أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد جاسم - فيروز والثعلب














المزيد.....


فيروز والثعلب


سعد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 8148 - 2024 / 11 / 1 - 00:11
المحور: الادب والفن
    


الثعلبُ الأُوروبيُّ الخبيثُ
قرَّرَ أَنْ يبدأُ وليمتَهُ الجديدة
بفنجانِ قَهوةٍ
{ ربما هيَ إسبيرسو }
موهِماً نفسَهُ الماكرةْ
بإحتلالِ فيروز
أُمّنا الكونيَّةِ الصابرة ؛
على قَهرِ هذا العالمِ
المهووسِ بالقتلِ والدَمِ
والحروبِ والأَوبئةْ
*
يالَها من كائنةْ
يالَها من ملاكْ
كأَنَّها قدّيسةٌ وكاهنةْ
تحرسُنا منِ الهلاكْ
بصوتِها ونورِها
تطردُ عنّا الذئابْ
والخوفَ والوحوشْ
وملوكَ العروشِ
ومن ظلامِ الأَزمنةْ ".

هكذا يقولُ حكيمٌ أعزلٌ
وخائفٌ وحزين
بالكادِ يَقْدرُ أَنْ يتنفّسَ
هواءَ اللهِ الشحيح
تحتَ أَنقاضِ بيروتَ
الطاعنةِ بالدمِ والفجيعةِ والخراب
والقاااااااادمُ
آآآآآآآآآآآآآآخ
طرررررررر

هكذا تَصرخُ إمرأَةٌ
جريحةٌ
وحزينةٌ
وغاضبةٌ
لكنَّها مازالتْ
برغمِ الطعنات
والغدرِ والخيانات
والزمنِ الملعونْ
تحتضنُ الناسَ
والبحرَ والارزَ
وشجيراتِ الزيتونْ
ومازالتْ ....
رغمَ الجرحِ الراعف
ونزيفِ الموتْ
هيَ بيروتْ
بيروتُ التي دائماً
لَنْ تَسْقُطْ
ولَنْ تُكْسَرَ
أو تُقْهَرَ
لأَنَّها عنقاءٌ أَبديةٌ
دائماً تنهضُ
من رمادِ الحرائق
والعواصفِ والحروب
وتظلُّ بيروتْ
فيروزَنا الصابرةْ
وأُمَّنا الشاعرةْ
التي لاتَفْنى أَبداً ؛
لأَنَّها : { جميلةٌ
وقويَّةٌ جداً } ونادرةْ
هذا ماقالَهُ الثعلبُ المُتَشاطر
في أَوّل ِالحكاية
فضحكتْ فيروزُ
ضحكتَها الخجولْ
وضحكتْ بيروتُ
منْ هَوْلِ الفضيحةِ والذبولْ
وضحكَ البحرُ وكلُّ كائناتهْ
وضحكَ المرفأُ والميناءْ
وضحكَ اللهُ مع الملائكِ
حتى همَتْ دموعُهم
وفاضتِ الأرضونُ والسماءْ
نهراً من الدموع والدماءْ
ولم تَكُنْ فيروزْ
أَرملةً خائفةْ
ولمْ تَعُدْ بيروتْ
وحيدةً نازفةْ
والثعلبُ المُتَشاطِرْ
مهما يَكُنْ ماكرْ
قَدْ أَصبحتْ لعبَتَهُ
واضحةً ... فاضحةً
وحظُّهُ كعقلهِ
منكسرٌ .. مندحرٌ
"منشكحٌ" ... مُنبطحٌ
مُنفعلٌ ... مُتفاعلْ
لكنَّهُ ياخيبتَهْ
يظلُّ مفعولاً بهِ
ولايكونُ يوماً فاعلْ
ولمْ يَكُنْ ذكياً
ولمْ يَكُنْ نبياً
أو عارفاً وشاعراً
أَوعاشقاً زكيّاً
وإْنَّما ...
كانَ مُجَرّدَ ثعلبٍ
وكانَ يَلعبُ لعبةً
معَ أُمّنا الصابرةْ
وفيروزِنا النافرةْ
وكانَ يحلمُ
بإنتدابٍ سافرْ
أَو بإحتلالٍ كافرْ
لكنّهُ ماكانَ بالشاطرْ
وإنَّما كانَ مُجرّدَ ثعلبٍ
غبيٍّ و فاشلٍ ومُتشاعرْ
وحظُّهُ طاحَ بوحلِ المَرْحَلَةْ
لأَنَّهُ إضحوكةٌ وواهمٌ ؛ مُتشاطرْ
يُريدُ أَنْ يَجتاحَ بيروتَنا
يُريدُ أَنْ يَحتلَّ فيروزَنا
ويُعيدَ مجدَ الإنتدابْ
ويُبيدَ فردوسَ الخيالْ
ويَسْبي سيدةَ النجومِ
والأَرزِ والغناءْ
ويُشِيدَ مُقبرةَ
ا
ل
غ
ي
ا
بْ
في هاويةِ الموتِ
و
ا
ل
ف
ن
ا
ءْ



#سعد_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة بلا ضفاف
- رائحة الكبريت أَو : بغداد في خطر / هايكوات وسينريوات
- وطن عتيق للبيع ... هايكوات وسينريوات وومضات
- البحرُ أَنتَ وهوَ شبيهُكَ الكوني
- عندما ترقص الانثى
- طبيعة مُلوّثة ... هايكوات وسينريوات
- النساءُ تتساقطُ من جيوبِه
- أَشجار الرافدين - هايكوات وسينريوات
- قبر في منفى أَو - اللهْ وياك عبّوسي -
- مُدن هايكوية
- صيف العراقي
- غزال خائف -هايكوات وسينريوات مُختلفة
- جنون عراقي
- مرايا النهر - هايكوات وسينريوات
- لبوحكِ أَسرارُ الينابيع
- أَنهار مُلطّخة بالدم
- المُغْتَرِبُ عن ذاتِه
- رأَيتُ كلَّ شيء - ديوان شعري جديد لسعد جاسم
- فزّاعات - هايكوات وسينريوات
- ثالث أُوكسيد الخراب


المزيد.....




- -بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
- سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي ...
- لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
- مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م ...
- رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
- وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث ...
- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...
- تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل ...
- تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون ...
- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد جاسم - فيروز والثعلب