أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلف علي الخلف - الوهابية الثقافية العربية














المزيد.....

الوهابية الثقافية العربية


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 8147 - 2024 / 10 / 31 - 14:25
المحور: الادب والفن
    


الوهابية حركة دينية نشأت في الجزيرة العربية وهدفت إلى إعادة كل شيء في الدين والمجتمع إلى السلف الذي يعتقد منشؤها وأتباعه أنه الصالح. أقفرت دنيا الآن ووجدت في الماضي السحيق الصلاح والكمال وما علينا إلا العودة إليه. ودعاتها حفظة مرويات وتفسيرات سحيقة يرددونها كناقلين.

سهلت الوهابية مهنة الداعية ولقب الشيخ، فعدته صحيح البخاري ومسلم في بعض الأحيان و مسواك وثوب قصير وينطلق ليقرّع الناس ويعيدهم إلى عصور سالفة وفق تخيلاته وتأويلاته وأمثاله.
أما السيدة فتحتاج نقابا دون مسواك وربع صحيح البخاري وثياب سوداء طويلة وتنطلق لتخلق نسخا عنها في برية الرب الواسعة.

لحسن الحظ، وبعد الإصلاحات السعودية العميقة والسريعة في بنية التشريعات و النظم و القوانين العاملة والفاعلة في المجتمع تم تحييد الوهابية وكف يدها عن إدارة المجتمع لصالح الدولة الحديثة وانخفض منسوبها التأثيري في الثقافة العربية إلى درجة تقارب الصفر.

لكن ما كدنا نهنئ قليلا من ضجيج الدعاة الدينيين وصراخهم ومحاصرتهم لنا في كل شارع ومنصة وقناة حتى ظهر لنا نوع آخر جديد من الوهابية يمكن أن نطلق عليه الوهابية الثقافية العربية.

فبسبب شيوع وسائل النشر الكتابية والسمعية والمصورة فاع علينا جيش عرمرم يمكن أن نطلق عليه جيش الوهابيين والوهابيات الثقافيين، جموع من الجهلة الذين يقلون مرتبة معرفية عن الوهابين والوهابيات الدينيين، فأولئك على الأقل كانوا يحفظون مروياتهم من آيات وسور القرآن والأحاديث التي جمعها البخاري وتفسيرات ابن كثير والطبري.

الوهابية الثقافية اجتاحت عالم الإعلام وشبكات التواصل وكل أماكن النشر السمع بصرية على الأكثر فلا خبزة لهم بالمكتوب لأنهم جهلة لا يجيدون كتابة جملة واحدة.

يقرأون من شاشة أمامهم أشعار امرؤ القيس والنابغة والأعشى وينتهي عصرهم عند المتنبي! فلا شعر بعد المتنبي. أما خارج الشعر فلديهم كتاب المستظرف ونوادر الحمقى والمغفلين وكتاب كليلة ودمنة ولا يقربون كتاب ألف ليلة وليلة فهو خادش لوهابيتهم. يعيش هؤلاء ويتحركون في زمن ما قبل التدوين وبالكاد يصلون لحقبة التدوين العربية الأولى.
تعتاش الوهابية الثقافية وتتعيش على زمن يسبق الزمن الذي عاشت واعتاشت عليه الوهابية الدينية. إنها أكثر بعد عن عصرنا الحالي مما كان عليه الحال مع الوهابية الدينية.

وبعكس الوهابية الدينية التي احتكرها الرجال في الغالب، فإن الأكثر انتشارا في حركة الوهابية الثقافية هن الوهابيات، المتزينات، المتبرجات، المسرحات شعورهن عند مختصين واللابسات ثيابا عصرية ويلثغن غالبا بالراء ويخطئن في الإعراب وفي النحو والصرف وتركيب الجملة.
رأس مال الوهابية صوتها وصورتها وتنغيماتها الصوتية وملف بي دي إف عليه المعلقات العشر.

وبينما كان الوهابيون القدامى لا يجني غالبهم شيئا من مهنته كداعية متطوع مطوع إلا من اشتهر منهم وباع أشرطة الكاسيت وظهر لاحقا على الفضائيات، فإن الوهابيات المثقفات بجنين أرباحا طائلة من الإعجابات ومشاركة هرائهن على شبكات التواصل من جمهور معظمه أمي يطربه مداعبة جهله.
إذ أن المحتوى الذي تبثه الوهابيات الثقافيات يوحي له أنه عارف عالم مثقف حافظ لأبيات من الشعر الجاهلي كانت مقررة في المناهج الدراسية العربية، التي هي المدرسة الأم للوهابية الثقافية. وإذ تتلو هذه الأبيات عليه الوهابية المثقفة بصوتها العذب المغناج والذي يقترب أحيانا من الإيحاءات الجنسية فإنه يذوب ثقافة وشوقا إلى زمن "غراء فرعاء مصقول عوارضها" التي أصبحت تتلوى أمامه.

وإذا كانت حركة الوهابية الثقافية احتكر متنها الوهابيات فإن في هامشها وهابيون قليلون يتقربون إلى جمهورهم بتأنيث أصواتهم أو تخنيثها على الأقل ليقتربوا من النسخة الشائعة من الوهابية الثقافية.

لن ولم تنتج حركة الوهابية الثقافية التي اجتاحت الأرض والفضاء والأسلاك والجيوب والمحافظ والصحراء شيئا سوى تعميم الجهل المطلق الذي تعاني منه أمة العرب، والمساهمة بشكل فعال في صياغة ذائقة وعقل يعيش في العصر الجاهلي الأول.

إذا، فحركة الوهابية الثقافية العربية جيش من الجاهلات والجهلة يستخدمون الإنترنت لإعادتنا إلى العصر الجاهلي.



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة تأخرت سنة إلى طالبي فتح الحدود
- الحسين مجرد طالب سلطة وليس ثائرا
- دفاعًا عن الأدب العربي المترجم إلى اليونانية وليس بيرسا
- عبدالله الريامي: جيشٌ من رجلٍ واحدٍ يحارب على جبهات متعددة
- قصيدة النثر بالعربية: إضاءات من زوايا شخصية
- بولاق الفرنساوي لحجاج أدول والحنين للماضي
- هل احتل العرب المكسيك؟
- عن المغاربة الذين لا يعرفون أن الأندلس أموية
- السوريون وهواية أسطرة الفوارغ
- العلاقة بين اليهود وحائكي السجاد في رواية بازيريك للماجدي
- سلام حلوم في «كسْر ِالهاء»: الحنين كمنبع للشعر
- المهنة كوسيلة لفهم تركيب وسلوك الشخصية السورية
- السياسة في سوريا بين الجهل النظري وافتقار الممارسة
- نصوص فاطمة إحسان: بين صفاء الموهبة وخداع النماذج المكرسة شعر ...
- دفاعاً عن لبنان الضحية بوجه الإجماع السوري
- في أصل «الشَّوَايا» اصطلاحًا ولغة
- أما آن الأوان لدول الخليج أن توقف تبرعاتها للمنظمات الدولية ...
- عن گلگامش السومري وتأثيره في حياتي
- تغريبة القافر لزهران القاسمي أو عندما تبدو الحياة كحكاية
- سيرة العشائر الزراعية في رواية -خربة الشيخ أحمد- ل عيسى الشي ...


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلف علي الخلف - الوهابية الثقافية العربية