أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال الصباغ - الشيوعي العراقي والموقف من تصريحات السيستاني














المزيد.....


الشيوعي العراقي والموقف من تصريحات السيستاني


جلال الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 8153 - 2024 / 11 / 6 - 00:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان موقف الشيوعي العراقي من تصريحات السيستاني الاخيرة يمثل موقع هذا الحزب من العملية السياسية التي تقودها القوى والاحزاب المسيطرة، وسياساته العملية مما يحصل على مختلف المستويات، وهي في جوهرها تعكس منهجا انتهازيا وبرجوازيا واضحا.

فقد صرح عضو المكتب السياسي للحزب علي صاحب لجريدة طريق الشعب ما نصه" ان كلام المرجع الديني كان- قبل كل شيء الى المتنفذين ومن بيدهم القرار والسلطة والى منظومة المحاصصة. وهذه في جميع الاحوال اقلية حاكمة متنفذة مقابل غالبية الشعب العراقي الذي يعاني مما اشره حديث السيد السيستاني، ولا سيما تحديده اهمية وضع خطط علمية وعملية لإدارة البلاد وفق مبدا الكفاءة والنزاهة في تسلم مواقع المسؤولية ومنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها، وتحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد على مختلف المستويات" واختتم علي صاحب تصريحه " المتنفذين سقط عنهم كل قناع، حيث كشفت المرجعية نواقصهم وثغراتهم، وبقي ان يقول المواطنون كلمتهم في تطبيق مبدأ " المجرب لا يجرب" الذي سبق وان قالت به، وان يقولوا لا للفاسدين والمرتشين والفاشلين في ثورة بنفسجية عبر صناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية القادمة، وان يكون ذلك متسقا مع كل وسائل النضال والعمل السياسي الجماهري والسلمي الضاغط ....."

واذا ما اردنا تفكيك ونقد موقف علي صاحب الذي هو موقف الشيوعي العراقي، على اعتبار ان جريدة طريق الشعب وضعت عنوان الخبر على موقعها بالشكل التالي: ( الشيوعي العراقي: كلام السيستاني واضح فهل يسمعه المتنفذون؟) عندها سنجد ان هذا الحزب انما هو حزب برجوازي رجعي لا يتبنى حتى علمانية الدولة، فمصلحية هذا الحزب وبراغماتيته تجعله في نفس موقف جميع القوى الطائفية والقومية فلو حذفنا اسم الحزب من عنوان الخبر ووضعنا مكانه : التيار الصدري- تيار الحكمة- ائتلاف النصر- دولة القانون – حزب تقدم – الاتحاد الوطني الكوردستاني – حركة امتداد .... لن يختلف شيء فجميعهم يجعلون من السيستاني وتصريحاته الكلام المقدس والفيصل الذي ينتظره الجميع!

ان تصريحات السيستاني جاءت في هذه الفترة الحرجة من تاريخ العراق والمنطقة والتي تشهد حربا بين اسرائيل من جهة وايران واجنحتها من جهة اخرى، وبما ان العراق هو احدى ساحات وادوات ايران من خلال حكومة الاطار التنسيقي واتباعها من قوى الاسلام السياسي الشيعي والسني والقوى القومية الكوردية وبقية القوى التي وضعتها ايران من اجل تمثيل مصالحها، ناهيك عن المليشيات المسلحة التي تأسس قسم كبير منها بفتوى من رجل الدين السيستاني.

لقد جاءت تصريحات السيستاني من اجل الحفاظ على احزاب وقوى ومليشيات النظام ومصالحها، ومحاولة عدم زجها في هذه الحرب، والابقاء عليها كقوى سياسية واقتصادية وعسكرية لها مشروعها في حال تمت مهاجمة ايران. رغم التبعية المباشرة للنظام في ايران على الكثير من المليشيات. وهذا التصريح يعكس صراعا داخل القوى المتحكمة في العراق على الية المشاركة في هذه الحرب، فمنهم من يرى العراق احدى ساحات الحرب المباشرة، فيما يراه اخرون مساندا وحليفا على المستويات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والاعلامية، لكن ليس بالضرورة طرفا مباشرا في هذه الحرب. وبالطبع فان الامريكيون يضغطون بكل وسائلهم من اجل تحييد العراق وابعاده عن المشاركة المباشرة بالحرب، والسيستاني وفريقه بالتأكيد ليس بعيدا عن كل ذلك.

لقد عمل السيستاني والمؤسسة الدينية طوال عمر العملية السياسة بعد 2003 كواحدة من اهم ادوات حفظ هذا النظام، فهو الذي اسس ودعم الائتلاف الشيعي وهو الذي شجع على التصويت على الدستور، كما انه لعب دورا بارزا في انهاء انتفاضة اكتوبر في عام 2019 من خلال تحويل مطالب الجماهير باسقاط النظام الى مطالب اصلاحية ترتكز على قانون جديد للانتخابات، ومساندته لعمليات قمع المنتفضين بحجج تعطيل مصالح الناس، وهذا ما كان واضحا في خطب وكلائه ابان فترة الانتفاضة.
اليوم يأتي الحزب الشيوعي العراقي وكعادته ليصدّر تصريح السيستاني الاخير على انه خطاب الخلاص المنتظر الذي يرقبه المجتمع، وكأنه الترياق الشافي لكل امراض القتل والنهب والدمار التي يعيشها المواطنون.
يقول علي صاحب انه لم يبقى الا موقف الجماهير التي يجب ان تخرج بثورة بنفسجية في الانتخابات القادمة ، وهذا يعني القفز على والاستهزاء بكل تضحيات المنتفضين الذين طالبوا بالخلاص النهائي من هذا النظام برمته، ليس عن طريق الانتخابات انما بالحراك والنضال الثوري الجذري. وها هو اليوم يسد عليهم حقهم في الثورة او الانتفاضة، ويرهن التغيير كعادة الاحزاب البرجوازية بالانتخابات الديمقراطية التي تمارسها الاحزاب الطائفية والقومية والليبرالية صاحبة المليارات والمليشيات والاعلام ورجال الدين ودعم القوى الاقليمية والدولية! فلنصفق اذا لهذا الحزب الشيوعي الذي يتجاهل الصراع الطبقي باعتباره الصراع الاهم داخل المجتمع، ويتجاهل مصالح الغالبية العظمى من الجماهير، ويجعل من مصالح رجال الدين ورؤاهم البوصلة التي يجب على المجتمع اتباعها والسير خلفها!

ان الدور الذي يؤديه الحزب الشيوعي العراقي لا يختلف عن دور رجل الدين فهو الذين يطالب من القتلة والفاسدين والناهبين والمرتشين التوبة، ويدعو الناس الى مقاطعتهم وعدم التصويت لهم في الانتخابات، وعندها سيتحقق العدل والمساواة والشيوعية!!

رابط الخبر : https://www.tareeqashaab.com/index.php/sections/statements/19877-2024-11-04-17-51-20?fbclid=IwY2xjawGXOqNleHRuA2FlbQIxMQABHX1-l-NvOSrnFew1VgD3PCC70o4_L0b5s6VOtYsOcgw6CmEPkK1T0Uhn4g_aem_HSchLbbO0Ww7QU3jnga1bw&sfnsn=wa



#جلال_الصباغ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معرض بغداد الدولي للكتاب وأسلمة المجتمع
- ملاحظات حول رد سمير نوري على مقال لمؤيد احمد
- ملاحظات حول دعوة احد رجال الدين للتظاهر
- حول حرية الصحافة في العراق والمنطقة
- حول حركة سلم الرواتب
- عام الإنجازات!
- حركات الاسلام السياسي والعلاقة مع الغرب
- الحزب الشيوعي العراقي والمرتد كاوتسكي
- مشاركة الأحزاب المدنية في انتخابات مجالس المحافظات
- الرأسمالية وتدمير الحياة على كوكب الأرض
- حول مآسي الأطفال في العراق
- حول ازمة التعليم في العراق
- بغداد - كابل- الرقة .... ذات السلطة تنتج القوانين ذاتها
- الأجهزة الامنية في خدمة النظام
- البديل الاقتصادي للجماهير بين الليبرالية الجديدة والاشتراكية
- اتحاد الادباء والثوابت الايمانية وسعدي يوسف
- في العزلة عن الجماهير
- الجلوس على التل ام النضال من أجل الخلاص؟
- مؤتمرات قوى وناشطي الانتفاضة
- ايهم افضل حكومة الإطار ام حكومة التيار ام حكومة القوى المدني ...


المزيد.....




- نتنياهو يتعهد بـ-إنهاء المهمة- ضد إيران بدعم ترامب.. وهذا ما ...
- روبيو: إيران تقف وراء كل ما يهدد السلام في الشرق الأوسط.. ما ...
- بينهم مصريان وصيني.. توقيف تشكيل عصابي للمتاجرة بالإقامات في ...
- سياسي فرنسي يهاجم قرار ماكرون بعقد قمة طارئة لزعماء أوروبا ف ...
- السلطات النمساوية: -دافع إسلامي- وراء عملية الطعن في فيلاخ و ...
- اللاذقية: استقبال جماهيري للشرع في المحافظة التي تضم مسقط رأ ...
- حزب الله يطالب بالسماح للطائرات الايرانية بالهبوط في بيروت
- ما مدى كفاءة عمل أمعائك ـ هناك طريقة بسيطة للغاية للتحقق من ...
- ترامب يغرّد خارج السرب - غموض بشأن خططه لإنهاء الحرب في أوكر ...
- الجيش اللبناني يحث المواطنين على عدم التوجه إلى المناطق الجن ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال الصباغ - الشيوعي العراقي والموقف من تصريحات السيستاني