باسم محمد حبيب
الحوار المتمدن-العدد: 8152 - 2024 / 11 / 5 - 22:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هناك أسئلة تستدعي الأجابة في تعاطي العراق مع الأحداث التي تشهدها المنطقة وتأثيرها على البلد ، وأكثر هذه الأسئلة مشروعية واهمية هو عدم إتخاذ العراق إجراءات قوية وفاعلة لمنع تعرض أجوائه للأختراق وتأخر الرد السياسي و القانوني عليها ، وعندما نتكلم عن الإجراءات التي يفترض بالعراق إتخاذها لمنع تحول سمائه إلى معبر للهجمات ، فنحن نقصد بالدرجة الأساس الإجراءات العسكرية والامنية الضرورية ، فقد كان على العراق أن يهيء نفسه لمواجهة مثل هذه الخروقات الكبيرة لأرضه وسمائه ، وذلك بشراء منظومات جوية للرصد والحماية فضلا عن الأسلحة الأخرى من طائرات ودبابات ومدافع وصواريخ وأسلحة متوسطة وكل ما يحتاجه من أشكال التكنولوجيا التي باتت دول العالم تعتمد عليها في حماية بلدانها ، لكن على ما يبدو كان للفساد اليد الطولى في فشل تسليح العراق من خلال تبديد الأموال التي خصصت لهذا الأمر ، فإذا ما صح أن ما خصص للتسليح خلال السنوات الماضية قارب المائتا مليار دولار ، فهذا يعني أن الفساد هو العامل الأكبر في تحول العراق إلى ممر للهجمات وساحة للصراعات الدولية والأقليمية ، وهذا تتحمل وزره الحكومات المتوالية والقوى السياسية المشكلة لها من مختلف الأطياف العراقية ، الامر الذي يتطلب محاسبة كبيرة تعيد الامور إلى نصابها الصحيح ، وتفتح الباب لتغيير سريع في مسار التسليح بما يضمن حصول البلد على وسائل الحماية والرد المطلوبة والضرورية .
أما فيما يخص الإجراءات السياسية والقانونية ، فعلى الرغم من أن العراق قد قدم شكوى إلى مجلس الأمن ضد الخرق الأسرائيلي لأجوائه إلا أن الأمر كان يتطلب ما هو أكثر من ذلك ، لأن العراق كان يتعرض لخروقات كثيرة ومتكررة مصدرها أكثر من طرف ، إذ كانت الحكومة تكتفي بالإدانات الصحفية ولا تصدر بيانا تعلن فيه رفض العراق لأي أختراق لأرضه ولأجوائه في المواجهات المحتدمة في المنطقة ، وتحميل جميع الأطراف التي تقوم بذلك كامل المسؤولية عن أي خسائر بشرية و مادية يتعرض لها العراق نتيجة ذلك ، فضلا عن الدول الأخرى ، فهذا لا يحد فقط من تعرض أجواء العراق للأختراق ، بل ويعطي العراق الحق للمطالبة بالتعويضات عن أي خسائر أو أضرار يتعرض لها ، و يخلي مسؤوليته عن أي أضرار تصيب الدول الأخرى ومنها الدول المتصارعة من جراء تلك الأختراقات .
أما وأن الأمر قد حصل ، فقد بات على العراق تقديم شكوى لدى مجلس الأمن على كل من أخترق أجوائه وأنتهك سيادته لكي يحظى بالتعويض عن الأضرار المادية والمعنوية التي تسببت بها له تلك الخروقات ، فضلا عن ضمان عدم تكررها مستقبلا ، إذ لا يمكن لنا كعراقيين القبول بما جرى أو السكوت عنه أبدا .
#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟