أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عصام البصري - العودة من الموت 3














المزيد.....


العودة من الموت 3


عصام البصري

الحوار المتمدن-العدد: 8148 - 2024 / 11 / 1 - 10:37
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الع

سمع صوت صديقه يجادل ويجيب على اسئلة الخاطفين، سئله ابو احمد انت هنا، واجابه بالايجاب. وصمت الخاطفون، وتركوا لغوهم وصياحهم، فانهم يتبادلون الحديث بصوت عال جدا. ربما استعغربوا او فاجئتهم جراة السؤال، او عدم مبالاتهم بهم، واسلوب خطفهم، وتحقيقهم معه، وضربات بنادقهم ووخزها. تبادلوه كرة بين ايديهم، دفع واستلام بينهم الى اجلسوه الارض، وظهره على حائط.
صورة السدة علقت بذهنه، والجثث التي تنقلها سيارات بيكب للشرطة، وروائح العفن المنتشرة في المنطقة حول الطب العدلي، فارعبته، وتيقن انه مقتول اليوم لا محالة، ردد همسا:
غَدَرتَ يا مَوتُ كم أَفنَيتَ مِن عَدَدِ بِمَن أَصَبتَ وكم أَسكَتَّ من لجبِ
عادت الفوضى بالحديث بصوت عالي، الخاطفون يتناقشون بصوت عالي، وتضيع اصوات المخطوفين. افتى احدهم انهم ينتظرون شيخا ليحاكم المخطوفين، او يدرس امرهم، ويجد الحل المناسب لهم! والانتظار كان دهرا بحسابات مخطوفين، فقد كان انتظار لامل بالنجاة، وهو احتمال ضعيف جدا باستذكار صورة السدة، وقربهم منها.
الفرج مع وصول الشيخ، شبح لم يستطع اي من المخطوفين مشاهدته، حيث تغطي عيونهم عصابة سوداء. تذكر العصابة السوداء في الامن، وكذلك تعذر مشاهدة المحقق او من يوجه اللكمات والصفعات او يستخدم اجهزة الصعق الكهربائي وغيرها. صوت الشيخ مرتفع اشبه بالصياح في سؤال اين هم؟ ولحق ذالك بكلمة نابية. وسرح بمخيلته مع الجواهري:
صاح الغراب وصاح الشيخ فالتبست مسالك الامر: اي منهما نعبا
كم كان صادقا في كلماته هذا، فهل مر بهذه التجربة ليقرر مصيره شيخ لا يجيد الحديث والتفكير. واستيقظ على صوت الغراب، العفو الشيخ يقول له سيبدأ به. ومع الحيرة نطق، بسؤاله هل الشيخ لعشيرة او شيخ دين. وربما رغب الشيخ يستعرض اهميته للغوغاء الخاطفين قبل المخطوفين، وقال انه شيخ دين. واضاف انه يدرس في جامعة الامام الصادق. وهذه حيرة، فهو لم يسمع بهذه الجامعة. فغر فمه وسال "وين تصير". وكان السؤال حافزا لعدد من فوهات البنادق لتوخزه بشدة ليخضع، في حين يردد الغراب "كيف لا تعرف مكانها" والجواب "لا استطيع ان اعرف كل المعلومات" ربما اعتدل في جلسته فقد تغيرت نبرة صوت، انها في مكان جامعة البكر. ومن المؤكد لا يترك هكذا موقف دون تعليق، فذلك لديه عدم الاهتمام بالامام جعفر الصادق!
اضاف الشيخ بانه يدرس فيها الفقه واللغة العربية، ليضع هالة حول نفسه وقراراته، فهو مقدس. وكان هناك جواب بكلمة يجوز! وفورا اتهمه الغراب بانه يستهزء به. اقسم المخطوف بانها ليست للاستهزاء، وانما لم يتصور هناك استاذ جامعي يتعاون مع خاطفين. وعادت فوهات البنادق واعقابها تعمل لتاديب اي معترض.
للجامعات هالة خاصة ولاساتذتها اخلاق معروفة، ليس بينها التعاون مع الخاطفين. وراى الغراب ان يبدأ عمله. وبدء الحفر في تاريخه الشخصي وتاريخ عائلته، ولا يكتفي بالاسم بل يضيف لها المهنة والحالة الاجتماعية والاتجاه السياسي (وكان الحفر في تاريخ افراد العائلة السياسي من هموم رجال الامن والمحققين فيه).
طلب من احدهم ان يتناول جوالي وبدء بنبش كل اسم ذكر او انثى وما علاقته بي. وقدمت له تفاصيل شخصية مثل صديقتي! اعطى اوامره بان يتم تسجيلي انه صادق.



#عصام_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العودة من الموت مرة اخرى 2
- مجلس النواب في جلسته الثانية
- هل ينحسر الدور الامريكي في تشكيل الحكومة العراقية ؟
- العودة من الموت - ذكريات لعام 2006
- اشكالية المسالة والعدالة الاخيرة
- افتراضات حول احداث الاحد الدامي
- هل تدعم الولايات المتحدة الامريكية استراتيجية طهران في العرا ...
- افتراضات حول انفجارات بغداد يوم الاربعاء
- الصحوة ظاهرة في العراق
- حول زيارة الصدر الى تركيا
- هل في التهجير نعمة، يجب ان نشكر الله عليها
- تاثير الموقف من القوات الامريكية على نتائج انتخابات مجالس ال ...
- انتخابات مجالس المحافظات ... 1
- ساسة عابثون
- ائتلاف مدنيون
- قراءة اخرى في ظاهرة الارهاب
- رسالة مفتوحة الى الاستاذ مسعود البرزاني
- الارهاب: رؤية اخرى


المزيد.....




- يقدمون القرابين لـ-باتشاماما-.. شاهد كيف يعيش بوليفيون بمناز ...
- انفجار هائل ثم حريق خارج عن السيطرة.. شاهد ما حدث لمنزل صباح ...
- قتلى وجرحى فلسطينيين في خان يونس
- ترامب ويطالب بضم كندا والسيطرة على قناة بنما
- لافروف لـ RT: أحمد الشرع يتعرض لضغوط كبيرة من الغرب الساعي ل ...
- فنلندا تحقق في دور سفينة أجنبية بعد انقطاع كابل كهرباء تحت ا ...
- جثثهم تفحّمت.. غارة إسرائيلية تقتل 5 صحفيين في النصيرات بقطا ...
- تركيا توجه تحذيرا لوحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا
- صورة لـ-شجرة عيد الميلاد الفضائية-
- -اتفاقية مينسك لم تكن محاولة-.. لافروف يقدم نصيحة لمبعوث ترا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عصام البصري - العودة من الموت 3