أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سماك العبوشي - عذرا أم كلثوم، فلقد خيبنا ظنك بنا!!















المزيد.....

عذرا أم كلثوم، فلقد خيبنا ظنك بنا!!


سماك العبوشي

الحوار المتمدن-العدد: 8148 - 2024 / 11 / 1 - 00:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استهلال...
بادئ ذي بدء، فإن مقالي هذا موجه الى:
1- الجيل العربي الجديد تحديدا، جيل الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، أدعوهم فيها صادقا مخلصا للبحث عبر اليوتيوب والشبكة العنكبوتية عن أناشيد وطنية وقومية حماسية رائعة بكلماتها والحانها كانت تملآ يوما ما الإذاعات ومحطات التلفزيون العربية بها، وتهز عنفواننا القومي العروبي آنذاك، وتملآنا أملا ويقينا بمستقبل مشرق مزدهر لآمة عربية واحدة من المحيط الى الخليج، وذلك لتشعرهم بعظمة تلك المرحلة التي لم يعيشوها، ولم يذوقوا لذتها، وهي دعوة لهم صادقة مني بضرورة عودتهم للارتباط الحميمي بقضايا الامة المغيبة، ولبناء عقيدتهم العربية بشكل صحيح، ولتملأ أنفسهم وتشحذ هممهم كي يرتقوا بأولويات حياتهم نحو غد عربي مشرق زاهر، بدلا من الضياع في الإبحار بأغاني السفاسف والفن الهابط المنتشر هذه الأيام!!
2- جيل ما بعد نكبة 1948 مرورا بنكسة 1967 صعودا، (وأنا بالتأكيد منهم)، وذلك لإنعاش ذاكرتهم بحقبة زمنية رائعة امتلأت أجواؤها بالحس القومي العروبي، وشنفت أسماعهم وازدانت بالأناشيد القومية والوطنية الخالدة التي هزت كيانهم، وملأت أنفسهم بالتصميم والإرادة للتحرير والانعتاق من الاستعمار والاحتلال وجميع أشكال الهيمنة الخارجية!!.

ولجيل ما بعد نكبة 48 صعودا أعود مجددا فأقول محبا صادقا لهم:
- هل تذكرون أنشودة "أصبح عندي الآن بندقية" كلمات الشاعر نزار قباني والحان محمد عبدالوهاب، وأداء كوكب الشرق ام كلثوم رحمهم الله جميعا، والتي اذيعت لأول مرة عام 1969 ، تلك الانشودة الوطنية العروبية الخالدة والرائعة التي هزت مشاعرنا الوطنية والقومية وشحذت طاقاتنا وتمنينا لو أننا في ساحات الوغى مع الفدائيين الابطال!؟.
- أنسيتم أنشودة "إنا فدائيون"، كلمات عبدالفتاح مصطفى والحان بليغ حمدي وأداء كوكب الشرق أم كلثوم!!؟
- ومن منكم مازال يحفظ كلمات أنشودة "والله زمان يا سلاحي"، كلمات صلاح جاهين والحان كمال الطويل والتي أدتها السيدة أم كلثوم، وأنشودة "ثوار" كلمات عبد الفتاح مصطفى والحان رياض السنباطي وأدتها كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، أو "زهرة المدائن" التي ألّفها ولحّنها الإخوان رحباني وغنتها السيدة فيروز (أطال الله بعمرها) عقب هزيمة العرب في حرب 1967!!
- أما زالت ذاكرتكم تحتفظ بأنشودة "الوطن الأكبر" الرائعة لمؤلفها أحمد شفيق كامل وتلحين محمد عبدالوهاب والتي أداها أشهر مطربي العرب كعبدالحليم حافظ ونجاة الصغيرة وصباح وفايدة كامل ووردة الجزائرية وشادية، تلك التي تتغنى بالوحدة العربية وأمجاد أمة العرب!!؟


لقد استمرت الاذاعات والقنوات العربية بإذاعة هذه الأناشيد الوطنية والقومية المذكورة آنفا، وغيرها مما لم يتسع المجال لذكرها في هذا المقال، طيلة السبعينات والثمانينات وحتى التسعينات، في كل مناسبة وطنية أو قومية أو في ذكرى النكسة 1967، لرفع الهمم واستنهاضها وتعبيرا عن رفض الاستسلام والخنوع والانكسار، ثم فجأة طواها النسيان، وركنت هذه الأناشيد على الأرفف، واختفت تماما ولم نعد نسمعها مرة أخرى، لولا جهود بعض الخيرين من أبناء جلدتنا الغيارى مشكورين بإعادة نشرها عبر قنوات اليوتيوب!!

هذا لعمري غيض من فيض أناشيد فترة المد العروبي القومي، التي امتدت طيلة فترة الزعيم المصري العروبي الخالد جمال عبدالناصر رحمه الله، تلك الفترة التي ارتفعت وتائرها واشتد أوارها خاصة في أعقاب نكسة الخامس من حزيران 1967، لتتوقف فجأة بعد رحيل عبدالناصر لتأتي فترة انحسار المد القومي بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد سيئة الصيت ، فتوقفت إذاعاتنا ومحطاتنا التلفزيونية العربية – إلا ما رحم ربي – من بث هذه الأناشيد الحماسية القومية، فكانت إيذانا بدخول أمتنا العربية بنفق التسويات واتفاقيات الذل والهوان كاتفاقية أوسلو، وصولا الى مرحلة التطبيع مع العدو الإسرائيلي والانبطاح له والارتماء بأحضان الولايات المتحدة الأمريكية!!

لقد أخذت السيدة ام كلثوم على عاتقها طيلة تلك الفترة من المد العروبي القومي بتسخيررمزيتها ومكانتها الفنية وصورتها خدمة للمعركة ضد "إسرائيل"، فأنشدت الكثير من الأناشيد الوطنية والقومية لعل أهمها أنشودة "أصبح عندي الآن بندقية" لتعلن بذلك بأن خيار الأمة العربية عموما والفلسطينية خاصة هو المقاومة والكفاح المسلح، وهي لم تكتف بدعم الجيش المصري بأناشيدها الوطنية والقومية وحسب، بل دعمت كذلك المقاومة الفلسطينية إثر انطلاقتها منتصف ستينيات القرن الماضي، حيث طافت عواصم عربية عديدة، ثم غنت في قلب أوروبا، على مسرح الأوليمبيا بباريس، لتحول إيرادات حفلاتها بالكامل إلى المجهود الحربي ودعما للمقاومة الفلسطينية.

كان هدف السيدة أم كلثوم الرئيس من حفلاتها تلك هو إعادة الروح إلى الكرامة العربية التي كسرتها هزيمة حزيران 1967، أو بحسب تعبير المستشرق دينيس جونسون ديفيز، الذي علق على تفاعل السودانيين في حفل أم كلثوم بالخرطوم وأقتبس نصا: "شعب يغني للحب وهو يعيش في جو المعركة، لا يمكن أبداً أن يكون شعباً ضعيفاً، بل شعباً لديه القدرة على أن يواجه أعداءه بقوة"... انتهى الاقتباس.

وفي ختام مقالي هذا، أستميحكم عذرا بأن أتوجه للسيدة كوكب الشرق أم كلثوم رحمها الله – بالنيابة عنكم جميعا وأصالة عن نفسي - بالاعتذار الشديد وأسفي البالغ لها للسببين أدناه:
1- لقد ذهبتْ - للأسف الشديد- سيدتي الفاضلة جهودك وتضحياتك سدى في استنهاض أمتنا العربية من خلال أناشيدك القومية تلك، فها هي أنظمتنا العربية قد أمرت جيوشها بإلقاء السلاح من أيديها تماما، بعد أن منعت إذاعاتها (الوطنية) وقنواتها الفضائية من إذاعة أناشيدك هذه، كما وحرّمت على أبناء شعبها حمل السلاح بوجه عدونا الإسرائيلي، ولم يقتصر الأمر على هذا فحسب، بل وانهمك (بعض) أنظمتنا بالتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، مع تخاذل وتقاعس (البعض الأخر منها) وعدم الاهتمام بما يجري في مشهدنا العربي، أما من كان في ستينات وسبعينات القرن المنصرم يحمل لواء المقاومة فقد انخرط هو الأخر بمحض إرادته بالتنسيق الأمني (المقدس)، بل وتعدى ذلك بأشواط، فلم يحترم دماء قادة ومقاتلي فلسطين الذين استشهدوا فرووا بدمائهم الزكية أرض فلسطين، فراح يلاحق أبناء فلسطين داخل الأرض المحتلة الرافضين للتسوية والخنوع والذل ويزج بهم في معتقلاته وسجونه!!
2- وتذكيرا لك بأنشودتك "أصبح عندي الآن بندقية" تحديدا، وبالرغم من مرور نصف قرن تقريبا على تأديتك لتلك الانشودة الرائعة، وتحديدا المقطع التالي: (عشرين عاما وانا أبحث عن أرض وعن هوية)، فإننا للأسف الشديد مازلنا نبحث عن أرض سليبة أسمها فلسطين بالرغم من أنها على مرمى ومسمع منا، والأنكى من هذا سيدتي الكريمة، فإن أنظمتنا العربية هذه الأيام قد تركت غزة العزة تحديدا تلقى مصيرها من الإبادة الجماعية والتهجير والتجويع دون عون واسناد، وإنني والله وتالله وبالله لأخشى أن يكون مصير أقطار عربية أخرى يوما ما مرشحة لتلحق بمصير فلسطين المشار إليها في هذه الانشودة، كلبنان وسوريا والأردن، وربما سنستفيق يوما ما فنجد أن خارطة "دولة إسرائيل الكبرى" قد تحققت أمام ناظرينا في غفلة وتقاعس منا، لنبدأ شوطا جديدا من النحيب والعويل وإلقاء التهم، ولكن (ولات ساعة مندم) حينذاك!!!
وحسبنا الله ونعم الوكيل.

العراق
31 / 10 / 2024



#سماك_العبوشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة، فلبنان ... فما الوجهة القادمة!!؟
- ردا على كل المرجفين والمشككين: لم يكن السنوار مخطئا بقرار طو ...
- الطائرات أمريكية ... والصواريخ والقنابل أمريكية ... والقرار ...
- ايران ... جعجعة ولا طحين!!
- غزة والكذب والتدليس الأمريكي!!


المزيد.....




- مصر.. تفاصيل -رسو سفينة أسلحة- متجهة لإسرائيل في الإسكندرية ...
- الكويت.. فيديو دهس ضابط يشعل تفاعلا ووزير الداخلية يوجّه
- AP: البيت الأبيض يغير نص خطاب بايدن المتضمن كلمات عن -القمام ...
- مراسلنا: مقتل 16 فلسطينيا في قصف إسرائيلي شمال مخيم النصيرات ...
- كيف يؤثر ذكاء الرجل على حياته العاطفية؟
- يخفون حقيقة الدفاعات الجوية الأمريكية
- ما الثمن الذي تطلبه واشنطن للتخلي عن أوكرانيا؟
- غارات إسرائيلية مكثفة فجرا على ضاحية بيروت الجنوبية وموجة نز ...
- مصر تنفي تقديم دعم عسكري لإسرائيل وتوضح تفاصيل شحنة المتفجرا ...
- شبكة الشرق الأوسط للإرسال تفوز بـ 3 ميداليات من جوائز سيغنال ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سماك العبوشي - عذرا أم كلثوم، فلقد خيبنا ظنك بنا!!