|
لا تكشف سترى كى أراك
هدى يونس
الحوار المتمدن-العدد: 8148 - 2024 / 11 / 1 - 12:15
المحور:
الادب والفن
"ان غفوت احرس قلبك بنفسك"..امنحتب . يخطو عبورى لزمن قديم وشفتاى ترتجف. هل شهوة أم رهبة تخيل.. كيف الوصول وحقيقة الحقيقة توسوس لخلع خاتمى، أتلفت حولى "من ينزع اصبعى بما يرتدي" . وجدتنى دائرة أشعلت نفسها بنفسها وانطفأ اللهب، والرماد يكرر "الوقت انتهى.... الوقت انتهىىىىىيييى"، أعادنى لخلق أدم الأول بشرا سويا ترافقنى امرأة، يدى على راسى أستجير ومبتعدا عن رماد الدائرة.
بين وجودى وعجز قرارى أحظى بلحظات من اجتاز العلا، أسبح منفردا فى ملكوت سماوات تتشكل فى حجب. حين العودة من خيالى وخروجى من نطاقى أتخبط ، بين المفهوم والمحسوس هوة، وأحيانا صلة رحم بالإله الوثنى، وأمرنى لأتعبد بصلاة الشهوة وفيض العفاف . يرتعش سطح وجودى!! مع ارتعاش داخلى؟.. لماذا أحس دايما أنى سجين الفضاء، واللامدى حبس تقلب فصولى الأربعة !! متى يضعنى الخالق فى حجرة بجدران وسقفها السماء، ويمنح حلمى الأعرج هزيمة خصمه..
*** خرجت من نقطة وعدت لها، لتظل أرصفة الخرافة إلهاما للأرض، يتوالد منها ما نحتار فى توصيفه. من يفلسف صور ما نراه فى الصحو، مثلا تلك المرأة التى بسطتُ لها يدى وارتديت خاتمها، أثارت مخاوفى سنين بلعناتها غير متوقعة، الآن ظهرت ترواغ صحوى بعواطف وتمد يدها، استدرج النوم لأهرب من التعامل معها، أحست ما أنوى وشيدت جدارا فى الفراغ، تأمرنى أن أتسلقه وعجزت، قالت بتسلط "ادخل فى الحائط، أنتظرك فى الجهة الأخرى" بعد تعجيزى، ضمنى صدرها وأبعدنى عن حائط ينهار، لم أعد أعرف حين قالت "اغمض عينيك" ولم أطعها. قالت" أمحُو الآن عن عينك اطمئنان الأسلاف" وشيعتنى بتلويحة يدها، ولم تبعد كثيرا، أتبعها وأحدق، وعشت إنبثاق منها فى الأول لم أرى شيئا، حدقت أكثر رأيت الدم على ولادة إمرأة منها مكتملة، وليست مثلها، لحظة علوية ظلت فى القلب لا تفارق، واختفت وبقيت من خرجت. أتتبع مراحلها فى ممالك أتون الألوان !! ياللإلهة أعدت ثقتى بالنساء. قالت لا تؤمن بى الإيمان للدين، والقداسة قمة التبجيل، قلت من الآن أخطو كما تريدى يا مانحة الحياة. طير الهواء فستانها وتعرت، أتلفت حولى لأطمئن ولايراها غيرى، عند الرغبة دخلت محبسها وطاقة الكون تتبعنى، للمرة الأولى أرى الضياء أنثى، عمقها حقل ندى تبللت وأنصت، فى رهافة السكر متجردا من ثيابى أتتبع ازمنتها، حين إنكسارها لا تجد أبدا أحدًا، وتبدا من موتها الحياة!! ذكرتنى بالأية" وكشفنا عنك غطاؤك فبصرك اليوم حديد" تمنيت ألا تفارق جسدى قبل روحى. قادتنى الى الجانب الآخر، ولم اتهيب معها غربة كون مُتغير، اسمعها" إحساس اللاوعى بدائى يرجع لطفولة الإنسانية، والحنين لروح البدايات بقاياه عالقة فى تراكم الذاكرة ."
سرنا جوار رصيف محطة قطار مهجورة بصخب أشباح، ياتى شبح "فارس زوج بهية"، حين تاتى بهية تحكى بسكينة وجهها لأمى لؤم السلايف معها، تتنهد ولاتزيد، تهون أمى وتُزيد صلابتها، قريبة لقلبها كإبنة، ترسل معها من تساعدها "سيدة" تحمل كل مايحتاجه البيت، تشكر أمى تقاطعها وتقول " ولاد الاصول أبدا لا يْضَاموا"، "فارس ضاق بوجوده رمى نفسه تحت قضبان القطر، وترك أطفالا تلاتة وامهم، وانحنت الرؤس أمام القدر، بعد طوافه ليلا فى الأرجاء لا يراه أحد، ياتى لزريبة بيت الجد يخيف العجول التى تفك قيدها ويعم هرج مخيف مع نهيق الحمير، حتى الأذان. وأحداث النوم تتجول فى العوالم كما تشاء. ***
اليوم طاردنى فى مساحة الحلم، أزمنة كئيبة وتمتد، كيف أوارى جثمان المهشم عن الطريق ولا يراه غيرى ولا يلازمنى عار عجزى، آهة رمادية قُذفت باتجاهى فغامت الرؤية، وفوق الأعراف خوف لا يخفيه إلا خوف أكبر الآن أعيشه، وحلقات خرسى نحاس ممرد بداياته راس المهشم العارى على الأرض، وصورة أخرى بعصا جبروته تتسيد فى الذاكرة، واستسلم لرؤية ما لا أفكر فيه كى أهرب . عجزى عن نقل أبى الى بيته كى لا يرى أحد سوءات المهشم، كيف يتم تجهيزه وستره، إزاى أجيب تصريح دفنه دون رؤيته، كل ما أفكر فيه ملغم، وغير موثوق به وعسير التحقق، يزيد التعقيد امتداد زمن الحلم وثقل الوقت، تحلل الجثمان يوسع دوائر صوره ويُطارد، كيف أوارى سوءة ابى من الطريق كيف كيف وكيف، ولا يراه غيرى لتظل رأس هيبتى قائمة.
جاءت باشراقة تنساب منها وتتعرج كدخان البخور ورائحته، غمرنى، وخلخل ظلام توهتى وأدخلنى نهرا بلا شاطئ، تركتنى هى حرا اتجول فى دروبها وحَرَمت علىّ التساؤل، صفاء عينيها اخترق محيطى ودخلتُ بجسارة، كلما أغمضتُ عينى تفتح لى أبواب ولم تكترث، نسيت جثمان أبى وحيرتى وتخلصت من كامل ملابسى، ودخلنا قلب النهر!! ارتبكت.. ازدحم بمن فارقوا الحياة، أتراجع ويقتربوا، أتساءل: كيف عادوا لشبابهم !! فى نهر الومض أخطط لخروجى وابعد عن رؤيتهم، رائحة أنفر منها لا تفارق، اقاوم عجزى وأبحث كيف أكتمل بها .
رايت الأولى تُقبل وصوتها ينهر روحى، ولا أجد مهربا، وحلم خلاصى لا أبوح به، وبخت نسيانى لجثمان أبى، تعرف عجزى ولم بتتخلى وأمرت " اطلب من الحارث الذى تودع عيناه الابصار، هو بالذااااات، لأن بصيرته تتشعب بطرق اليقين، اتركه يتصرف على هواه، ولا تجادل وابتعد بلا اعتراض" رغم اعتراضى غير المُعلن، برؤيتها تم ما حلمتُ به وتوارى أبى فى مشهد مهيب، بعد الدفنة رأيتها قادمة بفتنة لم إرها أبدا، تُربكنى بايماءة اوقفت تخبط شهوتى، وقبل فتح فمى قالت : بسرعة إختار صوان العزاء أيها الخامل. يتبعها متعهد الصوان الأحول، وتركتنا، اخترت الصوان، استدارت تشير عن بُعد وأعدل تبعًا للإشارة، اكتمل الصوان وأنارت الإضاءة داخله وخارجه، وصوت الشيخ يتردد خارج المكان. اندمج الحلم والواقع، ورج صحوى نباح الكلاب المؤمنة مع الآذان لما اطمأنوا. قمت من سريرى فتحت الشباك عن آخره، استجمع ترتيب عقلى،احاول تهوين اللامنطق فى الحلم، محاولة محوه من الذاكرة مجازفة ولن تُجدى. ابحث عن الكلاب ولم اجد اثرا لهم ولا اى عابر . أتلقى عصف هواء الشباك، أقول لنفسى"يا لبراعة رؤية الإحكام فى الحلم" جاء صوتها من ورائي والهواء يخلخل الستارة، تنظر باستغراب" هل لاتحس عصف البرد". قلت: "كابوس" قالت : قلت لا تتعرى فى النوم، الا يكفى تعرية الصحو يااااا !! ولاتفتح الشباك فى فجر طوبة يااااااا.. وابتعدت بعد تكرار نعتى بالمنحرف ال....... لمسنى عصف الليل، والرطوبة تتشعب لأوصالى، يدى تعانق يدى الأخرى فى سلام لخلاصى من الحلم.. وعقلى يحلم بمن خرجت أمامى بنورها ورهافة ملمسها، قادرة على البعث من الموت، وانتظر تحريك شهوتى بايماءة. أحرص على قمع شهوتى، غافلا أن التخيل أكثر اشباعًا من تحققه. وظل الشباك. ملجأ الحماية رغم قذائف البرد .. لن اهتم بصراخها "عاهر لا يتوب" ولن اهتم بترميم ظنونها.
ياااااا كم راوغت مسارك ووقفت على أطراف أصابعى كى أراك. الآن أنصت للغواية، وحيث اللاموت موت والحياة لاحياة. ما يلمع بالعينان لمسته ناعمة كملمس حرير تغير وجهتنا ولم تقرر يوما من تكون وأحس بقوله "هيت لك"، هى أمامك تتابع مراحلها، حررت جسدك وسكنته تلك اللا هى، لا اعرف هل نحن غيمة تتهادى ام جسدانا اثير معراج السموات والآنسة نحن ببابه. فلأرتب تعرجى لأستقيم وأدخل بلا أخطاء فى حلم الصحو..
#هدى_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دخلتُ محبسها
-
ذبُولِها يَتقد
-
ظمأ
-
إنتظار
-
محرمات الأسئلة
-
صورة وقدرة
-
أرشيف الزلزلة
-
الحياة فى حيز أخر
-
لستُ فى كماله
-
أروقة مبعثرة
-
عالق بالبهاء
-
غافِل المحاذير
-
ما وراء الزمن
-
ويمحو ايماءات اللاجدوى
-
أتسلق صهوتىه
-
مُحــــــــاق
-
قُبلة مارقة
-
دهشة لعوب
-
إنشاد صخرى
-
قلب العــــــارف
المزيد.....
-
مسلسل ليلى الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
فنانة مصرية تصدم الجمهور بعد عمليات تجميل غيرت ملامحها
-
شاهد.. جولة في منزل شارلي شابلن في ذكرى وفاة عبقري السينما ا
...
-
منعها الاحتلال من السفر لليبيا.. فلسطينية تتوّج بجائزة صحفية
...
-
ليلة رأس السنة.. التلفزيون الروسي يعرض نسخة مرممة للفيلم الك
...
-
حكاية امرأة عصفت بها الحياة
-
زكريا تامر.. حداد سوري صهر الكلمات بنار الثورة
-
أكتبُ إليكِ -قصيدة نثر-
-
تجنيد قهري
-
المنتدى الثقافي العربي ضيف الفنانة بان الحلي
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|