أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - فرانك.. من مجموعتي القصصية شيء مختلف















المزيد.....

فرانك.. من مجموعتي القصصية شيء مختلف


وليد الأسطل

الحوار المتمدن-العدد: 8150 - 2024 / 11 / 3 - 18:23
المحور: الادب والفن
    


نصيحة:

إذا أردت سرقة نص، فاسرقه كما هو، لأن النسخة المقلدة لا يمكنها أبدا منافسة النسخة الأصلية.


قصة بعنوان "فرانك"، من مجموعتي القصصية "شيء مختلف".

فرانك:

- من أنت؟
- من تريدني أن أكون؟
- أنا المحقق، أنا من أطرح الأسئلة. لذا أكرر: من أنت؟
- لم لا تحاول أن تخيرني بين إجابتين؟ رجل أم امرأة؟ أنا محق، أليس كذلك؟
- أنت تتعبني... سأعتبرك "رجلا".
- حسنا. اسمي فرانك، عمري تسعة وسبعون سنة، تزوجت وطلقت خمس مرات، عدد أبنائي مثل عدد زيجاتي، أما أحفادي فعشرون. أعاني من فشل في عضلة القلب، أمتلك مرسيدس قديمة، ومنزلا في ساوث كينزنغتون، وكلبا طيبا. هل يكفيك هذا؟
- لا ليس بعد...
- ربما يجب أن أرسم لك صورة توضيحية؟ طولي متر وتسعون سنتيمترا، أشقر، أزرق العينين، بطني بارز إلى حد ما، بسبب قصة حبي الطويلة للبيرة.
آه نعم، هناك شيء أتميز به، أنا كثيف الشعر - علامة على الفحولة، على ما يبدو! ملابسي المفضلة هي القميص والبنطال، وحذاء موكاسان، لكني أرتدي ملابس فخمة في المناسبات الخاصة.
هل تريد أن تعرف المزيد عني؟
- أخبرني عن حياتك، عائلتك، ومهنتك.
- أعتقد أنك تبحث عن شيء غير اعتيادي ... هل تعرف ما المهنة التي قد تناسبني؟ قارئ للأفكار! لكن كن حذرا، إنها قراءة أفكار لا علاقة لها بالسحر، قارىء أفكار حقيقي كما في مسلسل قارىء الأفكار (Mentalist)...
- فرانك، عمرك تسعة وسبعون سنة، وقد تكون هذه المهنة حديثة جدا في تاريخ البشرية!
- وما الضير في ذلك؟ قد أكون مخترعها، من يدري؟ أنصحك بالبحث في الإنترنت قبل أن تنطق بالهراء، وتبدو في منتهى الغباء.
- حسنا، أنا أتحقق من ذلك ... نعم، أنت على حق، يعود الأمر إلى عدة قرون، لكنه يجمع بين مفاهيم بعضها واضح، وبعضها أقل وضوحا. هل لديك عمل أكثر شيوعا؟
لا يا سيدي، قلت لك: إني قارىء للأفكار، لا أريد نقاشا في هذا الباب! عملت طوال حياتي جنبا إلى جنب مع رجال الشرطة لمساعدتهم في القضايا غير القابلة للحل. اعتادوا على الإتصال بي ... دعني أتذكر بماذا كانوا يلقبونني...
- فرانك كولومبو.
- كولومبو؟ نعم، يبدو هذا اللقب جيدا!
- لا، أيها الأحمق، هذا لقب سبق استعماله، هل نسيت المحقق فرانك كولومبو!
- ينبغي عليك أن تعرف ماذا تريد يا عزيزي! أنت مزعج: تقترح ثم تقول لا! بالمناسبة، ليس اسمي فرانك، ولكن ...
- لكن...؟
- انتظر حتى أفكر ... شارلوك هولمز، لقد تم استخدامه كذلك، جيسيكا فليتشر، ولكنها امرأة ... وماذا لو كنت امرأة؟
- ستعانين كثيرا في حياتك، ذلك أنك كثيفة الشعر...
- لست تملك غراما واحدا من الخيال ... يتعلق هذا الأمر بالأذواق. لطالما اعتبرت المرأة غزيرة الشعر مثيرة جدا.
- لا يمكنك أن تقول "اسمي فرانك"، ثم تقول إن اسمي جيسيكا بعد دقيقة! حسنا، سنناقش لاحقا مسألة لقبك. وعائلتك؟
- واو ... لقد تزوجت خمس مرات كما أخبرتك. قضيت حوالي عشر سنوات مع كل واحدة منهن، الوقت اللازم كي تمنحني طفلا، أقضي وإياه الشطر الأهم من طفولته. لم أكن أبا دائم الحضور في حياة أبنائي، بسبب وظيفتي، لكنني بقيت على علاقة جيدة معهم. كلهم يحبونني!
- كيف تفسر ذلك؟
- لأنني أحبهم أيضا، حتى لو كنت عبارة عن مشكلة متنقلة!
- أي نوع من المشاكل؟
- من النوع الذي يضرب كل من يسيء إليه، ويتدخل لفضح مدير مختلس، أو مطاردة مجرم اختطف فتاة قاصرا. ألديك اهتمام بالروايات البوليسية؟
- لا، لا أهتم بهذا النوع من الروايات.
- آه جيد؟ وما هي الروايات التي تثير اهتمامك؟ الروايات الإيروتيكية أم روايات الخيال العلمي؟
- الروايات التي نخرج منها أسعد مما كنا عليه قبل أن نقرأها.
- لكن السعادة في الأدب لا تهم أحدا! يقولون إن الناس السعداء ليست لديهم حكايا يروونها ...
- قد تكون على صواب، ولكن ... بصفتك قارىء أفكار، ربما أتيحت لك الفرصة لاستخدام مواهبك لمساعدة الناس على التخلص مما يعانونه، أليس كذلك؟
- دعني أتذكر ... أجل، إن إثارتك لهذا الموضوع جعلتني أتذكر حادثة عشتها. لقد تعاملت مع عائلة دمرها الموت المفاجئ لطفلها. لم يكن للأمر علاقة بعملي، فقد كانوا جيراني في ساوث كنزنغتون. وكان هذا سببا لامتلاكي سيارة مرسيدس. إنها قصة طويلة، سأخبرك بها إذا بقيت لطيفا ... باختصار، لقد ساعدتها على التغلب على المأساة، قدر استطاعتي. ساعدتها على العيش بسلام، وإنجاب طفل مرة أخرى، طفل في صحة جيدة...
- أليس حديثك بسيطا بعض الشيء؟
- أذكرك أنك أنت من تجعلني أتحدث يا عزيزي ...
- ...ا
- ما الذي يمكنني أن أفعله من أجلك؟ هل تريدني أن أغير مهنتي؟
- لا، الآن بعد أن وضعتني على هذا المسار، فسنسلكه معا. كيف تصف شخصيتك يا فرانك؟
- إذا قلت لك إنني جدِّيّ مثل البابا ومتشدد مثل كاتب العدل، فستجد صعوبة في تصديقي. أود أن أقول: إنني سريع الغضب، ثرثار، فوضوي، هذه هي أهم الصفات التي تميزني! كما أنني واسع الحيلة، حالم، وحساس! لقد أثرت دهشتك، أليس كذلك؟
- بعض الشيء.
- بشكل عام، أعتبر نفسي رجلا صالحا. ليس من جميع النواحي بالطبع، ولكن بشكل عام. ربما كنت تفضل أن أكون شريرا، لكي يكون قتلي مبررا؟
- لا، على الإطلاق. الآن علي أن أشاهدك وأنت تعيش، أن أغوص في ماضيك، أن أراك وأسمعك وأنت تتحدث إلى أحبائك. من يدري، فربما لن تكون البطل الرئيسي، ولا يمكنني معرفة ذلك مسبقا.
- إذا كان الأمر كما تقول، فلن أقبل هذا منك! أخرجتني من الظل لتضعني في الخزانة! ما فائدة كل هذا العناء إذن؟

أضع قلمي، متعبا. إن التعامل معك يا فرانك مرهق للغاية! لا أدري لماذا أصر على سؤالك وعلى الإنصات لك؟!
- لأنه من حقي أن أتكلم، ومن واجبك أن تستمع لي، كما أنك تحبني. ليس لدي أدنى شك في هذا!
- لا تكن متأكدا ... أنت بالفعل تزعجني بشكل رهيب! لا أعتقد أنني سأتحملك أكثر ...
- إذن ستكون شخصا لا يتحمل المسؤولية، ولا يتحمل نتائج قراراته. يعتقد السذج أنهم حين يقررون أن يكونوا آباء، فإن أبناءهم، سيكونون طيبين، ومطيعين. لذا فإنهم يتفاجؤون عندما يرتكب أبناؤهم أفعالا شنيعة، أو يمرون بنوبات الغضب... إلخ، فيتبرأون منهم! في حين أن الصواب هو أن يصبروا عليهم، ويحاولوا إصلاحهم، أو أن يتكيفوا مع أخلاقهم. عليك أن تعلم أني ابنك يا صغيري ... ولا يمكنك قتلي أو بغضي!

تصعد ضحكة كبيرة من أعماقي. أنا أب لشيخ! أنا والد فرانك البالغ من العمر تسعة وسبعين سنة! أسوأ ما في الأمر أنه على حق: لا أستطيع أن أطلب منه العودة من حيث أتى، فأنا أحبه، حتى لو كان إزعاجه لي بلا حدود. وأعلم أنني سأفرح عندما أنتهي من ولادتي له على الورق. وأنه لو كانت هذه الولادة سهلة، لحل مكان فرانك بطل آخر.



#وليد_الأسطل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة بعنوان توم. من مجموعتي القصصية (شيء مختلف)
- الناقد عمار بلخضرة يكتب عن شيء مختلف
- صباح مقاطعة شامبانيا (فرنسا)
- من سجل تجاربي ٣
- مشيناها خطى كتبت علينا
- الناقد الأستاذ عمار بلخضرة يكتب عن رواية -سقوط-
- من سجل تجاربي ٢
- حوار أجرته معي الكاتبة ياقوت شريط
- سقوط؟
- عن روايتي -سقوط- بقلم الكاتب الطيب صالح طهوري
- لا تغرنكم الألقاب
- من سجل تجاربي
- رأي الناقد السينمائي مهند النابلسي في روايتي سقوط
- روايتي سقوط بعيني الشاعر والقاص الطيب صالح طهوري
- رواية الفانوس الأخضر، للكاتب الأمريكي جيروم تشارين
- شيء مختلف.. الطيب صالح طهوري
- صدور مجموعتي القصصية (شيء مختلف)
- شذرتان
- فيلم قضية كوليني
- خاطرة عن الزواج


المزيد.....




- الوثائقي جسور (الجزائر) يحصد جائزة مهرجان زيلانت الدولي  
- ترامب بعيون صناع السينما.. أعمال تروي حياة الرئيس الأكثر إثا ...
- تحديث تردد قناة كوكي كيدز 2024 على النايل سات وعرب سات بجود ...
- وفاة عملاق الموسيقى الأمريكي كوينسي جونز عن عمر يناهز 91 عام ...
- شيماء سيف: كشف زوج فنانة مصرية عن سبب عدم إنجابهما يلقى إشاد ...
- فيلم -هنا-.. رحلة في الزمان عبر زاوية واحدة
- اختفى فجأة.. لحظة سقوط المغني كريس مارتن بفجوة على المسرح أث ...
- رحيل عملاق الموسيقى الأمريكي كوينسي جونز عن 91 عاماً
- وفاة كوينسي جونز.. عملاق الموسيقى وأيقونة الترفيه عن عمر 91 ...
- إصابة فنانة مصرية بـ-شلل في المعدة-بسبب حقن التخسيس


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد الأسطل - فرانك.. من مجموعتي القصصية شيء مختلف