|
مخطط ترامب للانقلاب
لبيب سلطان
أستاذ جامعي متقاعد ، باحث ليبرالي مستقل
(Labib Sultan)
الحوار المتمدن-العدد: 8151 - 2024 / 11 / 4 - 11:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تتضح الصورة اكثر حول مخططات ترامب في حالة فشله في الفوز في انتخابات الرئاسة الحالية ، فهو طالما ردد في حملاته الانتخابية انه لوفشل في الفوز فمعنى ذلك انه قد حصل غش وتزوير. ورغم ان الكثيرين لم يكترث لتصريحاته ، كونه افتراء فارغ في بلد يسوده النظام والقانون والاخلاص الوظيفي ، وتصريحاته هي جزء من مرضه السيكولوجي ( وفق تقرير لجمعية علماء النفس الاميركية ووقعه 27 من اكابر علماء النفس فيها ان ترامب مصاب بمرضين هما Psychopath ( مختل عقليا) والاخر داء العظمة الاضطرابي (الكارثي) Narcissistic Personality Disorder (NPD) ويخلص التقرير ان ترامب لا يصلح لرئاسة الولايات المتحدة . وسبق هذا التقرير بيانا وقعه 200 من كبار الموظفين ممن عملوا مع ترامب في ادارته السابقة ، ومنهم مايك بومبيو وزير الخارجية السابق ووزير الدفاع كريستوفر ميلر ومستشار الامن جون بولدن كأمثلة، انه يشكل خطرا على مستقبل الولايات المتحدة وعلى الديمقراطية فيها، ووصفه رئيس مديري موظفي البيت الابيض في رئاسة ترامب نفسه ، مارك ميدوس، انه يحمل عناصر الفاشية الى اميركا، وغيرها من البيانات التي اصدرتها شخصيات وتجمعات تسنمت اعلى المناصب، بما فيهم جنرالات متقاعدين ووزراء سابقين وحكام ولايات ،واغلبهم حتى جمهوريين ، ونشرت على صحيفة نيويورك تايمز تحذر من انتخاب ترامب وتوضح خطره على الديمقراطية الاميركية، وكان اخرهم مايكل بنس ، نائب الرئيس ترامب في دورته السابقة ، ان ترامب لايصلح للرئاسة. تم وضع جميع هؤلاء تحت حمايات خاصة لحمايتهم بعد تلقيهم وعوائلهم تهديدات من رعاع ترامب ، ونقول رعاع كون هؤلاء هم جيش ترامب الميليشياوي ( كالقمصان السود لهتلر وموسوليني)، يقدسونه كمسيح منقذ لاميركا، ومستعدون للتضحية في سبيله ، ويؤازرون كل كلمة يقولها ، وأهم واجباتهم زرع الرعب عند الذين يرفضون ترامب ويجابهونه علنا، خاصة من الجمهوريين التقليديين الذي يعتبرونه قد اختطف حزبهم المعتدل لصالحه لاقامة نظام شبيه بهتلر ( هكذا سماه تحديدا احد مستشاريه السابقين). الا انه مؤخرا بدأ ينكشف بشكل اوضح مخطط ترامب في استخدام هؤلاء الرعاع في حالة خسارته في الانتخابات وتدور حول دورهم في منع تصديق نتائج الانتخابات في الولايات ( هجوم وحرق مراكز الانتخابات، محاصرة حاكميات الولايات والبرلمانات المحلية وتهديد بالقتل في حالة المصادقة ، الخ) بحيث يتم حجب التصديقات باتهامات بالتزوير ومنه حجب ارسال النتائج الى اللجنة للجنة الوطنية لانتخابات. وتأتي الخطوة القادمة هو اعلان عدم حصول اي من المرشحين على 270 مقعد ( صوت من ممثلي الولايات ) وهنا تدخل المادة 12 من الدستور حيز التنفيد والتي تنص على ان يتم التحول، في حالة عدم حصول اي مرشح ل 270 صوت ، للتصويت في مجلس للولايات ، تكون كل ولاية ممثلة بصوت واحد فيه، وينصب الرئيس وفق اغلبية التصويت فيه. هذا السيناريو هو الذي يراهن عليه ترامب كون عدد الولايات التي تصوت للجمهوريين يصل الى 34 ولاية ، اغلبها قليلة السكان وهي ولايات داخلية محافظة زراعية او صناعية متاكلة وتصوت عادة للجمهوريين. اي ان مخطط ترامب يعتمد على خلق فوضى وجرائم قتل وحرق واعتداء وصولا الى رفض التصديق على النتائج من حكام الولايات الجمهوريين ومنه التهيئة للانتقال الى المادة الملحقة بالدستور رقم 12. تجب ملاحظة ان هذه المادة قد تمت اضافتها في اعقاب الحرب الاهلية الاميركية عام 1863 من قبل الكونفدراليين في الجنوب كشرط للهدنة لتضمن للولايات دورا هاما في الانتخابات متهمين الشمال انه ذو اغلبية سكانية تصوت له ومنه تم ادراج هذه المادة اضافة لاعتماد 270 صوت من مجموع 349 صوت (يدعى اصوات مفوضي الولايات) للفوز في الانتخابات الرئاسية. وفي الايام الاخيرة يحتدم النقاش حول مدى امكانية نجاح مخطط ترامب لفرض استخدام المادة 12 اعلاه، فمنهم من يعتبرها ان ترامب قد خطط لها وجاهزية رعاعه لخلق اجواء الفوضى وشبه الحرب الاهلية لمنع وتجميد التصديق من الولايات ، والبعض يرى انه سيفشل حيث لن يرضخ بعض حكام الولايات الجمهورين لمطاب ترامب ورعاعه واضعين المسؤولية الوظيفية والقوانين فوق التحزب ، كما اثبته حاكم جورجيا في انتخابات عام 2020 ، ووصفه ترامب انه خائن، كون الحاكم صرح انه مسؤول ولاية وليس موظفا عند ترامب وانه يضع قوانين الولاية مرشدا لعمله رغم ان ترامب ساهم بتعيينه حاكما ( هنا مثال جيد حيث يتم الفصل بين الولاء الحزبي والولاء الوطني ووضع الاخير فوق الاول وهي سمة بارزة في المؤسسات الحكومية الاميركية او مايعرف فصل التحزب عن عمل مؤسسات الدولة). الصفة البارزة هنا تناضر الظاهرة الفاشية الترامبية مع الفاشيات الاوربية في القرن الماضي حيث باسم المشاعر القومية يتم تجييش الرعاع للاصطفاف خلف قائد منقذ يعبدونه ومستعدون لتنفيذ اي امر يصدر منه ويمارسون الارهاب والتخويف لعموم المجتمع لتمرير قائدهم العظيم "المريض والمختل عقليا". نجح هذا في المانيا وايطاليا ، ولكن اليوم وياللمفجأة ، ظهر في نفس اميركا ، ولو بشكل اضعف كون المجتمع الاميركي ومؤسساته متماسكة وكلاهما لايسمح لقوى الرعاع وزعيمها المنقذ بالانفلات، وعموما لا احد ينتظر ان يوم السادس من نوفمبر، وهو يوم اعلان النتائج، سيكون الحاسم لو خسر ترامب، فسنشهد اشهرا من صراع ربما يأخذ شكل العنف قبل اقرار النتائج اواللجوء للمادة 12. والسؤال الهام هنا : هل لو خسر ترامب الانتخابات ستكون هذه اخر موجة لليمين الفاشي في اميركا؟ ربما اميركا هي المكان الغير مناسب نظرا لقوة مؤسساتها واستقلاليتها وكون السكان يقدسون الحريات والاستقلالية اكثر من تقديس اي فرد يدعي نفسه مسيحا منقذا للامة ، فهذه الدعوى تسري فقط على الرعاع من القوم، وجلهم لم يحظى بتعليم اكثر من الفباء المدرسة. انهم المتذمرون وهم الحطب الذي يراهن عليه ترامب وامثاله من اليمين القومي المتطرف في اوربا.
#لبيب_سلطان (هاشتاغ)
Labib_Sultan#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الولائية مشروع لاجهاض حل الدولة العلمانية ( تشريح محور المقا
...
-
بحث في دهس الولائية على الوطنية (تشريح محور المقاومة ـ2)
-
تشريح محور الممانعة والمقاومة
-
حول كتابين في معرض بغداد الدولي
-
تحليل بوتين
-
بحث حول تراجع العلمانية في العالم العربي-2
-
بحث حول تراجع العلمانية في العالم العربي
-
في دحض الشعبويات المتاجرة بالقضية الفلسطينية
-
تحليل للظاهرة الترامبوية
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
-
نافالني رمزا لادانة الاستبداد والدولة البوليسية
-
الاسس الخمسة لبناء الدول القوية والمجتمعات الناجحة
-
مطالعة اضافية في سبل اصلاح اليسارالعربي
-
أليسار الاجتماعي واليسار الماركسي عالميا وعربيا
-
مناقشة لمقترح السيسي في حل الدولتين
-
نقد الخطاب السياسي العربي
-
حول علاقة الفلسفة بالعلم واللاهوت والايديولوجيا
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
-
حماس وحزب الله لايمثلون قضية الشعب الفلسطيني بل قضية اية الل
...
-
العولمة السياسية وتحديات القرن 21
المزيد.....
-
إسرائيل: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن قبل اختراق المجال الجوي
...
-
الدوري الإنكليزي: ليفربول يتفوق بثلاثية على ليستر سيتي ومانش
...
-
تونس: هجوم بسكين على عنصر أمن نفذه شقيق مشتبه به في قضايا إر
...
-
مقتل عنصري أمن في اشتباكات بحمص بين إدارة العمليات العسكرية
...
-
نتنياهو يضع عقبة جديدة أمام التوصل لصفقة تبادل للأسرى
-
زلزال عنيف يضرب جزيرة هونشو اليابانية
-
موزمبيق.. هروب آلاف السجناء وسط أعمال عنف
-
الحوثيون يصدرون بيانا عن الغارات الإسرائيلية: -لن تمر دون عق
...
-
البيت الأبيض يتألق باحتفالات عيد الميلاد لعام 2024
-
مصرع 6 أشخاص من عائلة مصرية في حريق شب بمنزلهم في الجيزة
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|