أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حسيب شحادة - كتابُ: 100 ابتكار وابتكار من فنلندا















المزيد.....



كتابُ: 100 ابتكار وابتكار من فنلندا


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 8151 - 2024 / 11 / 4 - 18:14
المحور: قضايا ثقافية
    


عرض ومراجعة
ب. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي

د. إيلكا تايْبَله (Ilkka Taipale، محرِّر وآخرون)، 100 ابتكار وابتكار من فنلندا. كيف أصبحت فنلندا ما هي عليه: الابتكارات السياسيّة والاجتماعيّة والحياتيّة. تقديم: رئيس الجمهوريّة الفنلنديّة ساولي نينستو (Sauli Niinistö)، ترجمة د. طارق العاني عن الإنچليزيّة، مراجعة وتحرير: مركز التعريب والبرمجة. الطبعة الأولى: تشرين الأوّل/أُكتوبر 2019 م - 1441 هـ، بيروت: الدار العربيّة للعلوم ناشرون ش.م.ل.، ردمك: 6-2901-01-614-978، 367 ص.
وعُنوان الكتاب بالترجمة الإنچليزيّة:
Ilkka Taipale (ed. and the authors), 100 Social Innovations from Finland. How Finland Became Finland -Political, Social and Hands-on Inventions. Translated from Finnish by Pilvi Riikka Taipale. Helsinki: Publisher: Leo Mechelin Foundation, -print-ed by Dardedze .Latvia 2018, 349 p. ISBN: 978-592-264-999-7.

هذا الكتاب بأصله باللغة الفنلنديّة قد نُقل إلى سبع وثلاثين لغةً منها إِضافة للعربيّة التي نُقلت من الترجمة الإنچليزيّة: الألبانيّة، الإنچليزيّة، الإسبانيّة، الفارسيّة، اليابانيّة، الكوريّة، الصينيّة الماندرينيّة، الفرنسيّة، السويديّة، الألمانيّة، التركيّة، الروسيّة. محرّر هذا الكتاب طبيب وجرّاح وناشط سلام في الحزب الاجتماعيّ الديموقراطيّ SDP وعضو سابق في البرلمان الفنلنديّ بين السنوات 1971-1975، 2000-2007، ولد في هلسنكي في العام 1942 وهو كاتب لثلاثة ابتكارات هنا تحمل الأرقام 65, 78 و 83. حصل على جائزة الدولة للإعلام عام 1976 وهو شغوف طَوال نصف قرن من الزمان بإصدار الكتب، من مؤلّفاته: روسيا حبيبتي، 2013؛ في مستشفى الأمراض العقليّة (ذكرياته كطبيب)، 2017.

المترجم د. طارق عبد الجبّار العاني مهندس مِعماريّ عراقيّ وُلد في العراق عام 1949 وتوفِّي في فنلندا في العام 2022 . أنهى دراسته الجامعيّة في قسم الهندسة في بغداد عام 1972. انتقل لفنلندا في العام 1979 للعمل ومتابعة الدراسة وحصل على الدكتوراة من جامعة هلسنكي التكنولوجيّة عام 1988.

بين دفّتي هذا الكتاب الجدير بالقراءة والتمعّن مائة وأربعة ابتكارات موزّعة على المجالات التالية: أُسس الوحدة الوطنيّة: 13 ابتكارًا؛ المجتمع المدنيّ: 13 ابتكارًا؛ العالميّة: 10 ابتكارات؛ الثقافة: 13 ابتكارًا؛ الصّحّة: 11 ابتكارًا؛ السياسة الاجتماعيّة: 25 ابتكارًا؛ التقنيّات الاجتماعيّة: أربعة ابتكارات؛ متعة الحياة اليوميّة: 15 ابتكارًا.

ممّا ورد في مقدّمة رئيس الجمهوريّة اخترتُ قوله ”إن الابتكار المفضّل لديّ يتعلّق بخلق فُرَص المساواة. فقد جعل التعليم المجّانيّ والدعم الماليّ للطلبة التعليمَ ممكنًا ومتوفّرًا للجميع بغضّ النظر عن خلفيّاتهم الاجتماعيّة أوِ الاقتصاديّة“ (ص. 11). ومن المائة وأربعة الاختراعات أو الابتكارات المشروحة باختصار في هذا الكتاب انتقيت للقرّاء المهتمّين هذه العيّنة ذات الأربعين ابتكارًا في الموضوعات وَفق تسلسل ورودها في الكتاب:

1) مجلس النوّاب أُحادي الغرفة بقلم ريتّا أوَسو كاينين (Riitta Uosukainen)، مستشارة الدولة، رئيسة البرلمان/مجلس النوّاب، 1994-2003، ص. 19 -22، في الأوّل من تشرين ثانٍ 1906 أصبح للجميع حقّ التصويت والترشّح بمساواة بين الرجل والمرأة بعمر أربعة وعشرين عامًا فما فوق؛ ويُذكَر أنّه في العام 1907 دخلت المرأة لأوّل مرّة في العالم إلى البرلمان الفنلنديّ. كان ذلك في زمن دوقيّة فنلندا تحت حُكم القيصر الروسيّ. ومن المعروف أنّ المرأة الفنلنديّة وصلت إلى منصب رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة في العامين 2000, 2003 على التوالي.

2) لجنة المستقبل النيابيّة بقلم يُركي كاتاينن (Jyrki Katainen)، رئيس الوزراء 2011-2015، رئيس لجنة المستقبل النيابيّة 2003-2007، ص. 27-29. هذه لجنة فريدة في بابها في العالم ومهمّتها استشراف وبحث شامل لشؤون المستقبل المختلفة، مثل تطوّر مجتمع المعلومات، مستقبل الصحّة، العولمة والتقنيّات الجديدة، الديمقراطيّة في عام 2100.
3) اِستئصال الفساد، بقلم يوهانّس كوسكينين (Johannes Koskinen)، وزير العدل 1999-2005، رئيس اللجنة الدستوريّة النيابيّة 2011-2015، عضو مجلس إدارة البنك الأوروبيّ لإعادة الإعمار والتطوير، ص. 51-53. تتبوّأ فنلندا منذ زمن طويل مكان الصدارة في قائمة الدول الأقلّ فسادًا في العالم. كانت الأولى حتّى العام 2007، ثمّ احتلت أحد الأماكن الستّة الأولى. وفي العام 2016 تبيّن أنّ الدول الستّ الأقل فسادًا في العالم كانت: الدنمارك ونيوزيلندا وفنلندا والسويد وسويسرا والنرويج. نجاح فنلندا في هذا المجال الهامّ يرجع لعدّة عوامل منها: شفافيّة الإدارة والعلنيّة، انفتاح السلطات في اتّخاذ القرارات، السلطة الشعبيّة للإدارة المحليّة مكوّنة من أشخاص موثوق بهم؛ نظام قضائيّ فعّال؛ الرشوة ممنوعة يتعلّمها التلميذ منذ نعومة أظفاره، مبدأ الشرعيّة في الإدارة وتطبيق الرقابة التشريعيّة.

4) ثنائيّة اللغة بقلم يوران فون بونسدروف (Göran von Bonsdorff)، أستاذ فخريّ وهو ناطق بالسويديّة كلغة أمّ، ص. 54-56. اللغتنان الرسميّتان هما الفنلنديّة والسويديّة ولكلّ من يُجيدهما أفضليّة في الحصول على وظائفَ جيّدة في الحكومة والإدارات المحليّة. لا تمييز يُذكر على أساس اللغة الأمّ. وعند الولادة يُسجّل الطفل كناطق بالفنلنديّة أو بالسويديّة. من المعروف أنّ اختيار اللغة الأولى يتوقّف بناءً على عوامل ثلاثة: لغة الأُمّ ولغة التدريس ولغة المحيط وللسياسة دور في ذلك. ستظلّ ثنائيّة اللغة نقطةَ انطلاق جيّدة لعلاقات إيجابيّة بين البشر.

5) شعب السامي بقلم بيكّا آيكيو (Pekka Aikio)، رئيس مجلس نوّاب السام 1996-2008, ص. 61- 63. السامي أو اللاب أُطلق عليه هذا الاسم بناءً على لغته وهو أصلانيّ في فنلندا وله حقّ تقرير المصير. له استقلال ثقافيّ بموجب الدستور منذ العام 1973. والإسكولت هم أقليّة في شعب السامي وهو ذو لهجة أوراليّة. يبلغ عدد أفراد هذا الشعب قَرابة المائة ألف شخص يعيشون في أربع دول: أكثر من النصف يقطُن في النرويج والباقون يعيشون في فنلندا والسويد وروسيا. عدد لغات هذا الشعب عشر إلّا أنّ المحكيّة ثلاث والاختلاف بينها يحول دون التفاهم المشترك. يبلغ عمر لغة السامي المدوّنة أربعة قرون.

6) أرضُ الجمعيّات الموعودةُ بقلم ريستو آلابورو ومارتّي سيسياينين (Risto Alapuro & Martti Siisiäinen)، أُستاذا علم الاجتماع في جامعتي هلسنكي ويوڤاسكولا، ص. 67-70. في فنلندا قرابة المائة ألف جمعيّة ينتمي إليها أكثر من 80% من الفنلنديّين. يعود تقليد إقامة الجمعيّات إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر على الأقلّ.

7) تحالف الجمعيّات النسائيّة الفنلنديّة (Nytkis) بقلم يوهانّا باكّانين (Johanna Pakkanen)، الأمينة العامّة لتحالف الجمعيّات النسائيّة الفنلنديّة، ص. 89-90. لهذا التحالف الذي أُسِّس في العام 1988 دور محوريI في تطبيق المساواة بين المواطنين. يبلغ عدد العضوات حوالي نصف مليون.

8) محطّة السلام بقلم كاليڤي سوميلا (Kalevi Suomela) رئيس اتّحاد السلام لفترة طويلة، الرئيس الفخريّ للاتّحاد حاليًّا، ص. 94-98. محطّة السلام اسم لعِمارة من طابقين من جذوع الشجر في مِنطقة پاسيلا بهلسنكي تعمل فيه حركة السلام هذه. المكان كان محطّة قطارات أُقيمت في العام 1915 وزِنتها مائة وخمسون طنًّا. ترى هذه الحركة أنّ جميع الأسلحة في الغرب والشرق ذات خطورة متساوية. تأسّس اتّحاد السلام الفنلنديّ في العام 1907. ويذكر أنّ العمل الجماعيّ هو ابتكار فنلنديّ للمجتمع.

9) مخيّمات بروميثيوس وفعّاليّة فلسفة الشباب بقلم ماتّي ماكيلا (Matti Mäkelä) رئيس جمعيّة دعم مخيّمات بروميثيوس 2000-2005، ص. 99-100. لقد حافظت دورات التثبيت/المناولة الأولى التي تنظّمها الكنيسة الفنلنديّة اللوثريّة على شعبيّتها بالرغم من انحسار التديّن. مخيّمات بروميثيوس (Prometheus Camps) العلمانيّة برزت في القرن التاسع عشر في ألمانبا وغايتها إعداد غير المتديّنين لدخول سنّ الرشد بنحوٍ شبيه بدورات التثبيت. في فنلندا بدأت هذه المخيّمات في العام 1989 تحت عُنوان ”النظرة إلى الحياة“ بصورة حرّة بدون مبدأ جاهز مُسْبقا. تُطرح الأفكار والمشاعر ويتمّ تحليلها ونقدها بحوار حضاريّ. ولقد تمخّض عن مخيّمات بروميثيوس في العام 2002 فعّاليّة فلسفة الشباب السنويّة واسمها المختصر Nufit بالفنلنديّة أي: Nuorten filosofiatapahtuma بمعنى حدثٌ فلسفيّ للشباب. ويشترك في هذا الحدث ضيوف مدعوّون من المفكّرين والعلماء والفلاسفة والسياسيّين والفنّانين المعروفين. يُمنح المتحدّث ربع ساعة فقط يتلوه حِوار يُجريه شابّان استعدّا لذلك ثم يشترك الحضور. هذه المخيّمات والفعّاليّة تقوم بالأساس على العمل التطوّعي من قبل آلاف الشباب الفنلنديّ.

10) حملة ”يوم الجوع“ للصليب الأحمر بقلم هانّو پيكّا لايهو (Hannu-Pekka Laiho)، مدير الإعلام وجمْع التبرّعات في جمعيّة الصليب الأحمر الفنلنديّ 2001-2005، ص. 103-106. إنّها أهمّ حملة سنويّة للتبرّعات لصندوق الكوارث للمنظّمة بدأت في العام 1980. هنالك أكثر من خمسة عشر ألفًا من المتطوّعين الذين يجوبون الشوارع والمدارس والأسواق والبيوت وأماكن العمل وحتّى المطاعم لجمع التبرّعات. إنّ يوم الجوع وصندوق الكوارث للصليب الأحمر الفنلنديّ هما اختراعان فنلنديّان. في هذا الصندوق رصيد دائم مِقداره بضعة ملايين من اليورو. كما يتلقّى الصليب الأحمر الفنلنديّ المال من الحكومة الفنلنديّة ومن الشركات ومن الاتّحاد الأوروبيّ. يُقدَّم العون الماليّ بسرعة للمنكوبين في شتّى أرجاء المعمورة. وهنالك أكثر من ألفي خبير في مجالات متنوّعة من أطبّاء وممرّضات ومهندسين وخبراء اتّصال وإعلاميّين فنلنديّين، يكون نصفهم جاهزًا في غُضون بضع ساعات لمدّ العون للمحتاجين في أيّة بقعة في العالم. ويُعدّ هذا الكادر أحد أكبر مجموعات الإغاثة الجاهزة للعمل. ويذكر أنّ الصليب الأحمر الفنلنديّ يُرسل كلّ سنة أكثرَ من مائتي عامل إغاثة. مصدر أكثرَ من 90% من أموال صندوق الكوارث هو من الأفراد.

11) المقاومة السلبيّة السلميّة (لا أرى حاجة للفظة ”السلبية“) بقلم ستيڤ هكسلي (Steve Huxley) دكتور في العلوم السياسيّة، ص. 128-130. عمل القوميّون الروس في أواخر القرن التاسع عشر على ترويس فنلندا ثقافيًّا وإداريًّا بقيادة حاكم فنلندا الروسيّ ن. إ. بوبريكوف (N. I. Bobrikov). عارض الفنلنديون هذه الخُطّة بالطبع ونعتوها بانتحار فنلندا. قامت المقاومة الفنلنديّة على رفض التعاون وعلى الأُسلوب الدفاعيّ. حمل مَشعل المقاومة هذه أعضاء الجبهة الدستوريّة لأحزاب الشباب الفنلنديّين والسويديّين بتعاون وطيد رغم بعض الاختلاف المبدئيّ بين الطرفين. منظّمة Kagaali موّلت حركة المقاومة الفنلنديّة التي تمتّعت بفهم واسع لأسلوب المقاومة غير المسلّحة. وكان من أهمّ أساليب الدفاع الوطنيّ تعليم المواطنين والقيام بالاحتجاج ومقاطعة الروس ومواليهم الفنلنديّين اجتماعيًّا واقتصاديًّا. والجدير ذكره تفعيل شخصيّات أوروبيّة مشهورة لمؤازرة المقاومين الفنلنديّين المطالبين بالحقوق الدستوريّة. وهكذا وقّع ألف وخمسون شخصيّة كهذه على اثنتي عشرة عريضة لصالح فنلندا وأرسلوها لقيصر روسيا. وهذا حدَث فريد في بابه دوليًّا وتاريخيًّا بشأن تفعيل الرأي العامّ. وكانت لحركة المقاومة فروع في كلّ أنحاء فنلندا. كما أُسّست في الوقت ذاته صحافة سريّة لمكافحة الرقابة الرسميّة واستوردت أدبًا مقاوما. كما عارض الشبان الفنلنديّون الانخراطَ في الجيش الروسيّ ونجح إضراب المجنّدين في السنوات 1901-1904 ولم يشتركوا في الحرب بين روسيا واليابان. وفي العام 1905 توقّفت دعوات التجنيد وشارك معظم الفنلنديّين في الإضراب العامّ الشامل منقطع النظير والذي أدّى إلى تراجع القيصر. كان المهاتما غاندي (Mohandas/Mahatma Karamchand Gandhi) يُتابع ذلك الكفاح السلميّ الراقي والمتطوّر.

12) وساطة السلام وإرث مارتي أهْتيساري (Martti Ahtisaari) بقلم تويّا تالفيتيه (Tuija Talvitie) ص. 131-134. قصّة نجاح أهتيساري (رئيس فنلندا بين العامين 1994-2000)، الممثّل الخاصّ للأمم المتّحدة في ناميبيا في منع اندلاع حرب شاملة بين جنوب أفريقيا وناميبيا. تمتّع أهتيساري بمهارة في التفاوض والوساطة وأصبح أنجحَ وسيط سلام في العالم وحاز على جائزة نوبل للسلام في العام 2017. من الممكن تلخيص إرث أهتيساري في حلّ الأزمات بالنقاط التالية: بادىء ذي بدء توفّر الثقة بين المتنازعين والوسيط ذي السُّمعة الحسنة والقدرة والاستقلاليّة والحياديّة، ففنلندامعروفة بواقعيّتها وكانت حتّى وقت قريب معروفة عالميًّا بعيدة عن أيّ تحالف مع القِوى العظمى؛ توفّر دعم كبير للوسيط وفريقه المهنيّ الماهر وقد قال أهتيساري ”إذا تصوّر شخصٌ ما أنّه قادر على حلّ النزاعات وحده فهو على خطأ “؛ تحديد الهدف الرئيس الواقعيّ الواضح أوّلًا ثم خُطّة تحقيقه؛ إرادة حقيقيّة لتهيئة الظروف الملائمة لسلام دائم؛ إنّ غياب العنف مجرّد أحد معايير السلام؛ ومن أقوال أهتيساري ”لن نتخلّص أبدا من النزاعات بدون سياسات متساوية“؛ عمل ”مبادرة إدارة الأزمات “ يرتكز على قيم دول الشمال.

13) مؤرِّخون بلا حدود بقلم إيركّي تومي أويا (Erkki Tuomioja) وزير الخارجيّة في الأعوام 2000-2007، 2011-2015، رئيس شبكة-مؤرّخون بلا حدود، ص. 138-142. لا بدّ من معالجة أحداث التاريخ بموضوعيّة للوصول لمعاهدة سلام قابلة للحياة. كتابة تاريخ النزاع يجب أن يقبلها المتنازعون. ”ويمكننا أن نتخيّل كم هو صعب مثلًا كتابة تاريخ مشترك لقبرص فما بالك عن تاريخ الشرق الأوسط إذا وعند تحقّق سلام دائم بين إسرائيل وفلسطين“. التاريخ والسياسة متداخلان إلّا أنّ التاريخ السياسيّ حديث نسبيًّا، ظهر في ألمانيا تحت المصطلح Vergangenheitsbewaltigung (إدارة الماضي) وهو السبيل السليم للتعامل مع التاريخ الصعب لبلد ما. هذا لا يعني التلاعب بالتاريخ بل التعامل مع التاريخ كما هو بعقل مفتوح وقبوله. يظهر أنّ عدد الدول التي تعاملت مع تاريخها الخاصّ قليل جدًّا مقارنة بالعدد الكبير للدول التي لم تحتمل القيام بذلك مثل اليابان وروسيا. وثمّة دول كثيرة نعدّها ديموقراطيّة ليبراليّة لا تقبل ولا تتحمّل التدقيق النقديّ. استمرّ تجنيد المؤرّخين لدعم المشاعر القوميّة لمشروع فنلندا الكبرى حتّى بعد الاستقلال في العام 1917. ويَذكر الكاتب أنّه أُحبط من سوء الاستخدام العامّ للتاريخ. اِنطلقت جمعيّة المؤرّخين بلا حدود في فنلندا في حزيران 2015 ومن أعضائها أغلبية أساتذة التاريخ في جامعات فنلندا ومئات ممّن يعملون بشكل أو بآخرَ بموضوع القضايا والنزاعات التاريخيّة. تسعى جمعيّة ”مؤرّخون بلا حدود“ لاستخدام المعرفة التاريخيّة لزيادة التفاهم وتعزيز فُرَص منع اندلاع النزاعات.

14) رابطة الأدب الفنلنديّة بقلم توماس م. س. ليهتونين (Tuomas M. S. Lehtonen) الأمين العامّ لجمعية الأدب الفنلنديّة، ص. 145-146. تأسّست عام 1831 ثمّ تمّ تطوير مشروع fennomania لتعضيد قيم اللغة والثقافة الفنلنديّة، تحديث اللغة، إنتاج الأدب وتوثيق التقاليد الشعبيّة. تدوين التاريخ وبناء الهويّة القوميّة الفنلنديّة. حقّقت جمعيّة الأدب الفنلنديّ ذلك البرنامج عبر ابتكار ألفاظ جديدة، مشروع إعداد معجم وجمع التراث الشعبيّ بنشر ملحمة كاليڤالا ومجموعة الشعر الشعبيّة عازفة الكانتيلا وجائزة للأدب ونشر أعمال أدبيّة. وهكذا أصبح كلّ المجتمع متعلّمًا. وفي محيط الرابطة/الجمعيّة قامت الجمعيّات العلمية الناطقة بالفنلنديّة والكثير من معاهد العلوم الإنسانيّة ووُلد المسرح الوطنيّ والمؤسّسة الحزبيّة. تحوّلت الجمعيّة من بانية للمجتمع إلى منظّمة علميّة للذاكرة فدعمت في سنوات نشاطها المائة والثمانين فهم شخصيّة الفنلنديّ ووطّدت معرفة الأدب الفنلنديّ محليًّا وفي الخارج ونشرت قسمًا هامًّا من العلوم والأداب الفنلنديّة. كان هدف جمعيّة الأدب الفنلنديّة الدائم جعل الثقافة الفنلنديّة مفهومة للفنلنديّ والآخر.

15) المكتبات بقلم كارينا درومبيري (Kaarina Dromberg) وزيرة الثقافة 2002-2003، ص. 151-152. يحتفظ الفنلنديّ (والمقصود الفنلنديّة بالطبع دائمًا) بالرقم القياسيّ العالميّ في ارتياد المكتبات. معدّل زياراته السنويّة للمكتبة هو إحدى عشرة مرّة ويستعير سبعة عشر كتابًا تقريبًا وأشرطة صوتيّة. ويبلغ عدد الحاملين لبطاقات المكتبات حوالي ثلاثة ملايين. يذكر أنّ المكتبة هي مكوّن في طريقة حياة الفنلنديّ لأنّ المعرفة مقدّرة والشعب الفنلنديّ شعب قارىء. وفي المكتبات إضافة إلى الكتب الورقيّة الموسيقى وأشرطة مرئيّة والكتب الرقميّة (e books). وفي الكثير من المكتبات أجهزة الحاسوب والطابعات ثلاثيّة الأبعاد وجهاز لقياس ضغط الدم أو استعارة عُكّازات المشي أو استخدام ماكنة الخياطة. كما توفّر مكتبات كثيرة مكان اجتماع بالمجّان، إقامة حلقات سرد قصص للأطفال، مساعدة تلاميذ المدرسة في واجباتهم وكبار السنّ في استعمال الشبكة العنكبوتيّة وتقنيّات أُخرى. وهنالك في بعض المكتبات ما يُدعى بمقاهي اللغة للأجانب. توجد في كلّ بلديّة مكتبة عامّة أي قرابة الـثمانمائة مكتبة في شبكة وطنيّة. تقدّم المكتبات كلّ خدماتها مجّانًا وتوفّر للجميع إمكانيّة الوصول المتساوي للمعلومات وتدعم مشاركتهم في مجتمعهم.

16) التعليم المجّانيّ من الابتدائيّة إلى الجامعة بقلم سونيا كوسونين (Sonja Kosunen) مساعدة نيابة سابقة لوزير التعليم، ص. 156-158. من المعروف أنّ نظام التعليم في فنلندا يحظى بسُمعة عالميّة جيّدة لأنّه يتّسم بمثل هذه الخصائص: تعليم إلزاميّ ومجّانيّ، قواعد موحّدة لمخطّطات وطنيّة للتدريس، إدارة التعليم محلّي، ثقة كبيرة بكفاءات المعلّمين، مرونة المسار التعليميّ، الحصول على التعليم الأساسيّ بمستوى عالٍ في كلّ البلاد. قواعد التقويم موحّدة وواضحة في كلّ البلاد. تجري المنافسة على المقاعد الدراسيّة بناءً على العلامات النهائيّة ولا تأثيرَ للعلاقات أو المال أو السبق في الاختيار. وقد أحرز التلاميذ بسنّ الخامسة عشرة تفوّقًا دوليًّا على مستوى العالم في لغة الأمّْ والرياضيّات والعلوم الطبيعيّة. 92% من خرّيجي مرحلة التعليم الأساس يلتحق بالمرحلة الثانويّة والمهنيّة، بحسب إحصاء العام 2009.

17) تعليم وتدريب المعلّمين بقلم بايڤي ليبّونين (Päivi Lipponen) دكتوراة فلسفة، مدرسة التاريخ والعلوم الاجتماعيّة، عضوة برلمان، 2011-2015، ص. 159-161. لا ريبَ في أنّ نظام تعليم المعلّمين وتدريبهم هو الذي أدّى إلى التفوّق في PISA -Programme for International Student Assessment أي: برنامج التقييم الدوليّ للطلّاب. لمهنة/لرسالة التعليم في فنلندا مكانة مرموقة جدّا حيث احتلّت المركز الخامس في آخر استطلاع. أُقيمت المدارس الوطنيّة الأولى في منتصف القرن التاسع عشر وفيه أُنشئت شُعبة لتدريب المعلّمين في مدينة يوڤاسكولا. وأصبحت مهنة التدريس الأولى للنساء وحمل معلّمو المدارس الوطنيّة آنذاك الاسم ”شموع الشعب“ ولعبت تلك المدارس دورًا هامًّا في بناء المجتمع المدنيّ. ما زالت مهمّة المدرسة توفير القوّة العاملة وزيادة الوعي الوطنيّ. تشترط مؤهّلات المعلّم شهادة الماجستير ولا بدّ من الجمع بين النظريّة والتطبيق العمليّ. يتوجه إلى انتقاء مهنة التعليم الطلّاب الأكثر موهبة ولا بدّ من توفّر مهارات تربويّة وتدريسيّة عالية لدى المعلّم. ويجري التعليم التكميليّ الرقميّ للمعلّم في خلال عمله. يزور فنلندا باحثون ومدرّسون أجانب للاطلاع عن كثب على المنظومة التدريسيّة ويُدعى الخبراء الفنلنديّون لإلقاء المحاضرات في هذا الموضوع. والسؤال المحوريّ الذي أثاره الأجانب: ما سرّ معرفة القراءة والكتابة الجيّدة لدى الفنلنديّين؟ عدّة عوامل أدّت إلى ذلك: تعليم كلّ فئة عمريّة معًا مدّة تسع سنين؛ استقلاليّة المدارس في منهاج التعليم؛ الطالب يكون في مركز العمليّة التعليميّة ومساعدة الطالب الذي يواجه صعوبات؛ وجود تقليد قديم يقدّر عاليًا ثقافة معرفة القراءة والكتابة قولًا وفعلًا. كانت الكنيسة مدّة قرون مسؤولة عن التعليم التقليديّ للفنلنديّين وبموجب الكنيسة البروتستنتيّة على كلّ شخص أن يقرأ بنفسه الكتاب المقدّس وموادّ دينيّة أُخرى. وعليه فإنّ أوّل ما نُشر بالفنلنديّة كان كتاب الأبجديّة وكان ذلك في منتصف القرن السادس عشر. ويذكر أنّه في ستينيّات القرن السابع عشر صدر أمر يقضي بوجوب معرفة القراءة ولو بنحو بسيط قبل الزواج وقامت الكنيسة بالتدريس. وقد عُدّت معرفة البالغ للقراءة والكتابة قبل تأسيس التعليم الوطنيّ المنظّم قسمًا من متطلّبات المواطنة. يجب التنويه بأنّ الضغط الاجتماعيّ في دعم القراءة والكتابة كان قبل إصدار تشريعات إلزاميّة التعليم. القارىء الفنلنديّ مواظب على قراءة الكتب والجرائد وعدد ما في بيته من الكتب يفوق بكثير المعدّل الأوروبيّ، وعدد الصحف لدى كلّ فنلنديّ هو من الأعلى في العالم. تعدّ رفوف المكتبة جزء من أثاث المنزل وثمة تقليد في إهداء الكتب في مناسبات عديدة. وأخيرًا نذكر باص المكتبة أو المكتبات المتنقلة في المدن والريف في أوقات معيّنة لاستعارة الكتب وإعادتها بعد وقت محدّد.

18) التعليم الطوعيّ للكبار بقلم يوكّا غوستافسون (Jukka Gustafsson) وزير التعليم 2011- 2013، عضو في البرلمان 1987، ص. 174-177. يشارك أكثرُ من مليون بالغ في فنلندا، حوالي خُمس سكّان البلاد في برامج تعليميّة للكبار كلّ عام وهذا رقم لا نظير له في العالم. ويحتل الفنلنديّون مكان الصدارة في نتائج برنامج التقييم العالميّ لكفاءات الكبار -PIAAC - Programme for the International Assessment of Adult Competencies. تساهم الحكومة بـ 50% -65% من تكاليف هذا التعليم. تعود بداية هذا التثقيف الطوعيّ إلى القرن التاسع عشر إذ عملت حركات مختلفة تُعنى بالصحوة الدينيّة وبالامتناع عن تناول المشروبات الروحيّة وبالعمّال وبالتثقيف وتمخّض عنها نشوء مجتمع ديموقراطيّ عادل ومتساو. وصل عدد مؤسّسات هذا التعليم الطوعيّ في العام 2014 إلى 313 ,187 معهدًا للكبار و 80 مدرسة شعبيّة ثانويّة وعشرين جامعة صيفيّة و 14 معهد رياضيّ و 12 مركز للدراسة. شبكة مراكز التعليم هذه متوفّرة في كلّ أنحاء فنلندا. التعليم الجامعيّ المفتوح ومناهج الجامعات الصيفيّة متاحة للجميع مجّانًا وبدون أيّة شروط. وفي النهاية يكتب الكاتب ”نتمنّى التعلّم مدى الحياة لفنلندا وللعالم“.

19) أسلوب العلامات الموسيقيّة المرسومة بقلم ماشيكو يامادا (Machiko Yamada) دكتو في الفلسفة، ص. 178-179. وضع هذه العلامات كارلو أُوسيتالو (Kaarlo Uusitalo) في العام 1996 وبدأ بتطبيقها مع معلّم الموسيقى ماركو كايكّونين (Markku Kaikonen) للمعوقّين عقليًّا وأسّسا مركزًا للخدمات الموسيقيّة الخاصّة في هلسنكي- Resonaari. هذا الأسلوب قسّم العلامات الموسيقيّة إلى بضعة أشكال وألوان. وقد ساعدت هذه العلامات المعوّقين على تطوير قدرتهم الاجتماعيّة والانخراط في المجتمع. وتبيّن أنّ هذا الأسلوب الجديد يصلح للأطفال الصغار أيضًا. وهنالك في اليابان تجربة تعليم هذه العلامات للكبار . ويُستخدم هذا الأسلوب في إستونيا وإيطاليا واليابان وإيرلندا ولاتڤيا وهنالك كتب لتعليم هذه العلامات الموسيقيّة المرسومة في فنلندا وإستونيا وإيطاليا.

20) صياغة الحكايات الفنلنديّة بقلم مونيكا ريهيلا (Monika Riihelä) دكتوراة في العلوم السياسية، عالمة نفسانيّة، ص. 180-181. طوّرت الكاتبة هذه الطريقة في خلق الحكايات في ثمانينيّات القرن العشرين مع الأطفال وهي مكوّنة من مراحلَ أربع: تقويم الاستماع الحرّ؛ تسجيل دقيق للحكاية؛ قراءة الحكاية؛ تصحيح ما يطلبه الراوي. للطفل كامل الحريّة في قصّ ما يريد وكما يرغب. ويقوم هذا الأسلوب على الواقع بأنّ لكلّ واحد تجاربه الخاصّة إضافة إلى المعلومات العامّة. تدلّ الدراسات على أنّ هذه الطريقة تجعل ثقافة الحوار أكثر ديمقراطيّة. الصامت يُسمع صوته والثرثار يستمع كما تتمّ عمليّة التعارف على أُسس جديدة. بعض الأطفال يتعلّمون بهذه الطريقة مهارتي القراءة والكتابة واكتسبوا الثقة بأنّ هناك من يُصغي ويفهم. مثل هذه الحكايات تساهم في تعميق الوعي بالثقافات الأخرى. ومن الأمثلة على ذلك تبادل الحكايات بين الفنلنديّين والفلسطينيّين وشعوب أُخرى. وقد طُبّقت هذه الطريقة لدى أعمار متنوّعة في أماكنَ مختلفة كدور الحضانة والمدارس والمستشفيات ودور العجزة. (انظر مثلًا: أطفال فلسطسنيّون من سوريا يحكون حكاياتهم https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=440391).

21) المراكز الاستشاريّة للأُمومة والطفولة بقلم ماريوكّا ماكيلا (Marjukka Mäkelä) أُستاذة فخريّة في مؤسّسة الرعاية الصحيّة والرفاه، ص. 189-191. كان معدّل وفيات الرضّع في فنلندا في العام 2015, 0.17% وهو الأقلّ في العالَم. وانخفضت وفيات الأمّهات إلى واحدة لكلّ عشرين ألف ولادة. يذكر أنّ خدمات الاستشارات المجّانيّة للجميع ساهمت كثيرا في ذلك.

22) سلامة الصحّة في العمل بقلم يورما رنتاينين (Jorma Rantanen) المدير العامّ الفخريّ لمعهد الصحّة المهنيّة، ص. 195-199. يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر. منذ العام 1770 عندما كانت فنلندا تحت حكم السويد نصّت القوانين على هذه السلامة إذ حظر عمل الطفل قبل عمر الأربع عشرة سنة. ووَفق المرسوم الملكيّ السويديّ لسنة 1805 كان على الفلّاح القيام برعاية أُجرائه. وفي العام 1889 وُضعت الأنظمة لكلّ العمّال بصدد السلامة في العمل. وقال االبروفيسور ي. چ. پالمين (E. G. Palmén) ”إن رأس المال الوطنيّ الذي هو أثمن رأس مال وطنيّ هو التقدّم الجسديّ والماديّ لطبقتنا العاملة “. لقد نصّ أوّل دستور لفنلندا في العام 1919 في البند 6 (2) على ”إنّ القوّة العاملة الوطنيّة تخضع للحماية الخاصّة للدولة“ وقد حوفظ على ذلك في كلّ الصيغ اللاحقة. في عشرينيّات وثلاثينيّات القرن العشرين طوّرت التشريعات بمرور السنين لا سيّما في سبعينيّات القرن العشرين وعُدّت السلامة في العمل أداة هامّة للمساواة واعتبرت المشاركة في العمل عاملًا مهمًّا في استقلال المرأة وتحرّرها، وكلّ هذا جعل فنلندا في المقدّمة في العالم. وفي العام 1977 سُنّ قانون الصحّة في العمل وهو فريد في نوعه في العالم. تعدّ كثافة مفتّشي العمل في فنلندا الأعلى في أوروبا أكثر من ستّين ألفا. منذ سبعينيّات القرن المنصرم قلّلت فنلندا عدد حوادث الوفاة في العمل بأكثرَ من 85%، وتحتلّ المركز الخامس في الاتّحاد الأورربيّ. ويذكر أنّ الدولة أمّنت الرعاية الطبيّة لبُناة قلعة سومينلنّا (Suomenlinna) المعروفة في منتصف القرن الثامن عشر وبنّائي قناة سايما (Saimaan kanava) بعد ذلمك بقرن. في العام 1978 سُنّ أكثرُ القوانين تطوّرًا في الرعاية الصحيّة المهنيّة في العالم. بموجبه على صاحب العمل توفير هذه الرعاية على نفقته لكلّ العاملين عنده. تشكّل السلامة والصحّة المهنية تحدّيات جديدة للعولمة.

23) تنصيف عدد وفيات حوادث السيْر بقلم بيكّا تاريانّه (Pekka Tarjanne) وزير المواصلات 1972-1975، ص. 200- 202. بلغ عدد تلك الوفيات في أواخر ستينيّات القرن الماضي ألفًا ومائتين تقريبًا سنويّْا. كان الكاتب عضوًا في اللجنة التي شكّلتها الحكومة لمعالجة المشكلة. وتمخّض عملها عن: تحديد السرعة القصوى في الشوارع العامّة؛ استخدام إلزاميّ لحِزام الأمان؛ وجوب استخدام سائق الدراجة الناريّة للخوذة؛ جُدّدت تقاطعات الطرق؛ إنشاء ستّمائة كم من مسارات الدرّاجات الهوائيّة في المراكز الحضريّة؛ إصلاح البيئة المروريّة في المدن؛ تحديث خطوط السكك الحديديّة. ولقد تغيّر نمط التفكير، فبينما ظُنّ سابقًا بأنّ أسباب حوادث المرور تعود أوّلًا للسائق، ثانيًا للطريق وثالثًا لنوع المركبة أصبح السبب الرئيس هو البيئة المروريّة. كما نوقشت أمور أُخرى مثل دور المدرسة، حملات التوعية العامّة، السائق المنهك والسكران. في غضون خمس سنوات انخفضت الوفيات إلى النصف 600. وفي العام 2016 توفّي في حوادث السير 240 إنسانًا.

24) مشروع كاريليا الشماليّة بقلم بيكّا بوسكا (Pekka Puska) المدير الفخريّ لمعهد الصحّة والرفاه، ص. 203-206. وصل عدد الوفيات في فنلندا في القرن الماضي لا سيّما بين الرجال إلى الأعلى في العالم. بدأت الإجراءات الفعّالة المعروفة بمشروع كاريليا الشماليّة لمعالجة الوضع في مستهلّ العام 1971، آنذاك كانت أمراض القلب والشرايين السبب الأوّل للوفاة في المجتمع الصناعيّ. أسلوب المعيشة أدّى إلى تلك الحالة الصحيّة في كاريليا نتيجة الغذاء الغنيّ بالدهون المشبعة كالزُبدة والحليب الدسم والملح والتدخين الشائع وقلّة استهلاك الخضراوات. بدئ بالعمل الوقائيّ وبالتجارب والاستفادة من التجارب المتراكمة عبر السنين حتى العام 1997 حتّى حقّق المشروع كلّ أهدافه بل وأكثر. تقلّص التدخين لدى الرجال بنحو كبير؛ تغيّر واضح في نوعيّة الدهون وكمّيّتها نحو الأفضل، فمثلًا استعمل أكثرُ من 80% من السكّان في العام 1972 الزبدة على الخبز أمّا في العام 1997 فانخفضت النسبة إلى أقلَّ من 10%. وهكذا اِنخفض مستوى الكولسترول السيّء LDL بنسبة 20% ومستوى ضغط الدم كذلك. وهكذا كسب الفنلنديّ/ة عشر سنوات صحّية إضافيّة لعمره/ا. صار مشروع كاريليا مثالًا يُحتذى به دوليًّا. فأمراض القلب وأخرى مزمنة تشكّل أكثر من 60% من الوفيات في العالم.
25) مشروع مرض انفصام الشخصيّة بقلم أوريو أُلڤي آلانين (Yrjö Olavi Alanen) أستاذ فخريّ في علم النفس، ص. 207-210. في العام 1980 كانت نسبة عدد الأسرّة للمرضى النفسيّين 4,2 لكلّ ألف نسمة وهذا كان يعني أنّ فنلندا احتلّت المرتبة الثانية بعد إيرلندا. قام آلانين مع زملاء له بتطوير برنامج علاج نفسيّ لهؤلاء المرضى ركّز على الفرد والأسرة وانتشر ذلك النموذج في بعض البلدان. كما طوّر الأُستاذ إريك أنتّينن (Erik Einar Anttinen) وزملاؤه برنامج إعادة تأهيل المرضى المزمنين. ونتيجة لذلك انخفض عدد المرضى المزمنين الجُدد في خلال السنين 1982 و 1992 بنسبة 60% وعدد القدامى بـ 70% وغدت نسبة الأسرّة 1,9لكلّ ألف مواطن.

26) منع الانتحار بقلم كريستيان فالبيك (Kristian Wahlbeck) مدير التطوير في معهد الصحّة النفسيّة الفنلنديّة، ص. 211-213. الانتحار معضلة عالميّة. يقدّر عدد المنتحرين سنويًّا أكثر من ثمانمائة ألف شخص. معدّل وفيات الانتحار في سبعينيّات القرن الماضي بين الذكور فوق سنّ الرابعة عشرة ستين حالة لكلّ مائة ألف نسمة. شُكّلت لجنة عام 1974 لإعداد برنامج وطنيّ وهو الأوّل في العالم للحدّ من عمليّات الانتحار. أكّد البرنامج على العوامل النفسيّة والاجتماعيّة والبشريّة للانتحار. هنالك اليوم اثنان وعشرون مركزًا مجّانيًّا لمعالجة الأزمات النفسيّة. بحلول العام 2015 انخفض عدد الانتحارات إلى النصف مقارنة بالعام 1990 وهو الأسوأ في القرن العشرين. وهكذا انتقلت فنلندا وَفق الإحصاءات الأوروبيّة من الأعلى إلى الوسط. يلاحظ أنّ الانتحار شائعٌ في الطبقات الأكثر تدَنّيًا اجتماعيًّا واقتصاديًّا. حالة التهميش مرتبطة بقوّة بالانتحار. كانت زيادة في استهلاك أدوية ضدّ الاكتئاب في فترة انخفاض حالات الانتحار والدراسات لا تشير إلى وجود علاقة عامّة بينهما. من جهة أُخرى يظهر أنّ انخفاض استهلاك الكحول قد أثّر إيجابيًّا.

27) قانون التبغ والإجراءات القضائيّة ضدّ شركات التبغ بقلم ميرڤي هارا (Mervi Hara) المديرة التنفيذيّة لجمعية ASH (Action on Smoking and Health. انخفض التدخين في فنلندا بانتظام منذ العام 1978. أجبر البرلمان الحكومةَ في مستهلّ ستينيّات القرن الفائت على القيام بخطوات تشريعيّة عاجلة للحدّ من أضرار التبغ وبهذا تكون فنلندا من الدول الأولى في هذا الشأن . فقانون تبغ العام 1976 وتعديلاته اللاحقة فيها حظر الدعاية للتبغ ووضع تحذيرات واضحة عن مخاطر التدخين ومنعه في المدارس ووسائل المواصلات العامّة وفي المرافق العامّة، منع بيع تبغ المضغ، رفع سنّ شراء التبغ لثماني عشرة سنة. تعدّ فنلندا الدولة الأولى والوحيدة حتّى الآن التي سنّت قوانين ترمي إلى إنهاء استخدام منتجات التبغ وأُخرى فيها نيكوتين كالسجائر الإلكترونيّة. وكان الهدف بألّا يزيد عدد المستخدمين لهذه المنتجات بحلول سنة 2030 على الـ 5%. منع التدخين في السيّارة الخاصّة التي يتواجد فيها أشخاص أقلّ من خمسة عشر عاما. كانت فنلندا أوّل دولة في أوروبا حمّلت شركات التبغ مسؤوليّة الأمراض الناجمة عن منتجاتها. بالرغم من فشل التقاضي فإنّه ساهم في زيادة الوعي ضد أخطار التبغ.

28) مؤسّسة ”Y“ أي yksin = وحيد - المسكن أوّلًا بقلم يوها كاكينين (Juha Kaakinen) المدير التنفيذيّ لمؤسّسة ”Y“ ص. 233-235. المسكن مِفتاح الحياة الكريمة والنموّ البشريّ والسلم الاجتماعيّ. أُسّست هذه المؤسّسة عام 1985 في أعقاب تفاقم ظاهرة التسكّع والتشرّد، غالبًا في أوساط الرجال المطلّقين والعاطلين عن العمل، فسياسات الإسكان تركّز على العائلات. تدعم هذه المؤسّسةَ جمعيّةُ الصحّة النفسيّة الفنلنديّة والصليب الأحمر الفنلنديّ ومجلس الكنيسة ورابطة صناعة البناء الفنلنديّة والبلديّات الفنلنديّة. عملت هذه المجموعة التعاونيّة الواسعة لأكثرَ من خمس وعشرين سنة. تشتري مؤسّسة ”Y“ الشقق السكنيّة ذات الغرفة الواحدة وتبني مساكن للإيجار. وصل عدد المشرّدين عام 1987 حوالي عشرين ألفًا وتقلّص هذا العدد في العام 2016 إلى 6700. وتشارك المؤسّسة إضافة لتشييد المساكن بأسعار معقولة في تطوير خدمات الإسكان وتنادي بشعار ”السكن أوّلًا“. والمؤسّسة نشيطة في مؤسّسة الاتّحاد الأوروبيّ للمنظّمات الوطنيّة العاملة مع المشرّدين FEANTSA - Fédération Européenne d Associations Nationales Travaillant avec les Sans-Abri، الاتّحاد الأوروبيّ للمنظّمات الوطنيّة العاملة مع المشرَّدين).

29) أحوال الروما/الغََجَر بقلم كوَستي سُوَن أويا (Kyösti Suonoja) أُستاذ محاضِر، رئيس بعثة الروما 2004-2006، ص. 241-244. في أواخر القرن السادس عشر جاء الروما من السويد وروسيا إلى فنلندا وعوملوا كما في كلّ أوروبا معاملة سيّئة إذ اعتبرت حياتهم وثقافتهم ولغتهم دخيلة. يبلغ عددهم عشرة آلاف نسمة وحوالي نصف البالغين لا عمل لهم. في بدايات القرن العشرين سعت فنلندا إلى صهْر الروما بالمجتمع الفنلنديّ. تمثّلت قضية الغجر بانعدام السكن. ورد في مذكّرة اللجنة الدستوريّة في عام 1992: للجميع الحقّ في حماية متساوية في القانون بخصوص اللغة والثقافة. وجاء في إصلاح قانون الدستور حيّز التنفيذ: لا ينبغي وضع أيّ شخص في موقف غير متكافىء بدون حُجَج مقبولة على أساس النوع أو الأصل أو اللغة أو الدين أو المعتقد أو الرأي أو الحالة أو الإعاقة أو أيّ سبب شخصيّ آخر. ووَفق تشريعات تعليم اللغة الأمّ في المدارس يحُِقّ للناطقين بلغة السامي أو لغة الروما أو لغة الإشارة أو لغات المهاجرين الحصول على ساعتين على الأقلّ أُسبوعيًّا لتعلّم لغاتهم القوميّة. ثمّة لجنة للغة الروما في مركز أبحاث اللغات الوطنيّة في العام 1996 وهدفها تطوير لغة الروما والحفاظ عليها وإجراء الأبحاث فيها. للغجر اليوم في فنلندا حقوق وواجبات مواطنة كاملة وهم يرون أنفسَهم فنلنديّين وغجرًا في الوقت ذاته، وهكذا يراهم الفنلنديّون. ينتمي معظم الغجر إلى الكنيسة اللوثريّة. الجدير ذكره أنّ الكلّ متساوون أمام القانون إلّا أنّ المجتمع ما زال محتفظًا بنفس الريبة القديمة حِيالَ الروما. نتيجة لتدنّي مستوى الروما التعليميّ والتدريبيّ فإنّ وضعهم الاجتماعيّ والماديّ أضعف من الفنلنديّين. تحسّن مستوى التعليم لدى شباب الغجر في السنوات الأخيرة بنحو ملحوظ. وفي الجامعة برنامج لتعليم لغة وثقافة الروما. وفي العام 2012 نشرت جمعيّة الأدب الفنلنديّ كتابًا عُنوانه ”تاريخ غجر فنلندا“؛ والموسيقى الغجريّة حيّة وظاهرة بقوّة.
(اُنظر: https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=210760).

30) إجازة الأبوّة بقلم يوهانّس كوسكينين (Johannes Koskinen) وزير العدل 1999-2005، رئيس اللجنة الدستوريّة النيابيّة 2011-2015، عضو مجلس إدارة البنك الأوروبيّ لإعادة الإعمار والتطوير 2015، ص. 259-261. تُعدّ دول الشمال رائدة في الاتّحاد الأوروبيّ بخصوص ما يحصُل عليه الوالدان من منافعَ، إجازة مدفوعة للأُبوّة، المسمّاة إجازة التفرّغ الأبويّ منذ العام 1978. تدفع إعانة الوالدين في فنلندا لمدّة مائتين وثلاثة وستّين يوم عمل، المائة وخمسة أيّام عمل الأولى منها للأمّ والباقية تدفع للأمّ أو للأب. ويمكن للأب أيضًا الحصول على إعانة الأبوّة لمدّة 54 يوم عمل وتدعى إجازة التفرّغ الأبويّ ويجب أن يجري ذلك قبل بلوغ الطفل سنّ الثانية. ويمكن للأب استغلال إجازة ثلاثة أسابيعَ بالتزامن مع الأمّ ويجري هذا عادة بعد الولادة مباشرة.

31) وجبة الغداء المدرسيّة المجّانيّة بقلم كيرسي لندروس (Kirsi Lindroos) مديرة المجلس الوطنيّ الفنلنديّ للتعليم 2003-2007، ص. 265-267. يحظى طلّاب المدرسة الابتدائيّة والثانويّة والتعليم المهنيّ في فنلندا بوجبة غداء ساخنة بالمجّان في خلال اليوم الدراسيّ. ولهذا النهج تاريخ طويل وخلفيّة قانونيّة عمرها أكثر من قرن من الزمان. أُدركت أهميّة التغذية المدرسيّة في تعزيز التعليم منذ القرن السابع عشر في فنلندا وعُدّت المطابخ المدرسيّة ضروريّة لنجاح تعلّم اللغة اللاتينيّة. بدأت الدولة في دعم هذه التغذية في العام 1913. وقد أقرّ عام 1943 في فنلندا ولأوّل مرّة في العالم قانون لتقديم وجبات الطعام المجّانيّة للتلاميذ. تتكوّن وجبة الطعام المدرسيّة من الطعام الساخن والسلطة والخضراوات المبروشة والفاكهة والخبز والزبدة والمشروبات الخفيفة. وتعتبر هذه الوجبة من أهمّ عوامل النجاح في التعليم والخبرة والرفاهية. (اُنظر: https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=348963).

32) محاربة الفقر بقلم هيكّي هيلامو (Heikki Hiilamo) أُستاذ السياسة الاجتماعيّة في جامعة هلسنكي، ص.279-281. كانت فنلندا مدّة طويلة دولة نائيةً وفقيرة، فقد كان كلّ سكّان الريف في بدايات القرن التاسع عشر يخبزون لحاء الشجر (pettuleipä). الكنيسة كانت سبّاقة في رعاية الفقراء ثم جاءت البلديّات في العام 1879. ابتاعت أو استأجرت البلديّات في القرن التاسع عشر وبدايات العشرين الأبقار لصالح العائلات الفقيرة، فانخرطت في الحياة الزراعيّة. بناء دولة الرفاه في فنلندا في سبعينيّات ولا سيّما ثمانينيّات القرن العشرين، كان معناه نجاح معالجة الفقر وانخفاض حادّ في تفاوتات الدخل. بحلول بداية تسعينيّات القرن الماضي أصبح الفقر في خبر كان، اللهمّ باستثناء المهمّشين، بعد تطوير سلسلة من الضمانات الاجتماعيّة ضدّ البِطالة والمرض والشيخوخة واتّباع سياسة المساواة بين الجنسين والرعاية النهاريّة للأطفال ودعم الدخل وإعانات البِطالة والاعتماد على الضمان الاجتماعيّ. تحظى مكافحة الفقر بقاعدة تشريعيّة قويّة فقد ورد في صياغة المادّة 19 من الدستور الفنلنديّ ”يحقّ لكلّ شخص غير قادر على العمل الحصول على الضمانة المطلوبة للحياة الكريمة أي الحصول على دخل الإعالة والرعاية الكافيين للحياة “. وهكذا غدا دعم الإعالة حقًّا قويًّا بنحو استثنائيّ في فنلندا. الفقر النسبيّ في فنلندا أقلّ من المتوسّط في دول الاتّحاد الأوروبيّ.

33) لينوكس LINUX بقلم يركي ي. ي. كاسفي ( Jyrki J. J. Kasvi) دكتوراة في التقنيّات، عضو برلمان 2003-2011 و
2015، ص. 311-313. عندما بدأ مهندس البرمجيّات الفنلنديّ، لينوس تورفالدس (Linus Torvalds)، ابن الواحد والعشرين عامًا بتطوير نواة نظام لتشغيل الحواسيب على أساس منظومة يونيكس (Unix) في العام 1990 لم يتخيّل بأنّه كان يتحدّى مايكروسوفت عملاق البرمجة في العالم. يرجع نجاح لينوكس إلى قرار تورفالدس وضع شيفرة المصدر (Source Code) لنسخة لينوكس الأولى على شبكة المعلومات العالميّة لتحميلها واستخدامها وتطويرها بحريّة وطلب في المقابل كتابة التعليقات. وصل سيل من التعليقات وسُرعان ما باشر آلاف الأشخاص من تسعين بلدًا بالعمل التطوّعي مع لينوكس. إنّ ابتكار لينوكس الأهمّ لم يكن تقنيًّا بل اجتماعيًّا. وتمخّض عن مجتمع لينوكس إقامة منظّمة فعّالة ومبتكرة للتطوير. وبوسع أيّ شخص تعديل البرنامج بشرط توفّر شيفرة المصدر المعدّلة للجميع. ويُعرف نظام لينوكس بسرعته ودقّته. وتستخدم 70% من الحواسيب الخمسمائة الأسرع في العالم لينوكس كنظام تشغيل لها. اِستعمال هذا النظام في الحواسيب الشخصيّة ما زال قليلًا لأنّ ذلك يتطلّب خبرة جيّدة بتقنيّات الحاسوب.

34) الرسائل النصيّة بقلم ماتي ماكّونين (Matti Makkonen) مطوّر هذه الرسائل، ص. 314-316. هنالك ما يربو عن ثلاثة مليارات مستخدم في العالم لخدمة الرسائل القصيرة SMS - short message service - خدمة الرسالة القصيرة.

35) الزجاجة الحارقة/المولوتوڤ (على اسم وزير خارجيّة الاتّحاد السوفياتيّ) بقلم هيكّي كوسكي (Heikki Koski) المدير العام لشركة المشروبات الروحيّة الحكوميّة 1982-1994، وزير الداخليّة 1975. اُستعملت هذه الزجاجة المكوّنة من فضلات الكحول والبنزين والكيروسين والقطران في حرب الشتاء عام 1939 ضد الدبّابات السوفياتيّة. تمكّن سبع وثمانون امرأة وخمسة رجال من تعبئة 542,194 زجاجة مولوتوڤ في مصنع راياماكي (Rajamäki) في غُضون حرب الشتاء.

36) العمل التطوّعي الجماعيّ بقلم رينو هيَربّه (Reino Hjerppe) المدير العام الفخريّ للمركز الحكوميّ للأبحاث الاقتصاديّة، ص. 323-325. في هذا العمل يتجمّع الجيران والأصدقاء والأقارب لإنجاز عمل كبير. يقدَّمُ للمشاركين في العمل الطعام والشراب الجيدان ثمّ الاستحمام في الساونا فحفلة رقص جماعيّ. هذا العمل ساهم في زيادة الإنتاج من ناحية وفي تعزيز روح الجماعة والتعاون من الأخرى. شمل هذا العمل التطوّعيّ كلّ مجالات الحياة بالتقريب وعادة في الزراعة مثل الحصاد وتحضير القشّ وجمع البطاطا. وثمّة اتّفاق متبادل وغير معلَن بين المشاركين في هذا العمل الجماعيّ التطوّعيّ بحصول كلّ واحد منهم في يوم ما على هذه المساعدة. توجد اليوم فعّاليّات تطوّعيّة في المدن، فمثلًا هنالك في هلسنكي ما يُدعى باسم ”يوم القُمامة“ حيث يقوم المشاركون بالتقاط القُمامة من الحدائق والشوارع ولهلسنكي ستّمائة ”عرّاب حديقة“ تزوّدهم البلديّة بملاقط. كما توفّر البلديّة للمشاركين بَصَلات الأزهار لزرعها في المتنزّهات وجوانب الطرق. تكافىء البلديّة أولئك المتطوّعين فتدعوهم إلى الاحتفالات والأفلام السينمائيّة. روح التطوّع ظاهرة سائدة ومقدّرة في فنلندا. ففي آذار 2017 تطوّع ألفان وسبعمائة شخص في بطولة التزلّج العالميّة في مدينة لاهتي (Lahti) وكانت مكافأتهم الرمزيّة الحصول على بِذلة رياضيّة من المسابقة.

37) الساونا/الحمّام الفنلنديّ بقلم لاسِّه ڤينيكّا (Lasse Viinikka) الرئيس الفخريّ لجمعيّة الساونا الفنلنديّة، ص. 326-328. يبدو أنّ الحمّام البخاريّ ”الساونا، Sauna“ هو المكان الأشدّ حرارة في العالم، يستحمّ فيه الشخص عن طواعية. يقدّر عدد هذه الحمّامات في فنلندا بثلاثة ملايين وهي سِمة من سمات فنلندا الأبرز، ويقال إنّ لفظة الساونا قد دخلت في أكثرَ من مائة لغة. قد لا يكون الفنلنديّون مخترعي هذا الحمّام إلّا أنّ هذه الخاصيّة غدت ملتصقة بهم. حيكت حول الساونا الأساطيرُ وعُدّت مكانًا مقدّسًا. ثمّة مثل فنلنديّ معناه ”يجب أن تتصرّف في الساونا كما لو كنت في الكنيسة“. للساونا حضور ملحوظ في شتّى نواحي الثقافة الفنلنديّة، فمثلًا أُعدّت أكثرُ من عشرين أُطروحة دكتوراة ونُشرت مئات الدراسات الأُخرى حول تأثير الساونا على الصحّة. وقد وردت لفظة الساونا عشرات المرّات في الكاليڤالا - الملحمة الفنلنديّة ووصفها جميع الكتّاب الكبار في فنلندا. يشمُل الاستحمام في الساونا تناوبًا بين السُّخونة والبُرودة، في غرفة البخار يُسخّن مَوْقِد الحجارة الكهربائيّ لدرجة بين 80-100 لمدّة 10-15 دقيقة ويرشّ الماء على الموقد فيتصاعد البخار ويضرب المستحمّ جسمه بأُضمومة من أغصان البتولا ذات الرائحة الزكيّة. ويبرِّد المستحمّ جسمَه بانتقاله إلى ماء بارد أو برشّ الماء أو السباحة أو حتّى التدحرج على الثلج. يبدأ الفنلنديّ باستحمام الساونا بعمر أربعة أشهر ونصف كمعدّل ويستمرّ بمعدّل مرّة أسبوعيًّا حتّى الشيخوخة. لعبت السانا في الماضي دورًا مهمًّا ففيها تمّت الولادة، إعداد الطعام، خياطة الملابس، الاعتناء بالمريض، تحضير المتوفّى للدفن. في الوقت الراهن يعتبر الفنلنديّ الساونا كمكان للاسترخاء. وقال أورهو كيكّونين (Urho Kekkonen, 1900-1986)، الرئيس الأسبق عن الساونا ”أسترخي جسديًّا في الساونا وأنتعش نفسيًّا ويولّد الجوّ الهادىء في الساونا بسهولة الشعور بالتناغم. الحياة بدون الساونا تبدو لي مستحيلة“. (اُنظر: https://elsoumoudelcharif.ahlamontada.com/t8112-topic)

38) صيد السمك في الجليد بقلم كاري رايامكي (Kari Rajamäki) وزير الداخليّة 2003-2007، عضو برلمان 1983-2015، ص. 343-345. اِنتهى العصر الجليديّ في فنلندا قبل حوالي تسعة آلاف وخمسمائة سنة. وعرف الصيّادون الأوغرو- فنلنديّون الذين وصلوا فنلندا قبل ثمانية آلاف وخمسمائة سنة قيمة صيد السمك وبدؤوا بالصيد قبل أربعة آلاف عام على الأقلّ. هذا النوع من الصيد أصبح في نطاق الحقّ العامّ لحريّة المرور منذ العام 1997 ويبلغ عدد هؤلاء الصيّادين مليونًا ونصف المليون وهم مزوّدون بالمعدّات الحديثة.

39) رياضة المشي الشماليّ بقلم ايرو أكآن- بينتيلا (Eero Akaan-Penttilä) عضو البرلمان ورئيس قسم المشي الشماليّ فيه 1999-2011، ص. 352-354. إنّه المشي باسخدام عَصَوين خاصّتين تناسبان طول المستخدم تشبهان عُِصيّ التزحلق على الجليد (اسمهما بالفنلنديّة sauvat). أكثر من مليون ونصف المليون شخص في فنلندا قد جرّبوا هذا النمط من المشي. اِنتشرت هذه الرياضة الفنلنديّة في أقطار عديدة في العالم. تعود بداية هذه الرياضة إلى ثمانينيّات القرن الماضي مع العِلم بأنّ استخدام الإنسان لعصا في المشي موغلٌ في القِدم فها بولس الرسول استعملها. توسّعت الهواية بالعُكّازتين في منتصف تسعينيّات القرن الفائت. أظهرت الأبحاث عن نمط هذا المشي فوائدَ مدهشة للصحّة. ومن المفيد الإشارة إلى أنّ الثِّقْل على الرُّكبتين يقلّ بنسبة 30%. تصلُح هواية المشي هذه لكلّ الأعمار والمشي مرّتين أُسبوعيًّا بواقع ساعة في كلّ مرّة يحافظ على اللياقة البدنيّة والصحّة النفسيّة وتتحسّن بزيادة الوقت.

40) المراحيض الجافّة بقلم أستا رايلا (Asta Rajala) الرئيسة السابقة للجمعيّة الفنلنديّة للمراحيض الجافّة، ص. 361-362. يستعمل هذه المراحيضَ قُرابةُ المليون شخص في فنلندا في منازلهم الصيفيّة. معالجة فضَلات الإنسان ما زالت قضيّةً تبحث عن حلّ دائم. شخص واحد فقط من كلّ خمسة في العالَم يعيش في مناطقَ فيها أنابيب صرف صحّيّ وترتبط نصف شبكات الصرف فقط بوَحَدات ملائمة لمعالجة مياه الصرف الصحّيّ. ثُلث سكّان العالم لم يستخدم المرحاض في حياته. يذكَر أنّ نصف الميزانيّات الضئيلة في الدول النامية تُصرف على العناية بأمراض الإسهال والأمراض المعدية الناجمة عن البِراز. إنّ الماء القذر سفّاحٌ يحصُِد بين خمسة آلاف وستّة آلاف طفل يوميًّا. تشجّع الجمعيّة الفنلنديّة للمراحيض الجافّة Huussi أهدافَ التنمية المستدامة للأمم المتّحدة، ومنها تخفيض الأمراض والجوع والفقر. عقدتِ الجمعيّة مؤتمرها الدوليّ الخامس في العام 2015 في فنلندا وبحث موضوع الصرف الصحّيّ.

أُكرّر وأقول بأنّ هذا الكتاب جديرٌ بالقراءة والدراسة في كلّ قطر عربيّ يطمَح مواطنوه إلى حياة أفضل اجتماعيًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا. هنا لم أتطرّق إلى موضوع تقييم هذه الترجمة العربيّة عن الترجمة الإنچليزيّة ولأيّ مدًى تمثّل الترجمة العربيّة هذه الأصل الفنلنديّ (اُنظر مثلًا بداية الابتكار رقم 80، الائتمان الاجتماعي) فمن البدهيّ أنّ الترجمة تبتعد عن الأصل كلّما كانت غير مباشرة ومن المعروف أنّ رصيد الترجمة العربيّة عن الفنلنديّة ما زال ضئيلا وهاتان اللغتان بعيدتان جدًّا لفظًا وصرفًا ونحوًا ودلالة ولذلك ارتأيت أن أُضيف أسماء الأعلام بالحرف اللاتيني لإتاحة الفرصة للمستزيد في البحث. كما أنّي لم أتحدّث هنا عن سمات هذه الترجمة وعلاقتها بالترجمة الإنچليزيّة. هذان الموضوعان يستحقّان بحثًا منفردًا.

مُلحق:

لكنّي أستطيع القول بأنّ اللغة العربيّة في هذا الكتاب الذي دقّقه د. عبد الحقّ العاني، شقيق المترجم، سليمة لحدّ ما مقارنة بكتب عربيّة كثيرة كُتبت أصلًا بالعربيّة. مع هذا وقعت أخطاء لغويّة لا سيّما نحويّة وأشير إليها هنا على أمل تصحيحها في طبعة ثانية.

… إلى جانب الثقة والأمن المجتمعي المتوفران للجميع، ص. 16؛ ، واستمعت وأدارت الخطب خلال تسع دورات نيابية.، ص. 19؛ وبهذا تضاعف عدد الذي يحق لهم التصويت والترشح…، ص. 20؛ … معززًا في الوقت نفسه من العمل للجيد للإعلام. ص. 35؛ ولا يكلف تعداد السكان القائم على السجل في فنلندا سوى جزءًا ضئيلًا مما يكلفه الجمع اليدوي للمعلومات…، ص. 40؛ (فأنا أنا لا أحب مصطلح ”الزواج المختلط“، ص. 55)؛ فغزال الرنة التي تتغذى على الأشنات…، ص. 63؛ ولم يحتجّ في حالة فنلندا سوى الرعاة الساميون… ص. 63؛ ، فهو يرصد تطبيق حقوق المرأة ويأخذ مواقفًا بشأن القضايا الاجتماعية…، ص. 89؛ أما في العمل الدولي فيبرز دول التحالف في قيامه كل أربع سنوات…، ص. 90؛ … إلى إحدى المنظمات غير الحكومية الفنلندية تقوم بتمويل مشاريع مساعدات إنائية أو أعمال تضامن … ص. 91؛ … لطريق مرور من ست مسارات … ص. 95؛ وكانت منظمات السلام خلال الحرب العالمية الأولى محضورة بأمر من قيصر روسيا. ص. 95؛ أعطى المبني بعد انتهائه لحملة (نزع السلاح النووي الأوروبي) الدعاية وفضاء العمل…، ص. 97؛ ويبدو أن الشباب ينمون دون أن يلاحظ أحد ويعملون كفريق في مجتمعهم ويقوم ببهجة بأداء مهامهم ويهتمون ببعضهم الآخر، ص. 100؛ ، ثم يدخل بع ذلك في حوار لمدة نصف ساعة…، ص. 100؛ … إلى خمس عشرة ألف جامع تبرعات…، ص. 104؛ يأتي أكثر من تسعين في المائة من أموال صندوق الكوارث من مانحين منفردين بينما يأتي الباقي من الجمعيات والشركات. ص. 106؛ وهذا يعني أن خمسًا وثمانين بالمائة من تبرعات يوم الجوع…، ص. 106؛ لكن النموذجي في التعاون بين دول الشمال اأوروبي والذي انتشر …، ص. 109؛ وقد أنشأت لحد الآن شراكتين مهمتين هما …، ص. 111؛ لقد أصبحت المنطقة مركزًا تجاريًا مهمًا وذي جاذبية غي كل منطقة …، ص. 117؛ وحصل أيتام الحرب على مساعدة…، ص. 118؛ وكاد السلام والاستقلال اللذان بدءا يلوحان في الأفق…، ص. 131؛ ولعل إحدى الأمثلة الجيدة على الأهداف هي عملية السلام في أتشيه. ص. 133؛ … وصل مؤقتًا في البداية شمالا تورنيو إلى كارونكي…، ص. 135؛ ...فإن العديد من الدول التي نعدها ديمقراطيات ليبرالية لا تحتمل أمام التدقيق النقدي. ص. 139؛ ويعد قاموسا اللغتين الليفونية والكماسية اللذين نشرتهما الجمعية الفنلندية - الأوغرية… ص. 149؛ للمكتبات دور اجتماعي أيضًا في أنها توفر مكان اجتماع مجاني في منطقتها…، ص. 151؛ ما تزال مهنة التعليم على وفق استطلاعات الرأي واحدة…، ص. 159 وص. 186، 218؛ يدرس فيها 126000 تلميذًا أي ما يعادل…، ص. 173؛ وقد لعبت لحركات الصحوة الدينية والكنسية وحركة الامتناع عن شرب الخمور…، ص.174؛ يتعرض تعليم الكبار للضغوط متزايدة من السياسات…، ص.176؛ ليكون مديرًا لمستشفى للأطفال المعروفة باسم (حصن الأطفال) …، ص. 189؛ السلامة الصحة المهنية، ص. 195؛ تم حتى عام 2017 تشخيص ما مجموعه ثمان وستين حالة إصابة …، ص. 214؛ كان في فنلندا في عام (1980) 4,2 سريراً، ص. 207؛ تعد فنلندا الدولة الأولى والحيدة حتى الآ في العالم…، ص. 218؛ كان المدعى عليهما هما شركتي …، ص. 219؛ … وعدد المساكن بموجب حق السكن 45000 مسظكنًا. ص. 230؛ ويشمل هذا الرقم أولئك الذين في ملاجىء الطواري إلى جانب …، ص. 234؛ فقد بدىء قبل أكثر من أربعين عامًا ببناء مساكن في موقع مختلفة…، ص.236؛ بدأت فنلندا في ثمانينيات القرن الماضي بالانتقال من واحد من أكثر دول العالم من حيث …، ص. 238؛ عندما انتهى أسلوب الإيجار من الباطن عمليًا مع بناء المساكن الطلابية في سبعينيات القرن الماضي … (هل القارىء يفهم معنى عبارة ”الإيجار من الباطن“) ، ص. 239؛ يعيش حوالي السبعون ألفًا من البالغين الفنلنديين…، ص. 239؛ ...باستخدام نموذج تملك الشقق في العمارات السكنية والمنازل الصفية (المقصود عدّة منازل ملتصقة الواحد بالآخر،rivitalot بالفنلنديّة )، ص. 246؛ (مثل حزام السرة وحفاضات قماشية)، ص. 263؛ وجبة الغذاء المدرسية المجانية، ص. 265؛ وبدو أن العديد من المرضى العقليين والمعاقين والمرضى المزمنين كانوا يعيشون بمفردهم منذ شبابه. ص. 283؛ ينظر إلى سداد الديون تقليديًا في فنلنداعلى أنها قضية شرف. ص. 288؛ ومع أن الفنلنديين قد لا يكونوا هم من اخترع الساونا…، ص. 326؛ كان الشبان البالغين في مقاطعة (هامه) …، ص. 330؛ وتخلق الثلوج والطبيعة الشمالية الذي يعيش فيها غزال الرنة إلى جانب الشفق القطبي…، ص. 352؛ … ويستند جزئيًا إلى الحق التشريعي في استخدام أراضي ومناطق مياه الآخرين…، ص. 340؛ … أو أن يصبح لون حواشي السجادة بنيًا اللون. ص.360.



#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات وعبارات عربيّة لبنانيّة في أوائل القرن السابع عشر
- الكاهن الأكبر الأخير من أبناء خضر/فنحاس إلعزر
- هكذا يُفعَل بمَن يسيء لشرف الكاهن الأكبر
- الحرب العالميّة الأولى، أُعجوبة مريم من نابلس
- في الحمّام في نابلس
- أيّها المشرّعون غير المحترمين، لقدِ اشتريتم خدعة نتنياهو دون ...
- بين سرقة العلم وسرقة المعرفة
- حزن يعقوب على موسى
- هرون بن مَنير في دمشق
- مَريم - قصّة حبّ
- طائر السحر و-المطران السامريّ-
- مكتبة أودي المركزيّة في وسط هلسنكي
- حمامات استبدِلت بجرذان
- هذا تاريخ حنوك
- نوح ونمرود،أحيدان والقدس
- لابان/لبن بن ناحور في التوراة وفي التقليد
- وفاة آدم الأوّل
- حياة آدم الأوّل
- الكاهن الأكبر يعقوب شفيق/عزّي
- الحنين إلى الوطن


المزيد.....




- أمريكا تنتقد -عنف- المستوطنين في الضفة الغربية: -العقوبات مم ...
- -انتحر أحدهم اليوم لدى استدعائه إلى الخدمة-.. من هم -الجنود ...
- شولتس يدعو دول الناتو لتوريد الأسلحة التي وعدت بها لأوكرانيا ...
- مصادر عبرية أكدت موعد الهجوم في 1 أكتوبر تحذر من هجوم إيراني ...
- مسيرة للمثليين في بوينوس آيرس تظاهر المشاركون فيها ضد سياسات ...
- إسرائيل تؤكد قصف مقر استخبارات حزب الله في سوريا!
- وزير الدفاع الإسرائيلي يصادق على إصدار 7000 أمر إضافي لتجنيد ...
- تقرير عبري: تم تحذير مكتب نتنياهو بشأن توظيف المستشار اليعاز ...
- رئيس وزراء إثيوبيا يستقبل مسؤولا إماراتيا رفيعا
- المعارضة الجورجية تطالب بإجراء انتخابات جديدة وتتوعد بمظاهرا ...


المزيد.....



الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - حسيب شحادة - كتابُ: 100 ابتكار وابتكار من فنلندا