أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الحزب السياسي في الحياة السياسية الأمريكية...















المزيد.....



الحزب السياسي في الحياة السياسية الأمريكية...


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8152 - 2024 / 11 / 5 - 00:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقتضي منا دراسة النظام السياسي الأمريكي دراسة النظام الحزبي شديد الغرابة في الولايات المتحدة ..
فما هو دور الحزب السياسي في أمريكا ، وهل يشبه دور الأحزاب السياسية كما في باقي العالم ..

أمريكا اقدم جمهورية في العالم ومع ذلك فنسبة الذين يمارسون حقهم الانتخابي اقل من اي بلد أخر، والنظام الحزبي فيها من اقدم انظمة الاحزاب السياسية في العالم ومع ذلك فمفهوم ودور الحزب السياسي في امريكا يختلف عن الانظمة الحزبية في العالم أجمع !!

فالحزب السياسي في امريكا لا سيطرة له ولا طاعة حزبية لأعضائه ، وعند التصويت علي امر ما في الكونجرس فالمعارضون من الحزب الحاكم احيانا اكثر من الحزب المنافس !!

وفي عهد جون كينيدي كان الرئيس من الحزب الديموقراطي وكذلك كانت اغلبية الكونجرس من نفس الحزب، وهو ما كان يعني طبيعيا ومنطقيا ان مشروعات القوانين التي يقدمها كينيدي ستمر بسهولة في الكونجرس، ولكن الذي حدث ان اغلب مشروعات جون كينيدي تعثرت في الكونجرس ذو الأغلبية التي تنتمي الي نفس حزب الرئيس !!

ومن غرائب الامور في امريكا أن كلا الحزبين الديموقراطي والجمهوري ليس له مكتب مركزي او لجنة مركزية او لجان نوعية ( للصناعة او الزراعة او المالية او الخارجية أو الأمن القومي.... الخ) كما يحدث في كل الاحزاب السياسية في العالم..

وليس هناك لجنة سياسية ترسم سياسة الحزب في الشئون الداخلية والخارجية ويلتزم بها بقية الاعضاء، كل ما في الامر مؤتمرات علي فترات متقاربة لاختيار مرشحي الحزب في الانتخابات ..

ان الحزب لا يطلب من اعضاءه سوي صوته وبعض الدولارات كاشتراك وبعض من وقته اذا تطوع في الحملات الانتخابية التي لا تنتهي ، ولا شيء أكثر من ذلك !!

ومن صمَم النظام السياسي في الولايات المتحدة كان عامدا اختيار هذا النظام... او اللانظام...

فليس مطلوبا وجود احزاب قوية ذات هوية واضحة ، ولكن مطلوب اطار هلامي أو فضفاض يعمل من خلاله من يراد دفعهم الي مقدمة المسرح من هؤلاء الذين يمسكون بمفاتيح النظام الحزبي والسياسي في امريكا ويشغلونه لمصلحتهم ...

ومن الصعب تحديد فروق واضحة بين الحزبين في امريكا، لا من الناحية الأيديولوجية ولا من ناحية السياسة الخارجية.
والاحزاب في امريكا ــ الديموقراطي والجمهوري ــ ليست منظمات قوية ذات اجراءات وترتيبات للعضوية الدائمة، والعمل الحزبي المنظم والاشتراك المالي الدوري ، والتنظيم الاداري الرسمي، ولكن هي اقرب الي تجمع مصالح في فترة معينة ولمهمة محددة، فهي تكوينات او تحالفات من مختلف الاقاليم والولايات وهي تقوم من اجل مهمة واحدة محددة، او ــ بمعني أدق ــ يتم استدعاءها من أجل مهمة واحدة اساسية هي تنظيم الترشح للانتخابات... وفقط !!

فلا يجتمع الحزب لرسم سياسة معينة، ولا يجتمع لدراسة قضية محددة، سواء في السياسة الداخلية او الخارجية، وليس للحزب لجنة مركزية تديره، وليس به لجان نوعية تدرس بعمق مختلف نشاطات الحياة وتقدم رأيها لقيادة الحزب وتلزم مرشحيها بتبني الرأي الذي اجمع عليه الحزب ..

ليس هناك اي شيء مما تعارفت عليه كل الاحزاب السياسية في العالم..
فلحزب العمال وحزب المحافظين في بريطانيا قيادة واضحة وبكل حزب لجان نوعية تدرس وتقرر، بل وبه حكومة ظل مستعدة لاستلام السلطة في اي وقت..

والحزب في الحياة السياسية البريطانية منظمة في غاية القوة، وله كلمته المسموعة علي أعضاءه، والالتزام الحزبي في بريطانيا واضح ومؤثر..

وليس للحزبين في أمريكا اطار فكري محدد، وهما من الناحية الفكرية حزب واحد تقريبا، فكلاهما يؤمن بالرأسمالية واقتصاد السوق ، وليس لأي منهما نزعة اشتراكية حقيقية، ربما يختلفان في درجة تدخل الدولة ضمن اطار الاقتصاد الحر ، ولكن تلك قضايا هامشية في النهاية ، وكلا الحزبين يؤمن بالدور الامبراطوري للولايات المتحدة في الخارج ، ويأتي الاختلاف في قضايا فرعية مثل ايهما اولي بالتصدي له اولا.. الصين أم روسيا !!

فالحزبان الرئيسيان في الولايات المتحدة من الناحية الفكرية والايديولوجية شيء واحد ، واختلافهما ــ ان حدث ــ يأتي في التفاصيل او في قضايا فرعية ..

والاحزاب في امريكا منظمة علي أساس جغرافي، كأحزاب ولايات، وتنظم عملها واجراءاتها قوانين الولايات، ثم تجتمع أحزاب الولايات هذه كل أربعة أعوام في اجتماع أو مؤتمر عام لترشيح الرئيس ونائبه، كما ترسل أحزاب الولايات مندوبيها الي المؤتمر العام..

وقد ذهب كثير من الكتاب والدارسين الي تسمية الفئات والطوائف التي تساند الحزب الجمهوري وتلك التي تساند الحزب الديموقراطي كالقول بأن الحزب الجمهوري هو حزب مزارعي الشمال والشرق وحزب الاثرياء الكبار والمهنيين واصحاب الاعمال الخاصة الصغيرة والمتوسطة وان غالبية مؤيديه من البيض البروتستانت.. الانجلوساكسون تحديدا..

وان الحزب الديموقراطي هو حزب المناطق الزراعية في الجنوب ، وحزب سكان المدن الكبيرة في الشمال وحزب الفقراء والعمال والأقليات الدينية ( الكاثوليك واليهود وغيرهم ) والاقليات العرقية كالبولنديين والايرلنديين والكوبيين وغيرهم ، وحزب المهاجرون الجدد...

ولكن هذا التقسيم تعسفي الي حد كبير، ويميل الي العمومية، فالولاء والالتزام الدائم من تلك الفئات غير صحيح وغير واقعي، فليس لكلا الحزبين اطار فكري محدد يلتزم به، ولكن هو يتبني مجموعة من السياسات والاجراءات في فترة محددة، وكثيرا ما يتبني حزب ما سياسات حزب أخر، وكثيرا ايضا ما يتخذ حزب معين اجراء مناقض للفئات التي تعتبر تقليديا من انصاره... وهكذا..

أضف الي ذلك ان مستوي التغير الطبقي ومستوي الحراك الاجتماعي في الولايات المتحدة مرتفع للغاية، ومن هناك فكثيرا ما يغير الافراد والفئات المختلفة من توجهاتهم السياسية طبقا لمواقعهم الطبقية الجديدة..

ونتيجة لعدم الالتزام الحزبي وعدم ارتباط المواطن الامريكي بحزب معين بصورة قوية، وعدم وجود برامج حزبية مستقرة ودائمة تريد تحقيقها وتستخدم لذلك كل الوسائل السياسية، فالأحزاب في امريكا ــ وحالها هكذا ــ لا تدعو المواطن الامريكي الي تحركات معينة.. مظاهرات مثلا او اضرابات او اعتصامات او اي صورة من صور الاحتجاج، ففي الغالب لن يطيعها أحد ( ليس في ثقافة الحزبين في امريكا ذلك عموما فهي احزاب يسيطر عليها ملوك المال في أمريكا )..

فالنظام السياسي الامريكي تم تصميمه بحيث يكون للفرد الدور الاكبر فيه، في حين يأتي التجمع او المنظمة او الحزب بعد ذلك بكثير ، وذلك لان الفرد الواحد ممكن السيطرة عليه بسهولة ، بعكس المنظمة القوية او الحزب المنظم وخاصة اذا توافرت لديه قيادة قوية ..

يقول الكاتب البريطاني هارولد لاسكي عن الاحزاب في أمريكا في كتابه المهم " الديموقراطية الأمريكية" :
" لا تعد أحزابا قومية الا في أوقات الانتخابات، بينما تعد من ناحية أخري تنظيمات محلية، تلتف حول الأشخاص أكثر من التفافها حول المبادئ، بل انها تكاد لا تمثل المصالح بالمعني الذي يجعل في الامكان التمييز بين أغراضها، اذ من الصعب أن نجد معايير لأفكار دائمة تعتبر جمهورية أو ديموقراطية "..

وطبقا لوصف ماكس ليرنر للنظام الحزبي الأمريكي في كتابه" الحضارة الأمريكية " :
" هو تحالف ضعيف العري بين بين تنظيمات محلية، تتجمع وتترابط من أجل السلطة، التي تتجسد في منصب رئيس الجمهورية "..

وذهب جيمس برايس – وهو رجل دولة بريطاني مرموق وعمل سفيرا لبلاده في واشنطن لست سنوات وألف واحدا من أهم الكتب عن النظام السياسي والدستوري في الولايات المتحدة – الي أن العملية السياسية الأمريكية لا تتميز بالحيوية الحقيقية ــ الناتجة عن اختلافات حقيقية بين الاتجاهات السياسية والمدارس الفكرية ــ بقدر ما تتميز بالضجيج والصخب الذي لا نهاية له، فانتخابات الولايات والانتخابات البرلمانية والانتخابات الرئاسية والتجديد النصفي لا تتوقف، وبعضها كل سنتين وبعضها كل اربع سنوات، وكلام الصحف عن حركات هذا المرشح او ذاك او نواياه، والتقارير عن اعمال الكونجرس والمجالس التشريعية للولايات وقرارات المحكمة الدستورية لا تنتهي، والشائعات عن التكتلات الجديدة والفضائح الجنسية او المالية حول هذا المرشح او ذاك والمؤامرات لا تهدأ.. الا ان كل ذلك أقل كثيرا مما تقتضيه الحاجة الي تكوين رأي سياسي جاد، وارتفاع مستوي الحياة السياسية والعقلية ونضجها..

ويستمر برايس في شرح دقائق العملية الحزبية الأمريكية قائلا أن عملية اعداد وتبني البرنامج الانتخابي للحزب والذي يخوض الانتخابات علي اساسه عملية شكلية الي حد بعيد ، وفي نفس الوقت عملية مغلقة علي قلة صغيرة من النافذين داخل الحزب، ويتم تبني البرنامج في الاجتماعات التي تعقد علي مستوي الولاية او علي المستوي القومي، والاجتماعات الحزبية هذه هيئات لا تصلح من حيث عددها او من حيث تكوينها للبحث في المبادئ الاساسية او لغربلتها، ولكن حتي لو كانت تصلح بالفعل فإن البحث والغربلة ليسا الهدف الذي من أجله تعقد مثل هذه التجمعات، فإعداد البرنامج الانتخابي تقوم به دائماً لجنة صغيرة، ثم تتبناه عادة اللجنة العامة والاجتماعات الحزبية مع تعديلات قليلة، ولا يوضع البرنامج الانتخابي عادة من اجل التعريف ولا الاقناع، وانما للاستمالة والابهام، فهو خليط من التودد الي الناخبين واستنكار افكار الخصوم والكتابة العاطفية، ثم يتهجم علي الحزب الآخر ويفضح سوء اعماله الماضية وينذر بأخطار سياسته الحاضرة والمستقبلية، ويعيد استعراض خدمات الحزب الذي ينطق البرنامج باسمه، ويمتلئ بالعموميات، ويذكر في فقرة او اثنتين الديموقراطية السليمة التي يحرص عليها الحزب ومبادئه العامة والتي تستحق اصوات المواطنين الصالحين..

وقضية الالتزام الحزبي تقتضي وقفة لفهمها ، فهو التزام هلامي في أغلب الأحيان ، ولا يوجد لدي الحزب السياسي في الولايات المتحدة الروادع التي يمنع بها الانشقاق عليه أو عدم التصويت له حتي من أبنائه ..

فقد اكتسح ليندون جونسون انتخابات 1964 وفاز بنسبة ٦١ ٪ مقابل ٣٨ ٪ لجولدووتر، وفي المجمع الانتخابي فاز جونسون ب ٤٨٦ صوتا مقابل ٤٧ صوتا لجولدووتر، والغريب ان الولايات المعروفة تقليديا انها من معاقل الحزب الجمهوري اعطت اصواتها لمرشح الحزب الديموقراطي ، وخسر جولدووتر ــ مرشح الحزب الجمهوري ــ تصويت أغلب الولايات الجمهورية !! وهو ما يلقي اضواء من الشك حول معني وجود الحزب ومعني الالتزام الحزبي..

وكثيرا ما تبالغ الصحافة الامريكية مع هزيمة حزب في الانتخابات وتذهب الي انه في طريقه الي الانهيار والتلاشي ، وهو أسلوب مكرر ويقترب من الدعاية ، وليس به شيء من الحقيقة ، ففائدة نظام الحزبين للطبقة الامريكية الحاكمة كبير للغاية ، وهو نظام خبروه واستطاعوا العمل من خلاله وتكييف الحياة السياسية الامريكية عن طريقه بسهولة ..

ومع باري جولدووتر مرشح الحزب الجمهوري في انتخابات ١٩٦٤ اجمعت الصحافة الامريكية ان الحزب علي وشك التحلل والانزواء بعد الهزيمة الساحقة لمرشحه امام مرشح الحزب الديموقراطي، وان ذلك تحولا خطيرا في حياة الديموقراطية الامريكية التي ستفقد نظام الحزبين، وان الحزب الجمهوري لم يقدم اشخاصا ذوي براعة سياسية من عقود، وحتي مرشحه لانتخابات الرئاسة عامي ١٩٥٢ و ١٩٥٦ ـ والتي فاز الحزب فيها ـكان رجلا عسكريا ليس للحزب فضل عليه، ولكن سمعته العسكرية المهيبة كأحد ابطال الحرب العالمية الثانية ــ وهو أيزنهاور ــ كانت سبب فوزه...

ولكن الحزب الذي اجمعت الصحافة والطبقة السياسية والدراسات العلمية عام ١٩٦٤ علي تحلله وتراجعه وانزواءه فاز في الانتخابات الرئاسية التالية عام ١٩٦٨، وعلي يد نفس مرشحه الخاسر عام ١٩٦٠ ــ بل والخاسر في انتخابات الحزب التمهيدية عام ١٩٦٤ ــ وهو ريتشارد نيكسون !!

وهو نفس ما حدث معكوسا في بداية الالفية، فبعد سنوات كلينتون في التسعينات ظهرت الأحاديث علي تراجع الحزب الديموقراطي ونهاية تماسكه وعدم قدرته علي تفهم روح العصر... الخ فقد فاز لمدة ثماني سنوات مرشح الحزب الجمهوري جورج بوش الابن، وهو رجل متواضع القدرات جدا، ومع ذلك وبعد نهاية فترة بوش تم تقديم وجه جديد الي الحياة السياسية أرادت المؤسسية الامريكية فوزه لأسبابها وخططها العالمية، وأفسحت له المجال داخل الحزب الديموقراطي للفوز بترشيح الحزب ــ الذي ملئوا الدنيا حديثا عن تراجعه وانتهاءه وفقدانه تماسكه وجهله بروح العصر ــ وفاز مرشح الحزب الديموقراطي، والذي كان يراد فوزه من البداية.. وهو باراك أوباما..

لقد بالغ الامريكيون كثيرا ــ وتبعهم كثيرون حول العالم ــ في اهمية دور الحزب السياسي في نظامهم السياسي مع ان الحزب ما هو الا اطار لتغليف المرشح وتقديمه الي الرأي العام ليس أكثر ...

وبعد نهاية الانتخابات التي خسرها عام ١٩٦٤ وفي لحظة من لحظات الصدق مع النفس قال باري جولدووتر في أغسطس ١٩٦٥ أن كلا الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة ــ الجمهوري والديموقراطي ــ لا يتركان للناخب الأمريكي فرصة الاختيار السياسي الحقيقي، وقال ان هذين الحزبين لا يمثلان فلسفات سياسية مختلفة، بحيث يستطيع الناخب أن يختار بينهما، لكن هما يخاطبان نفس الناخب بنفس الأسلوب، ومن أجل نفس المصالح الخاصة، ومرشحي كلا الحزبين يتقدمون للانتخابات معتمدين أساسا علي جاذبيتهم الشخصية وعلي الوعود المتزايدة بالمكاسب المادية..

وفي انتخابات 1968كانت هناك اشارات حتى قبل عقد مؤتمر الحزب الديموقراطي بأن هيوبرت همفري هو من سيستقر الامر عليه كمرشح للحزب في انتخابات الرئاسة، وقد ألمح الرئيس جونسون خفيفا الي ذلك..

وكانت اجواء مؤتمر الحزب الديموقراطي المنعقد في شيكاغو أواخر أغسطس ١٩٦٨ غير طبيعية، وبان ان فيها شيئا تم اعداده في الغرف المغلقة، واتسمت جلساته بالعنف الشديد والصخب مما اضطر الي قطعها وايقافها اكثر من مرة وتأجيلها، وقد انسحب وفد ولاية جورجيا من المؤتمر في تصرف غير مسبوق من عقود احتجاجا علي طريقة عمل المؤتمر، وقال اعضاء الوفد أنهم سيعودون الي ولايتهم وسيدعون هناك لانتخاب نيكسون... مرشح الحزب الجمهوري !!

وكان اقوي المرشحين ــ بعد قتل روبرت كينيدي ــ يوجين مكارثي، وكان هو من قدم طلبا عام ١٩٦٦ بالتحقيق في أنشطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وكان ترشيحه غير مطلوب، برغم امتلاكه لقاعدة قوية من شباب واجيال الحزب الجديدة..

وترددت اصوات عديدة في مؤتمر الحزب أن رجال همفري ــ ومنهم هيل بوجز رئيس لجنة اعداد برنامج المؤتمر ــ هم من يسيطرون علي اعمال مؤتمر الحزب وتنظيمه ..

وظهر من اليوم الثاني لمؤتمر الحزب ــ الذي سيستمر أربعة ايام ــ وقبل اجراء تصويت علي اختيار مرشح الحزب الديموقراطي في الانتخابات ان همفري هو من سيفوز ببطاقة الترشح، وأعلن حاكم تكساس ورئيس وفدها وحاكما ولايتين من ولايات الجنوب اعطاء جميع اصوات وفود ولاياتهم لهمفري، وهو ما اوصله الي تحقيق العدد المطلوب من اصوات الوفود ..

وكان جو التوتر الكبير يغلف المدينة كلها، حيث الاسلاك الشائكة، وقوات الاحتياط المدربة افضل تدريب علي التعامل مع الشغب وقمع الاضطرابات، والمندوبون الذين حضروا وهم يرتدون صديريا واقيا من الرصاص !!

فقد كانت الاضطرابات خارج مقر انعقاد المؤتمر تسود المدينة، وفرض حظر تحول علي بعض اجزاءها، ووقعت اشتباكات بين البوليس وآلاف المتظاهرين، القي فيها البوليس الأمريكي القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، الذين راحوا يقذفون قوات البوليس بالأحجار والمفرقعات النارية، واصيب في ذلك اليوم ٦٠ شخصا، منهم ١٠ من رجال البوليس و ١١ من الصحفيين، وسرعان ما عمت الاحتجاجات صحف المدينة احتجاجا علي وحشية البوليس..

كان الزمن هو زمن حرب فيتنام وكانت رغبة الشعب والشباب الأمريكي هي إيقاف الحرب ، وهو ما رفضته بإصرار الطبقة الحاكمة ، وأتت بمرشحين – نيكسون وهمفري – سيعملان علي تصعيدها وليس ابطاءها أو ايقافها ، وهو ما تحقق بالفعل مع المرشح الفائز ريتشارد نيكسون ..

فقد تعرضت لقاءات المرشحين الثلاثة في انتخابات 1968 ــ نيكسون وهمفري وولاس ــ الجماهيرية الي احتجاجات واضطرابات متنوعة، وكان رأي كتلة كبيرة من الشباب الأمريكي ومعه أعداد متزايدة من الشعب الأمريكي أن الانتخابات في أمريكا لا تعبر عنهم، وانها لا تدع لهم مجالا للاختيار، بعد ان تختار قوي نافذة رجلا من كل حزب ليدخل الانتخابات بعيدا عن الآراء الحقيقية للشعب، وتوجه الشباب في مظاهرات كبيرة اثناء انتخابات ١٩٦٨ الي مقار الانتخابات والي الجامعات معلنين رفضهم لنظام انتخابي غير مؤمنين به، وان إعطاء اصواتهم لأي المرشحين معناه موافقة ضمنية علي نظام يتجاهل آراء الشعب، وان الانتخابات بهذا الشكل تعتبر مزيفة..

وكان يبدو ان جهاز الحزب الديموقراطي – او المتحكمين فيه - قد اختار همفري ، وما علي مؤتمر الحزب سوي اضفاء الرسمية والشكلية علي الاختيار المسبق ، وقد علق كبار الصحفيين في امريكا علي ذلك بالسخرية: إذن فمرشحهم هو همفري.. انه شيء يدعو الي التثاؤب، فالكل كان يتوقع تلك النتيجة ( التي قتل من اجل الوصول اليها أحد المرشحين الاقوياء – روبرت كينيدي - واستبعد مرشح أخر متمرس وهو يوجين مكارثي )..

وفي المقابل اصر الحزب الجمهوري في مؤتمره العام في ميامي علي اختيار ريتشارد نيكسون وبالرغم من اعتراض شباب الحزب وأحراره !!

وكان نيكسون قد خسر أمام كينيدي في انتخابات ١٩٦٠، ثم خسر في انتخابات الحزب التمهيدية في انتخابات ١٩٦٤ امام مرشح غريب الاطوار هو باري جولدووتر، وها هو الان مرشح الحزب الجمهوري في انتخابات ١٩٦٨!!

وفي الحزب الديموقراطي كان يوجين مكارثي هو الوحيد ــ طبقا لتعليقات الصحافة الامريكية ــ الذي كان يستطيع ان يجدد شباب الحزب ويعيد اليه ثقة الشباب والنشطاء وأملهم ..

وكان كلا المرشحين ليس" افضل " المعروض في سوق السياسة الامريكي، ولكن "أضمن" المطروح ...
كانت ميزتهما الوحيدة انهما ابنا المؤسسة وأخلص خدمها..

وقد علق الصحفي الشهير والتر ليبمان قائلا: ان افضل خدمة اداها الجمهوريون للديموقراطيين هي اختيارهم لريتشارد نيكسون كمرشح للرئاسة، وقد رد الديموقراطيون الجميل للجمهوريين واختاروا هيوبرت همفري !!

وانخرطت اغلبية الجمهوريون والديموقراطيون في الضحك المرير، لأنهم لو تركوا لأنفسهم العنان.. لانخرطوا في البكاء..
وقد تعرض نظام المؤتمرات القومية للحزبين في امريكا لنقد كبير، من داخل الولايات المتحدة ومن خارجها، وأصبحت مساوئه واضحة أمام كثيرين، فعلي سبيل المثال واجهت لجنة الحزب الديموقراطي لفحص اوراق الاعتماد مشكلة معقدة في انتخابات١٩٦٨، فقد قدمت طعون في حوالي ١٠٠٠ عضو من الاعضاء المشتركين في المؤتمر ــ وعددهم الاجمالي ٥٦١١ عضوا ــ منهم اعضاء اصليين وأعضاء اضافيين، ولم تستطع اللجنة فعل شيء ازاء هذه الطعون، فهي لا تتمتع بصلاحيات حقيقية، والاعضاء انفسهم مقيدون ولا يتمتعون بحرية حقيقية في التصويت، لأنهم يصلون الي المؤتمر واصواتهم حددتها من قبل قوانين اختيارهم نفسها وقوانين كل ولاية علي حدة...

وقد تلاشت الفروق الي حد كبير بين ما يمثله الحزبان ، فالموجات المتتالية من الاموال التي تنهمر علي كلا الحزبين وعلي كلا الحملتين الانتخابيتين محت الفروق التي اعتبر تقليديا قديما أنها تميز كل منهما ، فقد كان يعد قديما ان الديموقراطيون يمثلون العمال والمستأجرين ، في حين يمثل الجمهوريون أرباب العمل وملاك الأراضي ، وتساهم الشركات الكبيرة والرأسمالية الأمريكية في كلا الحملتين ..

وقد لاحظ علماء السياسة في الولايات المتحدة خواء نظام الحزبين في أمريكا ، فنجد أوستين رافي - وهو رئيس سابق لاتحاد العلوم السياسية الأمريكي - يقول : لقد ضعف الحزبان القوميان بدرجة كبيرة منذ أواخر الستينات ، حتي أن السياسة الرئاسية أصبحت في جوهرها وان لم يكن في شكلها أيضا تقترب كثيرا من نظام انعدام الأحزاب" ..

وان نظام حكومة الشعب وبالشعب وللشعب قد حل محله منذ فترة بعيدة نظام حكومة رأس المال برأس المال ولرأس المال ..

وفي بعض الاحيان لا تستطيع حتي صحافة التيار السائد السكوت عن فجاجة الامر ، كما علقت واشنطن بوست علي انتخابات عام ١٩٨٠ بين رونالد ريجان وجيمي كارتر قائلة " ان النظام قد افرز مرشحين غير مقبولين نهائيا كاختيار رئيسي ، وجعلاهما يفوزان علي عدد من المرشحين الاخرين - يقصد الانتخابات التمهيدية في كل حزب - كانوا هم أيضا غير مقبولين " ..

وينتقل المرشح نفسه في دعايته الانتخابية من اقصي اليمين الي الوسط او اليسار بسهولة والعكس ، فبعد برنامج شديد اليمينية طبقه ريجان في فترة رئاسته الاولي ١٩٨١ - ١٩٨٤ تحول تماما في حملته الانتخابية عام ١٩٨٤ وبشكل هزلي من اليمين الي الوسط ، وبدأت حملة اعلامية واسعة في التلفزيون والصحف والمجلات والاجتماعات الحاشدة والخطب لتصوير ريجان كرجل السلام ونزع السلاح وعلاقات افضل مع الاتحاد السوفيتي وعدم رفع الضرائب وهي العكس تماما من السياسات التي اتخذها في فترته الرئاسية الاولي ، وكان تحول ريجان من الصقور الي الحمائم - او تصويره كذلك - مدعاه الي اعتبار انتخابات ١٩٨٤ - والتي فاز بها ريجان ايضا امام مرشح ضعيف وهو والتر مونديل ، وقد تغلب عليه ريجان بفارق ١٦,٥ مليون صوت !! - واحدة من اكبر حماقات السياسة الامريكية الداخلية ..

وقد انفقت عشرات الملايين من اجل خلق صورة ذهنية متخيلة لريجان امام الجماهير - لا تمت لريجان الحقيقي بأدني صلة - فقد نجحت وسائل الاعلام الجماهيرية في غرس انطباعات معينة خالقة شخصية وهمية لا علاقة لها بريجان الحقيقي ..

وكثيرا مالا يقوم الحزب المعارض بدوره في المعارضة الجدية ، الا في المسائل العادية أو الشكلية ، أما في أمور معينة فنجد سكوتا غريبا وغير مفهوم من الحزب المعارض علي أمور بطبيعتها الاختلاف حولها شديد ، وتمثل حرب فيتنام في الستينات واوائل السبعينات وحرب العراق الاولي عام ١٩٩١ والثانية عام ٢٠٠٣ وحرب أفغانستان ، ثم مشروعات تغيير الشرق الأوسط التي ظهرت بدءا من عام ٢٠٠٢ واستمرت خلال العقدين التاليين مثالا كلاسيكيا علي ذلك ..

وقد اتخذ رونالد ريجان - او اتخذت المؤسسة الحاكمة من وراءه - سياسات شديدة الاختلاف عما ساد قبلها وبعضها كان متطرفا في يمينيته ، وسياسات اقتصادية وعسكرية مختلف عليها ، كعسكرة الفضاء أو ما عرف بحرب النجوم ، والوصول بالإنفاق العسكري الي حدود غير مسبوقة في التاريخ ، ثم التخفيضات الضريبية الهائلة علي الأغنياء في أمريكا ، كما ظهرت بعض الفضائح السياسية الكبرى - كإيران كونترا - وبرغم ذلك لم يسمع للحزب المعارض الرئيسي صوت حقيقي أو مؤثر ، كأن يدا غليظة امرته بتجاهل الامر .. فتجاهله .
ويبدو الامر في بعض الأحيان غير مفهوما ، فكما قال أحد المعلقين الأمريكيين علي انتخابات ٢٠٠٠ " يبدو ان الديموقراطيين فعلوا كل ما بوسعهم كي يبقي ناخبوهم في المنازل ولا يشاركون في الانتخابات " وهو شيء غريب علي حزب قديم وعريق وذو خبرة متراكمة في ادارة الانتخابات !!

وكان الامر كما يبدو وكأنهم كانوا يسعون الي الخسارة او كأن " احدا " يدفعهم الي ذلك ، وكان الوضع يصرخ في الديموقراطيين أن ينتبهوا ، ولكنهم كانوا صما ، لقد اقترح جورج بوش الأبن تخفيضا ضرببيا علي الاغنياء يجعلهم أكثر غني، ويقلص أموال الخزينة العامة ، ويجعل تمويل بعض برامج المساعدات الاجتماعية صعبا الي درجة كاملة ، وبرغم ذلك - وهي فرصة كبيرة للدعاية والحركة - لم يثر الحزب الديموقراطي الموضوع في الاعلانات او في محطات التلفزيون ، ولم يتحدثوا عنه مع الشعب في مواقع العمل او التجمع او الترفيه ، كما لم يكترث الديموقراطيون بكشف فضائح فساد الشركات الكبيرة التي تميزت بها تلك الفترة من ١٩٩٩ الي ٢٠٠١ ، علما بأن لبوش الابن ونائبه ديك تشيني علاقة مباشرة ببعضها ، ودفع زعيم الاكثرية وزعيم الاقلية - من الحزب الديموقراطي - زملائهما للمصادقة علي سلطات الحرب الموسعة وغير الدستورية التي طلبها بوش !!

وبعد سنتين تقريبا من بدء حكمه تعجب أيزنهاور - وهو رجل عسكري ينتمي الي الجيش الامريكي – من المؤسسة الحزبية الأمريكية ، وقد قال أيزنهاور مرة لمساعديه أنه قد يترك الحزب الجمهوري مع مجموعة من المؤمنين بأفكاره ، وبأنه " يعد بصمت لتأسيس حزب جديد " وفكر في التوجه شخصيا الي كل عضو في الكونجرس ومن كل حاكم ولاية يري ان " فلسفته السياسية العامة معتدلة " ولكن أفكار أيزنهاور - رجل الجيش الأمريكي - ومحاولته تحدي نظام الحزبين طارت في الهواء ، فالأمر أكبر من أيزنهاور ، وهو أعلي من إرادة بعض الأفراد حتي ولو كان أحدهم هو رئيس الدولة ذاته ، ونتيجة لذلك - وكرد علي مضايقته من بعض اعضاء الحزب الجمهوري اثناء رئاسته الأولي - فكر أيزنهاور المرشح عن الحزب الجمهوري في انتخابات ١٩٥٢ الترشح عن الحزب الديموقراطي في انتخابات ١٩٥٦ ، بما يعكس قناعة أنه لا فرق بين الحزبين اصلا ، وان الامر كله شخصي وليس قائما علي اختلافات جوهرية في الافكار او السياسات ، ولكن تم تسوية الأمر ورجع أيزنهاور الي الحظيرة وترشح في انتخابات ١٩٥٦ علي بطاقة الحزب الجمهوري ..

ان ما نفهمه بمعني الحزب في أوربا وبقية العالم يختلف تماما عن معناه في أمريكا، ان الترشيح للرئاسة هو الدور الأهم ــ ويكاد يكون الوحيد ــ لدور الحزب في أمريكا، بعكس الادوار المختلفة التي تقوم بها الاحزاب في اوربا وبقية العالم..
أي ان الحزب في أمريكا هو الاطار الذي يتم به ترتيب وتنظيم أمور السلطة في الولايات المتحدة ليأخذ الشكل الذي يظهر به أمام الناس ، وفي بعض الأحيان يتم به تنظيم علاقات القوي بين الفئات الرأسمالية المختلفة ، ولكن في النهاية هو مجر إطار وشكل لأمور سبق وأن تقررت في الظلام ، وما علي الحزب الا اعداد المسرح لإخراجها وظهور الممثلين علي خشبته ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة السرية لرؤساء أمريكا...
- هل هناك في أمريكا ديموقراطية ؟!
- السيد حسن نصر الله ...
- أيام حزينة ...
- لماذا تطيع ألمانيا أمريكا وهي مرغمة.. وبدون كلمة اعتراض؟!!
- هل نحن ضد من يقاوم الاحتلال الإسرائيلي؟!!
- وضع غريب آن له أن ينتهي ؟!
- كورسك ... لماذا وكيف غزا الجيش الأوكراني الاراضي الروسية ؟!
- ساعات مع أسمهان ...
- جارية القصر ...
- العصر الامريكي ...
- هنيئا لكم ...
- هل كان ما قبل ثورة 23 يوليو 1952 حكما مدنيا ؟! وهل كان في مص ...
- هل كانت هناك ديموقراطية في مصر قبل 23 يوليو 1952 ؟!
- لماذا يتعرض ترامب للاغتيال؟!
- انتخابات فرنسا وبريطانيا ... وانتخابات مصر
- العالم المرعب الذي نوشك ان ندخل اليه ...
- لماذا ايدنا عبد الفتاح السيسي بالامس ... ولماذا نؤيده حتي ال ...
- هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه ...
- هل مصر بلد يحارب الكفاءات ؟!!


المزيد.....




- ماذا يحدث إذا تعادل ترامب وهاريس في الانتخابات الرئاسية الأم ...
- المئات من المحليين ينضمون إلى تنظيف آثار عاصفة قاتلة في إسبا ...
- الانتخابات الرئاسية.. هاريس تتعهد بالوحدة وترامب يعد بالإنقا ...
- تشبثا بالأرض.. عائلة جابر مستعدة للعيش في خيمة.. منتظرة العو ...
- العمل البيئي وحفل توزيع جوائر.. على جدول أعمال الأمير البريط ...
- هاريس وترامب يخوضان حملة غاضبة.. في اللحظات الأخيرة.. قبيل ي ...
- إقالة رؤساء بلديات مؤيدين للأكراد في تركيا بتهمة -الإرهاب-! ...
- ما هي الملفات التي قد تفرط عقد الحكومة الألمانية؟
- الأمطار الغزيرة تغمر مطار برشلونة في إسبانيا
- بعدما ضربت مسيّرة نافذة غرفة نوم نتنياهو.. تأجيل حفل زفاف نج ...


المزيد.....

- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الحزب السياسي في الحياة السياسية الأمريكية...