|
هل الحرب النووية ممكنة ؟ - 9 –
مرزوق الحلالي
صحفي متقاعد وكاتب
(Marzouk Hallali)
الحوار المتمدن-العدد: 8150 - 2024 / 11 / 3 - 04:47
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
وقفنا في الحلقة الماضية عما قيل حول "البرنامج العسكري الجزائري فماذا على باقي الدول الاسلامية في نطاق موضوع "البرنامج العسكري الجزائر فماذا عن الدول الاخرى في موضوع ما يمكن تيسميته بـ "القنبلة العربية" الاولى. إذا لم تصمم أي دولة عربية بسهولة على رؤية ظهور "قنبلة شيعية" في أيدي إيران الفارسية، فإن واشنطن تواجه رغم ذلك صعوبات كبيرة في تعبئة الدول العربية لمواجهة الخطر النووي الإيراني. فعلا إن واشنطن تواجه صعوبات في تعبئة الدول العربية لمواجهة الخطر النووي الإيراني ومخاوف ممالك النفط الخليجية من أن تجد على حين غرة نفسها على خط المواجهة في حال تطبيق الخيار العسكري ضد إيران
لقد ورد في الصحافة الألمانية جملة من الاشارات على سبيل المثال : - في مجلة دير شبيجل - Der Spiegel 2006، "خلال المناقشات السرية (هكذا) سعت واشنطن إلى إعداد حلفائها لهجوم جوي في غضون عام 2006 [...] هذا في نطاق المناقشات المتعلقة بالهجوم على الإمكانات النووية الإيرانية ذات أهمية كبيرة - "رئيس وكالة المخابرات المركزية الذي كان يزور أنقرة بتركيا بورتر جوس- Porter Goss ، طلب من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان دعم هجوم جوي ضد المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية". - تم إبلاغ حكومات المملكة العربية السعودية والأردن وعمان وباكستان بتنفيذ خطة عسكرية. توصف الغارات الجوية بأنه "خيار محتمل". ومن الواضح أنه يجب أخذ المعلومات قبل فوات الأوان هذه المعلومات التي قد تكون جزءًا من مشروع تضليل من نوع الدعاية النفسية لزيادة الضغط على طهران، ولكنها ليست بالضرورة لا أساس لها من الصحة فيما يتعلق بالاستراتيجية الأمريكية لـ "الشرق الأوسط الكبير".
يبدو أن احتمال هذا الخيار العسكري كان بارزا وقتئذ وأكثر وضوحا، إذا حكمنا من خلال تكاثر التسريبات في الصحافة الغربية آنذاك. وأكدت صحيفة "صنداي تلغراف" ، نقلاً عن مسؤول كبير في البنتاغون في واشنطن، أن الاستراتيجيين الأميركيين كانوا يعكفون وقتئذ على وضع خطط لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية كمجرد فرضية استراتيجية، وهي الملاذ الأخير لوضع حد لتطوير الأسلحة النووية من قبل الجمهورية الإسلامية. ووفقاً لهذه المعلومات الواردة من واشنطن، فإن القيادة المركزية الأمريكية ومخططي القيادة الاستراتيجية "حددوا الأهداف ودرسوا القضايا اللوجستية بهدف تنفيذ عملية عند الحاجة إليها". وقد، اشارت صحيفة "صنداي تلغراف" نقلاً عن مسؤول كبير في البنتاغون إلى أن "هذا أكثر من مجرد تقييم عسكري بسيط ومحتمل" أضافت "لقد اكتسبت هذه القضية أولوية أكبر بكثير في الأشهر الأخيرة." وهو منظور بعيد كل البعد عن طمأنة دول المنطقة، بما فيها الدول العربية التي لن تكون بالضرورة غير سعيدة بتراجع التهديد الإيراني، كما حدث في عراق صدام حسين".
علما ان الدول العربية، وخاصة في شبه الجزيرة العربية،ظلت تخضى من أنه في حالة وقوع هجوم أمريكي على المنشآت النووية الإيرانية، فإن الجمهورية الإسلامية ستوجه ردها أولاً ضدها، باعتبارها حليفة للولايات المتحدة.
ويصدق هذا بشكل خاص على البحرين، التي تسكنها أغلبية شيعية، ولكنها موطن لقاعدة الأسطول الخامس للبحرية الأميركية، فضلاً عن قطر- المقر الإقليمي للقيادة المركزية الأميركية.
وفعلا تخشى دول مثل الإمارات العربية المتحدة من التأثيرات المدمرة التي قد تترتب على التسريبات النووية المحتملة من محطة إيرانية جراء قصف على الجانب الآخر من الخليج العربي. وكانت وقتئذ كوندوليزا رايس- من اجل طمأنتهم- قامت بجولة في المنطقة – حلت بمصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
إن قضية البرنامج النووي الإيراني ظلت ولا تزال مصدر قلق رئيسي لدول المنطقة.
وباكستان هي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك أسلحة ذرية. لقد كانت الحرب مع العدو الشقيق الهند منذ إنشاء باكستان عام 1947 هي التي دفعت الجمهورية الإسلامية إلى تطوير برنامجها النووي في السبعينيات، وعهدت الدولة بهذا البرنامج إلى عبد القادر خان، "أبو" القنبلة الباكستانية، ونفذه وكانت أول تجاربها في عام 1987. ولا هذه الحرب الهندية - الباكستانية هي التي دفعت القوتين النوويتين الجارتين إلى مواصلة سباق التسلح. ولكنه سباقً ينظم وفقًا لاتفاق بين دلهي وإسلام أباد على التكافؤ: وكان بمجرد أن تجري دلهي أو إسلام أباد اختبارًا نوويا، تقم الهند بالشيء نفسه.
هكذا كانت البداية. . .
خوفًا من أن يضع النازيون أيديهم على الأسلحة النووية، كانت الولايات المتحدة أول من طور برنامجًا للترسانة النووية واستخدم هذه الأسلحة في الحرب العالمية الثانية أثناء قصف هيروشيما وناجازاكي في صيف 1945لوقف وتركيع هتلر و بعد فهم قوة هذه الأسلحة، سيقوم الاتحاد السوفييتي والمملكة المتحدة وفرنسا والصين بتطوير كل على حدة برامج للحصول على هذه القوة الفتاكة في الأربعينيات والخمسينيات.
وهذه الدول هي الموقعة الاولى على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لعام 1968.
ثم رغبت دول أخرى في امتلاك الأسلحة النووية، التي تزيد من قوة الردع وبالتالي تجعل من الممكن إبعاد الأعداء الذين يشكلون تهديدًا كبيرًالها، فسعت حثيثا الى بتطوير برامج الترسانة النووية. ومن بينها نجد الهند وباكستان وإسرائيل -التي كانت دائما متكتمة وغامضة للغاية بشأن تسليحها. والقاسم المشترك بين هذه الدول الثلاث هو عدم التوقيع على معاهدة حظر الانتشار النووي.
وفي عام 1968، تم إبرام معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. معاهدة عدم انتشار الأسلحة النوية هي معاهدة أبرمت في عام 1968، في سياق الحرب الباردة، وصدقت عليها أولاً الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي والمملكة ونحو خمسين دولة أخرى، بما في ذلك إيران. وتحث الدول على التوقف عن حيازة الأسلحة النووية، وفي حالة الدول التي كانت تمتلكها بالفعل في ذلك الوقت (الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي والمملكة المتحدة وفرنسا والصين) عدم مساعدة الدول الأخرى في الحصول عليها. ومن بين الموقعين نجد دولاً كانت على وشك الحصول على أسلحة نووية مثل السويد، لكنها لعبت اللعبة في النهاية بالتخلي بفضل الاتفاقية.
__________ يتبع : إسرائيل والقنبلة النووية____________
#مرزوق_الحلالي (هاشتاغ)
Marzouk_Hallali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل الحرب النووية ممكنة ؟ - 8 --
-
هل الحرب النووية ممكنة ؟ 7
-
هل الحرب النووية ممكنة ؟ 6
-
هل الحرب النووية ممكنة ؟ 5
-
هل الحرب النووية ممكنة ؟ 4
-
هل الحرب النووية ممكنة ؟ 3
-
هل الحرب النووية ممكنة ؟ 2
-
هل الحرب النووية ممكنة ؟ 1
-
طهران ضد إسرائيل: ما هو الحل ؟ 3من 3
-
طهران ضد إسرائيل: ما هو الحل ؟ 2 من 3
-
السوق العالمي للمخدرات 2
-
طهران ضد إسرائيل: ما هو الحل ضد؟ 1 من 3
-
السوق العالمي للمخدرات 1
-
لقد قيل : إذا كنت في المغرب فلا تستغرب
-
اقتصاد الجهل أعلى مرحلة للرأسمالية
-
حول كتاب عودة القوى العظمى ل - جيم سيوتو - Jim Sciutto
-
حول نشأة مجمع التفكير -- THINK TANK وجهة نظر - فرنسا نموذجا
-
حول نشأة مجمع التفكير -- THINK TANK -1من 2
-
هل العالم على أعتاب صراع عالمي كبير مقبل- حرب عالمية اخرى-
-
امحو فلسطين لبناء إسرائيل رغم انغراس الهوية الوطنية - 4 -
المزيد.....
-
ماذا يحدث في دمشق بعد عملية طرطوس الأمنية؟
-
أذربيدجان تقيم يوم حداد وطني غداة مقتل 38 شخصا في حادث تحطم
...
-
لقطات جوية لشاطئ دينامو في أنابا بعد كارثة بيئية
-
سلطات البوسنة والهرسك تعتقل وزير الأمن
-
إغلاق مضيق البوسفور أمام حركة السفن
-
-كلاشينكوف- تختبر مسيّرة عسكرية ضاربة
-
في اليوم الـ447 للحرب: الرضّع يتجمدون من البرد في غزة واليون
...
-
القضاء الإداري يقبل طعن المبادرة ضد إلغاء انتداب موظفة بالمج
...
-
-يجب علينا ألا ننتظر ترامب لإتمام الصفقة مع حماس- - هآرتس
-
وفد استخباراتي عراقي يزور دمشق للقاء الشرع (صور)
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|