هل أنت شخص شرير؟

حنان بديع
كاتبة وشاعرة
(Hanan Badih)

الحوار المتمدن-العدد: 8153 - 2024 / 11 / 6 - 11:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

بامكاننا تعريف الشر، لكن من الصعب تحديده، ومن الأصعب أن نعترف لأنفسنا بأننا نحمل في دواخلنا بعض الشر قليله أو كثيره، بكل بساطة الشخص الشرير هو الشخص الذي ينخرط في سلوكيات خبيثة، قد تكون أنت صاحبها دون أن تدري أو تقرر ذلك!!
فما هي العلامات التحذيرية أو السمات المظلمة التي تؤكد بأنك شخص شرير أو أنك تتعامل مع أحد هؤلاء الأشرار الذين ربما يكونوا زملاء أو أصدقاء أو جيران؟
ببساطة الإنسان الشرير يستمتع بمصيبة الآخرين ويشعر بالرضا عندما يرى سوء الحظ يصيب شخص آخر، كما أن لديه حب السيطرة، إذ يشترك الأشرار في إنهم يتحكمون، بل ويشعرون بعدم الارتياح والضعف إذا لم يكونوا مسيطرين على كل جانب من جوانب حياتهم وحياة غيرهم، ثم هناك الكذب المرضي، صحيح أن الجميع يكذب بشكل أو بآخر، لكن الشرير كاذبًا بالفطرة، إنه يكذب بشكل مرضي باستمرار وأحيانًا دون أن يدرك ذلك. فالأكاذيب أداة للتلاعب ليجعلك تستمر في النظر إليه كمصدر للقوة بينما هو في الحقيقة كاذب ليس إلا.
وإذا كنت شريرًا من الداخل، فإنه يظهر في مجال طاقتك، قد يكون هذا هو السبب في أن الأشرار يعطونك شعورًا مخيفًا دون أن يفعلوا أي شيء شرير على الإطلاق. ففي كثير من الأحيان، تكون إحدى العلامات الأكيدة على وجود شخص شرير أنك لا تشعر بالراحة تجاهه!!
أما الأخطر والأسوأ فهو أن صاحب هذه الروح الشريرة لا يأسف أبدًا أو يشعر بالندم، الأشرار ليس لديهم أي ندم حقيقي، ذلك لأن الاعتراف بالخطأ من شأنه أن يحطم تلك الصورة المبهرة التي صدروها للآخرين.
ثم لا تنسى القسوة، إنها الدليل المؤكد على الكره والمشاعر الدفينة المظلمة في قاع الروح لدى البعض تدفعهم لخوض معارك لا تنتهي أو إلى إيذاء الغير أو حتى إيذاء الحيوانات، هوايتهم نزع الفرح، وإطفاء الروح، فإذا كنت مع شخص يعبر عن ذاته بهذه الطرق أو إن كنت أحدهم فابحث عن أفضل طريقة للهروب منهم أو من نفسك بأسرع وقت.
في النهاية، يقول الشاعر اللبناني جبران خليل جبران في مطلع قصيدته "المواكب"، "الخير في الناس مصنوع إذا جبروا، والشر في الناس لا يفنى وإن قبروا"، ليؤكد على حقيقة مفادها أن الأصل في الإنسان هو الشر،،
أتمنى ألا يكون على حق.

#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات