أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - -التغطية الإعلامية للأميرة للا خديجة: بين المظهر والتأثير الاجتماعي في الصحافة المعاصرة-














المزيد.....

-التغطية الإعلامية للأميرة للا خديجة: بين المظهر والتأثير الاجتماعي في الصحافة المعاصرة-


بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8153 - 2024 / 11 / 6 - 09:59
المحور: كتابات ساخرة
    


في الآونة الأخيرة، أثارت إطلالة الأميرة للا خديجة، ابنة العاهل المغربي الملك محمد السادس، اهتماما واسعا في وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية، حيث تم تسليط الضوء على جمالها وملابسها وأسلوبها الذي يذكر بجمال والدتها، الأميرة لالة سلمى. وقد تولت العديد من الصحف الإلكترونية والجرائد المحلية تغطية هذا الحدث، مشيرة إلى التشابه بين الأميرة الشابة ووالدتها في ملامح الوجه والجمال، وهو ما أثار موجة من النقاشات حول دور الإعلام في تسليط الضوء على المظاهر الشخصية لأفراد العائلة الملكية.

الاهتمام المكثف بإطلالة الأميرة للا خديجة يتجاوز في الكثير من الأحيان حدود تغطية بسيطة لمظهر شخصي، ليغدو محط اهتمام إعلامي يركز بشكل شبه حصري على التفاصيل الخارجية، مثل الملابس والشعر والتشابه الجمالي مع والدتها. ففي حين كان من الممكن أن يتناول الإعلام دور الأميرة في الأنشطة الاجتماعية أو العمل الخيري أو في مجالات أخرى قد تساهم في تنمية المجتمع، نجد أن الصحافة، في معظمها، اختارت التركيز على هذه الجوانب السطحية، مما يثير تساؤلات حول الأولويات التي تفرضها الصحافة في تناول الشخصيات العامة.

إن هذا التركيز على المظهر الجمالي للأميرة، الذي لا يكاد يتجاوز حدود الاستعراض البصري، يعكس جانبا من الصحافة المعاصرة التي تفضل تغطية الموضوعات اليسيرة التي تثير الانتباه البصري، على حساب القضايا الأعمق التي تعكس التأثير المجتمعي والفكري لتلك الشخصيات. فما كان يمكن أن يكون مقالا عن إنجازات الأميرة في مجالات اجتماعية أو تعليمية، أو حتى دورها في تعزيز القيم الإنسانية في المجتمع، أصبح مجرد استعراض مبتذل لجمالها الطبيعي وأناقتها. وهو ما يضع الصحافة في موقف يتسم بالتسطيح، حيث أصبح الجمال، بجانب كونه سمة شخصية، يشكل جزءا من هوية إعلامية يسعى الجمهور إلى استهلاكها دون التفكر في عمق الدور الذي قد تؤديه هذه الشخصيات.

من ناحية أخرى، تم التأكيد في العديد من التقارير الصحفية على التشابه الكبير بين الأميرة للا خديجة ووالدتها، الأميرة لالة سلمى، في ملامح الوجه والجمال، وهو ما قد يعكس محاولة ضمنية للربط بين الجمال الخارجي وقيم العائلة الملكية في المجتمع المغربي. ولكن التركيز على هذا التشابه الجمالي، إلى جانب الاستعراض المستمر لملابس الأميرة، يسهم في إضفاء طابع سطحية على التغطيات الصحفية التي تنشغل أكثر بالصور والأزياء وتفاصيل الجمال، دون أن تتناول بأي عمق الأبعاد الأخرى التي قد تساهم بها الشخصيات العامة في خدمة المجتمع وتطويره.

إن هذا النوع من التغطية الإعلامية يعكس تحولا ملحوظا في الصحافة المعاصرة، حيث تتراجع القضايا الجوهرية مثل التعليم، الثقافة، أو العمل الاجتماعي لصالح متابعة مستمرة للمظاهر والموضة. وبذلك، فإن الصحافة تفقد جزءا كبيرا من دورها في نقل المعرفة وتعميق الوعي الجماهيري، وتحصر نفسها في نشر مواد تستهلكها الجماهير بشكل سريع دون أي انعكاس حقيقي على واقع الحياة الاجتماعية والسياسية.

في خضم هذه الموجة الإعلامية، يبرز التساؤل حول ما إذا كانت الصحافة اليوم قادرة على إحداث تأثير حقيقي في المجتمع، أم أنها مجرد ناقل للصور الجمالية والإثارة السطحية التي لا تلامس جوهر القضايا المطروحة. فمن الأهمية بمكان أن تعيد وسائل الإعلام تقييم أولوياتها، وأن تركز على تقديم محتوى يعكس التحديات الاجتماعية والتنموية التي يواجهها المجتمع المغربي، بدلا من التركيز المفرط على الجمال الخارجي والموضة.

في الختام، إن التركيز الإعلامي المكثف على جمال الأميرة للا خديجة وملابسها، رغم أنه يعكس الاهتمام الكبير بالشخصيات العامة، إلا أنه يعكس أيضا عجز الصحافة عن الخروج من دائرة التغطيات السطحية. ومن هنا، تتضح الحاجة إلى إعلام مسؤول يسعى إلى تغطية الأحداث والمواضيع التي تساهم في بناء وعي جماهيري أعمق وأوسع، بعيدا عن الوقوع في فخ الإثارة الزائفة التي لا تجلب سوى الاستهلاك الفوري دون مردود حقيقي على المستوى الاجتماعي.



#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيارات الدولة: رموز الفساد الإداري في المغرب وضرورة الإصلاح ...
- -الأعداء: سلاح سياسي أم مجرد وهم درامي؟-
- ماكرون: -خنجر المغاربة- في قلب المقاومة الفلسطينية
- ماكرون في المغرب: طاجين سياسي ومفاوضات على نار هادئة
- إسرائيل وإيران: دراسة في صراع القط والفأر
- عالم بين الدمار والسلام: نحو رؤية مستقبلية جديدة
- -الشيطان يتحدث: تأملات في التشكيلة الحكومية المغربية الجديدة ...
- نهاية إسرائيل على يد نتنياهو: هل هي نبوءة أم مجرد سخرية؟
- عالم الحيوانات: تحليل للتنمر الدولي في إطار غابة حيوانات
- فن الاختلاف: عندما يتحول الكوميدي إلى حاكم فني
- -أفضل من الجميع: كيف يقود الاعتقاد الزائف بالتفوق إلى حروب ل ...
- -دروس من الفوضى: سليم وشامة كرمز للشرق الأوسط-
- استراتيجيات الهجوم والدفاع في السياسة: فهم إشارات الخصم
- مقابلة حصرية مع المحلل السياسي - الأستاذ زهير النيران-: مبار ...
- -العجز الدولي: مجلس الأمن في مقعد المتفرج-
- محمد الغلوسي: قائد حملة تصحيح المسار في مملكة الفساد!
- -عندما يضرب الإعصار: هل هي رسالة من السماء؟-
- نتنياهو: حكايات بائع السعادة في حلبة السياسة القاتمة
- القذافي بعد الموت: كذبة جديدة في عالم العجائب
- -الجامعي لأخنوش: إنقاذ المغرب يبدأ باستقالتكم أو مواجهة حكم ...


المزيد.....




- كلاكيت: المخرجون عندما يقعون في غرام الأدب
- انطلاق فعاليات -مهرجان الثقافة الكُردية الأول-دورة الشاعر عب ...
- علماء يكتشفون أصول أقدم نظام للكتابة في العالم
- الفنانة هند عبد الحليم تطلب من جمهورها الدعاء بعد إصابتها با ...
- البحرين تفوز بجائزة أفضل وجهة للمعارض والمؤتمرات (صور)
- تحديات القراءة وأثرها على الشباب
- -سلمى- و-أرزة-.. نظرة على الأفلام المتنافسة بمسابقة آفاق الس ...
- فيلم انيميشن لمخرجة مسلمة امريکية يهز ضمير العالم
- معاهد التمثيل في سوريا.. مواهب واعدة أم مؤسسات تجارية؟
- في عرض خاص بكتارا.. فيلم -المرهقون- يستعرض رحلة كفاح أسرة يم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بن سالم الوكيلي - -التغطية الإعلامية للأميرة للا خديجة: بين المظهر والتأثير الاجتماعي في الصحافة المعاصرة-