خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8152 - 2024 / 11 / 5 - 10:21
المحور:
الادب والفن
يا أيتها النار،
كُوني أمًّا للرماد،
حين تعجزُ الأمهات،
واحتضني الطفولة
في رمادِ اللهب.
صراخٌ كريحٍ عاصفة،
يعصفُ في خيامِ النيران،
أطفالٌ تتبعثرُ أحلامهم
كقطعٍ زجاجية،
يكسوها الرمادُ في العتمة.
أجسادٌ صغيرةٌ
تتلوّى وسطَ اللهب،
أصواتٌ محروقةٌ،
كأنها أغنيةٌ للنهاية،
وكأنما الكونُ غارقٌ
في صمتٍ يفيضُ بالعار.
الطفولةُ كزهرٍ هش،
تنطفئُ في لحظةٍ خاطفة،
تذوبُ في الريحِ كدخان،
أرواحٌ لم تعرف الحياة،
ولم تعرف الحلم،
كأنها لم تولد قط.
العالمُ، صخرةٌ جليدية،
يقفُ باردًا على حافةِ المشهد،
بلا صوتٍ ولا دمع،
كأنه لا يرى،
ولا يسمعُ الأنينَ المتصاعد.
يا أيتها النار،
كوني حضنًا للرماد،
حين تخذلُ الحياةُ أطفالها،
وحين تُتركُ الطفولةُ وحيدة،
في لهبٍ أعمى لا يرحم.
سجّلي في عتمتكِ
قصةَ براءةٍ احترقت،
وبقايا حلمٍ تحوّلَ إلى غبار.
دعي رمادهم يبوحُ
بما لا ينطقهُ العالم،
أخبرينا بما تخفيه النيران،
عن قلوبٍ صغيرة،
كانت يوماً تضحكُ وتنبض.
يا أيتها النار،
لملمي شتات الطفولة،
وكوني شاهدًا على زمنٍ خذلهم،
وأرضٌ انغلقت في وجهِ براءتهم.
#خالد_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟