جدو جبريل
كاتب مهتم بالتاريخ المبكر الإسلامي والمنظومة الفكرية والمعرفية الإسلامية
(Jadou Jibril)
الحوار المتمدن-العدد: 8151 - 2024 / 11 / 4 - 06:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
"الإسلاموفوبيا العالمة"؟
وفقًا لإتيان دينيه- Étienne Dinet- وسليمان بن إبراهي[1]، فإن بعض الباحثين، في عام 1930، “ لم يدرسوا اللغة العربية والدين الإسلامي بغية تشويههما وتشويه سمعتهما”[2]. منتقدًا هذا النهج و"ابتزاز الإسلاموفوبيا"[3]، وقد استنكر جورج أنواتي- Georges C. Anawati- هذا وأكد أن الباحث "ملزم، تحت طائلة اتهامه بالإسلاموفوبيا، بالإعجاب بالقرآن يجب الحرص على عدم الإشارة إلى أدنى انتقاد لقيمة النص مع الحرص على عدم الإشارة إلى أدنى انتقادلقيمة النص القراني ".
[1]- (1861 - 1929)، رسام ومصمم مطبوعات حجرية فرنسي.
بعد أن عاش جزءًا كبيرًا من حياته في الجزائر واشتهر خلال حياته، أطلق على نفسه اسم نصر الدين بعد اعتناقه الإسلام. وهو أحد الممثلين الرئيسيين للرسم الاستشراقي في مطلع القرنين القرنين التاسع عشر والعشرين. ودشنت بدأ لوحته "العربي في الصلاة" الخطوة الاولى للمشوار الذي قاده إلى اعتناق الإسلام سنة 1913. قام وبالتعاون مع صديقه سليمان بن إبراهيم قام بكتابة وتوضيح سيرة محمد نبي الله الصادرة عن دار بياتزا- Piazza . وفي عام 1927، أكد علانية اعتناقه الإسلام في المسجد الكبير بالجزائر العاصمة.
[2]- -Étienne Dinet, Sliman Ben Ibrahim, Le pèlerinage à la maison sacrée d’Allah, Paris, 1930, p. 174 - Georges C. Anawati, « Dialogue with Gustave E. von Grynebaum », International Journal of Middle East Studies, vol. 7, no 1, 1976, p. 124
[3]- "الإسلاموفوبيا": اختراع فرنسي
https://islamophobie.hypotheses.org/193
وفقًا للكاتب والمحلل النفسي ميشيل أورسيل- Michel Orcel-، في كتيبه الجدلي حول كرامة الإسلام (2011)[4]، فإن جزءًا من البحث اللغوي والتفسيري والتاريخي والنقدي حول الإسلام وأصول القرآن من شأنه أن ينتج "الإسلاموفوبيا" علميًا. ارتباطا بالكنيسة الكاثوليكية، أو حت باليمين الكاثوليكي المتطرف54. وينتج هذا الاتجاه، حسب رأيه، تاريخا لأصول الإسلام فيما يتعلق بالدفاعيات التي تسعى إلى تشويه السمعة العلمية على المستوى اللغوي أو على المستوى الدستوري للمتن القرآني، فضلا عن تشويه السمعة الأخلاقية من خلال اتخاذ شخصية محمد[5].
[4]- Michel Orcel, De la dignité de l islam : examen et réfutation de quelques thèses de la nouvelle islamophobie chrétienne, Montrouge, Bayard, 2011, 187 p.
https://books.google.be/books?id=MpVytgAACAAJ
[5]- Michel Cuypers et Geneviève Gobillot, Le Coran : idées reçues sur le Coran, Le Cavalier Bleu Editions, 2015, 128 p.
ميشيل أورسيل- Michel Orcel -، بينما يستحضر الأصول الألمانية لـ -الإسلامولوجيا-، هاجم بشكل رئيسي مجموعة صغيرة من الباحثين الناطقين بالفرنسية:
- ماري تيريز أورفوي- Marie-Thérèse Urvo،صاحبة كتاب Islamologie et monde islamique – الاسلامولوجيا والعالم الاسلامي 2016 وكتاب الاسلام و الاسلاموية - slam et Islamisme. Frères ennemis ou frères siamois 2021
- دومينيك أورفوي، Dominique Urvoy زوجها صاحب كتاب L action psychologique dans le Coran (2007)والذي ظل يؤكد أن "القرآن لا يقيم قطيعة مطلقة" بين فترة ما قبل الإسلام وما بعدها[6]
[6] انظر
https://www.lemonde.fr/livres/article/2006/10/19/dominique-urvoy-le-coran-n-etablit-pas-une-rupture-absolue_825157_3260.html-
- ألفريد لويس دي بريمار، Alfred-Louis de Prémare صاحب كتاب Joseph et Muhammed. Le chapitre 12 du Coran1989 وكتاب Les Fondations de l’islam. Entre écriture et histoire2002 وكتاب aux origines du Coran, questions d’hier, approches d’aujourd’hui200
- كلود جيليو، Claude Gilliot صاحب كتاب Quran and Early Islam, 2008
- إدوارد ماري جاليز،Édouard-Marie Gallezالذي يربط أصل الإسلام باليهودية - نصرانية[4] التي اشتُق منها. صاحب كتاب المسيح ورسوله – 2005- مجلدان، أنه أطروحته للدكتوراه من جامعة ستراسبورغ عام 2004، إصدارات. ويعرض نظريته التي بموجبها يمكن أن يكون اليهود الناصريون أصل التاريخ الإسلامي الأول، وعلى وجه الخصوص، أصل النصوص التي تم دمجها لاحقًا في القرآن. فهو يربط نشأة الإسلام باليهو -النصرانية، وهي أيديولوجية مسيانية رفضت كليا من طرف اليهودية الحاخامية (من خلال الاعتراف بيسوع باعتباره المسيح) و رفضت كليا من طرف المسيحية (من خلال إنكار قبول يسوع كإله). وبذلك يخلص إلى القول أن الإسلام، على حد تعبيره، "يهودية معرَّبة".- آن ماري ديلكامبر ، Anne-Marie Delcambre– صاحبة كتاب
انفصام الإسلام- La schizophrénie de l islam- (2006)، فهو يربط نشأة الإسلام بالنازية اليهودية، وهي أيديولوجية مسيانية رفضت كلاً من اليهودية الحاخامية (من خلال الاعتراف بيسوع باعتباره المسيح) والمسيحية (من خلال إنكار قبول يسوع كإله). الإسلام، على حد تعبيره، "يهودية معرَّبة"أي يهودية تم تعريبها لتتقمص قميصا عبيا على مقاس العقلية السائدة وقتئذ.
- براغ - Rémi Brague صاحب كتاب باشتراك مع سليمان بشير دياني- الجدل: حوار حول الإسلام- 2019 وكتاب حول الاسلام - Sur l islam- 2023 - الإسلام، كما -دون المؤلف، ليس ديناً بالمعنى الذي نفهمه. وهو قبل كل شيء قانون ينظر إلى الإيمان كدليل فطري لا يمكن رفضه دون سوء نية. إنه عالم لا مكان فيه لغير المؤمن. والذي يختلف به جذريًا عن الديانات الكتابية. [7]
[7] – للمزيد انقر على الرابط
https://www.gallimard.fr/catalogue/sur-l-islam/9782072855504
- كريستوف لوكسنبرغ، Christoph Luxenberg صاحب كتاب - القراءة السريانية الآرامية للقرآن: مساهمة في فك سفرة لغة القرآن- Die Syro-Aramäische Lesart des Koran: : Ein Beitrag zur Entschlüsselung der Koransprache – 2000-.
- و يضيف ميشيل أورسيل أيضًا إلى لائحته وهما باحثان في طليعة الحركة "التحريفية" التي تدعم التثبيت المتأخر للقرآن وهما :
- جون وانسبرو- John Wansbrough وهو الذي أحدث صدمة في السبعينيات عندما قادته أبحاثه في المخطوطات الإسلامية المبكرة، والتي تضمنت تحليل الاستخدام المتكرر للصور التوحيدية اليهو-المسيحية الموجودة في القرآن، إلى اقتراح أن الإسلام ولد من طفرة في ما كان في الأصل عقيدة دينية لطائفة مسيحية وصمت بالهرطقة كانت التي حاضرة في الأراضي العربية.
وكان زميله جيرالد هوتنج- Gerald Hawting من كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة صاحب كتاب: جون وانسبرو، الإسلام والتوحيد، في البحث عن محمد التاريخي-. وأوضح في تصريح بتاريخ 26 يونيو 2002 إذ قال:
"بالنسبة له،- أي جون وانسبرو- كان القرآن مجمعًا، بعد حوالي 200 عام من وفاة النبي محمد2، من مصادر مختلفة، ومتأثرة بشدة بالمسيحية واليهودية3. ويتضح من قراءة القرآن أن الإشارات إلى الأفراد شخصيات- والقصص كانت معروفة بالتساوي لدى اليهود والمسيحيين في ذلك الوقت. لم تكن هذه فكرة جديدة: فقد كان من المعتقد على نطاق واسع بين العلماء الغربيين أن آيات القرآن، وفقًا للتقاليد الإسلامية نفسها، قد تم جمعها وتحريرها بعد حوالي 30 عامًا من وفاة محمد. فما حاول وانسبرو أن يفعله هو قطع العلاقة الزمنية بين محمد والنصوص القرآنية. وهكذا فإن القرآن- كما هو المصف الذي بين أيدينا- يبدو أنه لم يكن من الممكن أن يكون معروفا للمسلمين الأوائل.
رأى وانسبرو أن القرآن كما هو اليوم هو دستور تقدمي للكتاب المقدس الإسلامي، وجزء من ولادة الإسلام وتطوره وتحديد هويته. ووفقا له، فإن النصوص الإسلامية التي يمكن تأريخها علميا يبلغ عددها حوالي 800 نص. هناك بالطبع مسألة كتابات وتقاليد سابقة، لكن طريقة عمل هذا المؤرخ كانت دائما هي البدء من مصادر يمكن تأريخها حقا. "[8]
[8]- للمزيد رابط
https://www.persee.fr/doc/assr_0335-5985_1983_num_55_2_2284_t1_0289_0000_4
- باتريشيا كرون، -Patricia Crone - وهما باحثان في طليعة الحركة "التحريفية" التي تدعم التثبيت المتأخر للقرآن. وينظر االاسلامولوجيون الأوروبيون بشكل إيجابي إلى الطريقة التي اتبعتها باتريشيا كرون لتقييم وتحليل المصادر التاريخية المتاحة. ومع ذلك، فقد شكك بعض المؤرخين في بعض جوانب نظرياتها التاريخية
كانت باتريشيا كرون ومايكل كوك - Michael Cook- من طلاب جون وانسبرو الذي كان الأخر متشككًا بشدة فيما يتعلق بالعقيدة الإسلامية للقرآن، وركز بحثه على علم اللغة - الفيلولوجيا، كما فعل آخرون من قبله. ويتموقع أيضًا كريستوف لوكسنبرغ فيضمن هذا التيار نفسه.
_____________ يتبع____________
#جدو_جبريل (هاشتاغ)
Jadou_Jibril#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟