|
-أبواب جهنم: صراع القلب بين الحب والفراق- قراءة نقدية في قصيدة : حيرتني بالرد – للشاعرة : هناء مرشد – سوريا . بقلم : كريم عبدالله – العراق .
كريم عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 8151 - 2024 / 11 / 4 - 16:09
المحور:
الادب والفن
"أبواب جهنم: صراع القلب بين الحب والفراق" قراءة نقدية في قصيدة : حيرتني بالرد – للشاعرة : هناء مرشد – سوريا . بقلم : كريم عبدالله – العراق . تجسد قصيدة "حيرتني بالرد" للشاعرة هناء مرشد تجربة إنسانية غنية ومعقدة، حيث تتصارع مشاعر الحب والألم والفراق في عوالم متداخلة. تعبر القصيدة عن الصراع النفسي الذي يعانيه الفرد عند مواجهة مشاعر الحب المتجددة، والتي تتزامن مع ذكريات الألم والفقد، مما يجعل القارئ يشعر بتوترات نفسية متصاعدة.
البنية الشعرية والأسلوب تتميز القصيدة بتقنية البناء الدائري، حيث تكرر الشاعرة بعض العبارات والأفكار، مما يعكس الحيرة المستمرة التي تعاني منها الشخصية الشاعرة. على سبيل المثال، تكرار عبارة "إنتَ تريدْ" يسلط الضوء على رغبة الحبيب في الاقتراب، بينما يعكس تكرار "وجع" و"حزن" الألم المستمر. هذه البنية تعزز الشعور بالدوامة النفسية، حيث تستمر المشاعر في التأرجح بين الرغبة والفقد.
الرمزية والتجسيد العاطفي تستخدم مرشد الرمزية بشكل بارع، حيث تصور الحب كـ"نار" و"أبواب جهنم". هذا الاختيار اللغوي يعكس قسوة المشاعر المتناقضة، فالحب الذي يُفترض أن يكون مصدر سعادة يصبح مصدر ألم. تعبر العبارة "جوفي يلتِهبْ نار جمرة" عن الشغف الذي يشوبه الألم، مما يجعل القارئ يستشعر حرارة التجربة بشكل ملموس.
العمق النفسي والمشاعر المعقدة تجسد القصيدة الصراع الداخلي من خلال تساؤلات الشاعرة "ليش رِجَعتْ وصحيتْ فِتنة الروح". هذه العبارة تعكس قلقًا وجوديًا عميقًا، حيث تشير إلى أن العودة إلى مشاعر قديمة قد تعني إحياء آلام الماضي. تُظهر الشاعرة كيف أن الفراق ليس مجرد انقطاع، بل هو عملية معقدة تشمل الصدمات العاطفية والذكريات التي لا تُنسى.
الصوت الداخلي والمناجاة تقدم القصيدة صوتًا داخليًا قويًا، حيث تتحدث الشاعرة مباشرة إلى الحبيب وتتناول مشاعرها بصراحة. تعبر العبارة "تقولْ وتِحتارْ إلمينْ هالصوتْ هيَّه" عن انعدام اليقين، مما يعكس أيضًا صعوبة التعبير عن المشاعر في ظل هذه التوترات. هذا النوع من المناجاة يعطي القصيدة عمقًا إنسانيًا، حيث تجعل القارئ يشعر وكأنه جزء من هذا الحوار الداخلي.
النهاية وتأملات الختام تصل الشاعرة في نهاية القصيدة إلى قمة الوعي الذاتي، حيث تتحدث عن فتح "أبواب جهنم" على روحها. هذا التحول يعكس الإدراك العميق للمخاطر المرتبطة بالحب، حيث يمكن أن تؤدي الرغبة في القرب إلى تجديد الجراح. تعكس العبارة "تكون غلطانْ وبحيلْ" هذا الوعي، مما يجعل القارئ يتأمل في تعقيدات الحب.
أنّ هذه القصيدة متكاملة تجمع بين الألم والشغف، وتعكس الصراع الإنساني العميق بين الحب والفراق. من خلال استخدام اللغة العاطفية والرموز المعقدة، تقدم هناء مرشد تجربة شعورية تعكس واقع الحياة بكل تفاصيله. تعيدنا القصيدة إلى جوهر التجربة الإنسانية، حيث الحب قد يكون مصدراً للفرح أو الألم، مما يجعلها تجربة قريبة من قلوب العديدين. والان , لنقرأ هذه القصيدة من جانب نفسي عميق , لنستكشف ما وراء المفردات : تقدم قصيدة "حيرتني بالرد" للشاعرة هناء مرشد نافذة على النفس البشرية، حيث تعكس المشاعر المعقدة الناتجة عن الحب والفراق. هذه القراءة النفسية تستكشف الأبعاد النفسية والعاطفية التي تعبر عنها القصيدة، وتسلط الضوء على الصراعات الداخلية والآثار المترتبة على العلاقات الإنسانية.
الصراع الداخلي تتسم القصيدة بالصراع العميق الذي يعكسه الشعور بالوجع والحيرة. تبدأ الشاعرة بإعلان ألم القلب، مما يدل على وجود جرح عاطفي عميق. هذا الجرح لا يتعلق فقط بالفراق، بل هو نتيجة لتجربة الحب المعقدة، حيث تعبر الشاعرة عن مشاعر متناقضة من الشوق والألم، مما يظهر الصراع بين الرغبة في الارتباط والخوف من الخسارة.
الحيرة الوجودية تتجلى الحيرة في تساؤلات الشاعرة التي تعكس عدم اليقين. تساؤلات مثل "شنو أقولْ" و"ليش رِجَعتْ" تشير إلى شعور الفوضى الداخلية. هنا، يمكن أن نرى الصراع الوجودي، حيث تبحث الشاعرة عن معنى في تجاربها. هذا التردد يعكس حالة من عدم الاستقرار النفسي، مما يجعل القارئ يشعر بوطأة الأسئلة التي تحاصر الذات.
القلق من الرفض تظهر في القصيدة مشاعر القلق من الرفض، حيث تعبر الشاعرة عن خوفها من عدم فهم الحبيب لمشاعرها. عبارة "تقولْ وتِحتارْ إلمينْ هالصوتْ هيَّه" تعكس عدم اليقين بشأن مدى استجابة الآخر. هذا القلق قد يكون دافعًا لإغلاق الأبواب، مما يعكس آليات الدفاع النفسي التي تتبناها الذات لحماية نفسها من الألم.
الخوف من الفقد يمثل الفقد موضوعًا مركزيًا في القصيدة، وهو ليس مجرد فقدان الحبيب، بل فقدان الهوية والأمل. تعبر الشاعرة عن هذا الخوف من خلال شعورها بأن الحياة قد "ماتت" مع الفراق، مما يشير إلى أن الخسارة لم تكن مادية فقط، بل كانت أيضًا خسارة للذات. هذا الشعور بالفقد يشير إلى وجود حالة من الاكتئاب، حيث تصبح الذكريات عبئًا ثقيلاً.
إعادة النظر في العلاقة تتسرب عبر الأبيات مشاعر متضاربة تجاه العلاقة الماضية، حيث تمزج بين الحنين والرغبة في الهروب. استخدام تعبير "أبواب جهنم" يدل على إدراك عميق للعواقب المحتملة للعودة إلى هذه العلاقة. هذا الشعور يشير إلى الوعي بالآثار النفسية السلبية التي قد تنتج عن إعادة فتح الجراح القديمة.
الختام تقدم "حيرتني بالرد" دراسة نفسية عميقة للعواطف البشرية، حيث تتداخل مشاعر الحب والألم، والقلق، والحنين في نسيج معقد. تعكس القصيدة تجارب إنسانية شائعة، وتبرز التحديات التي يواجهها الأفراد عند التعامل مع علاقاتهم. من خلال تأمل هذه الأبعاد النفسية، يمكننا أن نفهم بشكل أعمق الطبيعة المعقدة للعلاقات الإنسانية وكيف يمكن أن تؤثر على الذات.
حيرتني بالرد قلبي يوجعني عليك وزاد يوجعني عليَّا... أقول شكراً !!! شنو أقولْ قهرني وَيَّاك زِماني وراح عقلي اللي بِيَّا... إنتَ تريدْ تقتربْ من قاعْ القلبْ وماتريدني أصِدَّكْ... إنتَ تريدْ مِنْ تقَعْ يَمّي إتشيلك بحنان إيديَّا... إتطير لعندي على كلْ جناحْ إيطير ومِن توصلْ تِرمي بِثِقلْ أحمالكْ عليَّا... تبكي بحضيني أكِنكْ زغيرون يبكي وينوح ويخاف إنتظارْ الجزيَّة... إتقلّي إجيتك حزين وهَمّ مذبوح من قلبي وبعدملهوف وياريتِك تِحنّي على روحي بس إشويّة... شوفيني وحُطّي يَدِّك على صديري تُعُرفين إيش اللي فيَّا... تراه ماغيرِكْ يُعْرُف اللي بِيَّا... جوفي يلتِهبْ نار جمرةْ إكنّها بُركان وإنتي بس إتلومين تحرقين شراييني... اللي بنارْ حُبُّكْ صارَتْ حيلْ مِكتويَّة أرجاك ياقلبْ يكفيني لوعْ وهجِرْ وجراحْ... يكفيني فراقْ أيّامْ صارتْ بليَّاه أوراقْ مَطْويّة... إيجيني طيفها وأنا حِتّْ سَهرانْ وإهي نايمة بالعَسَلْ وعلى ريشْ نعامها مرتكيّة... أبعثلّها حنين قليبي معْ طارِشْ غابْ وطَوّلْ الغيباتْ... وإهي على شبابيكْ الذِكرياتْ مَنسيّة... تِصحى على صوتي يناجيها ويختَشْ قليبها... تقولْ وتِحتارْ إلمينْ هالصوتْ هيَّه... إتقولْ مينْ إنتْ يلي تنادي؟؟ وليه الحينْ تنادي عليَّا... أنا تسكرتْ بوابي وزادوا الحِرّاسْ وإنت زادْ تتسلّقْ أسوارْ مَبْليَّة... ماتتْ فيها الحياه مِن طولْ زْمانْ وماتتْ معها أشواقي وكِنت أنا بس الضحيَّة... ليش رِجَعتْ وصحيتْ فِتنة الروحْ ترى الفِتنة مِنْ زِمانْ ملعونةْ هِيَّا... خلّها راقدة تحتْ غبارها أحسنِلّها تَراها السِبَّة بكلّ بليِّة... إن قامتْ وتنفستْ هواكْ رجعِتلك أحزانكْ وبعدْ رِجِعلكْ ضيمكْ وتمنيت معها المِنيَّة... لاتفكِرْ تردِلّكْ شمسْ صباحك وأشِعتْها وبعد خيوطها الذهبيَّة... تكون غلطانْ وبحيلْ إنت فتحتْ أبواب جهنمْ على روحَكْ... أبوابْ حلِمْتْ بألوانها الورديّة... وتقلّي أريدْ أقرَبْ مِنْ نارها خلّها تَحرِقني... المُهِمْ أنا أكونْ بيومْ ليها وإهي تكونْ لآخِرِ العُمْرْ لِيَّا... بقلم هناء مرشد
#كريم_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-وجوه العشق: تأملات في ضوء الشوق والحنين- قراءة نقدية تحليلي
...
-
في العيون الزرقاء: عذابات الكائنات في زمن بلا ضمير قراءة نقد
...
-
جرس الرعب: صرخات الصمت في ساحة المدرسة قراءة في نصّ : مشهد ا
...
-
-تجليات الفقد: رحلة في غياهب الوجود- قراءة في قصيدة : أصداء
...
-
رحلة إلى أعماق الروح: استكشاف مدن النجاة قراءة في قصيدة : مد
...
-
تجليات البحر والأنثى: قصيدة الحب والاضطراب قراءة في قصيدة :
...
-
قبلة الكمامات: بين الشغف والاحتراز قراءة في: قبلة الكمامات –
...
-
عناق الألم: مشهد من ذاكرة الجرح قراءة في نصّ : بدايةُ حُلُم
...
-
حلمٌ يُعانقُ الهشيم: قراءة في ملحمة الغياب والحنين قراءة في
...
-
-نورسة الحياة: أنشودة الحزن في صباح بلا ألوان- قراءة في قصيد
...
-
الذكريات المكسورة: قراءة في قصيدة ميدوسا وتجليات الحزن والأم
...
-
قراءة تحليلية في قصيدة الشاعرة - منيرة الحاج يوسف : ملاذي من
...
-
سيّدةُ النرجس البريّ
-
قراءة تحليلية في جماليات القصة القصيرة : اللعنة..- للكاتبة :
...
-
قراءة وجودية في : مشاعر الوجود والغياب وتأملات عميقة في معنى
...
-
الرمزية، اللغة، و الموضوعات الرئيسية في قصيدة : من أغاني الش
...
-
قراءة تحليلية في نصّ الشاعرة : ليلى غبرا – سوريا- أنا وأنت .
...
-
قراءة في قصة -ذاكرة من ألم- (الجزء الثاني) للشاعرة : فاتن حس
...
-
قراءة وتحليل في قصة الكاتبة – ليلى المرّاني - جرحٌ في أمومتي
...
-
الوجود و الموت في قصيدة : جنائزُنا تبكي علينا – للشاعر : وعد
...
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|