خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 8148 - 2024 / 11 / 1 - 16:19
المحور:
الادب والفن
قبل سنوات كان حُطام ينتظر بشغف الحصول على جواز سفر يمنحه فرصة الفسحة قليلا أملا في تحقيق حلم الأسفار و العِبر. إذ بعد أن ضاعت وثائقه الشخصية قبل سنوات ضاعت أيامه و أحلامه معا. و تدحرجت سنونه في هلع و كأنها خائفة من شيئ ما.
دائما ما يظهر حُطام بكيس يرافقه دوما و غالبا ما يكون الكيس داخل كيس ثم داخل كيس آخر فهذه هي حيلة المتنقل، إذ أن شيئا ما يحدث أثناء حمل أكياس البلاستيك من يديها فهي تتعب تماما كما تتعب أيادي البشر و يتبادر إلى الذهن و ماذا عن يديّ الشمبانزي هل كانت ستتعب بدورها و هي تحمل كيس الملابس و معدات الأناقة و أشياء أخرى أساسية جدا يحتاجها المتشرد في معركته اليومية نظرا للساعات المتواصلة من المشي التي غالبا ما تكون تحت المطر أو البرد أو تحت البرد والمطر معا؟
بعد الضربة التي أوقعت حْطام أرضا تغير كل شيء، إذ كانت الضربة بالرأس جعلته ينسى أشياء عدة بما فيها وثائقه الشخصية و كيفية الحصول على عمل، فالعمل هو أساس الحياة. كما أنه بدون وثائق لا يمكن الحصول على عمل و بدون عمل لا يمكن الحصول على وثائق. فالوثائق تقتضي عنوانا شخصيا و لا يمكن الحصول على عنوان دون دفع إيجار و أيضا لايمكن للعمل أن يتم دون حساب بنكي شخصي، وكالعادة فالأشياء مرتبطة ببعضها البعض و دخول الحمام ليس كخروجه.
كثيرا ما يظهر حُطام و الكيس بين الفينة و الأخرى مرتديا تقريبا نفس الثياب متنقلا بين شوارع المدينة ، إما بِبادينتون أو بيمليكو أو إيدجوار رود وهكذا. و للإغتسال يفضل حطام ماء السيربونتاين خفية لكي لا يراه أحد فيخفي خيمته تحت الأعشاب خوفا من البلل.
قضى حطام زمنا بكازابلنكا، أيام العز بالستينات رفقة أبيه اللبناني فهو لا يزال مُصرا على أنها كانت من أجمل أيام حياته على الإطلاق.
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟