أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال حسن عبد الرحمن - ببغاءة الحلم















المزيد.....



ببغاءة الحلم


طلال حسن عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 8148 - 2024 / 11 / 1 - 21:57
المحور: الادب والفن
    


الببغاء راقد في
فراشه ، يئن ويتوجع

الببغاء : آه سأموت ، العمة دبة المسكينة ، ذهبت إلى أعلى الجبل ، لتأتيني بذلك النبات ، لن ينفعني أي دواء ، آه .

يُدفع الباب ، وتدخل
العمة حاملة سلتها

العمة : ببغاء .
الببغاء : آه سأموت .
العمة : لا تقل هذا ، ما زلت شاباً ، ستشفى ، وتتزوج ، وتهجرني إلى اوستراليا .
الببغاء : بل سأموت هنا ..
العمة : " تريه ما في السلة " الدواء .
الببغاء : لا فائدة .
العمة : سأضعه في الماء ، وستشرب منقوعه ، وتشفى في الحال .
الببغاء : آه إنني أموت .
العمة : " تنقع العشب " جدتي كانت على فراش الموت ، وما أن شربت جرعة منه ، حتى هبت معافاة من فراشها .
الببغاء : جدتك لم تكن ببغاء .
العمة : كانت تحتضر .
الببغاء : أيتها العمة ..
العمة : كن متفائلاً .
الببغاء : إذا متّ ، ادفنيني قرب الشجرة ، أمام باب الدار .
العمة : ببغاء ..
الببغاء : لا أريد أن أبتعد عنكِ .
العمة : لن أدعكَ تبتعد عني ، إلا إذا أردت أن تذهب إلى اوستراليا .
الببغاء : اوستراليا !
العمة : وطن الببغاوات الجميلات .
الببغاء : آه .. اسمعيني ..
العمة : ليتك تؤجل كلامك الآن ، أنت متعب .
الببغاء : لقد حدثتني عن كائنات حية كثيرة ، لكنكِ لم تحدثيني عن الببغاوات .
العمة : أنت محق " تقدم له الشراب " اشرب جرعة من هذا المنقوع أولاً ، وسأحدثك عما تريد .
الببغاء : " يعتدل ويشرب جرعة " آه مرّ .
العمة : الدواء كلما كان مراً عجل بالشفاء .
الببغاء : " يرقد " آه ، والآن حدثيني .
العمة : أغمض عينيك .
الببغاء : " يغمض عينيه " ....
العمة : تريدني أن أتحث عن الإناث طبعاً .
الببغاء : أيتها العمة .
العمة : مهما يكن ، فهن أقلّ جمالاً من الذكور
الببغاء : " يئن " تحدثي .
العمة : الببغاوات لا توجد في كلّ مكان من العالم ، بل في أماكن محددة من العالم ، منها قارة أفريقيا ، وببغاوات هذه القارة ليست أنيقة ، لكنها محبوبة ، لأنها تقلد كلّ الأصوات ، حتى الكلمات والجمل .
الببغاء : " بصوت ناعس " آه .
العمة : " تحدق فيه " ومعظم الببغاوات توجد في قارة اوستراليا ، ومعظمها ، ولاسيما الذكور ، غاية في الجمال ، مثل ببغاء الككتوة البيضاء ، وهناك ككتوة سوداء كبيرة ، وببغاوات مرقطة .
الببغاء : " بصوت ناعس " آآآه .
العمة : والكثرة الغالبة من الببغاوات تأكل الجوز والبذور والثمار ، وبعضها تأكل الحشرات ، لكن هناك ببغاء شرس هو ببغاء الكاي ، يقتل الأغنام ، ويأكل الشحم الموجود حول الكليتين .
الببغاء : " بصوت ناعس " آه .
العمة : والآن سأحدثك عن أجمل أنثى من إناث الببغاوات .
الببغاء : " يئن ويتململ " آه .
العمة : نعم ، إنها من اوستراليا .
الببغاء : " بصوت ناعس " اوستراليا ..
العمة : ستأتي الآن .. تعالي .
الببغاءة : " تطل من الباب " ....
العمة : " تشير لها أن تقترب " ....
الببغاءة : " تقترب من الببغاء " ....
العمة : تخيل أنها تجلس إلى جانبك ، على غصن شجرة تطل عل النهر ، والقمر يسطع بدراً في السماء ، والآن أصغ ِ .
الببغاءة : " بصوت منغم " عزيزي ..
الببغاء : " يتململ " ....
العمة : " تغالب ضحكتها " ....
الببغاءة : عزيزي الببغاء ..
الببغاء : أنتِ تعرفينني !
الببغاءة : نعم ، رأيتك في الحلم ، فجئتُ إليك من اوستراليا .
الببغاء : أهلاً بكِ .
الببغاءة : نحن نقف على غصن الشجرة .
الببغاء : والقمر يطلّ بدراً علينا " يتأملها " أنت فتية .
الببغاءة : لنبقَ هنا دائماً .
العمة " تهمس لها " إنه يفيق ، اذهبي .
الببغاءة : " تسرع إلى الخارج " ....
الببغاء : " يفيق " عزيزتي " يتلفت " عزيزتي .
العمة : آه ها أنت تفيق .
الببغاء : أين الببغاءة .
العمة : أية ببغاءة ؟
الببغاء : كانت هنا ، تتحدثُ إليّ عن شجرة ، وقمر بدر ، و ..
العمة : يبدو أنكَ كنت تحلم .
الببغاء : وقالت لي ، تعال معي إلى اوستراليا .
العمة : آه هذا الدواء أفادك ، لقد شفيت .
الببغاء : " يلوذ بالصمت " ....
العمة : لكن من شفاك بحق هي ببغاءة استراليا.
الببغاء : ببغاءة .. !
العمة : ببغاءة الحلم .
الببغاء : " يتنهد " حلم .
العمة : وقد يكون الحلم حقيقة .
الببغاء : أيتها العمة .
العمة : " تهتف " أيتها الحلم ، تعالي .

تدخل الببغاءة ، الببغاء
يعتدل ، ويتقدم منها

الببغاء : عزيزتي ..
الببغاءة : عزيزي ..
الببغاء : أريد غصناً يطل على النهر ، وفوقنا قمر بدر .
الببغاءة : " تمسكه " تعال معي إلى اوستراليا .
الببغاء : هيا إلى الحلم .
الببغاء والببغاءة : " يخرجان " ....
العمة : منقوع العشب " تتأمل الإناء " هذا العشب ليس عشباً نادراً ، أو سحرياً " للجمهور " السحر ليس هنا ، وأنتم تعرفون أين كان السحر .

إعتام تدريجي ، العمة دبة
تضع الإناء على المنضدة

إظلام

21 / 8 / 2014















الطيور المغردة


الغابة ، تغريد طيور ،
تدخل العمة والببغاء

الببغاء : " يتوقف متعباً " آه .
العمة : " تتوقف مبتسمة " لقد شخت .
الببغاء : " ينصت " أنصتي .
العمة : إنني أنصت إليها كلّ يوم .
الببغاء : وأنا سجين القفص .
العمة : ببغاء .
الببغاء : هذا هو الواقع .
العمة : بيتي ليس قفصاً .
الببغاء : إنني محروم من هذه الأصوات الحيوية
العذبة .
العمة : أنتَ تحرم نفسك منها ، وطالما طلبت
منك أن تخرج إلى الغابة .
الببغاء : وها أنا خرجت ، دعيني أسمع تغريد
الطيور ، فقد سمعتُ صوتكِ كثيراً .
العمة : " تهز رأسها " .....
الببغاء : " ينصت منتشياً " آه .
العمة : اسمع أيها الببغاء ، فهذا موسم الغناء
والفرح .
الببغاء : " ينظر إليها " ....
العمة : إنه الربيع ، يا ببغاء ، الربيع ، الربيع ،
موسم زواج الطيور ..
الببغاء : " يغمغم " زواج ! آه .
العمة : وها هي ذكور الطيور تغرد ، وهي
تحوم فرحة حول إناثها الجميلات .
الببغاء : إن أروع ما في فرح زواج هذه الطيور
، هو هذا الغناء العذب .
العمة : ليتني أسمع ، في يوم قريب ، غناء
فرحك ، يا ببغاء .
الببغاء : أيتها العمة .
العمة : إنه الربيع ، الربيع ، ولا رادّ لإرادته إذا
مسك دفأه وشذاه بسحرهما .
الببغاء : " ينصت " دعيني أسمع .
العمة : اسمع يا عزيزي ، اسمع ، ففي هذا
الغناء نفسه سحر وأي سحر .
الببغاء : أستطيع أن أميز بين هذه الأصوات ،
وأعرف تغريد كلّ طير منها .
العمة : حسن ، أصغ ِ جيداً ، وأخبرني من
صاحب كلّ صوت منها .
الببغاء : اسمعي " ينصت " ..
العمة : إنني أسمع ، هيا أخبرني .
الببغاء : هذه زقزقة مألوفة ..
العمة : " تهز رأسها " ....
الببغاء : إنه عصفور دوري .
العمة : " تبتسم " ....
الببغاء : أصغي ، أصغي جيداً ، هذا تغريد
دافئ عذب ..
العمة : " تهز رأسها " ....
الببغاء : إنه بلبل ، بلبل فتيّ .
العمة : " تبتسم " ....
الببغاء : " ينصت ملياً " أوه ، يا للصوت البشع
، ما أقبحه .
العمة : " تنظر إليه " ....
الببغاء : إنه نعيب بومة .
العمة : " تبتسم " ....
الببغاء : " وهذا .. " يصمت مفكراً " عجباً ،
لماذا لم تهرب هذه العصافير .
العمة : حسن ، لماذا ؟ أجبني أنت َ .
الببغاء : " يفكر " من يدري .
العمة : فكر أكثر ، وستدري .
الببغاء : " يفكر ملياً " لا أدري .
العمة : ربما لم يكن هناك لا عصفور ، ولا
بلبل ، ولا حتى بومة ..
الببغاء : لكني سمعتها جميعاً .
العمة : وسمعتها أنا أيضاً معك .
الببغاء : إذن ؟
العمة : ما سمعته ، وسمعته أنا معك ، إنما هو
الطائر المقلد ، الدغناش .
الببغاء : الدغناش !
العمة : نعم ، فهذا الطائر الصغير ، يستطيع أن
يقلد جميع الطيور .
الببغاء : يبدو أنه أفضل مني في تقليد أصوات
الآخرين .
العمة : هذا ما يبدو " تنصت " أصغ ِ .
الببغاء : " يصغي " هذا فيض من التغريد
المرتفع ، ولابد أن هذا الطائر المغرد
كبير الحجم .
العمة : " لا تجيب " ....
الببغاء : يبدو أنني أخطأت ، الصوت صادر من
ذلك السياج من النباتات .
العمة : هذا الطائر ، يختبئ في ذلك السياج
فعلاً ، لكنه ليس كبير الحجم ، بل صغير
جداً ، إنه ذكر المنمنمة .
الببغاء : المنمنمة !
العمة : وربما لا يوجد طائر أصغر من
المنمنمة غير الطائر الطنان .
الببغاء : " يرفع رأسه إلى الأعلى " أصغي .
العمة : " ترفع رأسها هي بدورها " تلك قبرة
الحقول ، وتغرد وهي تحلق في الجو ،
وحتى لو ابتعدت وغابت ، فسنظل نسمع
شدوها الحلو يتردد في الفضاء كصوت
الشلال .

الببغاء يتسلل ، ويختبئ
وراء شجرة قريبة

العمة : وهناك طائفة من الطيور الموسيقية ،
تسمى طائفة الحساسين ، وهي تشمل
عصافير الكناري .
الببغاء : " يقلد صوت الثعلب " أيتها العمة ..
العمة : " تنصت " ....
الببغاء : أيتها العمة .
العمة : " تبتسم وتهز رأسها " ....
الببغاء : أريد قرص عسل .
العمة : تعال ، سأعطيك جوزة .
الببغاء : الثعلب لا يأكل الجوز .
العمة : أعرف ، إنه طعامك أنت ، تعال .
الببغاء : " يقبل عليها " يبدو أنني مقلد فاشل .
العمة : بل إنني خبيرة في الأصوات ، ولا
يمكن أن أخطئ صوت الثعلب .
الببغاء : آه ذلك اللعين .
العمة : مهما يكن فهو يحبك .
الببغاء : لا أريد حبه هذا .
العمة : ببغاء .
الببغاء : إنه يحبني كفريسة .
العمة : اطمئن ، إنه يعرف جيداً ، أنه إذا مسك
يوماً فسأفترسه رغم رائحته ، التي لا
تطاق .
الببغاء : " يصغي " أصغي .
العمة : إنني أصغي .
الببغاء : هذا صوت طائر يأتي من بعيد .
العمة : انظر إلى الأفق .
الببغاء : " ينظر " إنني لا أره ، بل أرى غيوماً
تتحرك بسرعة .
العمة : إنها العاصفة .
الببغاء : أصغي ، تغريد الطائر يرتفع .
العمة : وسيرتفع كلما اشتدت العاصفة .
الببغاء : " يبدو خائفاً " حقاً ، العاصفة تقترب .
العمة : هذا الطائر الصغير اسمه الدج ، أو دج
العواصف ، وهو لا يغرد إلا مع هبوب
العاصفة .
الببغاء : أيتها العمة ..
العمة : وكلما اشتدت العاصفة ، ارتفع غناؤه .
الببغاء : فلنسرع وإلا جرفتنا العاصفة .
العمة : لا تخف ، يا ببغاء .
الببغاء : العاصفة لن تجرفك أنت ، مهما كانت
قوية ، بل ستجرفني أنا .
العمة : " تضحك " هيا يا عزيزي ، هيا ، هيا .

العمة والببغاء يخرجان ،
يرتفع صوت العاصفة
إظلام

22 / 8 / 2014


النسر


الببغاء في القفص ،
النسر يتمشى ضجراً

الببغاء : " يغط نائماً " خ خ خ خ .
النسر : أوه " يتوقف " هذا الببغاء يغط نائماً
معظم الوقت ..
الببغاء : " يغط " خ خ خ خ خ .
النسر : أريد أن أتحدث .. أن أشكو .. أن أطير
" حالماً " أطير آه .
الببغاء : " يغط " خ خ خ خ .
النسر : " يتلفت " تأخرت العمة دبة ، لستُ
جائعاً تماماً ، ربما جائع إلى الحديث معها
، أريد أن أعرف ما أنا بالضبط ، إنها
تتحدث ، لكنها تتحدث بالقطارة .
الببغاء : " يكف عن الغطيط " .....
النسر : الببغاء ، لابد أنه استيقظ " يقترب من
القفص " أيها الببغاء .
الببغاء : " يفتح عينيه خائفاً " توقف .
النسر : " لا يتوقف " صباح الخير .
الببغاء : لا تقترب مني .
النسر : قلتُ لكَ ألف مرة ، لا تخف مني .
الببغاء : أنت طائر لاحم ، أي أنك تأكل اللحم ،
وأنا لحم .
النسر : أنت ريش فقط ، ريش ملون وجميل ،
ومهما كنتُ جائعاً ، لم أشعر بالرغبة في
أن آكلك .
الببغاء : أعرف هذا ، فأنت تأكل السمك ، وأنا
طائر وليس سمكة .
النسر : العمة دبة لا تتحدث كثيراً عمن أكون ،
حدثني أنت .
الببغاء : لقد حدثتك مراراً عما أعرف ، وهو من
العمة دبة نفسها .
النسر : أريد أن أعرف كلّ شيء عن النسور ،
لأعرف من أنا .
الببغاء : العمة دبة قالت لي ، وهذا ما تعرفه أنت
أيضاً ، أنها رأتك تتخبط على الأرض ،
وأنت صغير لا ريش لك ، وخافت أن
يراك الثعلب فيأكلك ، فجاءت بك إلى هنا
، وراحت تطعمك وترعاك ، حتى تكبر ،
وتقوى على العناية بنفسك ، فتطلقك في
الجو وها أنت قد كبرت " يصمت " لا
أدري لماذا لا أصدق هذه القصة .
النسر : مهما يكن ، فأنا منذ فترة ، أشعر برغبة
عارمة في أن أنطلق في الجو ، وأحلق
عالياً .. عالياً .. عالياً .
الببغاء : هذا أمر طبيعي ، أنت نسر .
النسر : قبل أن أنطلق ، أريد أن أعرف أي النسور أنا .
الببغاء : هذا ما تعرفه العمة دبة منذ البداية ، وما ستعرفه أنت بالضبط ، حتى لو لم تحدثك عنه العمة دبة .
النسر : آه من العمة دبة .
الببغاء : أنت نسر قويّ ، ومن المؤكد أنك لست نسراً جباناً .
النسر : " ينظر إليه ....
الببغاء : وهذا يعني أنك لست من النسور المنظفة ، الجبانة ، التي لا تأكل إلا الحيوانات الميتة .
النسر : " يهمهم " ....
الببغاء : وهناك نسور ، كما قالت العمة دبة ، صغيرة الحجم ، تصطاد الحيوانات الصغيرة ، لكن هناك نسور كبيرة وقوية ، تختطف القردة ، وبعضها تختطف حتى الخشوف والحملان .
النسر : " مندهشاً " الحملان !
الببغاء : وهذا النسر ، على ما أذكر ، اسمه الذئب المجنح ، وواضح أنك لست واحداً منهم ، أنت صياد سمك .
النسر : السمك لذيذ جداً .
الببغاء : ونوعك من النسور ، كما قالت لي العمة دبة ، يطير قريباً من سطح الماء ، وما أن يرى سمكة ..
النسر : " مثاراً " سمكة حية تسبح ..
الببغاء : حتى ينقض عليها ، وينشب فيها مخالبه القوية ، ويأخذها إلى عشه .
النسر : " حالماً " سأبني لي عشاً ، فوق صخرة مرتفعة ، وسأصطاد السمك بنفسي ، ولابد أنه سيكون ألذ من السمك الميت ، الذي تأتيني به العمة دبة ..
الببغاء : " ينظر إليه صامتاً " ....
النسر : آه لو يُفتح هذا الباب ، لأنطلق في الفضاء ، وأتجه إلى البحر .
الببغاء : ستفتح العمة دبة لك الباب ، في الوقت المناسب ، لتذهب حيث تريد .
النسر : الآن هو الوقت المناسب ، إنني أحلم كلّ ليلة بالفضاء والبحر ، وبأسماك تسبح بسرعة على سطح الماء ، و .. " الباب يُطرق " .. الباب !
الببغاء : هذه الطرقة أعرفها ..
النسر : من تعني ؟ " الباب يُرق ثانية " .
الببغاء : لا أحد غيره ، لكن العمة قالت ، إنه هاجر منذ عدة أشهر ، وقد لا يعود ثانية ، ليته لا يعود أبداً .
الثعلب : " من الخارج " أيتها العمة ..
الببغاء : إنه هو ..
النسر : من ! من هو ؟
الببغاء : الثعلب .
الثعلب : " يدفع الباب ويدخل " أيتها العمة ، إنني هنا ، لقد عدتُ .
الببغاء : لستَ وحدك هنا ، انظر جيداً .
الثعلب : " يشهق مرتاعاً " النسر !
النسر : " يتقدم منه ببطء " هذه أول مرة أرى فيها .. الثعلب .
الثعلب : يا ويلي " يلوذ بالفرار " سيفترسني هذا النسر .
النسر : " عند الباب " لو كان سمكة لما أفلت مني " ينظر إلى الخارج " .
الببغاء : أيها النسر ..
النسر : " ينظر مبهوراً " آه .. الفضاء .. إنه يناديني .. أن تعال ..
الببغاء : لا تذهب ، ستأتي العمة دبة ، وستأتيك بما تحبه من سمك .
النس : لا أحتاج الآن إلا إلى الفضاء ، وها هو الفضاء أمامي ، يناديني .
الببغاء : أنت تكبر ، وستطلقك العمة دبة في الوقت المناسب .
النسر : " يتجه إلى الخارج " هذا هو الوقت المناسب .
الببغاء : أيها النسر .
النسر : " وهو يخرج " وداعاً .
الببغاء : آه رحل " يخرج من القفص " لقد أحببته ، رغم إنني كنت أخافه ، إنه طائر قوي ، نبيل ، وجميل ، آه من العمة دبة ، وداعاً ، نعم وداعاً .

تدخل العمة ، حاملة
سلة مليئة بالسمك
الببغاء : طار النسر .
العمة : " بصوت دامع " رأيته .
الببغاء : جاء الثعلب ، وفتح الباب ..
العمة : لقد سهّل عليّ الأمر " تصمت " رأيته من بعيد ، يتجه نحو البحر ..
الببغاء : رغم أنه لم يرَ البحر من قبل .
العمة : السلاحف البحرية ، عندما تخرج من البيض ، تتجه مباشرة إلى البحر ، إنها الغريزة .
الببغاء : لقد أحببته .
العمة : ليعش حياته ، إنه نسر صياد ، فليصد السمك بنفسه .

العمة تجلس ، الببغاء
يرقد في فراشه

إظلام

23 / 8 / 2014



هو ـ هو ـ أووو
كيفيت


الغابة ، تدخل العمة ،
ومعها دبدوب ودبدوبة

العمة : " تتوقف " فلنرتح هنا قليلاً .
دبدوب : نعم ، فهذا المكان جميل .
دبدوبة : لكننا لم نتعب بعد .
دبدوب : أنتِ ربما لم تتعبي .
العمة : " تجلس " أنا تعبت .
دبدوب : " يتلفت " البارحة ، قبل غروب الشمس
، كنت هنا .
دبدوبة : " تنظر إليه " ....
العمة : هذا المكان بعيد ، يا دبدوب ، وعليك أن
لا تأتي إليه وحدك .
دبدوب : لم أعد صغيراً " ينظر إلى دبدوبة " ثم
أنا دب وليس دبة .
دبدوبة : أنت فعلاً دب ، كما تقول الفراشة .
دبدوب : نغفر للجميل ما يقوله .
دبدوبة : دبدوب .
دبدوب : وعلى هذه الشجرة ، رأيت بومة ..
دبدوبة : دبدوب ..
دبدوب : وكانت تأكل سمكة .
العمة : " تحدق في الأرض " ....
دبدوبة : سمكة !
دبدوب : نعم سمكة .
دبدوبة : بومة تأكل سمكة ..
دبدوب : نعم ، رأيتها بعيني هاتين .
دبدوبة : " تهمّ أن تردّ " ....
العمة : دبدوب على حق .
دبدوبة : رأى بومة تأكل سمكة ..
العمة : نعم ، رآها .
دبدوبة : " محتجة " أيتها العمة ..
العمة : أنا أصدقه .
دبدوبة : أيتها العمة ، دبدوب يرى أحياناً ما لا
يراه أحد غيره .
دبدوب : " محتجاً " دبدوبة .
العمة : " تبتسم " ....
دبدوبة : تصوري ، قال لي مرة ، أنه رأى بومة
تطارد عصفوراً صغيراً طائراً في الجو ،
وتصطاده .
العمة : هذا أمر طبيعي .
دبدوبة : لكن الأمر غير الطبيعي ، أن الشمس
كانت مشرقة .
العمة : وهذا طبيعي أيضاً .
دبدوبة : " تفغر فاها مذهولة " ....
العمة : هناك بومة تطير وتصطاد ، في وضح
النهار ، مثل البومة الصقرية .
دبدوب : " يبتسم منتصراً " ....
دبدوبة : والبومة على هذه الشجرة ، كانت تأكل
سمكة .
العمة : " تشير إلى الأرض " انظري .
دبدوبة : " تنظر " ....
العمة : هذه كريات صغيرة ، قاءتها البومة ،
وفيها آثار سمكة ، عظام وحراشف ،
فالبومة تأكل الفريسة كاملة ، ثم تقيء ما
لا تستطيع هضمه .

يرتفع صوت نعيب ،
كأنه صوت ضحية تقتل

دبدوبة : " خائفة " ماما .
دبدوب : " يبدو خائفاً " لا تخافي ..
العمة : دبدوب قال لكِ ، لا تخافي ، وأنا أقول
لكِ ، لا تخافي ..
دبدوبة : هذه صرخة كائن يفترسه وحش ..
العمة : " تبتسم " بل صوت بومة .
دبدوبة : بومة !
العمة : هذه بومة تعيش بين النباتات الخفيضة ،
وهي تطلق هذه الصرخات المخيفة ، ومن
لا يعرفها ، يظن أن جريمة ترتكب .
دبدوبة : " تلوذ بالصمت " ....
دبدوب : سمعت أن هناك بومة قزمة .
دبدوبة : " تنظر إليه صامتة " ....
العمة : نعم ، وهناك أيضاً بومة عملاقة .
دبدوب : آه .
العمة : طول البومة العملاقة حوالي " 80 "
سنتمتراً ، أما طول البومة القزمة ، فهو
أقل من " 15 " سنتمتراً .
دبدوبة : مهما يكن ، أنا أكره البومة .
العمة : مسكينة البومة ، إن معظم الناس
يكرهونها ، وهم يرون أنها شؤم ، مع أنها طائر مفيد .
دبدوبة : ليكن ، لكن صوتها بشع .
العمة : نعم ، صوتها ليس كصوت البلابل ، لكنها تخلصنا من الفئران والجرذان والحشرات المضرة والبزاق و ..
دبدوبة : لن أحب صوتها .
دبدوب : العمة دبة على حق .
دبدوبة : " تنظر إليه " ....
دبدوب : أنتِ أيضاً على حق ، فأنا شخصياً لا أحب صوتها .
العمة : سواء أحببنا صوتها ، أو لم نحببه ، فهي تعيش في كلّ قارات العالم ، عدا قارة القطب المنجمد الجنوبي ، وهناك على امتداد هذا العالم ما يزيد على " 130 " نوعاً من البوم .
دبدوب : نحن ربما ليس بهذا التنوع .
دبدوب : " تنظر إليه " .....
العمة : نعم ، لكن هناك فعلاً أنواعاً مختلفة من الدببة .
دبدوب : مهما يكن ، فلا أظن أن هناك دبدوبة بجمال دبدوبتنا .
دبدوبة : " تلكزه بدلال " ....
العمة : " تبتسم متغامزة " دبدوبة دلالة .. لا يوجد بدالة .
دبدوبة : أيتها العمة ..
العمة : لو كنتُ في جمالك ، وأنا فتية ..
دبدوب : لما كنتِ بيننا الآن .
العمة : " تضحك " ها ها ها ..
دبدوب : يرفع رأسه " بومة مرت من هنا .
دبدوبة : لا أظن " ترفع رأسها " لم أسمع لها أي صوت .
العمة : إنها بومة صقرية ، تطير أثناء النهار ، والبومة عادة تطير دون أن تحدث أي حفيف ، وذلك لنعومة ريشها .
دبدوبة : " تصغي " دبدوب ، أصغ ِ ، هذه بومة
تصيح كيويك .
دوب : هذا بوم ، وليس بومة ، وهو يصيح
أيضاً هو ـ هو ـ أووو .
دبدوبة : " تنظر إلى العمة " ....
العمة : دبدوب على حق ، اسمعي صوت
الأنثى تجيبه ، كيفيت .
دبدوبة : " تصغي " نعم ، إنها فعلاً تقول ..
كيفيت .
العمة : " تنهض " لنذهب الآن .
دبدوب : " يركض " هوـ هو ـ أووو ..
العمة : الحقيه .
دبدوبة : " تلحق به راكضة " كيفيت .. كيفيت

دبدوب يخرج ، تلحقه
دبدوبة ، ووراءهما العمة

إظلام

24 / 8 / 2014















البطريق العملاق


بيت العمة دبة ،
الببغاء يتمشى منفعلاً

الببغاء : العمة دبة مجنونة هذه الأيام بالبطارق ،
لا حديث لها طول الوقت ، وحتى حين
تنام ، إلا عن البطارق ، البطارق ..
البطارق .. البطارق .. " يتوقف " من
الأفضل أن أنام " يصعد إلى فراشه " هذا
إن استطعت أن أنام " يتمدد في فراشه "
فلأنم قبل أن تأتي العمة دبة " ينصت " لو
أن العمة دبة بطريق " يغمض عينيه "
فلأنم وإلا جاءتني الدبة البطريق .

يُدفع الباب ، ويدخل
بطريق بطول الإنسان

الببغاء : يتظاهر بالشخير " خ خ خ خ .
البطريق : ببغاء ..
الببغاء : " يتململ " خ خ خ خ .
البطريق : ببغاء .
الببغاء : " يكف عن الشخير " ....
البطريق : افتح عينيك ..
الببغاء : من !
البطريق : افتح عينيك ، وسترى .
الببغاء : " يشهق معتدلاً " آآآآ البطريق !
البطريق : ها قد عرفتني .
الببغاء : " يتراجع خائفاً " أرجوك لا تأكلني .
البطريق : لستَ سمكة لآكلك .
الببغاء : حتى لو كنتَ جائعاً جداً ؟
البطريق : لا أدري ، ربما ..
الببغاء : " يصيح خائفاً " آآآآآ..
البطريق : لكن مع هذا الريش ، لا أعتقد ، رغم أنه
ريش ملون ، جميل .
الببغاء : ثم إن جسمي هزيل ، تحت هذا الريش ،
وليس لي طعم السمك .
البطريق : مهما يكن ..
الببغاء : " يتلفت " كنتُ أظن أن العمة دبة
تعرف كلّ شيء عن البطارق ..
البطريق : آه العمة دبة .
الببغاء : إنها دبة ثرثارة .
البطريق : أنا جئتُ إليها .
الببغاء : تقول إن البطارق ، لا تعيش شمال خط
الاستواء ..
البطريق : هذا صحيح .
الببغاء : لكننا نحن شمال خط الاستواء ، وها
أنت ..
البطريق : جئتُ من الجنوب .
الببغاء : وتقول إنها تعيش فقط في القطب
المنجمد الجنوبي ، والجزر المنعزلة في
البحار الجنوبية ، وعلى سواحل اوستراليا
، وزيلاندا الجديدة ، وأميركا الجنوبية ،
وجنوب أفريقيا ، وواحد يعيش في جزر
غالا باغوس ، على خط الاستواء .
البطريق : أه ببغاء ، أنت تحفظ كلّ هذا عن ظهر
قلب .
الببغاء : إنه أمر طبيعي ، فقد رددته العمة دبة
أمامي ألف مرة .
البطريق : وبعد ..
الببغاء : البطارق مختلفة الحجم ، هذا ما تقوله
العمة دبة ..
البطريق : " يهمهم " هم م م م .
الببغاء : البطريق الجني الصغير يبلغ ارتفاعه "
35 " سنتمتراً ، أما البطريق
الإمبراطوري ، في قارة القطب الجنوبي
، فيتجاوز طوله " 90 " سنتمتراً " يحدق
فيه " وأنتَ .. ؟
البطريق : كما ترى ، يا ببغاء ،لستُ بطريقاً
إمبراطورياً .
الببغاء : وكما هو واضح ، لستَ طبعاً بطريقاً
جنياً أزرق ..
البطريق : أنا البطريق المنقرض .
الببغاء : " يشهق " البطريق المنقرض ! " يا
ويلي .
البطريق : " ينصت " ....
الببغاء : إنها العمة قادمة " يتمدد في فراشه "
فلأنم .

يختبئ البطريق ، تدخل
العمة ، حاملة السلة

العمة : يبدو أن الببغاء نائم " تضع السلة على
المائدة " لكننا في منتصف النهار "
تنصت " يا للعجب ، إنه لا يشخر ، وهذه
ليست عادته .
الببغاء : " يشخر " خ خ خ خ .
العمة : " تبتسم " بدأ يشخر .
الببغاء : خ خ خ خ .
العمة : وهذا يعني أنه ليس نائماً " تقترب منه "
ببغاء ..
الببغاء : " يتوقف عن الشخير " ....
العمة : " تهزه برفق " أفق .
الببغاء : " يهب خائفاً " لا .. لا .. أرجوكِ .. لا
تأكليني .
العمة : " تتراجع " ببغاء ، افتح عينيك .
الببغاء : أيتها البطريقة ..دعيني .. دعيني ..
لستُ سمكة .
العمة : طبعاً لستَ سمكة ، يا للحلم الذي رأيته ،
افتح عينيك ، أنا العمة دبة .
الببغاء : " يفتح عينيه " العمة دبة !
العمة : ببغاء ، ما الأمر ؟
الببغاء : " يحدق فيها " لستِ عمة البطريق
العملاق المنقرض إذن .
العمة : " تحدق فيه مهمهمة " هم م م م .
الببغاء : عجباً ، أين مضى ؟ كان هنا ، قبل أن تأتي بقليل .
العمة : البطريق المنقرض !
الببغاء : وقال إنه جاء إليكِ " يتلفت حوله " عجباً
إنني لا أراه .
العمة : إنه هنا .
الببغاء : من ؟ البطريق المنقرض !
العمة : نعم .
الببغاء : " يتلفت " ....
العمة : أيها البطريق .
الببغاء : يا ويلي ، ماذا يجري ؟
العمة : أعرف أنك هنا ، تعال .
البطريق : " يظهر متردداً " ....
الببغاء : " يشهق " إنه هو .
العمة : هذا هو البطريق المنقرض ، وهو
عملاق فعلاً كما ذكرت " تتجه نحوه " آه
دبدوب .
دبدوب : " ينزع جلد البطريق ، ويتراجع محرجاً
" أيتها العمة ..
الببغاء : من !
دبدوب : " يتجه إلى الخارج " ....
الببغاء : إنه دبدوب .
دبدوب : " وهو يهرب إلى الخارج " لا داعي
للغضب ، هذا مجرد مزاح .
العمة : " ترفع جلد الببغاء " إنني منذ فترة ،
أصنع هذا الزي ، بحسب مواصفات
البطريق المنقرض ، وأردت أن أفاجئك ،
لكن دبدوب اللعين ، على ما يبدو ، عرف
به ..
الببغاء : وفاجأني .
العمة : ببغاء ..
الببغاء : وكاد يقتلني .
العمة : آه .
الببغاء : كم أخشى أن أراه في الحلم .
العمة : " تكتم ضحكتها " ....

الببغاء يلقي نفسه في
فراشه ، العمة تهز رأسها

إظلام

26 / 8 / 2014





الطنان


الببغاء يقف أمام
قفص الطائر الطنان

الببغاء : مسكين هذا الطائر الطنان ، لقد جعلت
منه العمة دبة ، ومنذ خمسة أيام ، أصغر
طائر سجين في العالم " يصمت " أيتها
العمة أطلقيه ، ما زلتُ أدرسه ، سيموت
داخل هذا القفص ، لن يموت ما دمتُ
أطعمه ، ماذا تقدمين له ؟ حزمة من
الأزهار الندية ، لكنه لا يأكل منها شيئاً ،
إنه يمتص الرحيق منها ، كما تفعل النحلة
والفراشة " يتمشى في شيء من الانفعال
" لو وضعت هذه الدبة في قفص ، لعرفت
معنى القفص ، آه فلأصعد إلى فراشي ،
لعلي أراه ، ولو في الحلم ، يخرج من هذا
القفص ، وينطلق في فضاء الغابة " يتمدد
في فراشه " .

يُدفع الباب في
هدوء ، وتدخل دبدوبة

دبدوبة : مازال هنا ، في القفص ، آه من العمة
دبة " تجلس حزينة أمام القفص " .
الببغاء : " يرفع رأسه " دبدوبة .
دبدوبة : عفواً ، لقد أيقظتكَ .
الببغاء : لم أكن نائماً .
دبدوبة : هذا ما خمنته .
الببغاء : يبدو أن دبدوب لم يأتِ معك .
دبدوبة : دبدوب عند النهر .
الببغاء : لعله يفضل صيد السمك .
دبدوبة : أراد أن يرافقني ، لكني فضلت أن آتي
إلى هنا وحدي .
الببغاء : دبدوب يحبك .
دبدوبة : لكنه لا يبالي بما عليه الطائر المسكين ،
وهذا ما لا أحبه فيه .
الببغاء : ونحنُ من نبالي ، ماذا استطعنا أن نفعل
، إنه سجين منذ خمسة أيام .
دبدوبة : يجب أن نتحدث إلى العمة دبة .
الببغاء : تحدثتُ إليها ، تحدثتُ كثيراً ، لكن دون
جدوى ، إنها دبة .
دبدوبة : " تنظر إليه " ....
الببغاء : عفواً ، يا دبدوبة .
دبدوبة : لا عليك ، أعرف أنكَ تحبها .
الببغاء : إنني سجين هنا بإرادتي ، فأنا أحب
العمة دبة فعلاً ، لكني لا أحب أن تسجن
أحداً ، وخاصة هذا الطائر الطنان ، مهما
كانت دوافعها .
دبدوبة : " تنصت " أظنها قادمة .
الببغاء : " ينصت " نعم إنها هي " يهز رأسه "
آه من العمة دبة .

يُدفع الباب ، وتدخل
العمة ، حاملة سلتها

العمة : أهلاً دبدوبة .
دبدوبة : صباح الخير .
العمة : " تضع السلة على المنضدة " دبدوب
ليس معك هذا اليوم .
الببغاء : دبدوب يصيد السمك ، ويضعه في
القفص .
العمة : ببغاء .
دبدوبة : هذا الطائر المسكين ، أظنه هزل كثيراً
، وأخشى أن يموت .
العمة : لن يموت ، إنني أطعمه .
دبدوبة : مسكينة الطيور الصغيرة ، إنها وحدها
من تصطاد ، وتوضع في الأقفاص .
الببغاء : لو كان الطنان في حجم النعامة ..
العمة : " تنظر إليه " ....
دبدوبة : النعامة ؟
الببغاء : ارتفاعها " 240 " سنتمتراً ..
دبدوبة : آه .. بارتفاع العمة ..
الببغاء : ووزنها " 135 " كيلوغرام ..
دبدوبة : آه ..
الببغاء : هذا ما قالته العمة دبة .
دبدوبة : " تنظر إلى العمة دبة " ....
العمة : " تهز رأسها " ....
دبدوبة : من الصعب وضع مثل هذا الطائر في
قفص " تبتسم " النعام تمثل حلماً دسماً
للثعلب .
العمة : لن يقرب هذا الحلم ، حتى في المنام ،
فهو حلم قاتل .
الببغاء : حتى لو جنّ وطاردها ، فإنه لن يستطيع
اللحاق بها ، إن سرعتها في الركض تبلغ
" 50 " كيلومتراً في الساعة .
العمة : ولو جنّ فعلاً ، واقترب منها ، فإنها
سترفسه بإحدى قائمتها ، المدججتين
بمخالب قاتلة ، وستقتله في الحال .
دبدوب : والنعامة لا تطير .
دبدوبة : وأظنها ليست الطائر الضخم الوحيد في
العالم ، الذي لا يطير .
الببغاء : لا هناك طيور أخرى .
دبدوبة : " تنظر إلى العمة " ....
العمة : " تهز رأسها " ....
الببغاء : طائر الامو والبشتم في اوستراليا ،
والكيوي في زلاندا الجديدة ، والرية في
أمريكا الجنوبية .
دبدوبة : " تنظر إلى العمة ثانية " .....
العمة : نسي طائراً واحداً .
الببغاء : لا أظن ، فهذا كلّ ما ذكرتِه أنتِ .
العمة : لقد ذكرته ، ربما ليس أمامك .
الببغاء : ربما ..
العمة : هناك طائر طوله " 4 " أمتار ..
دبدوبة : " 4 " أمتار !
الببغاء : لم تذكريه أمامي أبداً .
العمة : اسمه الموّه .
الببغاء : لا أظن أنني رأيته من قبل .
العمة : ولن تراه .
الببغاء : " ينظر إليها " ....
العمة : لأنه انقرض منذ آلاف السنين .
دبدوبة : المسكين .
الببغاء : لابد أن دبة سجنته لتدرسه ، فانقرض .
العمة : ببغاء .
دبدوبة : أيتها العمة ....
العمة : " تنظر إليها صامتة " ....
دبدوبة : هذا الطائر الصغير ، لا أريده أن
ينقرض .
العمة : ما زلتُ أدرسه .
الببغاء : حياته وحريته أهمّ من كلّ شيء .
العمة : " تلوذ بالصمت " ....
الببغاء : لو كنتِ أنتِ داخل هذا القفص ، أتدرين
ما كنّا نفعل ؟
العمة : أعرف .
الببغاء : دبدوبة ..
دبدوبة : " تنظر إليه " ....
الببغاء : العمة في داخل القفص .
دبدوبة : " تتقدم من القفص " ....
الببغاء : هيا يا دبدوبة ..
دبدوبة : " تفتح باب القفص " أيها الطائر العزيز
، هيا انطلق ، الغابة تناديك .

الطائر يخرج من القفص ،
ثم يمضي إلى الخارج

إظلام

27 / 8 / 2014













العجل


بيت العمة دبة ،
الببغاء يغط في النوم

الببغاء : خ خ خ خ .
العجل : " من بعيد " موووو .
الببغاء : خ خ خ خ .
الثعلب : " يدخل ضاجاً " أيها الببغاء ..
الببغاء : " يعتدل خائفاً " آآآآ .
الثعلب : لا تخف ، أنا الثعلب .
الببغاء : الثعلب ! أيها اللعين ، أرعبتني .
الثعلب : العمة دبة ستأتي فوراً ..
الببغاء : لا أدري " يتثاءب " ربما سمعتُ في
الحلم أحدهم يصيح .. موووو .
الثعلب : ما سمعته ، يا ببغاء ، ليس في الحلم ،
بل في الواقع .
الببغاء : ماذا !
الثعلب : موووو .. ها هو قادم .
الببغاء : هذا مستحيل .
يُفتح الباب ، وتدخل
العمة ، ومعها عجل

الببغاء : " مذهولاً " موووو !
الثعلب : هذا ما قلته ، وها هو موووو أمامك .
الببغاء : ليتك لم تصدق ، موووو ؟
الثعلب : حتى تعرف أنني أصدق .. أحياناً .
العمة : كفى ..
الثعلب : عفواً ، أيتها العمة ..
العمة : اذهب إلى بيتكَ .
الثعلب : لا تحرميني ، على الأقل ، من تأمل هذا اللحم الطازج .
العمة : أيها الثعلب ..
الثعلب : دعيني أشمه .
الببغاء : دعيه يشمه .
الثعلب : " يشم العجل " آه .
العمة : على مسافة يوم أو يومين ، يوجد قطيع من الجاموس البري ، وهو من أبناء عمومة هذا العجل ، اذهب إليه .
الثعلب : أيتها العمة ، أنت ترسلينني إلى الموت المحتم .
العمة : لكنك تحب اللحم الطازج .
الثعلب : إن الذئاب نفسها ، مهما كانت جائعة ، لا تستطيع الاقتراب ، كما تعرفين ، من مثل هذا القطيع .
العمة : ليس الذئاب وحدها ، بل إن أي نمر أو فهد ، يقترب من مورد الماء ، الذي تتواجد فيه ، لا ينجو بجلده ، إذ يهاجمه القطيع كله ويقتله دوساً تحت الأقدام .
الثعلب : يا له من مصير .
الببغاء : اذهب إلى بيتك أفضل .
الثعلب : وهذا اللحم الطازج ؟
العمة : " تدفعه إلى الخارج " اذهب إلى القطيع " تغلق الباب " .
الببغاء : لا تخافي عليه ، إنه عجل جاموس ، كما قلتِ .
العمة :إنه ليس عجل جاموس مائي شجاع وقوي ، بل عجل جاموس مدجن ، ومثل هذه الجواميس لطيفة جداً ، ويستطيع طفل صغير أن يقودها .
العجل : تقول أمي ، إن أحد أجدادي ، كان جاموس مائي .
العمة : من يدري .
العجل : كلما خرجنا مع الراعي ، إلى البراري القريبة ، أبتعد قليلاً عن أمي ، وأقف متطلعاً إلى البعيد ، وأصغي متلهفاً ، كأن أحداً يناديني ، أن تعال .
العمة : لعلّ هذا ما جعلك تتيه هذه المرة ، وجعلك تقترب من المستنقعات .
العجل : ربما أردت أن أصل إلى هذا القطيع ، الذي لم أره إلا في المنام .
العمة : ولو لم أركَ ، وبقيت في العراء ، وقد حلّ الليل ، لجاءتك الذئاب .
الببغاء : " خائفا " آآآآ .
العمة : لا تخف ، يا ببغاء .
الببغاء : من حسن الحظ ، أنني ببغاء ، وليس عجل جاموس .
العمة : " تبتسم " حتى لو كنت عجل جاموس ، ليس لك أن تخاف .
الببغاء : أيتها العمة ..
العمة : العجول الصغيرة في القطيع تكون محمية جيداً .
العجل : نحن يحمينا الراعي .
الببغاء : لكن القطعان البرية من المواشي ، ليس لها راع ٍ يحميها .
العجل : ولذا فإنها تكون فريسة للذئاب .
العمة : كلا ، إنها محمية أيضاً ، فعندما يهاجم ذئب أحد القطعان ، يُدفع الصغار وسط القطيع ، وتدافع عنها بقرونه القوية ، وحتى عندما يضطر القطيع إلى الفرار ، هرباً من أعدائه الأقوياء ، تكون الصغار مسرعة معها في الوسط .
العجل : مهما يكن ، فالحياة في البراري أفضل " يصمت لحظة " الحياة في البراري حرة ، جميلة ، فلا كلب ينبحني ، ولا عصا راع تجلدني ، ولا ..
العمة : بني ، أنت عجل تنتمي إلى الجاموس المدجن ، والحياة في البراري لا تصلح لك .
العجل : " يلوذ بالصمت " ....
العمة : كلّ مجموعة من الماشية ، وما نشأت عليه وألفته ، وهناك ، كما تعرف ، أنواع عديدة من الماشية ..
العجل : " يغمض عينيه " ....
العمة : الماشية المدجنة ، منحدرة من حيوان كبير جداً يدعى الأوروخص ، كان ارتفاعه نحو مترين ، وكان له قرنان ضخمان يزيد طول الواحد منهما على متر .
الببغاء : أيتها العمة ..
العمة : والماشية البرية تعيش في قطعان كبيرة ، فقطعان البيسون في أميركا مثلاً ، تعد بالألوف ، وثيران الياك والمسك و ..
الببغاء : أيتها العمة ..
العمة : " تنظر إليه " ....
الببغاء : العجل نام ، دعيه يرتاح .
العمة : " تنظر إلى العجل " آه حقاً إنه نائم .
الببغاء : يبدو أنه متعب جداً .
العمة : " تنهض " فليبقَ في مكانه ، ينام مرتاحاً ، حتى الصباح .
الببغاء : لابد أن أمه المسكينة قلقة جداً عليه ، وربما لن يغمض لها جفن حتى يعود إليها سالماً .
العمة : غداً حين يفيق ، آخذه إلى أقرب مكان ، من القرية التي جاء منها ، ليعود سالماً إلى أمه .
الببغاء : أنتِ حقاً عمة .
العمة : " تنظر إليه " ....
الببغاء : مثل هذا العجل الأحمق ، كان يمكن أن يكون ضحية لحلم من الأحلام ، التي تراودنا جميعاً ، ولو لم تنقذيه ، لكان فعلاً طعاماً للذئاب " يتمدد في فراشه " الآن فقط عرفت ، لماذا تكرهك الذئاب .
العمة : المهم أن لا تكرهني أنتَ .
الببغاء : أنا أحبكِ .

العمة دبة تنظر
إليه دامعة العينين

إظلام

19 / 8 / 2014



#طلال_حسن_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمة دبة الجزء الثاني
- مسرحيات للأطفال العمة دبة الجزء الاول ...
- سيناريو ربيع دائم
- ثلاث مسرحيت للأطفال طلال حسن
- رواية للأطفال الثعلب العجوز طلال حس ...
- قصص قصيرة شتاء الأيام الآتية ...
- لمحات من صحافة الأطفال في نينوى
- طلال حسن في سطور
- القناع في مسرحيتي الإعصار وكلكامش لطلال حسن -مقاربة في المكو ...
- الفضاء في مسرح طلال حسن -مسرحية الإعصار- نموذجاً
- هيلة يارمانه
- رواية للفتيان الفتاة الغزالة ...
- حكايات من التراث حكايات موصلية طل ...
- حكايات من الموصل طلال حسن
- حكايات من الموصل طلال حسن
- حكايات شعبية جنجل وجناجل
- مسرحة الموروث الشعبي -قراءة في مسرحيات (هيلا يارمانه) لطلال ...
- خمس مسرحيات من التراث الموصلي ...
- رواية للفتيان الغزالة ...
- قصص قصيرة جداً أنا الذي رأى ...


المزيد.....




- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...
- الفيلم الفلسطيني -خطوات-.. عن دور الفن في العلاج النفسي لضحا ...
- روى النضال الفلسطيني في -أزواد-.. أحمد أبو سليم: أدب المقاوم ...
- كازاخستان.. الحكومة تأمر بإجراء تحقيق وتشدد الرقابة على الحا ...
- مركز -بريماكوف- يشدد على ضرورة توسيع علاقات روسيا الثقافية م ...
- “نزلها حالا بدون تشويش” تحديث تردد قناة ماجد للأطفال 2025 Ma ...
- مسلسل ليلى الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- فنانة مصرية تصدم الجمهور بعد عمليات تجميل غيرت ملامحها
- شاهد.. جولة في منزل شارلي شابلن في ذكرى وفاة عبقري السينما ا ...
- منعها الاحتلال من السفر لليبيا.. فلسطينية تتوّج بجائزة صحفية ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال حسن عبد الرحمن - ببغاءة الحلم