عبدالقادربشيربيرداود
الحوار المتمدن-العدد: 8148 - 2024 / 11 / 1 - 18:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تربع ( الدولار ) الامريكي على عرش العملات ؛ منذ الحرب العالمية الثانية وليومنا هذا ؛ ويحوزعلى نصيب الأسد في الاحتياط النقدي الدولي ؛ لذلك تتهافت الحكومات ؛ والبنوك المركزية في أنحاء العالم ؛ على تعزيز أحتياطي النقد الاجنبي لديها ( الدولار ) نموذجا ؛ لأستخدمها في معاملاتها التجارية الدولية أثناء أزماتها الاقتصادية التي تواجهها اقتصادات بلدانها ؛ كيف لا وأنه يستخدم لتسعير السلع الاساسية في العالم ؛ ومن بينها النفط ...
بناء على ما تقدم يميل المستثمرون الى شراء ( الدولار ) عندما يعاني الأقتصاد العالمي من ضغوطات كبيرة ؛ ليكون في حينه ملاذا آمنا لهم ؛ بسبب أستمراره في السيطرة على المعاملات التجارية ؛ والنقدية عالميا ؛ مقابل ضعف قدرة المنافسين المحتملين على تهديده ؛ كون الاقتصاد الامريكي هو الاكبر في العالم ..
في خضم هذا التفرد الكبير(للدولار) الامريكي عالميا ؛ برزنظام أقتصادي ونقدي عالمي ( بريكس ) ؛ ند ( للدولار) ؛ يقوده روسيا وبعضوية كل من الصين ؛ الهند ؛ والبرازيل ؛ الذي من اهدافه الاستراتيجية ؛ كسح عرش ملك العملات ( الدولار) الامريكي ؛ عبر آليات للدفع عبر الحدود بعملة موحدة ؛ بغية توسيع نطاق المدفوعات غير المرتبطة ب ( الدولار ) في التجارة ؛ والاستثمارات المتبادلة بين اعضاء التكتل الجديد ؛ لتقليل التأثر بتقلبات أسعار صرف ( الدولار) في الاسواق العالمية ...
المعضلة في التطبيق هي مازالت كونها مجرد فكرة ؛ وجملة مقترحات ؛ لم يتم التوافق عليها ؛ ولاتوجد في الافق آليات واضحة لتطبيقها ؛ ولم يتم تداولها في قمة بريكس لهذا العام ؛ لذلك يرى الخبراء أن التباين بين اقتصادات تكتل ( بريكس ) ؛ يجعل مقترح العملة المشتركة غير عملي في الوقت الراهن ...
برغم كل تلك التعقيدات ؛ والتحديات المصيرية المذكورة آنفا ؛ يجعلنا الواقع أن نعتقد أن تطبيق فكرة عملة بريكس ليست بالمستحيل ؛ ومن الامثلة القريبة ( اليورو) العملة الاوربية الموحدة التي استحدثت عام 1999 ميلادية رغم اختلاف الظروف بين الدول الاوربية في حينه ؛ سياسيا ؛ اقتصاديا ؛ وجغرافيا ؛ ويعد ( اليورو ) حاليا العملة العالمية الثانية بعد ( الدولار ) الامريكي قيمة في الاسواق العالمية ...
أن فكرة ألغاء ( الدولرة ) يحتاج الى توافق ؛ وعلى نطاق واسع بين المصدرين ؛ والمستوردين ؛ ومؤسسات مالية ضخمة حول العالم ؛ على أستخدام العملات المحلية ؛ او عملات بديلة لانجاح الفكرة ؛ ولكن هذا الامر بحسب قناعتي الشخصية ؛ ومتابعتي الملية لحثيات الموضوع ؛ آراه أمرا مستبعدا على المدى القريب ؛ بسبب هيمنة ( الدولار) على التجارة الدولية ؛ والتمويل بصورة مستمرة ؛ لذلك حتى ولو ظهرت منظومة تعتمد على عملات متنوعة ؛ في غياب بديل قوي ( للدولار) ؛ يبقى الحال كما هو عليه ؛ لان تلك الفكرة تحتاج الى اجراءات واسعة كي يصبح واقعا ملموسا ؛ والا تبقى مجرد أمنيات تراود أفكار أصحابها ... وللحديث بقية
#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟