بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 8149 - 2024 / 11 / 2 - 13:29
المحور:
الادب والفن
يصل الى قرية نائية في ايرانSiah-Darah،حيث هناك البؤس والفقر في كل مكان باستثناء الطيبة الأصلية الطبيعية التي يتصف بها كل من يعيش قي هذا الفقر في هذا البعد الملغز من العالم.
يطلقون عليه لقب المهندس....من أين جاؤوا بهذا الاسم؟
هل كل من يحضر من طهران-اي العالم المدني-يطلقون عليه مثل هذا الاسم على نمط فاسبندر مثلا:كل الآخرين اسمهم علي...؟
كما انه يمتلك كاميرا،وهذا لايشي أبدا بأنه صحفي ولا يقول ذلك بوضوح،ومن الممكن القول ان الموضوع برمته هو مجرد اهتمام...؟ّ!
الشيء الوحيد الذي يقوله الفيلم عن هذه الشخصية الغامضة البسيطة،بانه قادم لمتابعة حالة ملك-وهي عجوز تعيش ايامها الأخيرة-بتوصية من سيدة تدعى أزورادي.
وبعد ذلك،من الممكن ان يكون الفيلم عن كل شيء،وعن لاشيء؟!
هو يريد ان يوثق اللحظة،تأصيل اللحظة،الحصول على صورة خالدة تكتسب خلدها بأنها لحظة منتهية،والحياة برمتها عبارة عن كتلة منتظمة من اللحظات...اللحظة التي على وشك ان تبدا،واللحظة التي على وشك ان تنتهي،واللحظة التي على وشك ان تنتهي من دون ان تعود....
من هذه البساطة المطلقة،يصنع عباس كيارومستاني فيلا موسوعيا من حيث زاوية الرؤية،فهو فيلم عن جدوى الحياة واستمراريتها العبثية من ناحية قريبة من انتونيوني،ومن جهة اخرىتلتقي بعناصرها مع تاركوفسكي من حيث روعة الطبيعة التي يصور فيها كيارومستاني المشاهد،بحيث بدا الفيلم في الكثير من مشاهده التي تخلو من الحوار تلقائي وكانه يعتمد على ارتجال الكاميرا...
عنوان الفيلم مقتبس من عنوان قصيدة ايرانية للشاعرة:فروغ فروخراد
غريبة تلك السعادة علي،تعودت اليأس دائما،اصغي للهمس بين الظلال،هناك في الليل شيء يحدث،القمر،احمر متلهف معلق بسقف قد ينهار في اي لحظة،والنجوم كسرب من النساء بثوب الحداد،ينتظر ولادة المطر،لحظة واحدة وبعدها لاشيء...
الليل يرتعد خلف النافذة،وتتوقف الأرض عن الدوران،خلف النافذة،غريب قلق بشأنك وبشأني
انت في عريشتك تضعين يديك في تلك الذكريات المحرقة وفي يد المحبة...استودع شفاهك المفعمة بدفء الحياة وألثم شفاهك المحبوبة....الريح ستحملنا
ما الفرق بين الشيخوخة والموت...؟
الشيخوخة لحظة حاضرة قد تعرف عنها كل شيء،اما الموت فهو لحظة غائبة خلف التاريخ،خلف قدم التاريخ،وربما الأهم ان نتمسك بلحظة قد تعني لنا أو لغيرنا الشيء الكثير...
من تلك المقابر قد نلتقط عظمة...هذه الذكرى تخصنا نحن أكثر مما تخص صاحبها...انها الحالة المستقبلية التي تجعل منك تعيد ارتجال الحياة...تعيد التكلم والحديث عن المعنى،وعن غموض الاستمرارية،وفي النهاية لافرق فالريح ستحملنا الى كل مكان...نفس المكان وربما غيره،والعظمة ستحملها الريح ايضا،او ربما سيحملها جدول الى اي مياه راكدة،فالفيمة المادية لمثل هذه الذكرى هو لاشيء.
كيارومستاني قال كل ذلك ببساطة مطلقة،من دون ان يقول اي شيء....من دون ان يقول اي شيء
31/5/2024
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟