|
كيف تؤثر نتائج الانتخابات الأميركية على جبهات الصراع الإقليمي الأكثر سخونة؟
نزار فجر بعريني
الحوار المتمدن-العدد: 8152 - 2024 / 11 / 5 - 15:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نتائج الانتخابات الأميركية وطبيعة تأثيرها على جبهات الصراع الإقليمي الأكثر سخونة ! يبدو لي أنّ مآلات الانتخابات الأميركية ستحمل نتائج مباشرة على مآلات الصراع السياسي والعسكري السوري والإقليمي في مرحلة ما بعد ٢٠٢٠ ، بما يجعل منها الحدث الأكثر اهميّة على حاضر ومستقبل علاقات السيطرة الإقليميّة التي ترسّخت طيلة العقود الثلاثة الماضية لصالح الولايات المتّحدة والنظام الايراني ، وتسعى حكومة الحرب الإسرائيلية ، والحكومة التركية ، في مسارات منفصلة ، على تفكيك أبرز قواعدها التي ترسّخت عسكريا في لبنان و" شمال شرق سوريا" في مسارات حروب الولايات المتّحدة والنظام الإيراني بين " ٢٠١٥ ٢٠١٩"، وتعمل جهود إدارة بايدن الديمقراطية على تعزيز شروط ديمومتها في سياقات التسوية السياسية الأمريكية الجزئية التي أطلقت صيرورتها بعد ٢٠٢٠ . ماذا حصل بعد ٢٠٢٠ وصنع عوامل سياق المرحلة الراهنة من الصراع على الجبهتين ؟ قبل نهاية ٢٠١٩، وخلال حروب متواصلة منذ منتصف ٢٠١٥ ،بمشاركة فاعلة وقيادة تشاركية بين الولايات المتّحدة وروسيا وإيران في مواجهة تركيا ، تبلورت سلطات أمر واقع ميليشاوية ، تقاسمت حصص السيطرة ومناطق النفوذ ، لصالح المُحتل الخارجي ، وبرز في السياق قوتين محليتين تشكّلان رأس حربة مشروع السيطرة الإقليميّة التشاركية بين الولايات المتّحدة والنظام الإيراني، وتمثّلان بالنسبة لتركيا وإسرائيل أخطر عوامل تهديد الأمن القومي ! صحيح أنّ وقائع السيطرة الجيو ميليشاوية أتت انعكاسا لمصالح وسياسات وموازين قوى الدول التي تورّطت في حروب إعادة تقاسم الحصص بعد ٢٠١٤ في أعقاب التدخّل العسكري المباشر الامريكية ، والروسي ٢٠١٥ ، ومن ثمّ التركي ٢٠١٦ ، وأعطت الولايات المتّحدة " حصّة الأسد "، لكنّ مستقبل خارطة السيطرة الجيوسياسية على سوريا كان يعتمد بشكل رئيسي على طبيعة التسوية السياسية التي يمكن أن تتبنّاها قوى الاحتلال الدولية ، والتي تعكس أيضا مصالحها بشكل عام ومصالح الدولة الأكثر قدرة على التأثير والفعل - الولايات المتّحدة الأمريكية . في مطلع ٢٠٢٠، خاصة بعد توقيع اتفاقيات ٥ آذار بين الرئيسين اردوغان وبوتين ، انفتحت أبواب التسوية على مسارين متناقضين ، وفقا لرؤيتين مختلفتين، و كان للولايات المتّحدة الدور الرئيسي في طرحهما خلال ٢٠١٥ : ١ مسار مركز بحوث RAND الأمريكي ، الذي وضع خبراؤه دراسات تفصيلية متكاملة تحت عنوان " A peace plan for Syria. Options for future Governance" " خطّة سلام لسوريا ، وخَيارات الحكم المستقبلي "(١). ٢ مسار جنيف المعروف ، والقرار ٢٢٥٤. )٢). خلال ٢٠٢٠، بدأت تتكشّف خطوات وإجراءات تأهيل متزامن لسلطتي قسد والنظام ، وتراجع فرص مسار جنيف، وقد انحسمت المآلات خلال ٢٠٢٢، بعد تورّط روسيا في حرب غزو أوكرانيا ، لصالح مسار التسوية السياسية الأمريكية الخاص ، وفقا لمسار RAND.. ما هي أبرز نتائج مسار التسوية السياسية الأمريكية خلال ٢٠٢٣ ؟. تسارع خطوات تأهيل سلطة قسد ، بقيادة أمريكية، وتسارع خطوات تأهيل سلطة النظام السوري، خاصّة على صعيد ملف التطبيع الإقليمي. ..وتعثّر الجهود التركية للوصول إلى صفقة تسوية مع حكومة النظام السوري رغم الجهود الروسية وحرص القيادة التركية ، وكان العائق الرئيسي حرص الولايات المتّحدة على بقاء كانتون قسد، ومواصلة إجراءات تأهيل سلطته على جميع المستويات وفقا لمنظور RAND، وربط غض النظر عن تقدّم جهود وخطوات تأهيل سلطة النظام محليّا وأقليميا بما تقدّمه من تسهيلات لجهود تأهيل قسد(٣) . ثانيا ، كيف انعكست تلك الوقائع على شبكة علاقات السيطرة الإقليميّة، ومآلات التسوية والحرب ؟ ١ على صعيد العلاقات الإسرائيلية الإيرانية . لقد فشلت جميع جهود إسرائيل للوصول إلى تفاهمات مع الولايات المتّحدة تحدد طبيعة الوجود الإيراني في سوريا من منظور مصالح الأمن الإقليمي الإسرائيلي، وكان واضحا لحكومة العدو الإسرائيلي دلالات زيادة الدعم الإيراني النوعي لحزب الله وحماس ، وزيادة جهود ترسيخ الوجود الإيراني في سوريا . هي اهمّ العوامل التي أتى في سياقها هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ ...وقد شكّل فرصة تاريخية للنظام الإيراني وإسرائيل. في حين سعت قيادة طهران لتجيير عواقب الهجوم الحمساوي كورقة ضغط قوية على حكومة إسرائيل، تُجبرها على القبول بوقائع السيطرة الإيرانية على سوريا ، ووقف هجمات جيشها العدوانية التي تصاعدت خلال ٢٠٢٣ بشكل غير مسبوق ، وربما التوصّل الى تسوية شاملة برعاية واشنطن ، تتوافق مع رؤية وسياسات السيطرة الإيرانية على سوريا ، وجدت حكومة اليمين الصهيونية في هجوم حماس فرصة تاريخية لكسر قواعد الاشتباك السابقة التي ترسّخت برعاية واشنطن ، وادّت إلى ما وصل إليه النفوذ الإيراني من قوّة في فلسطين المحتلة ولبنان وسوريا ، وقلب معادلة السيطرة بما يتوافق مع منظور " حماية أمنها القومي "! في الذكرى الأولى لهجوم طوفان الأقصى والحرب الإسرائيلية العدوانية اللاحقة ، بدا واضحا طبيعة فشل سياسات طهران لتجيير الهجوم لصالحها ، وفشل الولايات المتّحدة في التوصّل إلى وفق إطلاق نار على جبهة غزة ورفح ، و منع انتشار النزاع على الجبهة الشمالية، وقد طفت على السطح خلافات وتناقضات عميقة بين رؤية وسياسات إدارة بايدن الديمقراطية، وحكومة الحرب الإسرائيلية التي واصلت حربها ضد حزب الله ولبنان وغزة ، وكثّفت هجماتها على سوريا ، رغم كلّ ما تبذله إدارة بايدن من جهد للتوصّل إلى وقف إطلاق النار. وهدنة دائمة . ٢ على صعيد العلاقات السورية التركية الأمريكية. كان من الطبيعي إن ينعكس توافق مصالح الولايات المتّحدة في بناء قاعدة ارتكاز وتحكّم استراتيجية دائمة مع أطروحات مركز " راند" ، وقد نتج عن إصرار واشنطن على ديمومة وجود كيان قسد والعمل على توفير جميع شروط تحوّله إلى إقليم مستقل في إطار توافقات مع حكومة النظام ، تعثّر جهود تركيا وروسيا للتوصّل إلى تسوية على مسار العلاقات السورية التركية ، وقد ضعفت الآمال التي اعطتها تصريحات الرئيس التركي الإيجابية وجهود الوساطة التي أدارتها الحكومة العراقية. (٤) . هي أبرز العوامل التي تفسّر طبيعة مستجدّات سياسات النظام التركي الداخلية ، والسعي للتوصّل إلى تفاهمات شاملة مع الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني التركي ، عبد الله أوجلان(٥). إدراك القيادة التركية لحقيقة عدم إمكانية تغيير سياسات واشنطن الديمقراطية تجاه قسد ، رغم ما استخدمته من وسائل سياسية وعسكرية منذ ٢٠١٦، ورغم توافق جهودها مع مصالح وسياسات روسيا و النظام السوري، وصعوبة التوصّل إلى تسوية مع الحكومة السورية ، توجّب بالضرورة، من وجهة نظر تركيا، التوصّل إلى تفاهمات حول مستقبل الكيان القسدي الذي حوّلته إجراءات التأهيل الأمريكية خلال السنوات الاربع السابقة إلى " إقليم شمال وشرق سوريا الديمقراطي" وابرز حقائق السيطرة السورية ، دفعها إلى مقاربة القضية المرتبطة بوجود كيان قسد و الأمن القومي التركي بطريقة مختلفة، أقرب إلى الإعتراف بحقائق الواقع. أ- سرّعت خطوات تأهيل الإئتلاف وحكومته المؤقتة وميليشيات " الجيش الوطني " على حصّتها، بما يوازي خطوات واشنطن تجاه قسد، وكثّفت ضغوط وجهود إحتواء "الجولاني ". ب- أطلقت جهود ومبادرات تحصين الجبهة الداخلية عبر إحياء مفاوضات سابقة مع الزعيم عبد الله أوجلان على أمل تضميد الجرح النازف منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي، الذي شكّل أخطر عوامل تهديد الأمن القومي التركي واستنزف موارد البلاد ! ج- جهود النظام التركي ، في الحكومة والمعارضة، للوصول إلى تسوية سياسية دائمة مع قيادة أوجلان لم تعد في إطار الفرضيات . ليس خارج هذا السياق، يمكن لسياسات الحكومة التصالحية ، الساعية لتعزيز مناعة الساحة الداخلية التركية في مواجهة جهود أمريكية إيرانية مضادة ، يصبح من الممكن الدخول في مفاوضات مباشرة مع قيادة قسد، من أجل التوصّل إلى صفقة غير مباشرة مع قيادة قنديل ، (التي تعارض نهج تركيا الداخلي وسياسات التجاوب الأوجلانية ، بدعم إيراني، كما ظهر في تفجير أنقرة الإرهابي )،وبما يعزز خطوات وجهود التوصّل إلى تسوية تاريخي لملف حزب العمال الكردستاني( والقضية الكردية )، قد تجد حكومة نظام العدالة والتنمية وشركائه في المعارضة والحكومة ، أفضل الممكن لحماية الأمن القومي التركي من مخاطر الوجود العسكري القسدي ، وسياسات قيادات قنديل العدوانية التي تتغذّى على تربة شبكة السيطرة الإقليميّة الأمريكية الإيرانية . بناء على ماسبق عرضه في وقائع السيطرة وتناقض المصالح والسياسات على جبهة الحرب الإسرائيلية الإيرانية من جهة ، والتركية القسدية (الأمريكية والإيرانية)، من جهة ثانية ، ومعرفتنا بطبيعة ودرجة الاختلاف بين مواقف وسياسات الإدارة الديمقراطية الراهنة أو المتجددة ، ومواقف الجمهوريين بشكل عام ، والرئيس المحتمل ترامب ، تتبيّن أهميّة نتائج الانتخابات اليوم ، الخامس من نوفمبر ، ٢٠٢٤. إضافة إلى ما سبق ، من المفيد التذكير بمحاولات ترامب "الإنسحاب" من سوريا عام ٢٠١٨، بما يعكس في حال حصولها في الفترة القادمة ، مسار سياسات بايدن تجاه قسد ...ويعيد رسم خارطة السيطرة على سوريا ! على صعيد الحرب ، ندرك طبيعة خطط وسياسات حكومة الحرب الساعية لتغيير خارطة السيطرة الإقليميّة الإيرانية...وما يشكّله فوز ترامب من عامل إيجابي ، ليس فقط بسبب علاقات ترامب الداعمة بلا حدود " لأمن إسرائيل " وسياسات تقويض شروط التسوية السياسية الفلسطينية الإسرائيلية، بل وأيضا بسبب تشدّد سياسات ترامب والجمهوريين تجاه سلوك النظام الإيراني الإقليمي، وتبنّي سياسات التوازن في العلاقات الإقليميّة، في مواجهة سياسات الديمقراطيين التي أعطت الأولوية لتقدّم أدوات ونهج المشروع الإيراني . --------------------------------------------- (١)- قدّم مركز بحوث RAND الأمريكي خلال ٢٠١٥ دراسة شاملة حول طبيعة" التسوية السياسية " التي يعتقد الخبراء المؤلفون انّه الأفضل "للوصول إلى حالة تهدئة مستدامة بين " فصائل " المعارضة وسلطات الأمر الواقع، المتصارعة على مناطق السيطرة المحليّة و على الشرعية السورية". مما جاء في تحليل سياسي وعسكري شامل : "يجب أن يكون الهدف الرئيسي للولايات المتحدة وشركائها التفاوض على وقف دائم للأعمال العدائية مع دعم الحوار الطويل الأمد حتما بين الفصائل السورية فيما يتعلق بالشكل المستقبلي للدولة السورية...... ولأنّ هدف إعادة توحيد سوريا في ظل قيادة وطنية متفق عليها ومع مجموعة واحدة من الهياكل الأمنية هو أمر بعيد، يجب النظر في كيفية توفير الحكم الأساسي للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الفترة الانتقالية". ".. يرى هذا المنظور أن لامركزية الحكم يمكن أن تكون جزءًا من الحل....... قد تظهر بعض أشكال اللامركزية أيضًا في أي تسوية سياسية نهائية في حال ثبت أن السوريين غير قادرين على الاتفاق على دولة موحدة وتشكيل حكومة مركزية".... عمليا ، نحن أمام مشروع تسوية سياسية متناقض مع خطوات ومقاصد مسار جنيف ، يؤدّي في السياق والإجراءات والصيرورة إلى تثبيت سلطتي قسد والنظام على الحصص ومناطق النفوذ التي حصلت عليها السلطتين نتيجة حروب إعادة تقاسم الجغرافيا السورية بين ٢٠١٤ ٢٠٢٠، لصالح سيطرة وتحكّم تشاركية، ويضع تركيا أمام الخَيار الأصعب : التعامل مع وقائع التسوية السياسية الأمريكية ! هكذا تتقدّم خطوات تأهيل سلطة قسد على الحصة الأمريكية تحت يافطات " ، حكم ذاتي " ديمقراطي- لامركزي ، وفقا لدعاية مسد / قسد ، والسلطة السورية على الحصّة الإيرانية ، تحت يافطات الشرعية ؛ وهو ما يفضح طبيعة التضليل الذي تحدّث عنه وثائق " راند "، وتلوكه دعايات مسد منذ نهاية ٢٠١٩ وحتى اليوم في مؤتمر بروكسل ، حول الهدف النهائي : " الهدف النهائي لهذه العملية هو سوريا شاملة وموحدة ، وديموقراطية "! )٢)- الذهاب إلى مسار جنيف كان سيؤدّي في السياق والصيرورة إلى قيام حكومة توافقية تحاصصية في دمشق ، وإعادة هيكلة ميليشات سلطات الأمر الواقع في إطار "جيش سوري موحّد" ، وإعادة بسط سلطة الجيش والحكومة المنبثقة على كامل الجغرافيا السورية. من نافل القول أنّ ذهاب التسوية السياسية على مسار جنيف كان يتوافق مع مصالح تركيا وروسيا والنظام السوري الإيراني ، في درجات متفاوتة ، بالطبع ، وكان يمكن للولايات المتّحدة أن تضمن مصالحها العامّة عبر اتفاقيات مع النظام السوري بشكل خاص ، كما كانت عليه الحال قبل ٢٠١١…..بيدا أنّ هموم واشنطن التكتيكية والاستراتيجية كانت في مكان آخر ما زالت تتجاهل طبيعته نخب المعارضات السورية!! (٣)- استمرار التعزيزات العسكرية الأمريكية لقوات قسد، ومناورات مشتركة معها في تزامن مع جهود مسد " التأهيليّة " على المستوى السياسي التي كانت نتائج مؤتمر بروكسل المسدي أبرز إنجازها ، لايخرج عن السياق السياسي الأمريكي الإستراتيجي لبناء قاعدة ارتكاز دائمة ،وهي العوامل الرئيسية التي تَحكُم مسارات الأحداث ، والتي ما يزال الوعي السياسي والثقافي النخبوي يصرّ على تجاهل وجودها ومخاطرها. في مقال مفصّل بعنوان "عن الحوار المحتمل بين سلطة "قسد" وتركيا حازم نهار، 4 نوفمبر 2024" ، يقدّم الدكتور حازم نهار نموذجا في مهارة تغييب عوامل السياق الرئيسية : "هناك حديث يدور حول الدفع باتجاه حدوث حوار أو تفاوض بين تركيا وسلطة "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا أو "قوات سوريا الديمقراطية".... يمكن القول إنَّ معظم هذه القضايا التي يمكن أن تكون على جدول أعمال أي حوار أو تفاوض متخيَّل أو متوقَّع، بين هذين الطرفين، هي قضايا ذات طابع سيادي، أي إنها تدخل في صلب وظائف الدولة السورية، والتي لا يجوز لأي طرف سوري أن يخوض فيها وحيدًا أو بمعزل عن مظلة تمثيلية وطنية سورية. بمعنى آخر لا يجوز لأي قوة سياسية أو عسكرية سورية، أكانت كردية أم عربية، أن تدخل في حوار أو تفاوض مع الدولة التركية، أو سواها، حول قضايا استراتيجية، في غياب التفويض الشرعي. …" "....يصعب تخيُّل وجود نتائج ممكنة التطبيق لمثل هذا الحوار أو التفاوض بحكم حدوثه بمعزل عن الأطراف الفاعلة الأخرى حاليًا (لا يمكن اختزال الكرد السوريين والقوى الكردية الأخرى بالإدارة الذاتية وسلطة "قسد") أو التي يمكن أن تصبح فاعلة مستقبلًا، ما يعني أنَّ أي اتفاق بين "قوات سوريا الديمقراطية" وتركيا، إن كان سيحدث حقًا، سيكون مؤقتًا بالضرورة لأنه محكوم بموازين القوى الحالية التي ستتغير حكمًا في حال حصول أي تقارب بين تركيا والنظام السوري أو في حال حدوث اتفاق إقليمي دولي على الدفع بانتقال سياسي في سوريا بدرجة ما. " "أمران مركزيان كي لا نبني أوهامًا انطلاقًا من الغرور بفائض القوة العسكرية في لحظة ما. فقد أوضحت التجربة الواقعية خلال العقد الماضي أنَّ جميع القوى والفصائل العسكرية على الأرض السورية قوى وظيفية، صفرية، محكوم عليها بالتلاشي في المآل، وهي مصمّمة لتؤدي دورًا مؤقتًا أو لتخدم سياسة معينة، ثم يجري إنهاؤها أو تتلاشى أو تغادر الساحة، بما فيها القوى الكردية المسلحة"." أن يذهب أحد الأطراف السياسية الكردية مثلًا في طريق معاداة تركيا (أو غيرها) أو مصادقتها، أو طريق محاربة تركيا (أو غيرها) أو عقد السلام معها، أو طريق الحوار أو التفاوض معها، لا يصب في طاحونة بناء الوطنية السورية، بل يساهم في تقزيم الدولة السورية المأمولة وتشظيها. هذه المسارات الاستراتيجية كلها يجب أن تكون خيارًا وطنيًا ديمقراطيًا سوريًا لا خيارًا منفردًا لهذا الطرف السوري أو ذاك، أكان كرديًا أم عربيًا. ". (٤)- أكّد وزير الخارجية التركي عدم وصول بلاده إلى النقطة المطلوبة في إطار التقارب مع النظام السوري ، مرجعا ذلك لعدم رغبة الطرف الآخر ، موضّحا رغبة بلاده في رؤية النظام والمعارضة ضمن إطار سياسي واحد، يمكّنهما من الاتفاق عليه في بيئة خالية من الصراع ..وانّ القضية الأهم بالنسبة لتركيا هي إنهاء وجود حزب العمال الكردستاني في سوريا وهو ما جعل تركيا تأخذ دورا فاعلا في الملف المتعثّر "...وقد أتت تصريحات فيدان بعد يومين من تأكيدات لافروف أنّ المفاوضات بين البلدين معلّقة بسبب اختلاف المواقف بشأن انسحاب القوات التركية من سوريا ، يريدها النظام أن تكون " بادرة حسن نية " وهو ما يبدو مستحيلا للطرف التركي خارج سياق صفقة شاملة ، ترتبط جوهريا بالنسبة تركيا بما تعتبره ضرورة إنهاء وجود وسيطرة حزب العمال الكردستاني على قسد. (٥)- " في 22 من تشرين الأول الماضي، دعا زعيم حزب “الحركة القومية”، دولت بهتشلي، مؤسس حزب “العمال الكردستاني” المسجون في تركيا، عبد الله أوجلان، لإلقاء خطاب في البرلمان يعلن فيه إنهاء “الإرهاب” مقابل حصوله على حق “الأمل”. وقال بهتشلي خلال دعوته لأوجلان، “إذا تم رفع العزلة عنه (أوجلان)، فعليه أن يأتي ويتحدث في اجتماع مجموعة حزب الحركة الديمقراطية بالبرلمان التركي، ويصرح بأن الإرهاب انتهى تمامًا وتم إلغاء التنظيم”. وأضاف أنه يجب وضع ضوابط قانونية بشأن استخدام حق “الأمل”، ويجب أن يكون الطريق مفتوحًا أمام الناس للاستفادة منه، مشيرًا إلى أن أوجلان يمكن أن يستفيد أيضًا في حال أظهر “الفطنة” و”التصميم” في اجتماع حزب “DEM” الكردي- التركي بالبرلمان. "(عنب بلدي ". من الطبيعي أنّ لا يخرج موقف الزعيم القومي التركي عن إطار جهود النظام التركي التصالحية التي أعتقد انّها تجاوزت المبادرة، وباتت على طاولة المفاوضات المباشرة مع أوجلان ...
#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في حيثيات وأهداف مؤتمر بروكسل المسدي، ٢٠٢&
...
-
دراسة في حيثيات وأهداف مؤتمر بروكسل للمسار الديمقراطي ج£
...
-
دراسة في حيثيات وأهداف مؤتمر بروكسل ٢٠٢
...
-
في طبيعة استعصاء الدبلوماسية الأمريكية تجاه مسارات السلام ال
...
-
طبيعة التحدّيات الإقليميّة التي تواجهها إدارة بايدن في سباق
...
-
محطّات نوعية في مسارات كفاح الشعب الفلسطيني.
-
هل قاتل - يحيى السينوار - بشجاعة حتى الاستشهاد؟
-
في مسارات الحرب- أهدافها وأدواتها. الجزء الثاني.
-
في -مآلات الحرب المحتملة بين حكومة الحرب اليمينيّة الإسرائي
...
-
في طبيعة الصراع الإقليمي، ومحددات ثقافة و مواقف قوى اليسار(
...
-
في- قنبلة الرف- الإيرانية و آليات السيطرة التشاركية الأمريكي
...
-
في الذكرى السنوية الأولى، إلى أية درجة حقق هجوم طوفان الأقصى
...
-
في مشروع - الشرق أوسط الإسرائيلي - الجديد !
-
في حيثيات وأهداف الغزو الإسرائيلي البري المحدود في جنوب لبنا
...
-
في أبرز وقائع مشروع السيطرة الإقليمية التشاركية بين الولايات
...
-
فات الأوان لكي يفعل الحزب ما كان يجب عليه فعله في أعقاب حرب
...
-
قراءة في -بيان إلى الرأي العام السوريّ لا للكراهية .. نعم لل
...
-
لماذا تختلف هذه الحرب العدوانية الإسرائيلية على الشعب الفلسط
...
-
هل يمكن تجنيب السوريين عواقب الصراع الإسرائيلي الإيراني على
...
-
هل يمكن تجنيب السوريين عواقب الصراع الإسرائيلي الإيراني على
...
المزيد.....
-
بعضها بشعار FBI.. انتشار معلومات مضللة عن الانتخابات الأمريك
...
-
أولًا بأول.. نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية بين هاريس وترا
...
-
-حزام الشمس- و-الجدار الأزرق-.. ما السيناريوهات المحتملة لفو
...
-
انتخابات أمريكا.. تعليق التصويت في 5 مراكز في جورجيا بسبب -ت
...
-
لماذا اختارت كامالا هاريس جامعة هاورد في واشنطن لقضاء أمسيته
...
-
مسؤول أمريكي: البيت الأبيض فوجئ بقرار إقالة وزير الدفاع الإس
...
-
إقالة مفاجئة لوزير الدفاع.. نتنياهو: -الثقة تآكلت- وغالانت ي
...
-
أكثر من ثلث الأمريكيين يعتقدون أن دعم إسرائيل غير ضروري لمست
...
-
اكتشاف الثقب الأسود -الأكثر شراهة- على الإطلاق
-
استطلاع: 70% من الأمريكيين قلقون من خطر العنف بعد الانتخابات
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|