث عن بيته أو وظيفته، ينكره الجميع وتجمعه الظروف بممثلة تعاونه على كشف الحقيقة وأن رجل كان يطمع في زوجته فأدخله السجن وتزوجها.
اعتمد العلمي، التسلسل الذي بدأت به الرواية، وهو اكتشاف وجود عبدالمتعال داخل السجن من المأمور ومحاولة معرفة الحقيقة، وحل الأمر بطرق ظالمة للرجل ولكن مرضية لإدارة السجن، ويبدأ محجوب التنازل عن حقوقه كاملة في الحرية والبراءة تحت وطأة ضغوطهم ويختار تهمة مدتها عام ونصف، وتكون هذه التهمة انتحال صفة آخر، ويخرج بعدها بهوية جديدة يبحث عن سبب كل ما حدث له. يبحث عن نفسه وعن زوجته وعن الأوغاد الذين أوقعوه في براثن التجربة القاسية بلا ذنب منه أو خطيئة، فلا يجد من يعينه غير سلوى وهبي الممثلة المشهورة، صاحبة السُلطة والنفوذ،
التي جسدتها الفنانة الراحلة دلال عبد العزيز، واجادتها باقتدار.
مصطفى أمين كتب الرواية من وحي السجن الذي دخله بسبب "لا". التي تعني رفض التبعية والخنوع والخضوع، رواية حدود واقع راويها زنزانة طوال ثلاثة أمتار في مترين، وحدود حلمه دنيا بلا حدود فيها للحرية مكان... بل هي الحرية. و"عبد المتعال محجوب" تلك الشخصية المحبوبة التي تعلق بها خياله، لنتحدث عنه، بكل ما أخرسته سلطة السجانين داخل السجن من قوله والبوح.
المسلسل يعتبر من الكلاسيكيات القيمة من الأعمال الإبداعية التي كشفت جرائم طوتها السنون وكادت أن تندثر وتُصبح في ذمة التاريخ، فها هي تعود للنور ليعاد فيها النظر مُجدداً وليكون
للمُشاهد حُكماً على أحداثها.

#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات